الاحتلال يقطع أوصال الضفة الغربية محولاً إياها إلى سجون
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
تضييق كبير يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في الضفة الغربية، محولاً مدنها وبلداتها إلى سجون، كما حول قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم.
فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من الشهر الجاري، صعدت قواته وعصابات مستوطنيه جرائمهم بحق الفلسطينيين فيه، من خلال حملات الاقتحام والاعتداءات التي أسفرت عن استشهاد 104 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 1000، إضافة إلى اعتقال الآلاف، وتقطيع أوصال الضفة بالحواجز، لفرض المزيد من القيود على الحركة.
قوات الاحتلال أغلقت بشكل كامل مداخل أغلبية مدن وبلدات وقرى الضفة، ليس بالحواجز العسكرية فقط، بل بسواتر ترابية ومكعبات إسمنتية وبوابات حديدية، وبلغ عدد الحواجز التي يقيمها الاحتلال في الضفة قبل العدوان على غزة 567، منها 77 حاجزاً رئيسياً، و490 حاجزاً تشمل “سواتر ترابية، ومكعبات إسمنتية، وبوابات حديدية”.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن سلطات الاحتلال أضافت منذ بدء العدوان أكثر من 140 حاجزاً جديداً، بهدف عزل مداخل المدن والقرى والبلدات الفلسطينية ومنع التواصل بينها، وتقييد حركة الفلسطينيين، ومنعهم من استخدام الكثير من الطرق وتخصيصها للمستوطنين فقط.
في قرية عورتا جنوب نابلس، تبدو الصورة جلية لسياسة الفصل العنصري التي انتهجها الاحتلال الإسرائيلي بحق الضفة الغربية، بعدما أغلق الاحتلال جميع مداخل القرية بالسواتر الترابية، وأبقى على “حاجز عورتا العسكري” كمنفذ وحيد مع محيطها الخارجي، كما يقول رئيس مجلس القرية سعد عواد لوكالة وفا، موضحاً أن حاجز الاحتلال العسكري بات عنق الزجاجة للقرية، بعدما قطع الاحتلال تواصلها مع العالم الخارجي، حيث أغلق كل الطرق المؤدية إلى بلدات “حوارة وبيتاً وأودلا”، بالسواتر الترابية.
وبين عواد أن بوابة القرية تحولت منذ بداية العدوان إلى ممر لتنقل الفلسطينيين بين مدن وبلدات شمال الضفة الغربية ووسطها، بعدما أغلق الاحتلال الطريق الواصل بين حاجزي حوارة وزعترة العسكريين، ومنع المركبات الفلسطينية من المرور عبرهما، لكن تلك البوابة تتعرض لإغلاق مفاجئ، ما يؤثر على كل القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية، وقال عواد: 8000 فلسطيني يعيشون في سجن كبير.. ما فعله نظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا نقطة في بحر ما يفرضه الاحتلال ومستعمروه على الأرض ضمن سياسة العقاب الجماعي.
حال عورتا لا يختلف عن حال عدة قرى وبلدات في نابلس، أغلقت قوات الاحتلال مداخلها الرئيسة بالبوابات الحديدية، والطرق الفرعية بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، مثل حوارة وبيتا والساوية وقبلان واللبن الشرقية ودير شرف، وحاجز صرة العسكري غرب المدينة.
مؤسسات حقوقية فلسطينية، أفادت بأن قوات الاحتلال شددت منذ بدء العدوان على القطاع تطبيق نظام الفصل العنصري على الطرق في الضفة الغربية، وذلك ضمن مخطط ليس جديداً، تسعى (إسرائيل) من خلاله إلى الفصل التام في استخدام الطرق في الضفة الغربية، بين الفلسطينيين أصحاب الأرض وعصابات المستوطنين.
إبراهيم عاصي رئيس بلدية قراوة بني حسان أوضح أن قوات الاحتلال وضعت مكعبات إسمنتية على مدخل بلدتي قراوة وحارس غرب سلفيت، إضافة إلى بوابة حديدية أقامها خلال انتفاضة الأقصى في المنطقة، لتضاعف معاناة الفلسطينيين في7 قرى غرب المدينة، وللتحكم في حركتهم خلال تنقلهم بين بلدات المدينة وقراها، مشيرا إلى أن مدخل قراوة يعتبر ممراً رئيسياً بالنسبة إلى البلدات الواقعة غرب سلفيت “قراوة وبديا ومسحة وسرطة والزاوية”، والمنفذ الوحيد المؤدي إلى مدينتي سلفيت ونابلس، وبالتالي إغلاق المدخل يؤدي إلى شل الحركة والتنقل.
إجراءات الاحتلال العنصرية التي حولت الضفة الغربية إلى جزر مفصولة، تعيد إلى الأذهان سياسة العقاب الجماعي التي انتهجها الاحتلال إبان اجتياح الضفة خلال انتفاضة الأقصى قبل 23 عاماً، كما يوضح عماد أبو هواش الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بمدينة الخليل، حيث قسمت قوات الاحتلال المدينة إلى جزر مفصولة، وضاعفت عدد البوابات الحديدية والسواتر الترابية على مداخل بلدات الخليل وقراها منذ بدء العدوان على غزة محاصرة 800 ألف فلسطيني يعيشون فيها بـ 20 حاجزاً عسكرياً ثابتاً، وأكثر من 70 حاجزاً متنقلاً.
وأشار أبو هواش إلى أن الاحتلال عطل الحياة في الخليل والبلدات والقرى التابعة لها، حيث أصبحت الحركة مغامرة بالحياة، إذ تطلق قوات الاحتلال الرصاص على المركبات، وتعتقل كل من يتحرك في الشوارع المغلقة، أو يسلك طرقا فرعية، مبينا أن الاحتلال أعاد فرض قيود كان فرضها خلال انتفاضة الأقصى، مثل منع التجول، وحدد ما بين الساعة الـ 7.30 والثامنة صباحاً فقط للخروج من المنطقة، والعودة إليها فقط بين السابعة والثامنة مساء.
وفي ظل إجراءات الفصل العنصري والعقوبات التعسفية الجماعية التي يفرضها الاحتلال على الضفة، بات أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني عالقين ومحاصرين بل رهائن لهذه الإجراءات التي جعلت تنقلهم صعبا، بل مستحيلا بين مدنهم وبلداتهم، ورغم كل هذه الممارسات العدوانية العنصرية، يؤكد الشعب الفلسطيني أنه باق في أرض وطنه، ولن يذهب إلى أي مكان آخر، وأن الاحتلال زائل لا محالة، ولن يتمكن من كسر إرادته، وثنيه عن مواصلة النضال والمقاومة لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: منذ بدء العدوان قوات الاحتلال الضفة الغربیة الفصل العنصری فی الضفة
إقرأ أيضاً:
سرايا القدس تنعى 5 شهداء من كتيبة طوباس والاحتلال ينكل بجثثهم
نعت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- 5 من قادة وأفراد سرية طمون التابعة لكتيبة طوباس، الذين استشهدوا صباح اليوم الخميس خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة طمون جنوب طوباس شمالي الضفة الغربية.
وأعلنت سرايا القدس-كتيبة طوباس أن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية مع القوات المقتحمة، وأكدت وقوع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي.
من جهتها، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "شهداء طمون الأبطال"، ودعت إلى "النفير وتصعيد المقاومة ضد الاحتلال ومستوطنيه".
ووفق مصادر محلية وشهود عيان، اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية البلدة، وحاصرت شقة سكنية في مبنى مكون من 3 طوابق وسط طمون، قبل أن تندلع اشتباكات مسلحة مع الشبان المتحصنين داخل المنزل، تخللتها عمليات قصف صاروخي وهدم بالجرافات.
وأفاد رئيس بلدية طمون، سمير قطيشات، بأن قوات الاحتلال قتلت 5 شبان خلال العملية، واحتجزت جثامين 4 منهم، بينما عُثر على جثمان الشاب الخامس متفحما تحت أنقاض الشقة التي تم تدميرها.
وأكد عضو المجلس البلدي، ناجح بني عودة، أن قوات الاحتلال فجّرت الشقة المستهدفة بعد قصفها، مما أدى إلى توقف الاشتباكات، ثم اقتحمت المبنى بالجرافات التي دمرت ما تبقى منه.
إعلانوحصلت الجزيرة على مشاهد حصرية توثق تنكيل الجنود بالجثامين، وسحبها بجرافة عسكرية إسرائيلية.
بدوره، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أنه قتل "5 مسلحين" بعد رصدهم داخل موقع محصن، وقال إنه استخدم صواريخ كتف خلال الاشتباك.
وصادر جيش الاحتلال 3 بنادق و4 سترات واقية من الرصاص. وأضاف أن المجموعة كانت تخطط لـ"هجوم عسكري كبير"، مشيرا إلى اعتقال شخص سادس.
ووفق مصادر محلية، فإن الشهداء الخمسة هم:
رضا كمال بني عودة. إبراهيم بني عودة. إسلام بني عودة. وديع بني عودة. وساهر جاد الله، الذي عُثر على جثته متفحمة بعد انسحاب القوات. تفجير إسرائيليوفي تطور آخر، فجّرت قوات الاحتلال مقهى يقع قرب جامعة القدس المفتوحة في طوباس، في مشهد وثقته مقاطع مصورة أظهرت لحظة الانفجار وتصاعد أعمدة الدخان.
وجاءت عملية طمون بعد ساعات من هجوم مسلح نفذه فلسطيني قرب مستوطنة "بروخين" غرب سلفيت شمالي الضفة، أسفر عن مقتل امرأة إسرائيلية، وإصابة زوجها، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وتوعد رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، باستخدام "جميع الأدوات" لملاحقة منفذي الهجوم، في وقت يتواصل فيه التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وتشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيدا لافتا في الاعتداءات منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد ما لا يقل عن 934 فلسطينيا في الضفة برصاص جيش الاحتلال والمستوطنين، بينما أُصيب نحو 7 آلاف آخرين، وتعرض أكثر من 17 ألفا للاعتقال.