وفاة نجم مسلسل "فريندز" ماثيو بيري غرقا
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
عثر على الممثل ماثيو بيري، الذي اشتهر بدوره في مسلسل "فريندز" Friends الكوميدي التلفزيوني الأميركي الشهير في التسعينيات، متوفي عن 54 عاما في حوض استحمام ساخن في منزل بمنطقة لوس أنجلوس، ولم يتم العثور على أي مخدرات في مكان الحادث، حسبما نقلت وسائل الاعلام الأمريكية، اليوم الأحد.
والمثير للدهشة، أن آخر تدوينة للنجم الأميركي كانت على الأغلب من داخل حوض "الجاكوزي" الذي شهد وفاته، حيث نشر على "إنستجرام" منذ 5 أيام صورة له داخل الخوض، مرفقا إياها بالتعليق: "هل الماء الدافئ الذي يدور حولك يجعلك تشعر بالارتياح؟.
ولد ماثيو بيري في ويليامزتاون، بماساتشوستس، في 19 أغسطس 1969، ونشأ في أوتاوا، كندا، والتحق بالمدرسة الابتدائية مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، حيث كانت والدته سوزان موريسون، صحافية وسكرتيرة صحافية لرئيس الوزراء بيير ترودو، والد جاستن، وانتقل إلى لوس انجلوس في عمر الخامسة عشرة للعمل بالتمثيل والكوميديا الارتجالية.
ولعب بيري دور "تشاندلر بينغ" في مسلسل "فريندز" Friends على مدار 10 مواسم، ما بين عامي 1994 و2004 على، وشاركه في بطولته جنيفر أنيستون وكورتني كوكس وديفيد شويمر ومات لوبلانك وليزا كودرو، وحصل على ترشيح لجائزة إيمي في عام 2002.
وعلى الرغم من نجاحه، عانى بيري من الإدمان، وطلب العلاج في عامي 1997 و2001. وقال لإذاعة "بي بي سي" البريطانية في عام 2016 إنه لا يتذكر أحداث تصويره المواسم من الثالث إلى السادس من مسلسل "فريندز" Friends الأشهر عالميا، حيث عانى لسنوات من إدمان على مسكنات الألم والكحول، ولجأ مرات كثيرة إلى مراكز لإعادة التأهيل.
وخلال أحدث ظهور له عبر التلفزيون، فاجأ بيري الجمهور باعترافه بأنه كان يعاني قلقاً كبيراً "كل ليلة" خلال فترة تصوير مسلسل "فريندز".
وفي مذكراته التي نشرت العام الماضي، أقر بيري بأنه خضع لـ65 جلسة إعادة تأهيل ليتخلص من إدمانه على المخدرات، وأنفق أكثر من 9 ملايين دولار لهذا الغرض.
كما خضع للكثير من العمليات الجراحية المرتبطة بمشاكل إدمان المخدرات، بينها عملية في القولون استمرت سبع ساعات عام 2018، حتى إنه ذهب إلى حد القول "كان يُفترض أن أكون ميتاً".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الممثل ماثيو بيري مسلسل فريندز مخدرات الكحول الكوميديا رئيس الوزراء الكندي لوس أنجلوس مكان الحادث وسائل الإعلام الأمريكية
إقرأ أيضاً:
حسين سري باشا .. رجل الدولة الذي صمت فأنقذ مصر من العواصف
أحيانا يقف التاريخ أمام بعض الشخصيات ليمنحها مساحة لا يحصل عليها إلا القليلون؛ مساحة تستحقها تلك الوجوه التي حملت على كتفيها هم الوطن، وعاشت لحظات كانت فيها مصر في أمس الحاجة إلى رجال يعرفون قيمة الكلمة ووزن القرار.
ومن بين هؤلاء يجيء اسم حسين سري باشا، ذلك الرجل الذي قد لا يتردد اسمه كثيرا على ألسنة الناس اليوم، لكنه ترك أثرا لا يمكن تجاهله في واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ مصر الحديث.
وكلما نظرت إلى تجربته شعرت أن هذا الوطن لم يقم فقط على أمجاد الزعماء الكبار الذين تصدروا المشهد، بل قام أيضا على رجال وقفوا خلف الكواليس، يتحركون بحكمة، ويعملون بصمت، ويقودون البلاد في ظروف كانت كفيلة بإغراق أي دولة أخرى في الفوضى.
كان حسين سري باشا واحدا من أبناء مصر الذين شكلوا جزءا من عمودها السياسي في زمن الوفد، زمن الصراعات والمفاوضات، وزمن الأحلام الكبيرة التي كانت تفتش عن واقع يليق بها.
تولى مناصب عدة، بعضها كان إداريا، وبعضها تنفيذيا، لكنه في كل مرة كان يثبت أنه رجل يعرف معنى المسؤولية، وأن المنصب عنده لم يكن ترفا سياسيا، بل تكليفا وواجبا وامتحانا لضمير الإنسان قبل عقله.
وفي كل موقع جلس فيه كان يحاول – بقدر ما يمتلك من حكمة وحنكة – أن يمسك العصا من المنتصف في زمن لم يكن يمسك فيه أحد شيئا من أي طرف.
ما يدهشني دائما في تجربة هذا الرجل ليس المناصب التي تولاها، بل الطريقة التي تعامل بها مع هذه المناصب، لم يكن يسعى إلى صخب أو شهرة، بل كان يؤمن أن خدمة مصر هي في الأساس فعل يومي، قرارا بعد قرار، خطوة وراء خطوة، حتى لو لم يصفق له أحد.
وربما لهذا تحديدا لم يرتبط اسمه في الوعي العام بصور الاحتفالات والخطب، بل ارتبط عند الباحثين وأهل السياسة بفكرة رجل الدولة، الرجل الذي يعمل ليلا ونهارا لكي تبقى المؤسسات قائمة، ولكي تستمر عجلة الدولة في الدوران رغم العواصف التي كانت تحيط بها من كل اتجاه.
وفي وقت كان فيه الصراع بين القوى السياسية على أشده، وبين الاحتلال والشعب يشتعل كالنار في الهشيم، لم يكن سري باشا مجرد متفرج.
كان طرفا من أطراف بناء الدولة، واحدا ممن حاولوا – في حدود الممكن – أن يدفعوا سفينة مصر إلى الأمام، وأن يجنبوا البلاد ما استطاعوا من مخاطر.
ولعل هذه القدرة على القيادة في لحظات الخطر هي التي جعلته يحظى بالاحترام، حتى من الذين اختلفوا معه سياسيا، فمصر في تلك الحقبة لم تكن تحتاج فقط إلى مواقف صدامية، بل كانت تحتاج إلى عقول باردة تعرف قيمة التوازن، ورجال يمتلكون هدوءا يسمح لهم باتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح.
أتأمل سيرته فأرى فيها شيئا من تلك الروح المصرية التي تؤمن بأن الوطن أكبر من الأشخاص، وأن بقاء الدولة هو الأساس مهما اختلفت الاتجاهات.
كان يؤمن بأن مصر تستحق أن تدار بحكمة، وأن مستقبلها لا يجب أن يترك للصدامات أو المغامرات غير المحسوبة، وربما لهذا السبب كان وجوده داخل الحياة التنفيذية والإدارية مهما وضروريا؛ فقد كان يمثل صوتا عاقلا وسط ضجيج المواقف، ورجلا يعرف أن صلابة الدولة ليست في الشعارات بل في القدرة على إدارة شؤونها اليومية بحزم واعتدال.
ولأنني أرى أن الذاكرة الوطنية لا يجب أن تكتفي بذكر أصحاب الأضواء وحدهم، فإن استعادة سيرة حسين سري باشا اليوم ليست مجرد استرجاع لاسم من الماضي، بل هي استعادة لدرس من دروس الوطنية المصرية التي تعلمنا أن الوطن يبنى بأدوار مختلفة، بعضها يكون فوق المسرح وبعضها خلف الكواليس، لكن قيمتهما واحدة لأن الهدف واحد، أن تبقى مصر صامدة، واقفة، مرفوعة الرأس في وجه الزمن.
ومن هنا أشعر بأن الحديث عنه ليس ترفا تاريخيا، بل واجبا تجاه جيل يحتاج أن يعرف أن الوطنية ليست صراخا ولا شعارات، بل هي عمل متواصل وصبر طويل وضمير يضع مصر في المقدمة.
إن تجربة هذا الرجل، بكل ما فيها من هدوء وأثر، تظل شاهدا على أن مصر كانت دائما وأبدا تنجب رجالا يفهمون معنى السلطة كمسؤولية لا كامتياز، ومعنى الوطن كحقيقة يجب أن نحميها لا مجرد كلمة نرددها.
ولهذا أكتب اليوم عن حسين سري باشا بقدر كبير من الاحترام والاعتزاز، لأن مصر لم تتقدم فقط بهؤلاء الذين دوى صوتهم في الميادين، بل تقدمت أيضا بمن اختاروا أن يحملوا عبء الدولة على أكتافهم ويكملوا الطريق في صمت، من أجل هذا البلد الذي نحبه وننتمي إليه ونفتخر بتاريخ رجاله مهما اختلفت مواقعهم.