أقيم ضمن فعاليات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج والفنان مازن الغرباوي ماستر كلاس بعنوان " لغة الجسد في المسرح النسوي " قدمته الفنانة والمخرجة زوهاد ضيفلاوي وادار الماستر كلاس الناقد عز الدين حافظ والذي قام في بداية الماستر كلاس بالتعريف بالفنانة زوهاد الضيفلاوي فهي ممثلة ومخرجة اسست مختبر التكوين الأول بمسرح الحمامات بتونس وهي مديرة التظاهرات المسرحية للأطفال والكبار بقرطاج لاند ومديرة مهرجان تياترو المدينة ورئيس جمعية فورك ارت للمسرح والفنون

أعربت د.

زوهاد ضيفلاوي عن سعادتها بتواجدها في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي الذي يعد مهرجانا متميزا  فهو بالنسبة لها  توأم  لمهرجانها في تونس في العروض الشبابية والتكوين الشبابي

وتحدثت عن موضوع الماستر الكلاس وهو "لغة الجسد في المسرح النسوي" 
وأوضحت أن العرض الياباني يعد نموذجا ليكون عرض شاهد على موضوع الماستر كلاس وقامت الفنانة نهاد ضيفلاوي بالتفريق بين مصطلح "المسرح النسائي" و"المسرح النسوي" فالمسرح النسائي هو من يقوم عليها عنصر نسائي كاتبات او مخرجات ولكن الموضوع الذي يناقش لايختص قضايا المرأة

اما المسرح النسوي ينطلق من النظرية النسائية التي تنصر قضايا المرأة

وأشارت في كلمتها أن المسرح ظل لعدة قرون يناصر القضايا الذكورية وفي مطلع التسعينات حدثت ثورة كبيرة جعلت هناك مساحة من الحرية كما أوضحت تقدم المسرح في تونس سنوات ضوئية في قضايا المرأة

وذكرت ضيفلاوي أن لازلت هناك مسرحيات تقدمها المجتمعات والشعوب العربية عن قهر المرأة وضربت مثالا بعرض من تونس وهو عرض " شروق مريم " للفنانة منال عبد القوي وهو عرض مونودراما كان من المقرر مشاركته في مسابقة المونودراما ولكنه لم يتمكن من المشاركة نظرا لارتباط صناع العرض بتقديمه في تونس

ويعد عرض شروق مريم والعرض الياباني هما مثالين واضحين للغة الجسد وبالنسبة لعرض " شروق مريم " هو عرض من تأليف الكاتب فهد رده الحارثي والعرض يلامس عدة نساء في الوطن العربي وقد قدمت مخرجة العرض عدة لوحات من عدة دول ومنها جزيرة جربا بتونس ومشاهد متنوعة في المجتمعات عن طغيان الذكورية في البيوت جربا كذلك قامت بعرض طقس امازيغي وهو حماية العذرية للفتاة وقدمت مشهدا كاملا يناقش هذه القضية وربما  اذا تم استضافة هذا العرض في اى مهرجان لن تقدم المخرجة هذا المشهد .

ثم قامت بالاستدلال بمقالة الباحث والناقد حسام الدين مسعد الذي يخص خطاب العرض الذي يناصر قضايا المرأة وطرحت سؤالا هاما وهو هل يقبل المجتمع العربي أن يظهر قضايا المرأة بالشكل الجسدي أن يجب أن يتم مراعاة أن لكل جمهور خصوصيته

وقال الباحث والناقد أن القضايا النسوية في الوطن العربي يقابلها عنف في المجتمع الذكوري

وشدد على فكرة أهمية الحرية والتي تبدأ من الداخل موضحا أن العرض الياباني يحمل تقنيات فنون الأداء وأن بطلته عبرت عن فكرة النسوية بشكل جيد


وقالت دكتورة زوهاد أن هناك الكثيرين كتبوا عن الجسد وكما قال الفيلسوف الفرنسي ميشيل فيكو في كتابة " المراقبة والمعاقبة" لا سلطة على الأجساد وبالنسبة للمسرح النسوي كيف لصناعه أن يعبروا عن قضايا المرأة بدون أن يكون الجسد وسيلة تعبيرية أساسية.

وطرحت تساولا هاما حول العرض الياباني الذي قدم في ساحة السوق القديم وهل كان تواجده صحيح وتوقيته وفي هذا الصدد قال الناقد والمخرج نزار الكشو لابد من عمل دراسة " سوسيولوجيو" للمكان ومكوناته لتقديم العرض في ظروف مناسبة ومواتيه لفكرته ولم يكن العرض الياباني مناسبا لتقديمه في ساحة السوق القدم نظرا لجراة الفكرة والطرح فالمكان لم يكن مناسبا رغم أنه يتنمي لنمط فنون الأداء.

فيما أوضح الفنان وليد خضراوي عن العرض الياباني أن  العمل فيه تكرار لنفس التيمة وامعان في استعمال الأدوات لإنجاز الفكرة جعلت جزء من التكرار والرتابة

وقال إنه تعامل مع العرض باعتباره متفرج من الدرجة الأولي خاصة انه متعمق بشكل كبير في لغة الجسد مختص في المسرح الجسدي وكنت المتفرج الوحيد الذي قبل دعوة الممثلة لمشاركتها في العرض وفي نهاية الندوة تم طرح عدة تساؤلات ومداخلات من جانب الحضور

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فعاليات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح مهرجان شرم الشيخ الدولي مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي مهرجان شرم الشيخ قضایا المرأة لغة الجسد

إقرأ أيضاً:

صورة من قريب لصنع الله إبراهيم

على مدار سنوات عمره المديد (88 عاماً) حافظ صنع الله إبراهيم على صورته من الخدش، باعتباره يسارياً تقدمياً، عُرِف بمواقفه الحادة من الأنظمة المتعاقبة، وقد دفع خمس سنوات من عمره في المعتقل، بعد القبض عليه عام 1959. ضمَّن صنع الله تجربته الصعبة خلف الأسوار في سيرته الذاتية "مذكرات سجن الواحات"، لكنه لم يجعل من الأشخاص الذين ينتقدهم أعداء شخصيين، إذ آمن طوال الوقت بأن هدفه هو رؤية بلده مصر في أفضل صورة ممكنة، وحتى مع لهجته الحادة في كثير من الأوقات لم ينزلق إلى مستوى الشتائم والمكايدات، وحين رفض جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي وألقى بيانه الشهير لم يخرج عن حدود المعقول، وقد كنت شاهداً على الواقعة وقتها.

في هذا اليوم (الأربعاء 22 أكتوبر 2003) احتشد المثقفون وملأوا المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وظهر الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة على المسرح مزهواً، ووقف وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني وسط أعضاء لجنة التحكيم التي اختارت الفائز، وكلهم أسماء من العيار الثقيل، فرئيس اللجنة كان الطيب صالح، وأعضاؤها محمود أمين العالم، وفيصل دراج، وإبراهيم فتحى، وفريال غزول، وسيزا قاسم، ومحمد برادة، وحينما أُعلِن اسم صنع الله فائزاً انفجر تصفيق الحاضرين، لدرجة شعرت معها أن المسرح يهتز من فرط الحماس. تحرَّك صنع الله بجسده النحيل وسط الكاميرات التي تكتظ بها طرقات القاعة، متجاوزاً الأسلاك والمصورين حتى وصل إلى المسرح، وصعد بخفة طائرٍ صغير الدرجات القليلة، وصافح الجميع. بدا أن كل شيء يسير وفق المخطط له، مع أن فوز صنع الله مدهش للغاية، فالجميع توقع ألا يقبل مثقف معارض مثله تلك الجائزة، فقد رأوها غسيل سمعة لوزارة الثقافة، وتدجيناً للأصوات المختلفة، وإدخالهم "حظيرة الوزارة" بتعبير فاروق حسني الشهير، لكن صنع الله كان يحمل قنبلةً، ضبط توقيتها "على الشعرة"، ويخفيها في ملابسه! بدأ صنع الله في قراءة ورقة صغيرة أخرجها من جيبه، ومع كل كلمة نطق بها سرت قشعريرة في أجساد المثقفين، قال: "في هذه اللحظة التي نجتمع فيها هنا تجتاح القوات الإسرائيلية ما تبقَّى من الأراضي الفلسطينية وتقتل النساء الحوامل والأطفال وتشرِّد الآلاف وتنفذ بدقة منهجية واضحة إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه، لكن العواصم العربية تستقبل زعماء إسرائيل بالأحضان، وعلى بعد خطوات من هنا يقيم السفير الإسرائيلي في طمأنينة، وعلى بُعد خطوات أخرى يحتل السفير الأمريكي حياً بأكمله". لا يراودني شك في أن كل مصري هنا يدرك حجم الكارثة المحيقة بوطننا، وهي لا تقتصر على التهديد العسكري الإسرائيلي الفعلي لحدودنا الشرقية ولا على الإملاءات الأمريكية وعلى العجز الذي يتبدَّى في سياسة حكومتنا الخارجية وإنما تمتد إلى كل مناحي حياتنا. لم يعد لدينا مسرح أو سينما أو بحث علمي أو تعليم، لدينا فقط مهرجانات ومؤتمرات وصندوق أكاذيب"، حتى وصل إلى التأكيد على أنه "في ظل هذا الواقع لا يستطيع الكاتب أن يُغمِض عينيه أو يصمت، ولا يستطيع أن يتخلى عن مسؤوليته"، ثم ألقى بالقنبلة مؤكداً أنه يرفض الجائزة.

انفجر التصفيق بجنون تام تلك المرة، وصعد بعض المثقفين من فرط الحماس على الكراسي وبدوأ يتصايحون ويقفزون، وغرق جابر عصفور في العرق، وهبط صنع الله من المسرح وسار إلى الخارج فسار المثقفون خلفه في مظاهرة لم يخططوا لها.

بعدها سرى همس خجول تحول إلى مقالات تُكتب وتُنشر في الصحف المختلفة من مثقفين معروفين بقربهم من دوائر الثقافة الرسمية بأن صنع الله كان يجب أخلاقياً أن يعتذر لجابر عصفور حينما حدَّثه في الهاتف ليخبره بفوزه بالجائزة. عصفور نفسه قال لي في حوار قديم نشرته بـ"أخبار الأدب" إن هذه سقطة لصنع الله، لكن صنع الله رد قائلاً إن "الحرب خدعة"! بمجرد نشر التغطية اتصل بي صاحب "بيروت بيروت" و"نجمة أغسطس" و"ذات" على هاتف المنزل ليخبرني بأنه أحبَّ التغطية، فهي الأكثر دقة وأمانة ورسماً للتفاصيل، ولو أنه كتبها بنفسه لما خرجت هكذا. سعدت بكلماته وأنا أعرف جيداً أنه ليس من نوع الأدباء المجاملين، بل إنه في موقف سابق، وكان قد قرأ روايتي "عين القط"، وقال فيها رأياً إيجابياً، أخبرني بوضوح أن رأيه لا يعني رضاه الكامل عنها، فقد كان بإمكاني أن أجعلها رواية أفضل مائة مرة لو أنني صبرت وتأنيت في كتابتها، حتى على مستوى الحجم رأى أنها كان يجب أن تُكتب في ضعف حجمها أربع أو خمس مرات، لكن التسرُّع أضرَّ بها وبي. شعرت بالضيق لحظتها، لكن بعد مرور سنوات على الموقف، أدركت أن كل كلمة نطق بها صحيحة.

لم يتغيَّر صنع الله إبراهيم في تعامله معي أو مع غيري على مدار سنوات. كان يقبع خلف هاتف المنزل، ويترك "الأنسر ماشين" يرد بالنيابة عنه، ثم يستمع إلى صوت محدِّثه، وغالباً لا يرد إلا على أصدقاء وتلاميذ محددين. يرفع سماعة الهاتف بمجرد أن أنطق باسمي، أو بمجرد أن يتعرَّف على صوتي، ويخبرني ضاحكاً أنه يتهرَّب من بعض الدائنين. وقد دعاني إلى زيارته في بيته أكثر من مرة، وأجريت معه حوارين نشر أحدهما بجريدة "أخبار الأدب" والثاني بجريدة "المصري اليوم"، عن روايته "أمريكانلي"، وقد فسَّر لي عنوانها قائلاً إن الكلمة يمكن تفكيكها إلى ثلاث كلمات "أمري كان لي"، أي أن "أمري لم يعد بيدي وأصبح بيد آخرين، بيد أمريكا بشكل واضح". استفاض صنع الله في الحديث عن بطل الرواية الدكتور شكري وسفره إلى سان فرانسيسكو لتدريس مادة التاريخ بمعهدٍ يمتلكه ثري عربي، وتفاعله مع طلابه الثمانية وهم أمريكيون ذوو أعراقٍ وخلفياتٍ ثقافية وعقائدية مختلفة، وكيف استخدمه ليرسم صورةً شديدة الواقعية للمجتمع الأمريكي وتناقضاته ووضعها في مواجهةِ صورةٍ واقعية أيضاً للمجتمع المصري منذ عصور الفراعنة وحتى الرئيس السادات.

أعود مرة أخرى إلى القول بأن صنع الله حافظ على صورته، واكتسب احترام الجميع، اليسار واليمين، وحتى السلطة الرسمية، وقد ظهر هذا في مكالمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي له والاطمئنان عليه بعد أن تعرَّض لحادث شديد القسوة في منزله أدى لإصابته بكسر في عظمة الفخذ وإجرائه عملية دقيقة. لقد لمس صنع الله بنفسه حالة حب غير مسبوقة، فالجميع يعلم بمكانته، وتأثيره في الأدب المصري والعربي، فهو أول من جرَّب مزج الخيال بالمعلومات الأرشيفية، وأنتج أعمالاً مبهرة، والجميع يدرك أيضاً أنه آخر عنقود الكبار في جيل الستينيات.

مقالات مشابهة

  • قومية الشرقية تقدم "محاكمة تاجر البندقية" ضمن شرائح المسرح بالزقازيق
  • صورة من قريب لصنع الله إبراهيم
  • «قبضة القوة».. خبير يوضح دلالات لغة الجسد للرئيس الأمريكي لحظة وصوله إلى الرياض
  • مخبأ سري داخل سيارة في إسطنبول يكشف عملية تهريب مخدرات
  • انكماش الاقتصاد الياباني لأول مرة منذ عام
  • هل تم توظيف 320 شخص بماستر مزور؟؟…دعوات للتحقيق مع الحاصلين على ماستر أستاذ حزب الحصان
  • رئيس رعاية بورسعيد الصحية مستمرون في دعم ملف السياحة العلاجية بتقديم خدمات صحية تنافسية عالميًا
  • قصور الثقافة تواصل عروض المسرح الإقليمي بالإسماعيلية
  • لماذا يبكي البعض بعد الأكل؟ تفسير غريب يكشف خفايا الجسد والعقل
  • ما الذي قد تفعله إيران بـسلاح حزب الله؟ تقريرٌ يكشف