هل يغلق الأردن المعبر الحدودي مع سوريا؟.. تداعيات خطيرة للأزمة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
تثير زيادة التوترات على الحدود السورية الأردنية، الناجمة عن محاولات تهريب المخدرات من الأراضي السورية ولاحقاً الأسلحة المتطورة مثل "الصواريخ" والاشتباكات التي يخوضها حرس الحدود الأردني مع شبكات التهريب المسلحة، تساؤلات حول تأثيرات ذلك على العلاقة بين عمان والنظام السوري.
واعتبر مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، أن المملكة تواجه العديد من التحديات جراء موجات اللجوء، والمخدرات، مشيراً خلال اجتماعه مع وفد برلماني أوروبي في عمان الأربعاء، إلى جهود "قواتنا المسلحة لأجل حماية الحدود بمواجهة العصابات والميليشيات التي تحاول تهريب المخدرات والسلاح".
ودعا الصفدي المجتمع الدولي إلى الالتزام بتعهداته الأخلاقية والإنسانية تجاه الدول المستضيفة للاجئين، وإلى دعم وإسناد جهود المملكة في حربها على المخدرات التي باتت تهدد بإغراق المنطقة كلها بهذه الآفة.
ولم يُعلن الأردن رسمياً عن الخطوات التي اتخذها بعد الاشتباكات الأخيرة مع مجموعات التهريب، والتي أدت إلى جرح عناصر من حرس الحدود الأردني، واعتقال بعض المهربين، غير أن تقارير إعلامية أكدت قيام الطائرات الأردنية بتوجيه ضربات على مناطق في الجنوب السوري قريبة من الحدود.
وتقول الصحافية الأردنية المختصة بالشأن السوري هديل الروابدة، إن الأردن بادر خلال الفترة الماضية ومد يده لسوريا لإعادة دمجها مع الدول العربية وتخفيف الحصار عنها، ومنحها فرصة التصرف كدولة تملك قرارها السياسي وتبني اقتصادها بطرق مشروعة مثل التجارة والسياحة وغيرها كباقي الدول، مستدركة: "لكن نظام الأسد يبدو أنه فضل البقاء تحت عباءة ايران وميليشياتها، بحيث تبين أنه لا يمتلك قراره السياسي، أو لا يريد".
وتضيف في حديثها لـ"عربي21"، أن النظام يبدو أيضا أنه استحسن فكرة الربح السريع من تجارة المخدرات، معتبرة أن "الشعور اليوم في الأردن، هو أن البلاد لا تتشارك حدودها مع دولة وإنما مع عصابات مسلحة تمتهن تهريب كل الممنوعات والجرائم لتحقيق أهدافها".
وتقول الروابدة: "أمام هذا الواقع الأردن التفّ الأردن نحو هدف حماية أمنه الوطني والمجتمعي، وسط احتمالات لأي تصعيد بناء على قرار القوات المسلحة باعتبارها خط الدفاع الأول عن الوطن وأعتقد أن سيفصل بتعامله بين الجانب الأمني والسياسي في الملف السوري".
هل يُغلق معبر نصيب/جابر؟
ويبدو أن تداعيات ما جرى بدأت تظهر تباعاً، حيث وجهت مصادر تابعة للنظام السوري انتقادات لإجراءات تفتيش شاحنات الفواكه السورية المتوجهة إلى الأسواق الخليجية عبر معبر نصيب/جابر الأردني- السوري، وتحدث رئيس لجنة تصدير الحمضيات التابع للنظام بسام علي عن وجود مئات الشاحنات السورية عند المعبر بسبب الإجراءات "الطويلة" من الجانب الأردني، واصفاً ما يجري بـ"الكارثي".
وفي هذا الإطار تقول هديل الروابدة، إن النظام السوري يواصل منع دخول البضائع الأردنية على الرغم من إعادة فتح معبر جابر-نصيب منذ ٢٠١٨، رغم أن الحكومة في عمّان قدمت كل التسهيلات لفتحه، وإذا لم يتحقق الهدف من فتح المعبر وهو تنشيط الحركة التجارية بين البلدين بناء على قاعدة المعاملة بالمثل، فإن كل الاحتمالات حول قرار إعادة إغلاقه أو تضييق نطاق الحركة عليه وارده، مختتمة بقولها: "بالمحصلة الأردن سيتخذ كل قرار يصب في مصلحة أمنه واقتصاده".
ومثل الروابدة، يرى الخبير الأردني نبيل العتوم، أن إغلاق معبر نصيب/جابر قد يكون أحد خيارات الأردن، معتبراً خلال حديثه لـ"عربي21" أن "الأمر قد لا يتوقف عند ذلك، إذ من المحتمل أن يوجه الأردن ضربات عسكرية واستخباراتية نوعية داخل العمق السوري، نتيجة التصعيد في المواقف مع الجانب الإيراني والنظام السوري".
ويلفت العتوم إلى لقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قبل أيام على هامش منتدى اللاجئين في جنيف، ويقول: "خلال اللقاء شدد الأردن على عدم وقوفه مكتوف الأيدي أمام تهريب السلام والمخدرات التي تتم برعاية رسمية من إيران والنظام السوري".
سياسة جديدة للأردن
وبذلك، يرجح العتوم أن يراجع الأردن سياساته تجاه النظام السوري، ويقول: إن "قواعد الاشتباك اختلفت، وقد نشهد عمليات عسكرية نوعية شبيهة بالضربات الجوية التي استهدف منازل ومخازن التهريب في مناطق داخل الحدود السورية"، وخاصة أن "الأردن بات مهدداً من إيران وأذرعها داخل الحريق السوري".
لكن في المقابل، ورغم التوترات، قلل الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان من تداعيات التصعيد على شكل العلاقة بين النظام السوري والأردن، مستبعداً أن يعلن الأخير عن قطع علاقاته مع النظام.
وفي حديثه لـ"عربي21" يرجع ذلك إلى "المصالح المتداخلة" التي تراعيها الأردن، ويقول: "الأردن يستمر في علاقاته ونقاشاته مع النظام السوري، رغم غياب الثقة".
ويتابع علوان بالإشارة إلى ما اعتبرها "حاجة أردنية" لبقاء مسار العلاقات مع النظام السوري، معتبراً أن كل ذلك لا يعني أن "الأردن لن يقوم بإظهار إجراءات ردع في تعامله مع التهديد الأمني، ومن المحتمل أن نشاهد استراتيجيات أردنية جديدة".
وتوترت العلاقات بين الأردن والنظام السوري بعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011، ولم تنقطع بشكل كامل حتى مع اعتبار عمان سفير النظام السوري السابق بهجت سليمان "شخصًا غير مرغوب فيه" في العام 2014، بحيث استمر عمل سفارات الأردن والنظام السوري محصورا بموظفين إداريين عاديين.
وبقي الحال على ذلك حتى آذار/مارس 2020، حيث عقد أول لقاء رسمي بين مسؤول حكومي أردني والنظام السوري، وذلك خلال لقاء جمع وزير الصناعة الأردنية حينها طارق الحموري بنظيره لدى النظام محمد سامر الخليل في دمشق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المخدرات الأسد سوريا الاردن الأسد المخدرات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة والنظام السوری النظام السوری
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تحركات خطيرة من الإمارات لفتح جبهات قتال جديدة على السودان مع إثيوبيا
متابعات تاق برس- قال الناشط السياسي السوداني أمجد فريد، إن الإمارات قامت خلال الأسابيع الأخيرة بمساعٍ حثيثة لتحويل الحرب في السودان إلى نطاق إقليمي اوسع، عبر دفع إثيوبيا إلى التورّط المباشر في حرب السودان، بفتح جبهة جديدة لمليشيا الدعم السريع على الحدود مع السودان.
وأشار فريد في منشور، إلى أن الإمارات تستغل فرصة انشغال العالم بفترات عطلات نهاية العام وعدم وجود متابعة لصيقة للاوضاع في الاقليم.
وقال إن المشهد ذاته ينسحب على جنوب السودان، حيث ظهرت محاولات الإمارات لجرّ جوبا إلى دائرة الاشتباك بعد سيطرة “المليشيا”- على حد وصفه- على مصفاة هجليج واصبحت الامارات تطرح اتفاق ثنائي لتشغيلها بين مليشيا الدعم السريع والسلطات في الجنوب، بما يعني تحويل البنية النفطية إلى أداة ابتزاز وجسر لتموضع المليشيا داخل العمق الجنوبي.
وحذر من أن الصورة في الشرق بالغة الخطورة، بعد تأكد وجود قواعد لوجستية للدعم السريع في مناطق اصوصا ويابوس بالقرب من الحدود السودانية الاثيوبية، إضافة إلى قاعدة قرب هرر مَدَّى وكلها تستقبل طائرات إماراتية يومية محمّلة بالسلاح والمعدات الثقيلة للمليشيا ومنظومات مدفعية وأجهزة تشويش عبر مدينة أصوصا عاصمة إقليم بني شنقول قمز في الشمال الغربي من إثيوبيا المتاخم لإقليم النيل الأزرق في السودان، ويوجد به سد النهضة.
وقال إن ذلك يدل على ترتيبات عسكرية لفتح جبهة قتالية قاسية في ولاية النيل الأزرق.
وأشار إلى قيام السلطات الإثيوبية بإطلاق أعداد كبيرة من السجناء المدانين باستثناء المدانين بالقتل مقابل صفقة انتقالهم إلى هذه المعسكرات والتدريب للقتال في صفوف مليشيا الدعم السريع، وهو ما يضفي على المشهد طابعاً مقلقاً يذكّر بأخطر نماذج الحروب بالوكالة.
وبحسب فريد أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لا يزال يبدي تردداً في السماح للإمارات بإنشاء معسكر للتدريب وتجميع قوات الميليشيا في إقليم بني شنقول المحاذي للسودان والذي يضم سد النهضة، إلا أن هذه القواعد اللوجستية والإمداد الإماراتي المستمر يمثلان خطراً لا يقل جسامة عن إنشاء ذلك المعسكر، بل ربما يفوقه في بعض الجوانب نظراً لتعدد المواقع وصعوبة المراقبة.
واضاف “ويبدو أن آبي أحمد يحسب حساباته بدقة ويستعد لأي تطورات محتملة في علاقاته المتوترة بالفعل مع إريتريا ومصر، واحتمالات تفاقم هذه التوترات لتتحول إلى نزاع مسلح مفتوح، ولذلك يحاول الاستعداد لمثل هذه السيناريوهات عبر استخدام ورقة ميليشيا الدعم السريع كأداة في معادلاته الإقليمية والأمنية لتحقيق مصالحه الخاصة”.
ولفت فريد الى أن هذه السيناريوهات جميعها تحمل طابعاً كارثياً تدفع نحوها الإمارات بإصرار في محيط القرن الأفريقي، خاصة مع وجود ميليشيات التيغراي والفانو التي تخوض صراعات مستمرة مع الحكومة الإثيوبية وتتمركز بكثافة على طول الحدود السودانية الإثيوبية، مما يجعل المنطقة برمتها على صفيح ساخن.
وحذر من أن استمرار الإمارات في تدخلاتها المدمرة في منطقة القرن الأفريقي ينذر بإشعال الإقليم بأكمله في حريق لا يمكن السيطرة عليه، وربما يتعين على الإخوة الإثيوبيين قبل بقية العالم إعادة النظر بشكل جاد وعميق في تحولات سياساتهم الأخيرة المتعلقة بالحرب في السودان، فما يجري الآن على الأرض سوف تدفع ثمنه الباهظ شعوب المنطقة بأسرها، بينما المستفيد الحقيقي هو أطراف أخرى تجد في معاناتنا مادة للتسلية وتحقيق مصالحها الخاصة دون اكتراث بالعواقب الإنسانية والإقليمية المدمرة على حد قوله.
إثيوبياالإماراتالسودان