المناطق_واس

يرتبط تاريخ العُلا مهد الحضارات؛ الذي يعود إلى آلاف السنين قبل التاريخ، بالصقور كونها رمزًا للقوة والشجاعة عبر الحضارات المتعاقبة التي قامت على أرضها، وتركت بصمتها في تضاريسها الطبيعية وشواهدها الأثرية العريقة؛ فعُرف عن الأنباط استخدامهم للصقور في الحروب والمظاهر الثقافية منذ القِدم في مختلف المنحوتات الصخرية، وكذلك مدينة الحِجر التاريخية التي يظهر فيها الصقر في العديد من التماثيل والرسوم الصخرية، إضافة إلى المكانة المميزة للصقّارة في التراث العربي ووجودها تاريخيًا في شبه الجزيرة العربية وحتى الآن.

وتستضيف قرية (مغيراء) التراثية بمحافظة العُلا في أجواء من الطبيعة الممزوجة بالتراث والتاريخ، انطلاقاً من الخميس المقبل حتى 5 يناير، وعلى مدى تسعة أيام، أكبر مسابقة للصقور في العالم من حيث قيمة جوائزها التي تصل إلى 60 مليون ريال؛ وهي كأس العُلا للصقور 2023، التي ينظمها نادي الصقور السعودي بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، بمشاركة نخبة صقّارين محليين ودوليين، وعدد كبير من الصقور ضمن عدد من الفئات بمسابقتي الملواح والمزاين.

أخبار قد تهمك وزارة الخارجية تنظم لسفراء الدول المعتمدين لدى المملكة زيارة إلى العُلا 21 ديسمبر 2023 - 6:23 مساءً 9 فبراير.. انطلاق النسخة الثالثة من المعرض الفني الدولي صحراء X العلا 17 ديسمبر 2023 - 9:41 مساءً

ويأتي استضافة ميدان العُلا التاريخي لأكبر منافسة خاصة بالصقور على الصعيد الدولي في إطار تعزيز مكانة المملكة كونها وجهة عالمية للصقور والصقّارين؛ بتنظيم واستضافة كبريات المسابقات والمهرجانات التراثية الأصيلة وسط البيئة الطبيعية الثقافية للعُلا، وإبراز أهمية الصقور وموروث الصقّارة بصفته جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية، إلى جانب دعم هواية الصقّارة كونها رافدًا ثقافيًا واقتصاديًا، وحماية البيئة الطبيعية الثقافية، وتعزيز الاستدامة والتوازن البيئي.

ويسعى نادي الصقور السعودي، بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، إلى تنمية الموروث السعودي الأصيل في رعاية وتربية الصقور، ودعم هذا الإرث وتقديمه للعالم من أرض العُلا، والمحافظة على امتداده جيلاً بعد جيل، كونه تراثًا إنسانيًا غير مادي، بما يواكب رؤية المملكة 2030، ويعزز التقارب والحوار بين مختلف الثقافات الإنسانية.

 

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: العلا الع لا

إقرأ أيضاً:

ابتسامة زينب

19 مايو، 2025

بغداد/المسلة:

انتصار الحسين

على ضفاف بركة أسنة، تقف زينب، فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها سنوات قليلة، لكن عينيها تحملان ثقل عمر من المعاناة. قدماها ترتديان خفًّا ممزقًا مربوطًا بسلك صدئ، كأنه الخيط الرفيع الوحيد الذي يربطها بعالم هش لا يرحم. تحت ثوبها الأبيض القصير، الذي بات رماديًا باهتًا، تتلوى ساقاها النحيلتان كعودي بخور محترقين، تحكيان قصة تعب لا ينتهي.

جسدها النحيل يحمل صمتًا ثقيلًا، صمتًا لا يجرؤ أحد على كسره. لكنها، في لحظة هدوء، تسمح لخيالها بالتحليق بعيدًا عن هذا العالم القاسي. تلال النفايات التي تحيط بها تتحول في مخيلتها إلى سهول خضراء تتفتح عليها أزهار برية، وأسراب الذباب تتحول إلى طيور نورس وعصافير تغرد بألحان نقية تملأ السماء بنغمات بلا حدود.

البركة الأسنة التي كانت راكدة وقذرة، تتحول إلى بحر أزرق يتلاطم بأمواجه، ينسجم مع خفقان أجنحة النوارس في رقصة أبدية. نسيم رقيق يلامس خصلات شعرها التي تسللت من تحت قطعة القماش البالية، ويجعل ثوبها الممزق يرفرف كالشراع في مهب الريح، يرفض القيود، يصرخ بحرية.

أغمضت عينيها، تمسكت بتلك اللحظات، تنسج في خيالها تفاصيل جديدة تضيف ألوانًا لجمال لا يُرى. يدها الصغيرة لا تزال تمسك بالكيس المملوء بالخردة، وعيناها تبحر في البحر الأزرق، تعيش لحظات من فرح نادر، جميلة كقصص قديمة كان والدها يحكيها لها رغم قسوة الأيام.

ابتسمت ابتسامة عريضة، ابتسامة صنعتها لتقاوم الألم، لعالم لا يرحم.

لكن فجأة، اقتحم صوت الكاميرات عالمها، سرق منها تلك اللحظات، وأعادها إلى البركة الأسنة، إلى كيس الخردة، إلى واقع لا يلين. عادت تمشي بين الحفر، تبيع ما يصلح، تشتري خبزًا وخضارًا، وتعود إلى بيت والدها المقعد، حيث السقف المتآكل يئن تحت وطأة المطر.

مرت الأيام، وبينما كانت تفرز النفايات كالعادة، لفت انتباهها ورقة مطوية بين القمامة. رفعت عينيها، وجدت صورتها هناك، مبتسمة، تحت عنوان:
“حتى مساكيننا رغم الفقر يبتسمون.”

همست بصوت خافت:
“لم يرنا أحد ونحن نئن تحت وطأة الألم، لكن حين ابتسمنا، باعوا ابتسامتنا.”

ابتسامتها، رغم كل شيء، كانت رسالة صامتة تقول:
في قلب الألم، لا يزال للإنسان حق أن يحلم.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الصقور تمطر مرمى دهوك برباعية والميناء يعمق جراح كربلاء
  • إسبانيا تدعو لاستبعاد إسرائيل من الفعاليات الثقافية الدولية
  • بنك التصدير والاستيراد السعودي يحصل على تصنيف +A الائتماني يمنحه قدرة أكبر لنمو وتعزيز نفاذ الصادرات في الأسواق العالمية
  • قصة لعنة النهائيات التي أصابت هالاند هداف مانشستر سيتي
  • وفقاً لبحث استطلاعي أجرته مجموعة ويندام ..الشباب السعودي يقود تنمية قطاع السياحة الداخلية في المملكة
  • ابتسامة زينب
  • أوبن إيه آي تعتزم دعم الإمارات في تطوير أحد أكبر مراكز البيانات بالعالم
  • 1.87 مليون طن..الوزراء: مصر أكبر منتج للتمور على مستوى العالم
  • وزيرة التخطيط: التكامل العربي ضرورة لمواجهة الصدمات التي تعصف بالعالم
  • OpenAI تساهم في تطوير أكبر مراكز البيانات بالعالم في الإمارات