82 يوما من الإبادة فـي غزة فلا نامت أعين المتخاذلين
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
يواصل الكيان الصهيوني الإرهابي المُجرِم عدوانه مُنفِّذًا أكبر جريمة في التاريخ الإنساني ضدَّ المَدنيِّين الأبرياء العُزَّل مُحدِثًا إبادة جماعيَّة لسكَّان قِطاع غزَّة، وبلغ به الطغيان والإجرام في تنفيذ عمليَّات إعدام ميدانيَّة، ويطبق حصارًا عسكريًّا على القِطاع، في مشهدٍ مهول لَمْ تألفه الإنسانيَّة على الإطلاق.
الصَّمْت العربي الرَّسمي، الَّذي تحدَّثنا عَنْه في أكثر من مقال ولقاء إعلامي سابق، يُمثِّل قمَّة المأساة والذُّل والهوان. فهل يعتقد النِّظام الرَّسمي العربي أنَّ دوَلَهُم باتَتْ في منأى عن المُهدِّدات الأمنيَّة في ظلِّ هذا النِّظام العالَمي المضطرب الَّذي قرَّب قِطاع غزَّة قربانًا للشيطان؟! بالتأكيد أنَّ هذه الدِّماء وهذه الأرواح المتصاعدة إلى السَّماء ترفع شكواها إلى مالك المُلك ـ جلَّ وعَلا ـ وتعْلَم أنَّ كُلَّ مَنْ تقاعَسَ وتخاذلَ عن نصرتها لَنْ يكُونَ في مأمن من صروف الدهر والأيَّام دوَل. كما أنَّ هذه القوى الاستعماريَّة الظالمة الَّتي ساندت الشيطان الصهيوني في تنفيذ هذا الهولوكوست الإرهابي هي أيضًا ترتكب جريمتها اللاأخلاقيَّة، والَّتي لَنْ تمرَّ دُونَ تبعات إلهيَّة من ربِّ العالَمين الَّذي يُدبِّر الأمْرَ من السَّماء إلى الأرض. للأسف أنَّ هذا العالَم يسير اليوم نَحْوَ السقوط العظيم، فهذه الأرواح أوكلت أمْرَها إلى الحَكم العدْل ربِّ السَّماء والأرض وقَدْ أنذَر الله المُجرِمين الظالمين فقال سبحانه: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ» وقال تعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ» وهناك الكثير من الدلائل القرآنيَّة، وفي كُلِّ الكتب السماويَّة حذَّر الله فيها الظالمين. أمَّا المتخاذلون عن نصرة الحقِّ والدِّفاع عن إخوانهم، فهؤلاء أيضًا قَدْ نزل فيهم قول الله تعالى: «وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا» كما قال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إلى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ» صدق الله العظيم .
ورسالتنا الأخيرة إلى تلك الثلَّة من الأبطال المقاومين المرابطين في سبيل الله، الَّذين يرسمون اليوم مشروع التحرير العظيم، الَّذين عقدوا النيَّة والتوكُّل على الله، مُدركين قوله تعالى: «وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ» فهذا هو جهاد نصر أو استشهاد، وفي كلتا الحسُنيَين مَجدٌ وشرَف عظيم وأنتم ماضون في تنفيذ أوامر الله وشريعته، متوكِّلون عَلَيْه سبحانه، هو حسبكم وعلى الله فليتوكَّل المؤمنون ولَنْ يخذلَكم الله، فهو ناصركم فابشروا ببيعكم الَّذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. مشروعكم العظيم على الأبواب وأنتم تقدِّمون ملحمة النَّصر وتكبِّدون العدوَّ خسائر جسيمة وقَدْ عجزت آلة بطْشِه بعد 82 يومًا من إيقاف صواريخ الشَّرف والكرامة، وعجزت آلة إجرامه عن إيقاف كمائن المقاومة، وعجزت عن استرداد أسير واحد، فلجأ إلى استهداف الأطفال والنِّساء بالقصف وقطع كُلِّ سُبل الحياة الإنسانيَّة، وكُلُّ المراقبين يؤكِّدون فشله الذَّريع، وقَدْ تأكَّد فشله في مجابهة الأبطال في ميادين الشَّرف والكرامة والتضحيات، فخارَت قواه ولقَّنتموه الدروس كُلَّ يوم. فالله أكبر ولله العزَّة ولرسوله وللمؤمنين.
خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ترامب : إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار في غزة ل 60 يوماً
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن إسرائيل قبلت “الشروط اللازمة” لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما في قطاع غزة.
وذكر ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” مساء الثلاثاء، أن ممثليه عقدوا اجتماعاً “مطولاً ومثمراً” مع مسؤولين إسرائيليين.
وأضاف: “إسرائيل قبلت الشروط اللازمة لاستكمال وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وخلال هذه الفترة سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب”.
وأشار ترامب إلى أن قطر ومصر اللتين تتوسطان في محادثات وقف إطلاق النار، ستطرحان على حركة حماس “المقترح النهائي”.
وأردف محذرا: “آمل أن تقبل حماس بهذا الاتفاق لمصلحة الشرق الأوسط، (وإلا فإن) فالوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءاً”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 191 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.
ومرارا أعلنت “حماس” استعدادها لإطلاق سراح الأسرى مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، ويرغب فقط بصفقات جزئية تضمن استمرار الحرب.