مخطوطات نادرة للقصائد بخط اليد، وبعض التذكارات والمقتنيات الشخصية، ورسائل وصور فوتوغرافية تُعرض لأول مرة، أضافة الى حضور كثيف من المحبين والمثقفين والمهتمين، هذا ما تضمنه الحفل الافتتاحي للشاعر الكبير أمل دنقل، الذي افتتح معرض مقتنياته مساء أمس بمكتبة تنمية.

لم يقتصر حفل الافتتاح على المقتنيات واللوحات المُهداة من كبار الفنانين مثل "بهجت عثمان"، "صلاح عناني"، "جودة خليفة" و"مصطفى فياض"، ومخطوطات نادرة لفنان الخط العربي الراحل "حامد العويضي" فحسب، وإنما شمل كذلك كلمات المحبين ممن عاصروه، فكشف خالد لطفي مدير مكتبة ودار نشر تنمية عن نواة المعرض الذي بدأت فكرته من خلال مشاوراته مع زوجة الشاعر الراحل، الكاتبة الكبيرة عبلة الرويني، عن كتاب يضم تذكارات ومسوداته وخطاباته والذي تطور إلى فكرة المعرض.

وشمل حفل انطلاق المعرض عددا من الفعاليات دشنها وأدارها الكاتب والشاعر سيد محمود الذي ذكر الكثير عن حياة وأهمية الشاعر الكبير، مؤكدا على ان الاحتفاء بأمل دنقل هو احتفاء بالشعر في ذاته. هذه ليلة استثنائية في الشعر والاحتفاء بالشاعر امل دنقل، وقال إن شعر أمل دنقل في البدايات كانت الرومانسية ثم الوضع السياسي، 
وأضاف: "هذه الأمسية تعيد التأكيد على أن الشعر باق وقادر على تجديد حضوره، هذه امسية من أجل الشعر ولا يوجد من في مكانة أمل دنقل"، ولفت إلى ان الكثيرين عادوا إلى أشعار أمل دنقل في الحرب الفلسطينية الحالية.

فيما سردت الكاتبة عبلة الرويني تفاصيل المعرض الذي تأمل أن يكون نواة متحف بدعم مؤسسي من الدولة يصون الذاكرة الثقافية للمبدعين.

وأكدت ان المعرض نادر في تقديمه للمقتنيات لكنها أكدت أن فكرة المقتنيات والمخطوطات والصورة كانت ضد تكوين دنقل ومسيرة حياته.

وقالت: "على امتداد حياته كان في حالة من عدم الاستقرار، ويكاد يكون شاعر بلا تذكارات. فقد كان يعيش ما بين صديق لاخر لبيت مؤجر، فلم يسمح له عدم الاستقرار الاحتفاظ بمخطوطات ومسودات وقصائده المنشورة حتى أنه يمكن اعتبار دنقل شاعر بلا مسودات، فقد كان تكوينه الذهني يساعده على ذلك اذ كانت ذاكرته حديديه، فتكتمل القصيدة تمامًا في ذهنه ويطرحها. والمسودات بدأت تظهر في سنواته الأخيرة فترة المرض حين قال انه يعمل بنصف عقل".

وأضافت: "قصيدة الخيول تكاد تكون قصيرة المسودات الطويلة إذ كتبت خلال سنتين وكانت في فترات طويلة من التقطيع بسبب المرض".

فيما اهدت أسماء يحيى الطاهر عبد الله مفاجأة للحضور أثناء المعرض وهي لوحتان كانت قد رسمتهم في صغرها، اذ خصت الحضور بتلك اللحظة التي نتعرف جمعتها بالشاعر أمل دنقل بعد أسبوع من وفاة والدها يحي الطاهر عبد الله، فكانت قد رسمت لوحتين وقتها، واحتفظت بهما الكاتبة عبلة الرويني لتعرضا في المتحف.

وقالت أسماء: "ليت اسماء تعلم أن أباها صعد لم يمت" التي كتبها لها الشاعر أمل دنقل بعد وفاة يحيى الطاهر عبد الله كانت هي التي أعادت صياغة مشاعرها تجاه وفاة والدها.

وقالت: "وجودي في هذه اللحظة يستدعي علاقتي بكل الدوائر وكأنه قدمني العالم وترك لي علاقة بيني وبين والدي.

فيما شارك الفنان صلاح عناني في الحوار بسرد علاقة الصداقة التي جمعته بالشاعر أمل دنقل ويحيى الطاهر عبد الله وعبد الرحمن الأبنودي.

وأشار عناني إلى أن أمل دنقل كان شخصا حاد الطباع لكن على الجانب الانساني رائع، كما كان هو والأبنودي ويحيى الطاهر عبدالله مدخل عناني للحياة الفكرية والثقافية.

من جانبه قال د. محمد بدوي إنه قد عادت إليه الذكريات ورائحة الشوارع والمقاهي في هذه المرحلة. مشيرا إلى أن امل دنقل اختار ان يتحصن بالمقهى بعيدا عن اي مظاهر.

وأضاف بدوي أن أمل دنقل ظل دائما بلا بيت، وقد كان شاعرا لا يقبل ان يخدع، فقد كان من القليلين الذين تلتقي لديهم الكلمة مع الموقف.

تلى هذا النقاش أمسية شعرية شارك فيها الشعراء بهاء جاهين وبروين حبيب وحبيبة الزين وعزمي عبد الوهاب، ومحمد المتيّم.

كما تضمن الحفل فقرة غنائية شارك فيها الفنان أحمد نبيل، وعزف على العود. إضافة إلى الاستماع لقصائد مسجلة بصوت الشاعر الراحل أمل دنقل.

واختتمت الأمسية بعرض فيلم تسجيلي تناول سيرة الشاعر الراحل بعنوان «حديث الغرفة ٨»، من إخراج عطيات الأبنودي.

يذكر أن أمل دنقل هو شاعر مصري ولد في أسرة صعيدية في 23 يونيو عام 1940 بقرية القلعة. كان والده عالماً من علماء الأزهر، حصل على "إجازة العالمية" عام 1940، فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمناً بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام.

فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة، فأصبح مسؤولاً عن أمه وشقيقيه. وأنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا، والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي، لكنه كان دائم الفرار من الوظيفة لينصرف إلى الشعر.

عرف بالتزامه القومي وقصيدته الرافضة ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في خروجها على الميثولوجيا اليونانية والغربية السائدة في شعر الخمسينات، وفي استيحاء رموز التراث العربي تأكيداً على هويته القومية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: افتتاح معرض الدوائر الخط العربي الفلسطينية الحالية الوضع السياسي حالة من عدم الإستقرار مخطوطات معرض مقتنيات

إقرأ أيضاً:

«الزراعة» تمدد فعاليات معرض زهور الربيع حتى نهاية شهر مايو الجاري

قرر علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تمديد فعاليات معرض «زهور الربيع» حتى نهاية شهر مايو الجاري، وذلك استجابةً للإقبال الجماهيري غير المسبوق الذي شهده المعرض منذ انطلاقه هذا العام، ولمنح الزائرين مزيداً من الوقت للاستمتاع بنباتات الربيع وخاصة الزهور والنباتات المثمرة التي تم طرحها بشكل كبير في المعرض من خلال أكثر من 150 عارض.

ويُعد المعرض، الذي انطلقت فعالياته في 19 أبريل، واحداً من أبرز معارض الزهور في العالم وفي مصر ويعقد في نسخته ال 92، وذلك بمشاركة عارضين من مختلف المحافظات، يعرضون خلاله أنواع مختلفة من الزهور والنباتات وأشجار الزينة والأشجار المثمرة المختلفة، بالإضافة إلى أنواع جديدة من الأشجار المثمرة التي يتم طرحها لأول مرة في مصر، خاصة الفواكه الاستوائية التي أصبح من السهل زراعتها في مصر. كما يشهد المعرض تقديم نوعيات كبيرة من الصبّارات التي تشتهر بها المشاتل المتخصصة في مصر بمختلف الأحجام والأشكال النادرة.

معرض زهور الربيع

وشهد معرض «زهور الربيع» حضوراً جماهيرياً واسعاً منذ انطلاقه، حيث سجّل متوسط عدد الزائرين 5000 زائر يوميًا، مع تضاعف الأعداد خلال عطلات نهاية الأسبوع. وقد رصدت إدارة المعرض الحضور من مواطنين من مختلف المحافظات، خاصة من الإسكندرية ومحافظات الدلتا، مما دعا الوزارة إلى الاستمرار في فتح المعرض حتى ساعات متأخرة ليلا بسبب الأجواء الصيفية الحارة.

كما نظمت العديد من المدارس والجامعات زيارات ميدانية للمعرض ضمن برامج التوعية البيئية والنشاط الطلابي، ما يعكس الاهتمام المتنامي لدى الأجيال الجديدة بعالم النباتات والطبيعة.

وأكد الوزير علاء فاروق، في تصريحاته دعمه الكامل لصناعة أشجار الزينة والمشاتل، مشيراً إلى أن الوزارة تولي اهتماماً متزايداً بهذا القطاع الواعد الذي يمكنه تصدير هذه الصناعات والزراعات، وبما يسهم في تعزيز الاقتصاد الأخضر.

وفي بادرة تعاون بين مؤسسات الدولة، شاركت وزارة التضامن الاجتماعي بجناح «ديارنا» المُقام على هامش معرض «زهور الربيع». وقد ضم الجناح عشرات العارضين والعارضات والأسر المنتجة من مختلف المحافظات، الذين يعرضون منتجاتهم التراثية واليدوية ومشغولات الأرابيسك والنحاس والزجاج إلى جانب ديكورات المنازل والأزياء والإكسسوارات. وقد حقق الجناح نجاحاً ملحوظاً تمثل في الإقبال الكثيف من الزوار، إضافة إلى تنظيم ورش عمل تفاعلية مجانية حول فنون الحرف اليدوية، والتي شهدت مشاركة فعالة من العائلات والشباب، مما أسهم في إبراز الطابع الثقافي والاقتصادي للحرف التراثية المصرية.

اقرأ أيضاً«الزراعة» تشارك في الدورة الـ 15 للجنة المصرية الروسية المشتركة

«الزراعة» تُصدر 345 ترخيصا لتشغيل مشروعات الثروة الحيوانية خلال 15 يوما

وزير الزراعة: نتوقع إنتاج 10 ملايين طن قمح هذا العام

مقالات مشابهة

  • «الزراعة» تمدد فعاليات معرض زهور الربيع حتى نهاية شهر مايو الجاري
  • افتتاح معرض الإمارات الرابع للإطارات وقطع غيار السيارات الصيني
  • وداعاً أيها الشاعر الذي أزعج الظالمين والقتلة والفاسدين كثيراً ..!
  • افتتاح معرض مسابقة «الفن هو النَفَس» في رأس الخيمة
  • «النهر المحترق».. ديوان شعرى يشارك فى معرض فنزويلا الدولي للكتاب
  • رحيل شاعر “الوجع العراقي” موفق محمد
  • ياسين البكالي.. رحيل شاعر وقاص يمني بعد معاناة مع السكري
  • اختتام معرض الخدمة الوطنية للتوظيف
  • افتتاح معرض "الزينة في القرن الحادي والعشرون" بمكتبة الإسكندرية
  • التوعية بشعائر الحج في معرض نسك بجنوب الباطنة