بوابة الوفد:
2025-05-11@17:02:36 GMT

أنف إيران الطويل

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

ما صدر عن حسين أمير عبداللهيان، وزير خارجية إيران، هو أغرب ما قيل فى شأن الضربات الأمريكية على أهداف فى غرب العراق وشرق سوريا. 

القصة من أولها أن ميليشيات مسلحة استهدفت قاعدة «البرج ٢٢» الأمريكية على الحدود السورية الأردنية، فقتلت ثلاثة جنود أمريكيين وأصابت ٢٤ جنديًا.. وكان الشيء الغريب أن خلافًا وقع بين الولايات المتحدة والأردن حول موقع هذه القاعدة، فإدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن مصممة منذ وقوع الاستهداف إلى اليوم على أن القاعدة تقع على الأراضى الأردنية، بينما الحكومة فى عمان تؤكد أنها خارج حدود الأردن، ومع ذلك فهذا مجرد شكل فى الموضوع، أما المضمون فهو وقوع الاستهداف، وهو سقوط القتلى والمصابين فى المكان.

 

ولم يكن هناك ما هو أغرب من أن تظل الولايات المتحدة تعلن على مدى عدة أيام سابقة على ضرباتها، أنها تجهز لاستهداف قواعد ميليشيات فى المناطق الواقعة غرب العراق وشرق سوريا، فلقد أدى ذلك أن تهرب عناصر تلك الميليشيات من مواقعها، وألا يبقى فى المواقع منهم إلا القليل، وأن تكون الضربات أقرب إلى التهويش منها إلى أى شيء آخر. 

أكثر من ذلك، فإن واشنطن أعلنت بعد توجيه الضربات أنها أحاطت الحكومة العراقية علمًا بما سوف تقوم به، وهذا ما يزيد التأكيد على حكاية التهويش بدلًا من أن تكون الضربات مفاجئة فتصيب أهدافها بسهولة. وكانت إدارة بايدن قد أعلنت بعد استهداف جنودها، أن الطائرة المُسيّرة التى استهدفت جنودها إيرانية الصنع! 

وكان هذا يعنى أن إيران متهمة بشكل مباشر فى الموضوع، أو بشكل غير مباشر على الأقل، لأن الميليشيات التى نفذت الهجوم على قاعدة البرج ٢٢ لا يمكن أن تكون قد حصلت على الطائرة المُسيّرة الهجومية إلا من طهران، ولا يمكن أن تكون قد حصلت عليها من طرف ثالث.. لا يمكن بالعقل وبالمنطق، وبكل شيء متسق مع بعضه البعض. 

أعود إلى عبداللهيان الذى قال إن الضربات الأمريكية التى أصابت ٨٥ هدفًا فى العراق وسوريا تنطوى على انتهاك لسيادة البلدين ووحدة أراضيهما معًا! هذا ما قاله الوزير الإيرانى، وهذا ما يجعل أى قارئ عربى يطالع ما قاله الوزير يرد تلقائيًا ويقول: وإنت مالك؟.. ذلك أن فى بغداد حكومة عراقية يرأسها محمد شياع السودانى، وهو بالتأكيد يستطيع أن يتكلم باسم بلاده، كما أن فى دمشق رئيسًا اسمه بشار الأسد، وهو الآخر يستطيع أن يتكلم باسم السوريين. 

إننا لم نسمع إلى اللحظة أن إيران وصية على البلدين، أو أنهما أنابا وزير الخارجية الإيرانى للتحدث باسمهما.. لم نسمع ولم نقرأ.. فمتى تتوقف حكومة المرشد على خامنئى عن دس أنفها فيما يخص سوريا، ويخص العراق، ويخص سواهما فى أرض العرب، ولا شأن لإيران به.. متى؟ إن مشكلة إيران أنها لا تزال تتصرف فى الإقليم بمنطق الثورة التى قامت فيها ١٩٧٩، ولابد أن تنتقل إلى منطق الدولة المسئولة فى علاقتها مع دول الجوار . 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر حسين أمير عبداللهيان وزير خارجية إيران الضربات الأمريكية الحدود السورية الأردنية أن تکون

إقرأ أيضاً:

سفير أميركا لدى إسرائيل: تل أبيب لن تكون طرفا في توزيع المساعدات بغزة

كشف السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكبي، اليوم الجمعة، عن ملامح خطة إنسانية جديدة تهدف إلى توزيع المساعدات في قطاع غزة بطريقة "آمنة وناجعة"، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تحظى بدعم عدة شركاء دوليين.

وأوضح السفير في مؤتمر صحفي، أن الآلية الجديدة لا تعتمد على العمل العسكري، معربًا عن أمله في أن يبدأ تنفيذها قريبًا. ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي سيتولى توفير الحماية على حدود المناطق التي سيتم من خلالها إدخال المساعدات، دون أن يكون له دور مباشر في عملية التوزيع داخل القطاع.

كما أكد أن تل أبيب لن تكون طرفًا في عمليات توزيع المساعدات، وإنما سيقتصر دورها على الجانب الأمني. في المقابل، ستتولى شركات أمن خاصة مهمة تأمين سلامة العاملين وضمان وصول المواد الغذائية إلى المحتاجين.

وأشار إلى وجود شركاء في الخطة يرفضون إشراك إسرائيل في عملية إدخال المساعدات، مما يعكس حساسية وتعقيد الوضع الميداني في القطاع.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين "مشروع عنصري خطير".. مسؤول فلسطيني ينتقد خطة توزيع المساعدات بغزة الرئيس عباس يلتقي نظيره الصيني في موسكو استشهاد الأسير المحرر معتصم رداد في القاهرة الأكثر قراءة الأونروا: الحصار الإسرائيلي على غزة يقتل مزيدا من الأطفال والنساء يوميا فصائل فلسطينية تعقب على الهجوم الإسرائيلي على سفينة كسر حصار غزة أبو هولي: مخطط تفريغ المخيمات من أجل تصفية قضية اللاجئين لن يمر استطلاع: معظم الإسرائيليين يتوقعون بقاء حماس بالحكم في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • هل تشعر أنك تخدع الجميع؟ قد تكون مصابا بـمتلازمة المحتال
  • كان.. يا ما كان
  • كيف يمكن إنقاذ مستقبل السودان في ظل هذه الأوضاع الكارثية؟
  • محمد سامي لـ متابعيه: لما تكون مراتك مي عمر يبقى دا فطارك!
  • الأونروا: إطالة أمد حصار غزة يزيد الضرر الذي لا يمكن إصلاحه
  • باكستان تعلن بدء الرد على الضربات الهندية
  • حين تكون الجوانب الاجرائية سبباً في فشل العدالة الدولية
  • في تنازل كبير.. ترامب: الرسوم الجمركية على الصين يجب أن تكون 80%
  • سفير أميركا لدى إسرائيل: تل أبيب لن تكون طرفا في توزيع المساعدات بغزة
  • بارزاني: لا نريد تغيير واقعنا بالقوة.. ولا يمكن حرمان الكورد من حقوقهم