الجزيرة:
2024-09-22@12:50:20 GMT

كيف تتعامل مع شريك يعيش دور الضحية؟ هل من حل للمشكلة؟

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

كيف تتعامل مع شريك يعيش دور الضحية؟ هل من حل للمشكلة؟

تمر العلاقات الزوجية بكثير من التحديات الطبيعية، والتي يعمل الزوجان عادة على تجاوزها معا. ولكن العيش مع شريك تتملكه عقلية الضحية، يعد من التحديات الصعبة التي تتسبب في انهيار كثير من العلاقات.

تعرّف الاختصاصية النفسية الدكتورة سلام عاشور عقلية الضحية بأنها "نمط تفكير يرى فيه الشخص نفسه ضحية للظروف أو لسلوك الآخرين، دون أن يتحمل أي مسؤولية عن تجاربه".

وفي سياق العلاقات الزوجية، يمكن أن تتجلى هذه العقلية بعدة طرق، مثل:

الشعور الدائم بالظلم: يشعر أنه يتعرض للظلم من قبل شريكه سواء من خلال الإهمال أو الإساءة أو عدم التقدير. اللوم المستمر: يميل إلى إلقاء اللوم على شريكه في جميع المشاكل الزوجية دون الاعتراف بأي دور له فيها. الشعور بالعجز: يشعر أنه لا يملك أي سيطرة على حياته الزوجية، وأن كل شيء خارج عن إرادته. الاستسلام: يستسلم للوضع ويعتقد أنه لا يمكنه تغيير أي شيء، مما قد يؤدي إلى شعوره باليأس والاكتئاب. سلام عاشور: إذا وجد الشخص صعوبة في التغلب على عقلية الضحية بمفرده فعليه طلب مساعدة مختص (الجزيرة) عقلية الضحية تسبب المشاكل الزوجية

وتوضح المتخصصة عاشور أن عقلية الضحية قد تتسبب في العديد من المشاكل التي تؤثر على الزواج مثل:

الشعور بالاستياء والغضب: الشعور الدائم بالظلم واللوم يمكن أن يؤدي إلى تراكم مشاعر الاستياء والغضب، مما قد يهدد استقرار العلاقة. فقدان الثقة: قد يفقد الشخص الثقة بنفسه وبشريكه، مما يجعل من الصعب عليه التعبير عن مشاعره واحتياجاته. التباعد العاطفي: قد ينعكس الشعور بالظلم والغضب على العلاقة العاطفية بين الزوجين، مما يؤدي إلى التباعد والانفصال العاطفي. الطلاق: في بعض الحالات، قد تؤدي عقلية الضحية إلى الطلاق، خاصة إذا لم يتم معالجتها بشكل مناسب. كيف يمثلون "دور الضحية"؟

من جانبها، تقول المستشارة الأسرية الدكتورة أمل بورشك إن بعض الأزواج يلعبون أحيانا "دور الضحية" لأنهم "يرون فيه طريقا لتحقيق ما يرغبون به على حساب الآخرين. يفتقد هذا النوع من الناس عادة للقدرة على تحمل المسؤولية، وينزعون إلى البقاء في مناطق الراحة، بسبب التعاطف الذي يبديه المحيطون بهم".

عقلية الضحية هي نمط تفكير يرى فيه الشخص نفسه ضحية للظروف أو سلوك الآخرين (بيكسلز)

وتشرح بورشك حديثها للجزيرة نت، "يبقى من يلعب دور الضحية حبيس منطقة راحته، دون أن يحاول بذل أي جهد، ولا يتحمل عواقب أي قرار، بل يلقي اللوم على من حوله، ويكثر الشكوى مما يعانيه. لذا إذا تأكدت من أنه بارع في لعب دور الضحية، فأنت تتعامل مع من سيطر عليه الشعور بالتعاسة، أو يعاني بداية اكتئاب أو اضطراب نفسي".

ويؤثر هذا النمط من التفكير على العلاقات الزوجية والأبناء، "لذا عليك تجنب التعاطف مع أصحاب عقلية الضحية أو تحميل نفسك مسؤولية ما يشعرون به. اكبح جماح رغبتك القوية في إعطائه النصائح والحلول، قل له: لماذا تعيد وتكرر ما تمر به كثيرا، وتتهمني بعدم القدرة على حله؟".

وتقول المستشارة الأسرية إن التعامل معه بهذه الطريقة، "يجعله يمل من كثرة كلامه وتكرار شكواه. حاول بخفة دم أن تستنكر وتتعجب من وصف وضعه المأساوي بأسلوب مضحك مازحا دون استهزاء، فهو يحاول جذب الاهتمام وامتصاص طاقتك بلوم الحكومة أو الأبناء أو الآخرين، فالوُجود مع شخص "شكاء" (كثير التذمر) أمر مجهد نفسيا ومكلف للشريك الآخر معنويا وجسديا".

وتضيف "يعكس صاحب عقلية الضحية تعاسته على الشريك والأبناء، فيكونون غير سعداء إطلاقا بوجودهم إلى جانبه، لكثرة استيائه وغضبه وعدم رضاه، فهو لا يقدر مجهود الآخرين، ولا يبذل أي جهد لإنجاح علاقته بهم، بل يطالب الطرف الآخر بما يفوق قدراته".

أمل بورشك: يكثر "الضحية" الشكوى مما يعانيه دون أن يتحمل عواقب اتخاذ أي قرار (الجزيرة) كيف تتغلب على عقلية الضحية؟

تقدم عاشور بعض النصائح للتغلب على عقلية الضحية، وهي:

الوعي الذاتي: أول خطوة للتغلب على عقلية الضحية هي أن يصبح الشخص واعيا بمشاعره وأفكاره وسلوكه. تحمل المسؤولية: يجب على الشخص أن يتحمل مسؤولية مشاعره وأفكاره وسلوكه، وأن يتوقف عن لوم شريكه على كل شيء. التواصل الفعال: يجب على الشريك أن يتعلم كيفية التواصل مع شريكه بشكل فعال، وأن يعبر عن مشاعره واحتياجاته بوضوح. التعاطف: يجب على الشخص أن يحاول فهم وجهة نظر شريكه ومشاعره، وأن يُظهر التعاطف معه. طلب المساعدة: إذا كان الشريك يجد صعوبة في التغلب على عقلية الضحية بمفرده، فيمكنه طلب المساعدة من معالج مختص أو مستشار زواج. يميل صاحب عقلية الضحية لإلقاء اللوم على شريكه في جميع المشاكل الزوجية (بيكسلز) خطوات مهمة

وطرح موقع "ذا هيلثي ماريج" عدة خطوات يمكن القيام بها عندما يتبنى الشريك عقلية الضحية، ويكون لها تأثير سلبي على الزواج، ومنها:

اسمح لشريكك بالتعبير عن آرائه: إذا كان زوجك يشعر أنه ضحية، فإن مقاطعته أو التحدث معه لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع، لذا من الضروري أن تسمح له بالحديث دون مقاطعة، وغالبا ما يكون ذلك بمساعدة أحد المستشارين. إعادة صياغة ما يقول: غالبا ما يشعر الضحية بأنه غير مسموع، لذلك، قد يكون من الجيد إعادة صياغة ما قاله. حافظ على هدوئك: قد يكون من الصعب مناقشة بعض الأمور مع شخص يملك عقلية الضحية، لأنه لا يتحمل عادة المسؤولية عن أفعاله. إذا تمكنت من الحفاظ على هدوئك وموضوعيتك، فمن المرجح أن يحقق كل منكما بعض التقدم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دور الضحیة

إقرأ أيضاً:

كيف يتسبب البحث عن السعادة في شقائك؟

نشرت جمعية علم النفس الأميركية مطلع أغسطس/آب الماضي نتائج دراسة جديدة استهدفت فهم تأثير تقييمنا الشخصي لمستوى سعادتنا ورفاهيتنا مقارنة بالآخرين. شملت الدراسة 3 تجارب وشارك فيها أكثر من 1800 شخص، قاموا بتدوين مذكراتهم اليومية بين عامي 2009 و2020. تضمنت العينة تنوعا كبيرا من حيث النوع والعمر والموقع الجغرافي.

انطلقت الدراسة من الفرضية القائلة بأن الضغوط المجتمعية تدفع الأفراد إلى اعتبار السعادة هدفا رئيسيا ومقارنة نجاحاتهم الاجتماعية والمادية بنجاح الآخرين. وقد أظهرت النتائج أن هذه المقارنات قد تؤدي إلى مشاعر مؤقتة بالراحة أو إحباط مستمر نتيجة عدم تلبية معايير السعادة المجتمعية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طلاب غزة يتغيبون عن مقاعدهم الدراسية للعام الثاني على التواليlist 2 of 2بعد تعرض مقتنياته للنهب والتدمير.. ماذا بقى من متحف بيت الخليفة بمدينة أم درمان؟end of list

بخلاف بعض الدراسات السابقة، كشفت نتائج هذه الدراسة عن أن السعي وراء السعادة لا يؤثر بالضرورة سلبا على الفرد، شريطة أن يتقبل مشاعره الإيجابية والسلبية على حد سواء، ويتعامل مع الأزمات بمرونة عاطفية وتسامح مع الذات. التقبل والتفهم يمثلان أدوات هامة لتحقيق السعادة والرفاهية.

ومع ذلك، وجد الباحثون أن الحكم المستمر على مدى سعادتنا يمكن أن يكون ضارا إذا كان مرتبطا بمخاوف أو مقارنات بالماضي أو بالآخرين. هذه المشاعر قد تؤدي إلى الإحساس بالدونية، وخيبة الأمل، والقلق، والغضب، والاكتئاب، مما يولد شعورا عاما بالسخط وقد يمنع الفرد من الاستمتاع بنجاحاته.

اللطف الذاتي مفتاح السعادة

كشف تقرير باحثي جامعة كارولينا الشمالية عن أن سعي الشخص نحو السعادة قد يسبب له الشقاء إذا كان يمارس "الحكم الذاتي" بدلا من "اللطف الذاتي". يشير التقرير إلى أن الأفراد غالبا ما يكونون قساة على أنفسهم، يلومون أنفسهم على الإخفاقات ويقارنون أنفسهم بالآخرين، مما يسبب لهم معاناة.

اللطف الذاتي هو شعور بالرحمة والاعتناء بالنفس كما لو كان الشخص يعتني بآخر يعاني (شترستوك)

في المقابل، يعرّف كتاب "علم الأعصاب: التعاطف والرحمة واللطف الذاتي" اللطف الذاتي بأنه شعور بالرحمة والاعتناء بالنفس كما لو كان الشخص يعتني بآخر يعاني. يتضمن ذلك قبول الأخطاء والتسامح مع الذات، دون مقارنة بالأخرين أو الشعور بالظلم.

التحلي باللطف الذاتي يساعد في تقليل مشاعر القلق والاكتئاب الناتجة عن الحكم القاسي على الذات، ويعزز الصحة النفسية عبر تقدير الذات والتعامل معها برحمة وتفهم.

كيف تسلك طريقك نحو الرضا؟ اسع نحو هدفك، وليس نحو السعادة المطلقة، فهناك طريقتان لتقييم حياتك، إما بالسعي أو بالخوف؛ يركز الفرد في الطريقة الأولى على الجهد الذي يبذله لتحقيق هدفه، ويخطط وفق إمكانياته، ليقدر الأحداث الإيجابية في حياته بعقلانية، أما في الطريقة الثانية، فينشغل الفرد بالمستقبل، ويركز على مخاوفه من التعاسة، وخشيته الفشل، ويعد سعادته المستقبلية مشروطة بوقوع حدث، مثل الثراء أو الزواج أو الإنجاب. لا تدع طموحك نحو السعادة يؤثر على سعيك نحو هدفك، فتشكل صورة طموحة في وقت مبكر جدا من عملية التخطيط لأهدافك، وتكون عادة صورة غير واقعية، ثم تضعها نصب عينيك لتكون معيارا لتقييم نتائج سعيك. لا تقاوم شعورك بخيبة الأمل إذا فشلت في تحقيق هدف، بل استغل هذا الشعور للتكيف مع الواقع، فإذا كان هدفك التعلم، وفشلت في اختبار دراسي، تذكر أن ذلك الفشل لا يتعارض مع هدفك العام، بل قد يكون ضيقك من النتيجة حافزا قويا نحو الهدف، بدلا من أن يثنيك عن هدفك. اللطف الذاتي يساعد في تقليل مشاعر القلق والاكتئاب الناتجة عن الحكم القاسي على الذات (بيكسلز) نشرت مجلة "بحوث السعادة" ملخصا لكتاب "صعوبات السعادة"، لدانييل غيلبرت، أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد. أوضح غيلبرت أن التفكير في المستقبل قد يكون خلاقا، وقد يدفعنا القلق والتوتر نحو الإنجاز، لكن ترتكب مخيلتنا أخطاء، مثل المبالغة في التوقعات، والرغبة في تجاوز حدود المكان والزمان والظروف، ومحدودية التعاطف الإنساني مع النفس والآخر. لذلك، فإن التعاطف مع الذات يتضمن الاعتراف بأن المعاناة وعدم الكفاءة الشخصية جزء من التجربة الإنسانية المشتركة، وشيء نمر به جميعا بدلا من أن يكون شيئا يحدث "لي" وحدي. لكي تحظى بحياة ذات معنى، لا ينبغي لك الشعور بالسعادة معظم الوقت، بل الشعور بالرضا والقبول والمرونة أمام إمكانياتك الحالية، من خلال مراقبة أفكارك وعواطفك السلبية بانفتاح ووضوح ووعي، دون محاولة قمعها أو إنكارها، فلا يمكننا تجاهل آلامنا ونشعر بالتعاطف معها في نفس الوقت. في الوقت نفسه، تتطلب اليقظة الذهنية ألا نبالغ في تقييم الأفكار والمشاعر، لكي لا تجرفنا السلبية بعيدا عن هدفنا. تمن الخير للآخرين، فقد نردد عبارات مثل "اللهم بارك" أو "ربنا يرزقك من أوسع أبوابه"، لكننا لا نستحضر معنى دعواتنا بالخير للآخر، لذلك اختر دعاء، وتأمل معناه، واستحضر ما يحمله الدعاء من حب للغير، وتمني الخير للناس كافة، وأدرك حكمة الله في أقداره، كلما رددت الدعاء.

مقالات مشابهة

  • هاري كين: مواجهة باير ليفركوزن صعبة وعلينا إظهار عقلية الفوز
  • كيف تتعامل مع هاتفك بعد سقوطه في الماء: نصائح وإرشادات
  • برج العقرب.. حظك اليوم السبت 21 سبتمبر 2024: استمر في دعم شريك حياتك
  • برج القوس.. حظك اليوم السبت 21 سبتمبر 2024: كن قانعا بصفات شريك حياتك
  • كيف يتسبب البحث عن السعادة في شقائك؟
  • مصطفي ثابت يكتب.. “أسرار عقلية المليونير: كيف يفكر الأثرياء ويصنعون ثرواتهم”
  • أستاذ صحة نفسية: لا يمكن اختيار شريك حياتك المناسب بناء على المظهر فقط
  • أستاذ نفسي يحذر من اقتباس حياة السوشيال الزوجية: وهمية ومليئة بالغش
  • أستاذ صحة نفسية: الحياة الزوجية على السوشيال ميديا «وهمية» ومليئة بالغش
  • الخطوط الجوية القطرية شريك الطيران الرسمي لبطولة دوري أبطال أوروبا