الثورة نت:
2025-10-23@03:38:00 GMT

أين الجيوش العربية والإسلامية؟

تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT

 

في زمن تتخاذل فيه الجيوش العربية والإسلامية عن أداء واجبها تجاه الأمة، ويغيب معظمها عن ساحات المواجهة مع العدو الصهيوني، يقف الشعب اليمني وجيشه المجاهد نموذجًا حيًا للصمود والتضحيات. غزة والأرض المحتلة ليست وحدها في مواجهة العدوان، فاليمن اليوم يتقدم الصفوف، مؤكدًا أن الإرادة الصلبة والوعي الجهادي أقوى من أي قوة عددية أو عسكرية.

وفي كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق محمد الغماري جُدِّدت رسالة صريحة للأمة: التضحيات اليمنية ليست لحظات عابرة، بل مدرسة للأجيال القادمة وصمام أمان للأمة في مواجهة التحديات الكبرى.

جدّد السيد القائد التأكيد على أن موقف الشعب اليمني سيبقى صفحة نورانية مشرقة في تاريخ الأمة ومدرسة للأجيال القادمة، مضيفًا أن شهداء اليمن ارتقوا في أداء مسؤولياتهم الجهادية، وهم نجوم مضيئة في مدرسة العطاء والثبات. التضحيات اليمنية ليست مجرد لحظة عابرة، بل دروس مستمرة في الصمود والتحدي، حيث كل شهيد قدم حياته في سبيل الله والوطن هو شاهد حي على إرادة الأمة الصلبة

وأوضح السيد القائد أن الشعب اليمني تميز بانطلاقته المباركة في مواجهة العدو الصهيوني، وأن الجيش اليمني مجاهد بروح إيمانية وجهادية عالية وبصيرة واضحة، ليكون ركيزة أساسية في الدفاع عن الوطن والكرامة. هذا الموقف يعكس عمق الهوية الوطنية والإيمانية، ويبرز اليمن نموذجًا حقيقيًا للمقاومة التي لا تعرف التردد أو الانكسار. الشعب والجيش متشابكان في الهدف والمصير، متحدان في مواجهة أي عدوان، مؤكدين أن القوة الحقيقية لا تأتي من العدد أو المعدات، بل من الإرادة الصلبة والوعي الثابت.

وفي كلمة حاسمة تتضمن تأكيدًا على الاستعداد واليقظة، قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي: “يجب أن يستمر التوجه في مواكبة التطورات والأحداث في فلسطين والمنطقة بشكل عام، وسنبقى في حالة جهوزية تامة للعودة إلى العمليات ومستويات التصعيد العليا إذا عاد العدو الإسرائيلي إلى عدوانه في الإبادة الجماعية والحصار والتجويع للشعب الفلسطيني”.

هذا الإعلان يضع خارطة الاستجابة اليمنية في مشهد إقليمي متقلب.. استعداد دائم، متابعة دائمة، واستعداد للارتقاء بالرد إلى مستويات أعلى إذا ما تواصلت سياسات الإبادة والحصار. وهو ما يرسخ موقف اليمن كقوة رادعة ومشارك فعلي في معركة حماية الشعب الفلسطيني وكرامته.

وفي رسالة مباشرة لكل الأمة، تساءل السيد القائد: “أين هي الجيوش العربية والإسلامية التي يزيد عددها على 25 مليونًا ولا تجد لها صدى أو موقفاً؟”، مؤكدًا أن الحالات الاستثنائية في الدفاع عن الأمة تتعلق بالجمهورية الإسلامية في إيران وقوى المقاومة والجهاد، بينما بقيت معظم الجيوش العربية والإسلامية غائبة عن المشهد، عاجزة عن تحمل مسؤولياتها في أصعب المراحل. هذا التساؤل ليس مجرد نقد، بل كشف لحقيقة غياب الالتزام العربي والإسلامي أمام العدوان الصهيوني، مما يجعل الدور اليمني أكثر وضوحًا وتميزًا.

وأضاف السيد القائد: “أين هي الجيوش بضباطها وقادتها وكوادرها، وما الذي قدمته للأمة في أصعب المراحل؟”، موضحًا أن غياب هذه الجيوش يعود إلى أن أسسها ومنطلقاتها لم ترتقِ إلى مستوى المسؤولية والالتزام في اللحظة الصحيحة. فحين تتخلى الجيوش العربية والإسلامية عن واجبها، يظهر الشعب اليمني وجيشه كحائط صد حقيقي، يدافع عن الأرض والكرامة ويثبت أن الإرادة والإيمان أقوى من أي قوة عددية أو عسكرية.

وأكد السيد القائد أن ما يميز اليمن هو التكامل بين الوعي الشعبي والجيش المجاهد، حيث لا تقتصر الجبهة على الدفاع عن الأرض فحسب، بل تمتد لتشكل صمام أمان للأمة في مواجهة التحديات الكبرى. اليمن بهذا الصمود يقدّم نموذجًا حيًا للالتزام والوفاء للقضية الفلسطينية وحقوق الأمة، مُشدِّدًا على أن التضحيات الحقيقية لا تُقاس بالأرقام، بل بالروح الجهادية والإيمان الراسخ بالحق.

ويأتي خطاب السيد القائد في ظل تاريخ طويل من التحديات التي واجهتها الأمة العربية والإسلامية، حيث أثبتت التجارب أن بعض الجيوش، رغم أعدادها الكبيرة، غائبة عن أداء دورها الفعلي، بينما تحلّ قوة الإرادة والإيمان محل القوة العددية. اليمن اليوم يشكل نموذجًا حيًا ودرسًا عمليًا لكل الأجيال، بأن الأمة القوية تعتمد على وعي شعوبها وجيشها، وليس على التعداد أو المواقع الرسمية.

ختامًا، يظهر موقف السيد القائد أن اليمن مدرسة عملية للأجيال القادمة وصوت صادق للأمة في مواجهة العدوان الصهيوني. شهداء اليمن وقياداته يثبتون أن الإرادة الصلبة والثبات على الحق هما وحدهما من يكتبان التاريخ ويكتبان صفحات المجد، بينما يبقى الغياب العربي والإسلامي شاهدًا على فشل الكثير من الدول الكبرى في الدفاع عن حقوق الأمة. اليمن صامد، والمقاومة حاضرة، والشعب مستمر في تقديم تضحياته، لتبقى الحقيقة واضحة: القوة الحقيقية ليست بعدد الجيوش، بل بالإيمان والوعي والصمود، وأن أي تهديد أو عدوان مهما كان حجمه لن يستطيع كسر إرادة شعب يملك الحق والوعي والجهاد.

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الغماري .. القائد الذي أوقف الأساطيل وهز عروش الطغاة

 

 

ليست كلُّ معركةٍ تُروى، فبعضُ المعارك تُكتَبُ بدماءِ قادتها قبلَ أن تُكتبَ بحبرِ التاريخ. هناك معاركُ تتوهّجُ فيها البطولة حتى يصير القائدُ شهيدًا، وتتحوّل الشهادةُ إلى ختم القيادة الحقيقي.
وهكذا كان القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري – رئيس هيئة الأركان العامة – واحدًا من أولئك القادة الذين لا يكتفون بإصدار الأوامر من خلف المكاتب، بل يصنعون الميدان بصلابتهم وإيمانهم.
لقد حقق الغماري ما لم يحققه أيُّ رئيس أركانٍ عربي أو مسلم؛ إذ نجح في استهداف عمق الكيان الصهيوني بأكثر من (205) عمليات نوعيّة، فدوّى صوته وصدى صواريخه في أم الرشراش، والقدس والنقب، ويافا، وجعل العدو يعيش رعبًا دائمًا من قدرات اليمن المتنامية.
وهو القائد الوحيد الذي استطاع أن يوقف البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب، ويُرغمها على الانسحاب، حتى اضطرّ ترامب إلى طلب وقف استهداف السفن الأمريكية، بعد أن أدرك أنّ في البحر الأحمر قائدًا لا يُخضعه التهديد ولا تُرعبه الجيوش.
وفي عهده، كانت غزة في قلب العقيدة القتالية للجيش اليمني، فساندها الجيش اليمني بقيادة الغماري بأكثر من (1835) عملية إسناد، ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية، وطائرات مسيّرة، وزوارق حربية، لتتحول اليمن إلى عمقٍ استراتيجي للمقاومة، وليثبت أن معركة الأمة واحدة مهما ابتعدت الجغرافيا.
لكنّ الأعظم من ذلك، أن الغماري لم يكن خريجًا من كلية ساندهيرست الملكية البريطانية، ولا من الأكاديمية العسكرية الفرنسية “سان سير”، ولا من أكاديمية ويست بوينت الأمريكية، ولا من أكاديمية فرونزي العسكرية الروسية…
بل تخرّج من كلية المسيرة القرآنية، من مدرسة القرآن والإيمان، من مدرسة القيادة الربانية التي تصنع رجالًا يواجهون العدو بإيمانٍ قبل السلاح.
في عهده، تحوّل اليمن من بلدٍ محاصرٍ إلى قوةٍ عسكريةٍ إقليمية يمتلك منظومات صاروخية متطورة وطائرات مسيّرة تضاهي ما تمتلكه كبرى الدول.
استطاع الغماري أن يهزم جيوش تحالف العدوان، وأن يفرض معادلات الردع في البحر والجو والبر، لتصبح كلمة اليمن مسموعةً في سماء الصراع العالمي.
ولأكثر من عشر سنوات، ظلّ العدو يبحث عن هذا القائد الذي أربك حساباته، ووضع اسمه في مقدّمة قوائم الاستهداف، لكنه ظلّ عصيًّا على الرادار والاغتيال، حتى نال ما تمناه، وسقط شهيدًا في ميدان الشرف، بعد أن كتب بدمه فصلاً من فصول ملحمة الصمود اليمني.
إنّ الأمة التي يسقط فيها قادتها العظماء شهداء لا تُهزم، لأنها تُنجب ألف قائدٍ من دمائهم، وتزرع في الأمة جذوة العزّة التي لا تنطفئ.
وحين يسقط القائد شهيدًا، لا تُطوى رايته، بل تُرفع عالياً فوق جبين الوطن.
لقد رحل الغماري جسدًا، لكنه بقي روح الانتصار، ورمز القيادة التي جمعت بين الإيمان والذكاء العسكري، والإرادة التي صنعت المستحيل من بين الركام والحصار.
وهكذا، ختم الغماري رحلته كما عاشها.. قائدًا في الميدان، وشهيدًا في سبيل الله، وبطلًا في ضمير الأمة.
سلامٌ على القائد الذي هزم الأساطيل، وأربك العروش، وانتصر للكرامة من قلب صنعاء إلى عمق فلسطين..

مقالات مشابهة

  • التصنيع العسكري اليمني ثمرة جهاد عظيم ودماء طاهرة
  • الغماري .. القائد الذي أوقف الأساطيل وهز عروش الطغاة
  • السيد القائد يرسم معالم المرحلة .. من الهوية الإيمانية إلى الجهوزية الشاملة في مواجهة الطغيان
  • السيد القائد: الغماري وسائر الشهداء هم عنوان الموقف الصادق لشعبنا
  • السيد القائد يكشف : هذا هو الأساس الذي قام عليه الجيش اليمني وهذا هو واقع الجيوش العربية والإسلامية
  • في وداع السيد القائد للشهيد الغماري .. راية الجهاد ستبقى مرفوعة ومعركتنا مستمرة
  • السيد القائد: جولة العامين من الصراع شرسة جدا وموقف شعبنا مشرف
  • حزام الأسد: تشييع الشهيد الغُمَاري يعكس وحدة اليمن ويؤكد استمرار المواجهة مع قوى العدوان
  • بين رضا الله ورضا أعدائه .. آية تقرر مصير أمة