الجزيرة:
2025-12-04@00:51:14 GMT

الماء والخُبيزة.. غذاء من لم يمت من عائلات شمال غزة

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT

الماء والخُبيزة.. غذاء من لم يمت من عائلات شمال غزة

غزة- في كل صباح، يتوجه شادي الصباغ، نحو الأراضي المفتوحة الواقعة شرقي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، للبحث عن نبات "الخُبّيزة" وجمع كميات منه، لعلها تُشبع عائلته التي تعاني من الجوع.

ولا يخلو هذا العمل من الخطورة الكبيرة، نظرا لاستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية للمواطنين الذين يقتربون من المنطقة العازلة التي تنشئها على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.

لكنّ الصبّاغ يرى أن إطعام أسرته، وحمايتها من الموت جوعا، يستحق المخاطرة.

وبعد عودته إلى خيمته المقامة في ساحة مدرسة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأممية "أونروا" بمخيم جباليا، تبدأ زوجته بإشعال النار في الحطب، لطبخ "الخبيزة" عبر سلقها بالماء.

وتعد "الخبيزة" التي تنمو في الحقول والأراضي المفتوحة، في هذه الفترة من العام، خيارا متاحا ومجانيا، لعائلة الصباغ نظرا لعدم امتلاكه المال لشراء الطعام، وكذلك لعدم توفر المواد الغذائية في الأسواق.

و"الخبيزة" طعام شعبي، يحبه الفلسطينيون في غزة، ويقبلون على شرائه من الأسواق، فيما يفضل البعض جمعه بنفسه من الأرض.

الجوع يغتال أسرة شادي الصباغ شأنها شأن بقية سكان شمالي قطاع غزة (الجزيرة) نزوح وجوع

بدأت معاناة أسرة شادي الصباغ جراء الحرب مبكرا، بعد أن دمر جيش الاحتلال منزله الواقع في منطقة المدرسة الأميركية، ببلدة بيت لاهيا، شمالي غرب قطاع غزة.

وعقب ذلك نزح عدة مرات هاربا بزوجته وأطفاله الثلاثة، من نيران الاحتلال، من مكان إلى آخر، إلى أن استقر به المقام في مركز إيواء بمدرسة تتبع لوكالة "أونروا".

وما إن بدأت الأسرة تشعر بالاستقرار، حتى بدأ الجوع يعصف بها. يقول الصباغ للجزيرة نت "عاجزون عن حماية أطفالنا، وعاجزون عن إطعامهم".

ويوضح أنه يشعر بألم شديد حينما يطلب منه أطفاله الطعام، ولا يستطيع توفيره لهم. ويقول إن خيمته تخلو تماما من الطعام، وإن أسرته لا تتناول حاليا إلا الماء و"الخبيزة".

ويضيف الصباغ "كان الحال صعبا منذ خروجي من منزلي، لكن هذه الأيام ازدادت صعوبة بسبب نفاد المال لدي وانقطاع كامل مقومات الحياة بسبب منع الاحتلال إدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة".

وقبل حوالي شهرين، كانت أسرة الصباغ تحصل على بعض "الأرز" من جمعية خيرية، وهو ما كان يمكنها من تناول بعض الطعام. أما الخبز، فمنذ عدة شهور، لم تذقه الأسرة نظرا لنفاد الدقيق في الأسواق، وارتفاع أسعاره بشكل فاحش في "السوق السوداء".

أما بخصوص "اللحوم"، فيقول الصباغ إنه وأسرته لم يتذوقوها منذ بداية الحرب، نظرا لارتفاع أسعارها. وحول الأصناف التي اشتراها خلال آخر زيارة له للسوق، قال "اشتريت الشاي وبعض الجزر ولم أستطع شراء سكر لارتفاع ثمنه".

واليوم، يضطر الصباغ وعائلته، إلى الاكتفاء بالماء وبوجبة واحدة في اليوم، تكون غالبا من الخبيزة. ويضيف "أنا وزوجتي نستطيع الصبر، لكن هؤلاء الأطفال كيف يصبرون على الجوع؟".

وانعكس الجوع على أوزان عائلة الصباغ، حيث انخفضت بشكل لافت خلال فترة الحرب، وخاصة في الآونة الأخيرة. ويقدّر الصباغ أنه فقد ما لا يقل عن 20 كيلوغراما من وزنه، حيث يقول إنه كان يزن قبل الحرب 80 كيلوغراما، والآن لا يتجاوز الـ60.

ويشير إلى أن طفله الأكبر "محمد" أُصيب برصاص الاحتلال، حينما كان يحاول الحصول على بعض الطحين من بقايا منزلهم المدمر، وكاد يفقد حياته.

وتتطرق زوجته شادية إلى جوانب أخرى من معاناته مع الجوع، تتمثل بإصابة أطفالها بالأمراض، والهزال والضعف الشديد، بسبب عدم توفر الطعام، والماء النظيف. وتضيف للجزيرة "أولادي مصابون بسوء التغذية ولا أستبعد إصابتهم بفقر الدم".

المجاعة تقتل

ولا يختلف حال أسرة الصباغ عن أحوال عائلات شمالي قطاع غزة، حيث تعصف المجاعة بالمنطقة جراء منع جيش الاحتلال الإسرائيلي إدخال الطعام للسكان، منذ بداية الحرب الوحشية التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويقول إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إنه تم تسجيل 8 حالات وفاة في منطقة شمالي القطاع، نتيجة المجاعة وسوء التغذية.

وأضاف الثوابتة للجزيرة نت "المجاعة تتعمق بشكل كبير جدا في الشمال حيث يعيش نحو 700 ألف إنسان، وسط حصار شديد من قبل الاحتلال، الذي يمنع إدخال المساعدات بشكل كامل منذ بداية الحرب".

وأضاف "نحذر من أن تعمّق المجاعة سيجعلنا في كل ساعة وكل يوم، نفقد الكثير من الأطفال وكبار السن من أبناء شعبنا".

وأشار إلى وجود نحو 60 ألف سيدة حامل، في منطقة شمال القطاع، لا يتلقون الرعاية الصحية ولا الغذاء اللازم، وهو ما قد يؤدي إلى إجهاض الأجنة أو تشوه المواليد.

أسرة شادي الصباغ لا تملك سوى جمع نبات الخبيزة من الحقول كي تبقى على قيد الحياة (الجزيرة) حالات تسمم

من جانبه، يؤكد رائد النمس، المتحدث الرسمي باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ما ذهب إليه الثوابتة حول وفاة العديد من الفلسطينيين في شمالي القطاع بسبب الجوع.

وقال النمس للجزيرة نت "وصلنا أن عددا من الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة توفوا بسبب عدم الحصول على الغذاء، كما وصلنا أن هناك إصابات للأطفال بفقر الدم وأمراض أخرى متعلقة بالجوع وسوء التغذية".

وأضاف "علمنا أن هناك حالات تسمم، بسبب تناول غذاء فاسد، جراء عدم وجود الطعام النظيف".

وأفاد النمس بأن ما يصل لشمالي قطاع غزة، من مواد تموينية، قليل جدا، مضيفا "جيش الاحتلال لا يسمح بإدخال شاحنات كافية لتلك المنطقة، كما أن هناك تراجعا في أعداد الشاحنات التي تصل من الخارج عبر معبر رفح لكل القطاع، وهذا يرجع لعمليات التفتيش التي تستغرق وقتا طويلا، واعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على قوافل المساعدات، وهو ما يمنع دخولها".

وحول الآلية الجديدة التي تحدثت عنها حكومة الاحتلال وتقضي بإدخال مساعدات لشمالي القطاع بشكل مباشر، قال النمس "حتى اللحظة، لم يصلنا أي قرار يفيد بوجود انفراج في أعداد الشاحنات، نسمع من الإعلام فقط".

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية، قد قالت الثلاثاء، إن مجلس الحرب، قرر إدخال المساعدات مباشرةً إلى غزّة، دون توضيح.

وناشد النمس المجتمع الدولي، والمؤسسات الدولية، بالضغط على إسرائيل لاحترام المواثيق الدولية التي تُجرّم سياسة التجويع والعقاب الجماعي وقطع الإمدادات الغذائية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شمالی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يقتل شابا وفتى بالضفة ويهدم منزلي أسيرين ويشرّد عائلات

قتلت قوات الاحتلال شابا وفتى في الضفة الغربية صباح اليوم الثلاثاء، وهدمت منزلين لعائلتي أسيرين، كما أجبرت عائلات على إخلاء منازلها، وسط مداهمات واقتحامات لأكثر من بلدة ومدينة بالضفة المحتلة.

ففي نابلس، فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الأسير عبد الكريم صنوبر في زواتا غرب نابلس.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال أجبرت سكان نحو 13 بناية سكنية في محيط منزل عائلة صنوبر على إخلاء بيوتهم منذ فجر اليوم تمهيدا لعملية الهدم، في حين واصلت قوات من فرق الهندسة العسكرية الإسرائيلية تفخيخ المنزل بالكامل قبل عملية التفجير.

وكانت سلطات الاحتلال قد أقرت هدم منزل الأسير صنوبر بعد اتهامه بزرع عبوات ناسفة داخل محطة الحافلات في بات يام مطلع العام الجاري.

منزل الأسير عبد الكريم صنوبر الذي فجره الاحتلال صباح اليوم في زواتا غرب نابلس. pic.twitter.com/XUOsBTPWS0

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 2, 2025

وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت عبد الكريم صنوبر في يوليو/تموز الماضي بعد مطاردة استمرت عدة أشهر على خلفية اتهامه بزرع عبوات ناسفة داخل محطة الحافلات في بات يام في فبراير/شباط من العام الجاري، حيث اعتقلته أثناء تلقيه العلاج في المستشفى بعد إصابة تعرض لها نتيجة انفجار عرضي خلال تصنيع عبوة جديدة.

وفي عملية أخرى، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن جرافات الاحتلال الإسرائيلي، هدمت صباح اليوم الثلاثاء، منزلا في بلدة عقابا شمال طوباس.

ونقلت عن رئيس بلدية عقابا عبد الرازق أبو عرة، بأن قوات الاحتلال هدمت منزل ذوي الأسير أيمن ناجح غنام في البلدة، المكون من طابقين، والذي تبلغ مساحته 180 مترا مربعا.

وكان جيش الاحتلال قد دفع صباح اليوم بتعزيزات عسكرية إلى البلدة، تمهيدا لهدم المنزل، بالتزامن مع استمرار العدوان على طوباس وعقابا لليوم الثاني على التوالي، وفقا لوكالة وفا.

إغلاقات ونصب للحواجز واقتحام لعدد من المستشفيات الرئيسية استمر لساعات في الخليل، بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الفتى مهند الزغير واحتجاز جثمانه بعد دهسه جندية إسرائيلية.. التفاصيل مع مراسل الجزيرة منتصر نصار#الأخبار pic.twitter.com/ZR7PlV4gzw

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 2, 2025

شهيدان وإصابة 3 جنود إسرائيليين

وفي صباح اليوم، أصيب 3 إسرائيليين في عمليتي طعن ودهس بالضفة الغربية خلال الساعات الأخيرة، في حين استشهد المنفذان بنيران قوات الاحتلال.

إعلان

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بإصابة إسرائيليين اثنين بعملية طعن في عطيرت في قضاء رام الله، كما أفادت القناة 15 عن مصادر بأن المصابين جنديان من لواء المظليين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "المنفذ حاول طعن جنود قرب عطيرت مما أدى إلى تحييده على الفور".

وإثر ذلك، دفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات إلى مستوطنة عطيرت وفرض حصارا على قرى فلسطينية قريبة منها.

وأفادت مراسلة الجزيرة بأن قوات الاحتلال أغلقت جميع المداخل الشمالية لمدينتي البيرة ورام الله وشددت القيود على حواجز عين سينيا وعطارة.

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: إصابة إسرائيليين اثنين بعملية طعن في مستوطنة عطيرت شمالي الضفة الغربية وتحييد المنفذ
عاجل | الجيش الإسرائيلي: المشتبه فيه حاول طعن جنود قرب مستوطنة عطيرت شمالي الضفة الغربية وقواتنا أطلقت عليه النار مما أدى إلى مقتله#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/fVe4welRLg

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 2, 2025

كما أفادت وكالة "وفا" بأن قوات الاحتلال أغلقت حاجزي عطارة وعين سينيا، شمال رام الله، ودوار روابي، وبوابة النبي صالح، ومدخل قرية أم صفا، وبوابة سنجل، والبوابة الحديدية المنصوبة عند المدخل الرئيسي لبلدة ترمسعيا، ومفترق عيون الحرامية الواصل بين مدينتي نابلس ورام الله.

وفي الخليل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فتى آخر يبلغ من العمر 17 عاما برصاص قوات الاحتلال.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك قالا إن قوات الأمن تمكنت من القضاء على فلسطيني يُشتبه بتنفيذه عملية دهس أدت إلى إصابة مجندة فجر اليوم قرب مفترق يهودا شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية.

وأضاف جيش الاحتلال في بيان أن قواته رصدت موقع الفلسطيني في مدينة الخليل أثناء وجوده داخل المركبة المرتبطة بالحادث وقد تم إطلاق النار عليه.

مقالات مشابهة

  • القسام تعلن تسليم جثة آسير إسرائيلي في الـ5 مساء بتوقيت غزة
  • الاحتلال يواصل خرق وقف الحرب .. قصف جوي ومدفعي ونسف منازل شرقي القطاع
  • مصابون بنيران جيش الاحتلال في حي التفاح شمال شرقي غزة
  • الاحتلال يقتل شابا وفتى بالضفة ويهدم منزلي أسيرين ويشرّد عائلات
  • الاحتلال يجبر عائلات على إخلاء منازلها غرب نابلس
  • إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال شمال القدس
  • إصابة جندي إسرائيلي بجروح متوسطة جراء شظايا قذيفة دبابة شمال غزة
  • إصابة مواطنة برصاص الاحتلال شرقي مدينة غزة
  • الاحتلال يُجبر عائلات على إخلاء منازلها في حي الجابريات بجنين
  • الاحتلال يُجبر عائلات على إخلاء منازلهم في حي الجابريات بجنين