موقع النيلين:
2025-10-14@18:56:38 GMT

وقدرت تموت يا محمود!

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT


لم نعد كما كنا، أصبحنا غرباء، تفرقنا هرباً من الذكرى وعهود الصداقة والتزامات الأخوة التى ترهقنا.. أنهكتنا الحياة حتى لم نعد نقوَ على الحب، ذلك الذى كان (فعلاً وثورة ولقمة عيش وضحكة من القلب وسخرية من تفاهة أحلامنا المستحيلة وعلاقات معقدة «لأننا لسنا عاديين».. وضماناً للأقساط ومنح مالية لا ترد إلا بحروف وكلمات لأنها أثمن ما نملك)!.

هل كان صديقى المكتئب دائماً هو الخيط الذى يجمعنا وانفرط العقد بعده؟!.. أم كانت غواية الكلمة الحرة المتمردة، والإضراب ضد «حبس الصحفيين»، ورائحة الحبر تشيع عهد مبارك وتلعن «الإخوان وسنينهم»؟!.

«انزل يا محمود روح الجورنال».. شيلوا اسمى من على الترويسة: إن لم نجد من يدهسنا انتحرنا من أعلى المانشيت الرئيسى.

هكذا كان «محمود الكردوسى» طفلنا المدلل العنيد، الأكثر موهبة والأكثر إيماناً بأن الموهبة لعنة لا تزول إلا بالعشق أو الكتابة (أنا الذى رأى كل سحرة العاصمة لحماً ودماً).. ألم تنفخ فى عصاك شجناً خاصاً لتخلع الأساطير ثيابها وتكشف عن صمتك الكئيب وتفك «طلاسم كلماتك»، وتفض بكارة الخرافات الساكنة فى قلب التاريخ والصعيد، وتتراقص جنيات الشعر من حولك لتمنحك «سيناريو صاخباً» وسخرية لاذعة وموهبة نادرة لتسطر «ذائقة الموت» بحبر القلب: «اليوم أتممت كلماتك».

لم يترك لنا «محمود» فرصة للمزايدة على حزنه، ولا البكاء على قبره، لقد بكيناه مئات المرات حياً، وانتزع الأنفاس من صدورنا ونحن نراقب جسده يقاوم «الحياة» ليذهب سريعاً إلى حضن «أمه»: «أصبح عندى الآن قبر»!.

وكأنه منحنا نفحة من موته جعلتنا نضيع فى دروب الحياة، لكنه لم يعلمنا كيف نغتال الموت حين يتسلل ليسرق منا «البهجة اليتيمة».. ولا أطلعنا على سر الخلود بين كلمتين: «السيسى – 30 يونيو».. احتكر محمود لنفسه «الخلطة السحرية»: أن يؤلمك ويزعجك ويغرقك فى طاقة الكآبة السلبية وتحبه!.. أن يهرب منك أو يأتيك فجأة مثل جنىّ يقفز إلى عقر حياتك دون استئذان ليفرض حزنه ومرضه ووجعه العاطفى وتحبه!.

لم نسأل يوماً لماذا أحببنا «الكردوسى» بكل ما فيه من لامبالاة وعدمية؟.. إنها عبقرية «أن تكون محمود الكردوسى» بكل هذا النزق والتهور فى حب الوطن، وتلك الطفولة فى التعلق السريع والهجر السريع «نزوات لم تأتِ» وعرائس أحلام لم تتجسد، وحدها «صاحبة الجلالة» كانت المعشوقة التى منحته نفسها ومجدها وبريقها بربع ما أوتى من موهبة واحترافية.

احترف «الكردوسى» الكتابة واحتكر اللغة وترك لى «رثاء يليق به».. ترك لى ضحكته الصافية حين يسخر من «فكرة الاحتراف».. كانت «المناصب» تأتيه صدفة ويهرب منها ليعانق القلم ويكتب: الكلمة هى معشوقته الوحيدة.. تراوده عن نفسها، ربما يجنى منها مالاً أو شهرة، لكن ذلك «الانبهار» الذى يحيط به لم يأته إلا فى شهقة الموت!.

«وقدرت تموت يا محمود» وتُميت فينا دفء «الصحبة» وتفرض علينا العزلة والصمت؟.. الطيبون هكذا: غرباء.. كرقعة حريرٍ فى رداء صوفى مهووس.. لا يتذكرون أين خبأوا لحظاتهم الجميلة.. ولا يكترثون إلا بنداء القديسة تريزا: «هلمى أيتها الحياة فغادرينى.. إنى أريد أن أفقدك لكى أكسبك».. ثم يموتون فى صمت.

سحر الجعارة – الوطن نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

العناني.. و"نهضة سياحية"

انتخب المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بأغلبية ساحقة الدكتور خالد العناني مرشح جمهورية مصر العربية لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، ليكون أول مصري وعربي وثاني إفريقي يتولى منصب مدير عام منظمة اليونسكو.. هذا الخبر الذى زفته لنا وكالات الأنباء، لم يكن خبرا عاديا ولكنه تعبير عن فرحة غالية وانتصار لقيمة مصر وحضارتها وثقلها ومكانتها بين دول العالم.

أن تقوم خمس وخمسين من إجمالي سبع وخمسين دولة عضوا في المجلس التنفيذي بانتخاب الدكتور العنانى، وهو أكبر عدد أصوات يحصل عليه مرشح لمنصب مدير عام المنظمة في انتخابات تنافسية منذ تأسيسها عام ١٩٤٥، فهذا حدث جلل يستحق الاشادة والاحتفاء بالمنصب الدولى وبشخص من تولاه.

واليونسكو هى إحدى أبرز الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، وتأسست عام 1945، ويقع مقرها في العاصمة الفرنسية باريس، وتركز المنظمة على تعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والثقافة والمعلومات، بهدف دعم السلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان.

أما عن الدكتور العناني الذى نال محبة وأعجاب كل المصريين عندما كان وزيرا للسياحة، وخاصة خلال موكب المومياوات الملكية، فقد تخرج في كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، وتخصص في الإرشاد السياحي، وعمل عضوا بهيئة التدريس منذ عام 1993،

2 / 3

على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، تنقّل بين العمل الأكاديمي والإداري، وشغل عدة مناصب في جامعة حلوان، كما عمل أستاذاً زائراً في عدد من الجامعات الأوروبية المرموقة، وتم اختياره وزيراً للآثار في مارس 2016، ثم تولى منصب وزير السياحة والآثار عقب دمج الوزارتين في عام 2019، ليكون أول من يتولى المنصبين معاً منذ انفصالهما في ستينيات القرن الماضي.

الدكتور العناني يتمتع بعلم وحضور متميز كونه عالما ومتخصصا فى مجال الآثار، وقد عمل طيلة حياته على تكوين خبراته العلمية والعملية، لدرجة أن أحد اساتذته فى جامعة فرنسية تنبأ له أن يكون وزيرا للآثار فى بلده بعد عشر سنوات، حسبما جاء فى حوار له منشور بصحيفة اليوم السابع عقب توليه حقيبة وزارة الآثار، وأضاف أنه فضل كلية السياحة والفنادق ودرس الإرشاد السياحى وتفوق وكان الأول على دفعته وعين معيدا بالكلية، على الرغم من أن مجموعه بالثانوية العامة كان يؤهله للدخول لكلية الهندسة ليصبح مهندسا مثل والده.

اختيار الدكتور خالد العناني لهذا المنصب الدولى الرفيع تزامن مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير والذى تحدد له الأول من نوفمبر أى بعد أسبوعين تقريبا، وهو الأمر الذى يؤكد مكانة مصر سياحيا وأثريا، باعتبارها تضم ثلث آثار العالم تقريبا، وهو ما سيجعلها قبلة خلال الأيام القليلة القادمة لتدفقات سياحية، خاصة بعد حفل الافتتاح الكبير الذى يجري الاستعداد له حاليا.

ويقع المتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة على مساحة 117 فداناً، ويشكل منطقة متحفية مفتوحة على الأهرامات، ويعرض نحو 100 ألف قطعة أثرية تحكي قصة الحضارة المصرية بعصورها المختلفة،

3 / 3

كما يضم آثار «الفرعون الذهبي» توت عنخ آمون التي تعرض كاملة للمرة الأولى منذ اكتشافها، ويتجاوز عددها 5 آلاف قطعة أثرية..

أتابع بشكل يومى الاستعدادات التى تتم فى محيط المتحف الكبير والاهرامات من نشاط على مدى الأشهر القليلة الماضية، حيث أسكن على مقربة منهما، وأشعر بالفخر كلما شاهدت معالم الجمال وقد غطت حضارتنا العريقة.. ألف مبروك لوطننا الغالي ودامت مصر فى الصدارة.

مقالات مشابهة

  • فى الذكرى الخامسة لرحيله.. محمود يس حدوتة فنية
  • السيناريو الذى فشل فى سيناء قبل غَزة!
  • جهد كبير
  • ابنة مصطفى محمود: والدي وُلد فيلسوفًا ورحلته من الشك إلى اليقين كانت استثنائية
  • فيدرا تثير الجدل عن زواج النساء: «عايزينها تموت؟ سيبوا الستات في حالها»
  • مصر تصنع السلام
  • بعد الهجوم على إيناس الدغيدي.. فيدرا تدافع عن حق النساء في الزواج: «عايزينها تموت؟» |فيديو
  • فيدرا تهاجم نظرة المجتمع للزواج بعد سن معينة: “هو المطلوب تموت؟”
  • العناني.. و"نهضة سياحية"
  • بعد تعيينه بالشيوخ.. سيد عبد العال: الرئيس حريص على إثراء الحياة النيابية