قالت الدكتورة رنا الحجة مديرة إدارة البرامج، بمنظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط ، إنه من دواعي سروري البالغ أن أنضم إليكم اليوم في المؤتمر لمناقشة هذا الموضوع المهم والمتزايد الاتساع من صناعة الصحة على الصعيديْن العالمي والإقليمي.

واشارت رنا الحجة ، الى ان السياحة الصحية تُعدُّ حاليًّا أحد أسرع أشكال السياحة نُموًّا ، ووفقًا لجمعية السياحة العلاجية، قُدِّرَ حجم سوق السياحة العلاجية العالمية بمبلغ مائةِ مليار دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوي يتراوح بين 15 و25%.

وفي الشرق الأوسط وأفريقيا، من المتوقع أن يصل حجم صناعة السياحة العلاجية إلى 1.35 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026، مع معدل نمو سنوي مركب يُقدَّرُ بنسبة 8.5% بين عامَي 2021 و2026.

وأضافت اننا شهدنا إنشاء مراكز للتفوق الطبي تضم المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، دولًا اشتهرت بتخصصها في علاج أمراض الأورام، وطب الإنجاب، والجراحات التجميلية والاستبنائية، وجراحات العيون المِجهرية.

وأشارت إلي ان مصر تستقبل السائحين من المرضى الباحثين في المقام الأول عن الخدمات في مجالات جراحات التجميل، والعناية بالأسنان، وعلاجات العظام، وعلاج التهاب الكبد الوبائي C، لا سيَّما أن البلد قد أحرز تقدمًا ملحوظًا في علاجات التهاب الكبد C، وهو ما يبعث الأمل في نفوس الكثير من المرضى على مستوى العالم.

وأوضحت أن مصر تحظى بمكانة مناسبة تؤهلها للمنافسة بقوة في هذه الشريحة من صناعة السياحة، فلقد قطعت شوطًا طويلًا في المجال الصحي، خاصة أن مصر أصبحت أول بلد يصل إلى «المستوى الذهبي» في مسيرته نحو القضاء على التهاب الكبد C، وفقًا للمعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن.

وحصلت هيئة الرعاية الصحية في مصر على الجائزة الذهبية المرموقة لدورها القيادي في مجال الاستدامة الصحية في العالم العربي، تقديرًا لمساعيها المتميزة في الدعوة إلى تحقيق التحول الأخضر في قطاع الرعاية الصحية. وعلاوة على ذلك، فقد أفادت عمليات التحقق التي امتدت من عام 2018 إلى عام 2021 بأن مصر نجحت في استئصال الحصبة والحصبة الألمانية، إلى جانب القضاء على سرايتهما المتوطنة.

وأضافت أن هناك دول أخرى في المنطقة مثل لبنان والاردن تشهد تدفقًا سياحيًّا علاجيًّا هائلًا، منوهة بأنه في عام 2018 فقط، استضاف الأردن 300000 سائح علاجي، مُحققًا إيرادات قدرها 1.5 مليار دولار أمريكي (إدارة التجارة الدولية، 2017)

وتُعد السياحة العلاجية فرصةً مُربحةً لجميع الأطراف، إذ توفر إمكانات لنمو كلا القطاعيْن الصحي والاقتصادي، مع العمل على تعزيز النُّظُم الصحية في الوقت ذاته. ويمكن لنمو السياحة العلاجية أن يدعم الارتقاء بالبِنى الأساسية داخل قطاع الصحة وخارجه. ويتيح أيضًا الفرصة لتحقيق فوائد صحية مُعزَّزة.

واكدت أن السياحة العلاجية تزيد القدرةَ على شراء أحدث التكنولوجيات، وتعزز بدورها القوى العاملة الصحية، وقد يفتح ذلك البابَ أمام اجتذاب العاملين الصحيين المهاجرين للعودة إلى بلدانهم الأصلية، الأمر الذي يؤدي إلى إيقاف هجرة العقول، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنطوي السياحة العلاجية على حوافز لزيادة الجودة من خلال ضمان الامتثال للمعايير الدولية (الأعلى) للرعاية وتعزيز ثقافة التطوير الشخصي التي يمكن للسكان المحليين الاستفادة منها.

وأشارت إلى أنه يلزمُ كذلك النظر في وضع تدابير لضمان جودة الرعاية الصحية، والتخفيف من المخاطر المحتملة المرتبطة بالسفر للأغراض العلاجية. وينبغي لمقدمي الرعاية الصحية المُنخرطين في صناعة السياحة الصحية أن يضمنوا وضع سلامة المرضى، وجودة الرعاية، والوقاية من العدوى ومكافحتها على رأس الأولويات، وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي للبُلدان المُضيفة أن تضع وتفرض لوائح للوفاء بالمعايير اللازمة في مرافق الرعاية الصحية، بما يتواءم مع احتياجات المرضى من مختلف الدول.

وأوضحت أن ذلك يتطلب حوْكمةً قويةً للقطاع الصحي، بما في ذلك الإشراف على النظام الصحي بأكمله (العام والخاص على حد سواء)؛ والاتساق بين وزارتَي الصحة والتجارة في وضع سياسة رشيدة بشأن التجارة في الخدمات الصحية؛ ووضع استراتيجية واضحة للعمل التعاوني مع القطاع الصحي الخاص.

وشددت على ضرورة مواصلة التركيز والتوازن فيما يخص قطاع الصحة المحلي لضمان الإنصاف في تقديم الخدمات الصحية للجميع، لا سيما الفئات الأشد تأثرًا. فقد يُرهق تدفُّقُ السائحين العلاجيين مواردَ النظام الصحي في البلد المُضيف. وقد ينشأُ عن السياحة العلاجية أيضًا خطرٌ آخرُ يتمثل في سحب الاهتمام والموارد من برامج الصحة العامة والتدابير الوقائية وتحويلهما إلى الخدمات العلاجية.

ونوهت بأنه يتعين على راسمي السياسات الوطنيين من القطاعيْن التجاري والصحي العمل عن كثب لضمان وضع تلك السياسات على نحو يراعي احتياجات سكان البلد. ويجب أن تضمن السياسات الموضوعة التوزيعَ العادلَ للموارد، وأن تعطي الأولويةَ للاحتياجات الصحية للمواطنين، وأن تُعزِّزَ إتاحتَها والقدرةَ على تحمُّلِ تكاليفها لجميع المقيمين.

وأكدت أن مصر واحدةٌ من أفضل المقاصد السياحية التي تتمتع بإمكانات لتطوير السياحة العلاجية في إطار صناعة السياحة القائمة والراسخة لديها بالفعل. وسوف نعمل مع الحكومة المصرية من أجل تحقيق هدفها المتمثل في اجتذاب 200000 سائح علاجي سنويًّا وجنْي ثمار هذا القطاع الآخِذ في التطور، عبر إقامة شراكات فعَّالة مع القطاع الصحي الخاص، وتعزيز حوكمة القطاع الصحي كله.

وأكدت أن منظمة الصحة العالمية، لن تدَّخِر وُسعًا في مواصلة تقديم الدعم التقني والاستشاري وغيره من أشكال الدعم إلى دولنا الأعضاء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصحة العالمية السياحة الصحية الأوسط وإفريقيا التهاب الكبد الوبائي الرعاية الصحية في مصر السیاحة العلاجیة الصحة العالمیة الرعایة الصحیة صناعة السیاحة أن مصر

إقرأ أيضاً:

مديرة بالصحة العالمية: أطفال غزة يموتون جوعاً

الثورة /جنيف/ متابعات

قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط حنان بلخي إن أطفال غزة يموتون جراء الجوع والمجاعة اللذين وصلا إلى مستويات مرتفعة للغاية جراء الحصار الإسرائيلي الخانق، حيث تحدث وفيات بين الكبار والصغار بسبب نقص الغذاء والدواء.

وأشارت بلخي إلى أن البنية التحتية الحيوية للصحة دمرت بالكامل في القطاع، مشيرة إلى أن الناس يعيشون في بيئة صحية صعبة للغاية، ورغم أن النظافة أساس الصحة فإنها غائبة في غزة.

وأضافت في مقابلة مع وكالة الأناضول: “تعاني أنظمة الرعاية الصحية من انهيار، إذ لا يقدم سوى عدد قليل من المستشفيات خدمات جزئية أو محدودة، هناك نقص حقيقي في الموارد”.

قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط حنان بلخي إن أطفال غزة يموتون جراء الجوع والمجاعة اللذين وصلا إلى مستويات مرتفعة للغاية جراء الحصار الإسرائيلي الخانق، حيث تحدث وفيات بين الكبار والصغار بسبب نقص الغذاء والدواء.

وأشارت بلخي إلى أن البنية التحتية الحيوية للصحة دمرت بالكامل في القطاع، مشيرة إلى أن الناس يعيشون في بيئة صحية صعبة للغاية، ورغم أن النظافة أساس الصحة فإنها غائبة في غزة.

وأضافت: كما تعاني أنظمة الرعاية الصحية من انهيار، إذ لا يقدم سوى عدد قليل من المستشفيات خدمات جزئية أو محدودة، هناك نقص حقيقي في الموارد، مشيرة إلى أن 41 أو 42 بالمئة من الأدوية الأساسية نفدت تماما، و41 أو 42 بالمئة من اللقاحات الرئيسية نفدت أيضا، ونحو 64 بالمئة من المعدات الطبية نفدت تماما.

وبينت بلخي أن هناك كوادر صحية تتمتع بقدرة كبيرة على الصمود في غزة، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم بالإمكانات القليلة المتاحة لهم.

وتطرقت المسؤولة للمساعدات الصحية اللازمة لغزة مشيرة إلى ظهور أمراض مثل الطفح الجلدي والالتهاب الرئوي والالتهابات المتعددة واضطراب ما بعد الصدمة، “كل ذلك أثر سلبا على سكان غزة والوضع لا يبدو جيدا”.

وأشارت إلى الصعوبات التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالقول “لدينا نحو 51 شاحنة تنتظر على الحدود لإيصال المزيد من المساعدات، نحاول إيصال ما في مستودعات منظمة الصحة العالمية إلى بعض المناطق”.

وأردفت بلخي: “نواجه صعوبة في إيصال 51 شاحنة إلى غزة، كما أن الغذاء الذي وصل بعد الأسبوع الحادي عشر من الحصار الذي تفرضه إسرائيل لا يكفي لتلبية الاحتياجات. بشكل عام بلغ الجوع والمجاعة في غزة مستويات مرتفعة للغاية، الناس في أمسّ الحاجة إلى الغذاء والتغذية الأساسية، الأطفال يموتون أيضا (بسبب الجوع)”.

وقالت: “هناك أناس يموتون جوعا، هذا واضح تماما، وعندما لا يأكل الناس يتضورون جوعا ويموتون، بدون دواء أو علاج أو طعام يموت الناس”.

ومنذ 2 مارس الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

واستبعدت سلطات الاحتلال الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة أمريكيا وإسرائيليا والمرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق في جنوب قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على النزوح من الشمال وتفريغه.

وتحت وطأة المجاعة، فشل المخطط الإسرائيلي لتوزيع المساعدات بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة الثلاثاء والأربعاء مركزا لتوزيع مساعدات، فقتل جيش الاحتلال بالرصاص 3 منهم وأصاب 46، وأوقفت المؤسسة نشاطها “مؤقتا”.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

مقالات مشابهة

  • مديرة بالصحة العالمية: أطفال غزة يموتون جوعاً
  • بروتوكول تعاون بين التأمين الصحي وغرفة مقدمي الرعاية باتحاد الصناعات
  • حلقة حول سلسلة الإمداد في القطاع الصحي
  • مسؤولة بالصحة العالمية: أطفال غزة يموتون جوعاً
  • مصور فلك بريطاني: مصر مؤهلة لتكون أفضل وجهة عالمية في السياحة الفلكية
  • لحود: لبنان شريك فاعل في صياغة السياسات الصحية الحيوانية العالمية
  • «الأمن السيبراني» و «صحة أبوظبي» يعززان المرونة السيبرانية في مجال الرعاية الصحية
  • «الأمن السيبراني» و«صحة أبوظبي» يعززان المرونة السيبرانية في مجال الرعاية الصحية
  • 96 دورة تدريبية.. المنوفية تُطلق جيلًا رقميًا جديدًا في وحدات الرعاية الصحية
  • وزير التعليم العالي يبحث مع ممثلة الصحة العالمية التعاون لدعم المشافي ‏الجامعية والاستثمار بالكوادر الصحية