تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر بتذكار القديسين الشهيدين خريسنثوس وذاريا، اللذان استشهدا في روما سنة 283 في عهد الإمبراطور فاليريانوس.

وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "فلْيَكُنْ فيما بَينَكُمُ الشُّعورُ الَّذي هو أَيضًا في المَسيحِ يَسوع. هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب.

لِذلِك رَفَعَه اللهُ إِلى العُلى ووَهَبَ لَه الاَسمَ الَّذي يَفوقُ جَميعَ الأَسماء"... هذا النص الغنيّ جدًّا أشار بوضوح إلى السقطة الأولى... مشى الرّب يسوع المسيح على خُطى آدم. على عكس آدم، هو حقًّا "مثل الله". ولكن أن يكون مثل الله، ومساويًا لله يعني "أن يكون الابن"، وبالتالي العلاقة التامّة: "لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا".. ولهذا السبب، فإنّ الذي هو مساوٍ لله لم يتمسّك بإستقلاليّته، وبإرادته وسلطته اللامحدوديّتين. لأنّه سلك الإتّجاه المعاكس، أصبح مستسلمًا تمامًا، وأصبح "خادمًا". لأنّه لم يسلك طريق القوّة، بل طريق الحبّ، أصبح بإمكانه النزول حتّى كذبة آدم، حتّى الموت، وهناك يمكنه نشر الحقيقة وإعطاء الحياة.

بالتالي، أصبح الرّب يسوع آدم الجديد، الذي به حصلت الحياة البشريّة على بدايةٍ جديدة... فالصليب، وهو مكان طاعته، أصبح شجرة الحياة الحقيقيّة. أصبح الرّب يسوع المسيح الصورة المعاكسة للحيّة، كما قال يوحنّا في إنجيله. هذه الشجرة لا تعطي كلمة التجربة، بل كلمة الحبّ المخلِّص، وكلمة الطاعة التي من خلالها أصبح الله نفسه مطيعًا، وقدّم لنا طاعته كحقل للحريّة. الصليب هو شجرة الحياة التي أصبح يمكن الوصول إليها مجدّدًا. بآلامه، أزاح الرّب يسوع -إن جاز التعبير- "شُعلَةَ السَيْفِ المتقلِّبِ" (راجع تك 3: 24)، واجتاز النار ورفع الصليب كمحورٍ حقيقي للعالم، الذي يرتفع عليه العالم. لهذا السبب، فإنّ الإفخارستيا، كحضور للصليب، هي شجرة الحياة التي تبقى دائمًا بيننا وتدعونا للحصول على ثمار الحياة الحقيقيّة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الكنيسة اللاتينية الر ب یسوع

إقرأ أيضاً:

البابا لاون: يسوع وحده يملأ فراغ القلب ويمنح السعادة الحقيقية

أكد قداسة البابا لاون الرابع عشر أن السعادة الحقيقية لا تقاس بالنجاحات أو الثروة أو السلطة، بل تتحقق فقط بلقاء يسوع المسيح القائم من بين الأموات، الذي وحده يستطيع أن يملأ الفراغ العميق في قلب الإنسان.

جاءت كلمات الحبر الأعظم خلال المقابلة العامة بساحة القديس بطرس، أمام أكثر من ستين ألف حاج، في إطار المرحلة الختامية من الدورة اليوبيلية تحت عنوان "يسوع المسيح رجاؤنا".

وخلال كلمته التي حملت تأملات في موضوع "قيامة المسيح وتحديات العالم الحالي"، وصف قداسة البابا يسوع بأنه "الرفيق في رحلة الحياة الشاقة والمؤلمة أحيانًا"، مؤكدًا أنه وحده القادر على أن يملأ قربتنا الفارغة عندما يصبح العطش لا يطاق"، وأنه الضامن للوصول إلى البيت الأبدي، والسند في وجه المتاعب، والتجارب التي تعرقل مسيرة الإنسان.

وحذر الأب الأقدس من الخلط بين الرجاء الحقيقي، والتفاؤل السطحي، موضحًا أن التفاؤل القائم على الرغبات العابرة كثيرًا ما ينهار أمام الصعوبات.

وقال عظيم الأحبار: الرغبة العميقة في القلب لا تجد إجابتها في الأدوار أو الامتلاك أو السلطة، بل في اليقين بأن هناك من يكفل هذا الاندفاع، ويسوع هو هذا النبع الحي الذي لا يجف.

البابا تواضروس يلقي العظة الأسبوعية بكنيسة العذراء بالسلام اليومالبابا تواضروس: توقيع اتفاقية غزة على أرض مصر سيسجله التاريخ بأحرف من نورالبابا لاون في رسالة بمناسبة اليوم الإرسالي العالمي: لنحمل رجاء المسيح إلى أقاصي الأرضالبابا تواضروس الثاني يستقبل نيافتي الأنبا باڤلوس والأنبا ديسقورس

وختم قداسة البابا لاون الرابع عشر كلمته بدعوة المؤمنين إلى تجديد رجائهم في المسيح، والتمسك بالإيمان كطريق أكيد نحو الفرح، والامتلاء الحقيقي في خضم تحديات الحياة.

طباعة شارك الفاتيكان البابا لاون البابا لاون الرابع عشر ساحة القديس بطرس

مقالات مشابهة

  • البابا لاون: يسوع وحده يملأ فراغ القلب ويمنح السعادة الحقيقية
  • الحاج حسن الإسكندراني.. المجذوب الذي فقد عقله نتيجة غدر الصحاب
  • الريشة السوداء لمحمد فتح الله.. عن فيليس ويتلي القصيدة التي تمشي
  • الملك عبد الله الثاني صوت الحقيقة التي هزمت أكاذيب نتنياهو وحكومتة المتطرفة .
  • إبراهيم رضا: من لم يشكر القيادة التي حفظت الوطن لم يشكر الله
  • في زحمة الحياة
  • بالفيديو.. الملعب الذي استضاف نهائي الكونفدرالية وفاصلة مصر والجزائر يتعرض للدمار.. شاهد كيف أصبح إستاد المريخ بعد الحرب
  • مدى نجاسة بول القطة وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به
  • رحلة العقل والروح.. المفكر الذي تحدى الظنون واكتشف الإسلام (2 من 3)
  • مطعم "كويا" يحتفي بعامه الأول في عُمان بتشكيلة من النكهات اللاتينية