الجزيرة:
2025-10-16@06:02:14 GMT

مزايا مقابل الدفع.. خطوة جديدة في أنظمة الهواتف

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

مزايا مقابل الدفع.. خطوة جديدة في أنظمة الهواتف

في يناير/كانون الثاني الماضي، خرجت سامسونغ لتعلن عن إطلاق هاتفها الرائد "غالاكسي إس 24 ألترا" (Galaxy S24 Ultra)، ومعه كشفت عن مزايا الذكاء الاصطناعي الجديدة التي أطلقت عليها "غالاكسي إيه آي" (Galaxy AI)، وهي مزايا موجهة حصرا لمستخدمي هواتف سامسونغ.

المزايا الجديدة لم تكن متنوعة وكثيرة، بل حصرت في مجموعة من التعديلات البسيطة على الصور وتحسين جودتها إلى جانب مزايا مساعد شخصي لتحسين الرسائل وترجمتها والتفاعل معها بشكل مباشر، وبحسب ما أعلنت عنه سامسونغ، فإنها تتوقع ضم المزيد من المزايا إليها في الشهور القادمة.

وبعد مضي أكثر من شهر على إطلاق المزايا في هاتف غالاكسي إس 24، كشفت سامسونغ عن تحديث جديد للجيل السابق من هواتفها غالاكسي إس 23 يجلب لها مزايا الذكاء الاصطناعي ذاتها، مع إضافتها أيضا إلى الهواتف القابلة للطي التي صدرت في الأعوام السابقة.

تصرف سامسونغ هذا أوحى إلى الجميع بأن الشركة تنوي مشاركة المزايا الجديدة مع جميع مستخدميها مهما كان عمر هواتفهم، وهو ما دفع الكثيرين للتساؤل، لماذا تضحي سامسونغ بأهم ميزة في هاتفها الرائد غالاكسي إس 24 وتجعلها متاحة في بقية الهواتف؟

الإجابة عن هذا السؤال جاءت في مؤتمر الإعلان عن غالاكسي إس 24 وغالاكسي إيه آي، إذ لمحت سامسونغ إلى أن مزايا الذكاء الاصطناعي تصبح مدفوعة بعد عام 2025، وأنها لن تكون متاحة مجانا للمستخدمين حتى وإن كانوا يمتلكون هاتف غالاكسي إس 24.

التحول إلى المزايا مقابل الدفع

أثناء المؤتمر أضافت الشركة ملاحظة صغيرة في العرض التقديمي الذي تحدث عن مزايا الذكاء الاصطناعي الموجهة لهاتف غالاكسي إس 24، وفيها أكدت الشركة أن المزايا ستكون مجانية حتى عام 2025 على جميع الأجهزة المدعومة بدون أن توضح إن كانت تصبح بعد ذلك مدفوعة أم لا.

ورغم أن الملاحظة لم توضح مباشرة نية سامسونغ لتحويل مزايا الذكاء الاصطناعي إلى مزايا مدفوعة، إلا أنها أشارت بشكل مباشر إلى استعداد الشركة لذلك وفي أحسن الأحوال دراستها لهذا الأمر، إذ إن وجدت الشركة إقبالا واسعا على المزايا، فإنها قد تصبح مزايا مدفوعة.

توجد العديد من الأسباب التي قد تدفع شركة مثل سامسونغ لاتخاذ هذا الأسلوب مع المزايا في هاتفها الجديد الرائد، بداية من الطريقة التي تعمل بها هذه المزايا والاستضافة الخاصة بها سواء كانت تشكل حملا على خوادم الشركة أو كانت تستخدم خوادم خارجية وهو الأمر الذي يشكل تكلفة إضافية على الشركة، ولهذا قد تحتاج تحويلها إلى مزايا مدفوعة.

ولكن لا يمكن الجزم بأن هذا هو السبب الرئيسي، كون "غوغل" تقدم مزايا مماثلة في هواتف "بيكسل 8" وهي مزايا مجانية تأتي ملحقة مع الهاتف بدون وجود أي تلميحات حول تحول هذه المزايا إلى مزايا مدفوعة في الأجيال القادمة.

سامسونغ لمحت إلى أن مزايا الذكاء الاصطناعي ستصبح مدفوعة بعد عام 2025 (رويترز) سياسة الدفع مقابل الاستخدام

لا تعد سياسة الدفع مقابل الاستخدام جديدة على شركات الهواتف المحمولة أو الشركات التقنية بشكل عام، إذ إن الكثير من الشركات تعتمد على هذه الطريقة من أجل تحقيق دخل إضافي لا يتطلب تطوير منتجات جديدة، إذ يوجد الكثير من الأمثلة التي تتبع السياسة ذاتها مثل مساحات التخزين الإضافية في الخدمات السحابية التابعة لمطوري الهواتف أو في بعض المزايا الإضافية في برمجيات الهاتف.

الاستخدام الأوضح لهذه السياسة يظهر في عالم ألعاب الهواتف المحمولة، إذ تجبر بعض الألعاب المستخدمين على شراء نقاط مقابل أموال حقيقية يتم إنفاقها داخل اللعبة من أجل الحصول على مزايا إضافية، وهو ما يجعل قطاع ألعاب الهواتف المحمولة يحقق الكثير من الأرباح سنويا مقارنةً مع قطاعات الألعاب الأخرى.

في الوقت الحالي، لا توجد أي معلومات واضحة من سامسونغ إن كانت تنوي جعل مزايا الذكاء الاصطناعي جزءا من المزايا المدفوعة في هواتفها أم لا، ورغم أن وجود المزايا المدفوعة في الهواتف ليس أمرا غريبا، إلا أنه يتسبب في انتقاد مباشر للشركة، لأنها أعلنت في البداية عن المزايا كنقطة ترويجية لهاتف غالاكسي إس 24 ولم توضح للمستخدمين نيّتها في التحول إلى مزايا مدفوعة.

تحول مزايا الذكاء الاصطناعي إلى مزايا مدفوعة يمثل نقطة ضعف كبيرة في الخطة التسويقية لهاتف غالاكسي إس 24، ويجعلها تتحول إلى نقطة ضعف أيضا في الهاتف، إذ يصبح من الأفضل اقتناء هاتف يقدم مثل هذه المزايا بشكل مجاني بدلا من الحاجة إلى شرائها من سامسونغ ودفع تكلفة إضافية فوق تكلفة الهاتف التي تصل إلى 1300 دولار.

توسع سياسة المزايا مقابل الدفع

التخوف الأكبر من استخدام مثل هذه السياسة مع مزايا أنظمة الهواتف المحمولة لا يأتي من مزايا الذكاء الاصطناعي فقط، إذ قد تتخذ الشركات من هذا الأسلوب سياسة جديدة للمزايا التي كانت أساسية في الأنظمة مثل جودة الكاميرا أو مساحات التخزين الكبير أو حتى عدد المكالمات والرسائل.

وتحول أنظمة الهواتف المحمولة إلى بوابة دفع كبيرة تروج لمجموعة متفرقة من المزايا لن يكون في صالح المستخدمين في أي حال من الأحوال، والنماذج التي يمكن أن يطبق بها هذا الأمر عديدة، بداية من إخفاء بعض مزايا التصوير الاحترافية مقابل اشتراك إضافي يدفع شهريا أو حتى إضافة مزايا أكثر لمشتركي الخدمات المدفوعة من شركات الهواتف المحمولة.

ورغم كون هذا السيناريو غير متوقع إلا أن العديد من الشركات تلجأ لمثل هذه التصرفات من أجل تحقيق أرباح ودخل إضافي، وربما كان عرض شاومي للإعلانات في أنظمتها المثال الأوضح على استعداد شركات الهواتف المحمولة لتحقيق الدخل الإضافي والربح عبر هواتفها.

وفي النهاية، ربما نرى غياب الإصدارات السنوية العديدة من الهواتف المحمولة، لتصبح الإضافات الجديدة في كل هاتف عبارة عن مجموعة من المزايا التي تحتاج إلى شرائها من نظام الشركة، خاصة مع غياب القفزات التقنية الكبيرة بين الهواتف المتتابعة، وهو الأمر الذي يظهر بوضوح في هاتف غالاكسي إس 24 الذي لا يقدم اختلافا واضحا عن غالاكسي إس 23 إلا في مزايا الذكاء الاصطناعي الجديدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات مزایا الذکاء الاصطناعی الهواتف المحمولة من المزایا فی هاتف

إقرأ أيضاً:

هل يسدد الذكاء الاصطناعي ديون الغرب؟

لا شك في أن الذكاء الاصطناعي يغير الاقتصاد العالمي بسرعة غير مسبوقة، ولكن هل ينقذ البلدان الغنية من ضغوط الديون المتزايدة الشدة، خاصة وأن الشيخوخة السكانية السريعة تزيد من الضغوط المفروضة على برامج الإعانات؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل يتسنى لهذه البلدان إدارة عجز أكبر بأمان، والاقتراض فعليا على حساب أجيال المستقبل الفائقة الثراء؟

لا ينبغي لأحد أن يراهن على ذلك.

من المؤكد أن التقييم المتفائل إلى حد كبير لتأثير الذكاء الاصطناعي المحتمل على النمو الاقتصادي تسبب في دفع أسواق الأصول إلى الارتفاع خلال السنوات القليلة الماضية. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على أسواق الأسهم المبتهجة التي تواصل ارتفاعها على الرغم من الشلل السياسي في فرنسا، والإغلاق الحكومي والهجوم الشامل على استقلالية البنك المركزي في الولايات المتحدة، وهجرة المواهب العالية المهارات من المملكة المتحدة.

برغم أنني أزعم منذ فترة طويلة أن الذكاء الاصطناعي سيحل في نهاية المطاف مشكلة النمو الضعيف في الاقتصادات المتقدمة، فإنني حذرت أيضا من عدد كبير من العقبات المحتملة التي قد تبطئ من وتيرة هذا التحول. تُـعَـد إمدادات الكهرباء بين العوامل المادية، والقانونية، والاقتصادية، والاجتماعية العديدة التي يجب وضعها في الحسبان؛ وكذا حقوق الملكية الفكرية؛ ونقص العمال المهرة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ والحاجة إلى وضع إطار عمل شامل يحكم كيفية تواصل روبوتات الدردشة وتبادل المعلومات، بما في ذلك نوع من آليات التسعير.

لقد استثمرت شركات الذكاء الاصطناعي مبالغ طائلة في سباق الهيمنة على السوق (في حال سماح الحكومات بذلك)، ويبدو أنها على استعداد لتحمل نزيف الأموال مقابل المستخدمين والمعلومات. ولكن في نهاية المطاف، وربما في المستقبل غير البعيد، ستحتاج هذه الشركات إلى تطوير مصادر الدخل، على الأرجح من خلال الإعلانات، مثل شركات التواصل الاجتماعي من قبلها.

برغم أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أشارت إلى المضي قدما بأقصى سرعة في تطوير الذكاء الاصطناعي، فإن المسائل المعقدة التي تنطوي على كيفية دمج الأحكام الأخلاقية في هذه النماذج ــ التي هي حاليا من اختصاص مجموعة صغيرة من المطورين ــ سوف يتولاها في نهاية المطاف الكونجرس الأمريكي والمحاكم، وكذلك السلطات في بلدان أخرى. ولكن من المرجح أن تأتي معظم المقاومة من مئات الملايين من العاملين الإداريين المُزاحين، الذين من المنتظر أن يصبحوا أحدث قضية سياسية، تماما كما هي حال عمال التصنيع اليوم وكما كانت حال عمال المزارع في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

الواقع أن كل من يعمل على جهاز حاسوب أصبح عُرضة لخطر الأتمتة (التشغيل الآلي). ومن قبيل الخيال المحض أن نتصور أن حفنة من الشركات من الممكن أن تحل محل جزء كبير من قوة العمل دون حدوث اضطرابات سياسية هائلة. وباستثناء بعض التحولات الاستبدادية الدراماتيكية، نستطيع أن نجزم بأن حدوث اضطرابات أمر شبه مضمون. وسوف يقدم هذا الأمر ذخيرة وافرة لأمثال زهران ممداني في العالم (ممداني اشتراكي يبلغ من العمر 33 عاما، وهو المرشح الأوفر حظا ليصبح عمدة مدينة نيويورك القادم في نوفمبر)، خاصة وأن الذكاء الاصطناعي يبدو أنه يقضي على وظائف العمال الأصغر سنا.

ثم هناك الحقيقة المزعجة التي تتمثل في وجود عدد كبير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتطورة في المجال العسكري، والذي قد يشعل شرارة سباق تسلح هائل بل وقد يؤدي إلى انتشار الحروب التي تخوضها جيوش من الطائرات المسيرة آليا وغيرها من أنظمة الأسلحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. تضر الصدوع والنزاعات الجيوسياسية بالنمو في الأمد البعيد، ومن المرجح أن تستنزف عائدات الضرائب بقدر ما تعززها. وقد يعمل الذكاء الاصطناعي على تمكين دول أصغر حجما وجماعات إرهابية بمنحها إمكانية الوصول إلى كبار علماء الفيزياء والبيولوجيا بضغطة زر.

أخيرا، لا تعني عودة ترمب، وهو منكر غير نادم لتغير المناخ، إلى البيت الأبيض أن التهديدات التي يفرضها الانحباس الحراري الكوكبي اختفت. فمن المتوقع أن تسجل تكاليف تغير المناخ دون ضابط أو رابط ارتفاعا حادا على مدار العقود القادمة ــ ما لم يتمكن سادة الذكاء الاصطناعي الكبار من حل المشكلة (وإن كان من الممكن أن يخلصوا إلى أن الحل يستلزم وجود عدد أقل كثيرا من الناس).

من قبيل المبالغة والمغالاة أن نتصور أن وصول الذكاء الاصطناعي العام بعد فترة انتقالية طويلة ومؤلمة سيحل جميع مشاكل العالم الغني. فحتى لو أفضى وصول الذكاء الاصطناعي العام إلى زيادة قوية في النمو، فمن شبه المؤكد أنه سيؤدي إلى حصة أعلى كثيرا من رأس المال في الناتج، وحصة أقل للعمالة في المقابل. الواقع أن سوق الأسهم تزدهر على وجه التحديد لأن الشركات تتوقع تقلص تكاليف العمالة. وعلى هذا فمن غير الممكن فهم توقعات الأرباح المرتفعة المتضمنة في ارتفاع أسعار الأسهم الشديد على أنها تترجم إلى نمو إجمالي.

هذا يعيدنا إلى الديون الحكومية. لا يوجد سبب واحد يجعلنا نفترض أن النمو المدفوع بالذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى زيادة مكافئة في الإيرادات الضريبية الحكومية، حتى برغم أن هذا كان ليمثل افتراضا معقولا في الماضي. ذلك أن فرض ضرائب على رأس المال أصعب كثيرا في نهاية المطاف من فرضها على العمالة، ويرجع هذا جزئيا إلى أنه يميل إلى كونه أكثر تركزا وأشد قوة من الناحية السياسية، وجزئيا لأنه قادر على التحرك بحرية عبر الحدود.

بالطبع، من الممكن أن تعمل جدران التعريفة الجمركية المرتفعة على منع هروب رأس المال على هذا النحو، لكن أي استراتيجية من هذا القبيل ستكون في نهاية المطاف هازمة للذات. لذا، أجل، تحول الذكاء الاصطناعي قادم، وقد ساهم بالفعل في سباق تسلح جديد بين الولايات المتحدة والصين. ولكن من التهور أن نفترض أن الاقتصادات المتقدمة من الممكن أن تعتمد على الذكاء الاصطناعي لحل مشكلات الميزانية التي يعجز السياسيون من البشر عن حلها.

كينيث روجوف كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي، وأستاذ الاقتصاد والسياسات العامة في جامعة هارفارد.

خدمة بروجيكت سنديكيت 

مقالات مشابهة

  • الناتو يبدأ اختبار أنظمة جديدة للكشف عن المسيرات الروسية وتحييدها
  • الذكاء الاصطناعي يقتحم البورصة والواي فاي يصبح جهاز مراقبة
  • هل يسدد الذكاء الاصطناعي ديون الغرب؟
  • عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟
  • خبير تقني: الذكاء الاصطناعي تسبب في مآسٍ نفسية.. وقوانين جديدة تفرض رقابة
  • ريلمي تراهن على الذكاء الاصطناعي لمواصلة النمو وسط ضغوط الأسعار والمنافسة
  • مستقبل مراكز مصادر التعلّم في ظل الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
  • ببطارية جبارة .. سمارت ووتش جديدة من فيفو كلها مزايا
  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون