طائرات الجيش تحلق بأجواء الخرطوم وصواريخه الموجهة تقصف أهدافا للدعم السريع
تاريخ النشر: 25th, July 2023 GMT
واصلت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني صباح اليوم الثلاثاء التحليق في أجواء العاصمة الخرطوم ومدنها الثلاث وقصفت صواريخه أهدافا لقوات الدعم السريع التي ردت باستخدام المسيّرات في هجماتها ضد الجيش، وذلك في ظل تحذير أممي من تدهور خطير للوضع الإنساني في البلاد بعد أكثر من 100 يوم من المعارك.
وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات متقطع شمال مدينة أم درمان، مشيرا إلى أن صواريخ موجهة انطلقت من منطقة "وادي سيّدنا" العسكرية صوب تجمعات الدعم السريع شمال أم درمان.
وأضاف المراسل أن الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني ظلت تحلق منذ الصباح الباكر بصورة مكثفة في سماء العاصمة.
وبالتزامن مع ذلك، سُمعت أصوات إطلاق المضادات الأرضية التابعة لقوات الدعم السريع في مواقع مختلفة من العاصمة، خصوصا في جنوب ووسط أم درمان، ووسط الخرطوم.
وفي الأثناء أفاد مصدر عسكري في الجيش السوداني للجزيرة، أن دفاعات الجيش أسقطت طائرة مسيّرة تابعة للدعم السريع أثناء هجوم على سلاح المهندسين في أم درمان.
وواصلت قوات الدعم السريع استخدام المسيرات لمهاجمة أهداف للجيش في عدة مناطق.
قوات حفظ سلاموفي سياق متصل، رفض الفريق أول ركن "ياسر العطا" مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية بشدة مبادرة تقودها كينيا لإرسال قوات حفظ سلام من شرق أفريقيا للمساعدة في إنهاء الصراع الدائر بالسودان منذ أكثر من 100 يوم.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اقترحت الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" مبادرة تشمل نشر قوات حفظ سلام في العاصمة السودانية الخرطوم.
أما الجيش السوداني فقد رفض مرارا المبادرة التي تقودها كينيا، متهما إياها بدعم قوات الدعم السريع، وقال إنه سيعتبر أي قوات حفظ سلام أجنبية قوات معادية.
الجوع يفتك بالسودانيين
في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد، وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن نحو 19 مليونا (ما يمثل نحو 40% من السكان) يواجهون الجوع بسبب الصراع الدائر.
وأضاف أن المنظمة الدولية وشركاءها يواصلون بذل ما في وسعهم للاستجابة للتداعيات الإنسانية للأزمة، رغم استمرار القتال والقيود المفروضة على وصول الإغاثة.
وقال إن السودان أحد أكثر المناطق التي تصعب الاستجابات لحاجاتها الإنسانية في العالم في الوقت الحالي.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من مغبة تدهور الأوضاع الصحية في السودان، وذلك بعد 3 أشهر من القتال.
جاء ذلك في بيان مشترك أمس الاثنين لمدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أحمد المنظري، ومديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم أفريقيا، ماتشيديسو مويتي.
وأشار البيان إلى أن الوضع داخل السودان بلغ مستويات خطيرة، حيث خرج أكثر من 67% من مستشفيات البلد من الخدمة، في حين تتزايد التقارير التي تفيد بوقوع هجمات على مرافق الرعاية الصحية.
حصيلة الحرب
وبعد 100 يوم من الحرب، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 3900 قتيل على الأقل حتى الآن، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية، في حين تؤكد مصادر طبية أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.
وقالت منظمات إنسانية إن ما يقرب من 3.8 ملايين شخص قد نزحوا داخليا في السودان، منهم 1.9 مليون طفل، كما تم تهجير 1.7 مليون طفل إضافي من ديارهم، وهم الآن يتنقلون داخل السودان ويعبرون حدوده، وهم عرضة للجوع والمرض والانفصال عن أسرهم.
كما تسببت الحرب في نزوح أكثر من 3.5 ملايين شخص، وغادر أكثر من 700 ألف منهم إلى دول الجوار.
ويحتاج أكثر من نصف عدد سكان البلاد -الذي كان يقدر بنحو 48 مليون نسمة- إلى مساعدات إنسانية للاستمرار، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من المجاعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع أم درمان أکثر من
إقرأ أيضاً:
"الدعم السريع" تسيطر على المواد الإغاثية التي تصل إلى دافور
أشارت مصادر سودانية إلى أن قوات الدعم السريع تسيطر على المواد الإغاثية التي تصل إلى إقليم دارفور.
وأضافت المصادر بالقول إن قوات الدعم السريع تستهدف المواطنين في إقليم دارفور وعدد كبير مصيرهم مجهول.
وقال برنامج الأغذية العالمي، اليوم الأحد، إن ملايين السودانيين على شفا كارثة.
وأضاف البرنامج :"السودان يواجه إحدى أسوأ أزمات الجوع في العالم".
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم شبكة أطباء السودان أن فرق المنظمة الميدانية منتشرة في جميع أنحاء البلاد لتقديم تقارير دقيقة حول الأوضاع الإنسانية، مع التركيز على توفير الرعاية الصحية الأولية للنازحين.
وشدد على أهمية تقديم الدعم النفسي للأطفال الذين يعانون من آثار الحرب وسوء التغذية، مشيراً إلى أن عدد كبير من النازحين يتكدسون في مدينة الفاشر.
وأفاد المتحدث باسم شبكة أطباء السودان بأن ميليشيا الدعم السريع حولت بعض المستشفيات إلى ثكنات عسكرية وجعلتها أهدافاً عسكرية، في انتهاك للقوانين الإنسانية الدولية.
وأضاف في تصريحات لشبكة القاهرة الإخبارية أن مدينة الفاشر شهدت حصاراً مطبقاً وقصفاً ممنهجاً من قبل ميليشيا الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
وقالت وزيرة التنمية الهولندية، في وقتٍ سابق، إن أكثر من 21 مليون شخص في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأضافت :" السودان يشهد أسوأ أزمة إنسانية عالميا والمجاعة ثبت وقوعها في بعض المناطق".
وقالت دينيس براون، المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية بالسودان، إن المساعدات التي قدمناها للناجين بالفاشر بعيدة عن تلبية احتياجات السكان.
وأضافت :"لا نملك الغذاء الكافي وعلى المجتمع الدولي التحرك".
وتابعت قائلةً :"قدرتنا على الاستجابة محدودة والتمويل يغطي 28% فقط".
وقالت مديرة الاتصال في منظمة "أنقذوا الأطفال"، إن السودان يشهد واحدة من أكبر أزمات النزوح الداخلي في العالم، حيث وصل عدد النازحين إلى 10 ملايين شخص منذ اندلاع الصراع.
وأكدت في تصريحات لشبكة القاهرة الإخبارية أن النساء والأطفال يعيشون ظروفاً إنسانية شديدة القسوة في مناطق النزاع، في ظل افتقار حاد للخدمات الأساسية.
وأضافت أن المنظمة تواجه تحديات كبيرة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، مشددة على ضرورة توفير ممرات آمنة لضمان وصول الإغاثة، إلى جانب حماية النساء والأطفال الذين يتعرضون لمخاطر متزايدة نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية.