البوابة نيوز:
2025-05-09@04:32:15 GMT

تعرف على واجبات الكاهن

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

يقول القديس مكسيموس المعترف إن واجبات  الكاهن تبدءدأ عندما يكون الكاهن قدّيسًا نفسًا وجسدًا، وعمود نور ينير الكنيسة التي هي شعب الله، وأن يكون أنقى من أشعة الشمس لئلا يتركه الروح القدس مقفرًا. 

 

وإن الكهنوت يصير على الأرض إلاّ إنّ له رتبة الطغمات السماوية. فانَّ لا ملاك ولا إنسان ولا قوَّة أخرى مخلوقة تستطيع أن تجريه وتتمه بل الروح الكليُّ قدسه هو الخدمة بالذات.

والكاهن إنّما يتمّم خدمة الملائكة. لأجل ذلك يجب على كل الحائزين على درجات الكهنوت المختلفة أن يتصوَّروا وهم يكملون الخدمة أنّهم واقفون مع الملائكة في السماء أمام الله. ولذلك يطلب منهم أن يكونوا طاهرين أنقياء كالملائكة. أو علمتم أنه لولا مؤازرة نعمة الله مؤازرة عظيمة لما استطاعت نفس بشرية قطٌ أن تصمد أمام نار تلك الذبيحة الهائلة!.. لأنه إن كان ليس في استطاعة أحد أن يعرف ماهية الإنسان المركّب من لحمٍ ودمٍ، فكيف يمكن الدنوُّ من الطبيعة المغبوطة المتفوّقة في الطهارة والنقاوة؟..
 

 

ومن يتأمّل في هذه الحقائق يستطيع أن يُدرك تمام الإدراك مقدار الكرامة التي للكهنة والتي إنما أُهّلوا لها بنغمة الروح القدس. فالكهنوت خدمة جليلة سماوية إلهية. هكذا احتسبه الآباء القديسون المتوشحون بالله، فوقروه جدًا واحترموه وقالوا إنه لا يجب ولا يليق أن يُمنح إلاّ للقديسين فقط.
 

 

ولذلك يجب على كل كاهن أن يمتحن نفسه، فإذا رأى أنه غير مقدَّس، وغير طاهر فليندم ويتب بدموع حارَّة. وإلا فليهرب بعيدًا من الخدمة لئلا يحترق نفسًا وجسدًا. ثم إن الكهنوت هو بهذا المقدار أعلى وأجلّ من الُملك بمقدار الفرق الموجود بين النفس والجسد. فيجب على الكهنة الذين يمارسون الخدم الكهنوتية الرهيبة أن يبذلوا جهدهم في تطهير نفوسهم حتى من أحقر وأقلّ التخيُّلات النفسية، ومن ثم يقدمون على الخدمة. متشبهين على قدر استطاعتهم بالساروفيم والشاروبيم.
 

ويوجد بعض كهنة لا يسلكون بمقتضى القوانين والشرائع الإلهية لا قولًا ولا فعلًا ولا فكرًا، لكنهم مشغوفون بمحبة المجد الباطل والشرف الزائل، ولا همّ لهم إلاّ أن يحترمهم الناس ويبجلونهم. ولكن أمثال هؤلاء الكهنة ولسؤ الحظ لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يخلّصوا أنفسهم ولا غيرهم.
آخرون أصبحوا كهنة لأنّهم كسالى ولا طاقة لهم على الشغل والعمل اليدوي، ولم يستطيعوا أن يدبّروا أمور معيشتهم.
وهنالك آخرون دون أن يقدّروا عظم الضرر الذي يلحق بالكنيسة، ودون أن يدركوا عظم أهمية هذه الخدمة الإلهية، قد تجرَّأوا على الدخول إلى المذبح المقدس دون أن يكونوا حائرين على شيءٍ من المؤهلات من علمٍ وأدبٍ وأخلاق. وإذ لم يقدروا أن يقدّروا هذا السرّ الرهيب حقَّ قدره، راحوا يزعمون أنّ الكهنوت إنّما هو جرأة وجبابرة.
آخرون كانوا فاضلين أتقياء أعفاّء إلى درجة القداسة ولكنّهم لما ارتقوا إلى درجة الكهنوت اعتزُّوا بهذه الرتبة فوضعوا كل ارتكانهم عليها، وكل ثقتهم بها، فخُدعوا وتراخت عزائمهم وتهاونوا في ممارسة الفضائل التي كانوا يمارسونها قبلًا، بل توغلوا في الملاذ وارتكب الذنوب فعوقوا عقابًا شديدًا.
آخرون يخدمون المذبح بتواضع وبضمير طاهر فيحظون بالمكافأة من الرب لقاءَ ذلك، فمن يخدم عن غير استحقاق هو يهوذا ثانٍ. وهوخائن. لان داتان وابيروم قد انشقَّت الأرض وابتلعتهما حييّن، لأنهما تجرَّأا على التبخير في هيكل الرب عن غير استحقاق، فكم بالحري يكون اكثر إجراما من يطأ جسد المسيح المخلّص ودمه!لا مناص من أن مثل هذا سوف يُعاقب بأشنع العقوبات ويُقاصُّ بأشدَّ القصاص.
فالكاهن الصالح الحقيقي يجب أن يكون تقيًا، حكيمًا، محبًا للتعليم، متواضعًا غير مدمن الخمر، ضابطًا نفسه ولسانه، غير حقود، ولا بخيل، بل رحيمًا، محبًا، وعلى الخصوص للغرباء. يجب أن يكون محبًا للجميع كبارًا وصغارًا ومسالمًا الجميع. وأن لا يأخذ ربًا ممن يقرضهم، وان لا يجدّف ولا يحرم ولا يلعن، ألاّ يكون تاجرًا لئلا ينطق بالكذب، ألاّ يدخل مع آخرين في مخاصمات ومنازعات، ألاّ يتعظم ويستكبر، ألاّ يستعمل المزاح ليضحك الآخرين، ألاّ يكون مهذارًا، وألاّ يتكلم إلاّ بالكلام المفيد والنافع لسامعيه، مسترشدًا بآيات الكتاب الإلهي، ألاّ يكون شرهًا ولا شهوانيًا لئلا يحزن الروح القدس. وان لا يجاوب سائليه بغضبٍ ونزقٍ بل بروح التواضع نحو الجميع، ألاّ يتبرَّج ويتزَّين، أن لا يحسد نجاح الغير، أن يسامح من يشتمه من كل قلبه أمام الجميع وقبل غروب الشمس، أن يفحص الذين يسقطون في الخطايا بوداعةٍ ويوبّخهم بمخافة الله. لا يجب أن يكون عثرةً أو سبب شكٍ لأحدٍ غنيًا كان أو فقيرًا.
جميع هذه الأمور التي ذكرناها يجب على الكاهن أن يحافظ عليها بكل دقَّةٍ وبغاية الانتباه، ليتسنّى له بداّلة وبقلبٍ طاهر أن يعلّم آخرين أيضًا، فإن تهاون بما ذكر ولم يحفظه جيدًا لفائدة الذين يتعلَّمون منه وبنيانهم، فالأوفق له أن يعلِّق في عنقه حجر الرُّحى ويزجَّ في البحر لأنه خالف ناموس المسيح واستهان بتعليمٍ كهذا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط یجب على أن یکون

إقرأ أيضاً:

بعد فشل كل المسارات التي اتبعها السودان، يكون قطع العلاقات هو بداية للحل

لا يمكن أن تصل لتهدئة حقيقية مع الإمارات ما لم تمر بمرحلة تصعيد “التصعيد من أجل التهدئة escalate to deescalate” والتصعيد هنا ما موقف عدائي من السودان لفرض أجندة على الإمارات، بل هو رد فعل طبيعي بعد استنفاد كل الحلول السلمية معها..

الحكومة السودانية خلقت تواصل دبلوماسي وقدمت احتجاج رسمي ودخلت في محادثات سرية وحتى قبلت بوساطة خارجية.

النتيجة كانت شنو؟ هل توقف الدعم الإماراتي، لا. هل استجابت الإمارات للمناشدات الإقليمية ، الإجابة برضو لا..

واصلت الإمارات مشروعها في دعم الدعم السريع تحت غطاء رغبتها في إحلال السلام، وتبنت خطاب في ظاهره داعم للحلول السلمية وفي باطنه شرعنة وجودها كصوت إقليمي يحق له تقرير مستقبل السودانيين.الوضعية دي استفادت منها الإمارات طيلة سنوات الحرب..
الآن وبعد تصنيفها كدولة عدوان، فقدت تلك الوضعية ، وبدأ العالم يلتفت لدورها العدائي تجاه السودان وبالتاكيد لن ينظر لها كفاعل محايد في إحلال السلام..

أخيرا الكلفة السياسية للتصعيد أقل بكثير من الصمت على دعم الإمارات. فبعد فشل كل المسارات التي اتبعها السودان، يكون قطع العلاقات هو بداية للحل وأداة تفاوض جديدة إن غيرت الإمارات من سلوكها وبدأت في التراجع عن مواقفها.

حسبو البيلي
#السودان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • فئات لا يحق لها الحصول على الإجازات طوال فترة خدمتها بالقانون.. تعرف عليها
  • بعد فشل كل المسارات التي اتبعها السودان، يكون قطع العلاقات هو بداية للحل
  • بعد البابا فرنسيس.. من يكون الخليفة رقم 267 للقديس بطرس في الفاتيكان؟
  • البطريرك ساكو: نأمل في أن يكون البابا الجديد قريباً من كنائس الشرق الأوسط
  • جوندوجان يحلم بأن يكون مساعدًا لـ "الفيلسوف"
  • هل تعاني من الإرهاق؟: قد يكون السرطان السبب الخفي
  • البكيري: لا تحتاج أن يكون منافسك النصر بل الاتحاد
  • غضب وسط تجار سوق الجملة بإنزكان بسبب رفع سعر واجبات "الصنك"
  • أمين الفتوى: الزواج قد يكون حراما لبعض الرجال أو النساء
  • كاريكاتير| لن يكون هناك مكان للهبوط في مطار بن جوريون