عربي21:
2025-05-15@03:40:04 GMT

الجريمة موصوفة والمجرم معروف.. والقضاة خائفون

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

أصبح المحلل السياسي لما يجري داخل فلسطين يملك اليوم عددا متزيدا من الشهادات والمعطيات التي تمكنه من تقديم صورة موضوعية عن الأوضاع، حتى لو لم يكن مختصا في هذا الملف؛ يكفيه أن يجمع تلك المعطيات المتفرقة ويضعها في سياق ما حتى تتجلى أمامه الخلفيات والتداعيات. وما يميز هذه المرحلة أن كما هائلا من التصريحات والأدلة الداعمة يتم بثها بشكل متواصل وتنشرها وتتناقلها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، خلافا لما كان يحصل من قبل حين كانت هذه المعطيات تكتب في تقارير سرية، أو تقال داخل مكاتب مغلقة.

والعينات التي سنعتمدها في هذا المقال دليل قاطع على ذلك.

عندما وصفنا في مقالات سابقة نتنياهو وحكومته بالعصابة المتمردة على القيم والقوانين والأعراف الدولية، لم نفعل ذلك من موقع التضامن المبدئي مع الشعب الفلسطيني، ولكن بناء على حجم الجرائم التي ارتكبتها هذه العصابة وطبيعتها الهمجية والدموية؛ جرائم موثقة ومنقولة على المباشر.

عندما سئل عامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، خلال مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأمريكية عن مدى قوة بن غفير وسموتريش، أجاب بدون تردد: "هما إرهابيان يهوديان مسيحانيان". وأضاف وهو من هو داخل جهاز القمع الإسرائيلي: "لو كنت فلسطينيا لحاربت إسرائيل من أجل حريتي"، وهذا الذي لا تزال السلطة الفلسطينية ترفضه، وتعتقل من يرفع السلاح ويقاوم الاحتلال.

نتنياهو الذي سيحمل المسؤولية الكبرى في جريمة الإبادة الجماعية، سواء أقرت بذلك محكمة العدل الدولية أو اكتفت بالدوران حول الحِمى دون أن تقتحمه، رغم أن الأطراف المشاركة في ذلك عديدة سواء داخل إسرائيل أو خارجها، ويكاد يوجد شبه إجماع حول وصفه بمختلف الأوصاف الشريرة
عندما توقفنا في أكثر من مناسبة أمام ازدواجية الخطاب الأمريكي الرسمي، وانتقدنا بشدة سياسة الرئيس بايدن واتهمنا سياسته بالتصهين، لم نفعل ذلك من منطلق موقف عدائي للولايات المتحدة، وإنما بناء على تصريحات بايدن، وأكدته كتابات عدد من المحللين الأمريكيين الذين ذكروا أن بايدن هو أقرب رئيس أمريكي لإسرائيل.

في هذا السياق، اعتبر ماثيو ميلر، المحلل السابق في وزارة الخارجية الأمريكية أن مشكلة بايدن تكمن في "ارتباطه بإسرائيل"، وأضاف أن الرئيس الأمريكي هو الوحيد الذي "وصف نفسه مرات ومرات بأنه صهيوني". لهذا يعتقد ميلر أن هذا الارتباط هو الذي منع بايدن من "فرض شروط على إسرائيل طيلة الحرب"، ليستمر في تقديم العون لها من خلال إرسال مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة التي قتلت الأطفال والنساء. وهو ما كشفت عنه الصحف الإسرائيلية التي تحدثت عن "وصول نحو 35 ألف طن أسلحة وذخائر، غالبيتها من الولايات المتحدة، على متن أكثر من 300 طائرة ونحو 50 سفينة، منذ اندلاع الحرب"، دون القائمة التي حملها وزير الدفاع في زيارته الأخيرة إلى واشنطن، والتي تضمنت أنواعا مختلفة من الأسلحة المتطورة.

نعود إلى نتنياهو الذي سيحمل المسؤولية الكبرى في جريمة الإبادة الجماعية، سواء أقرت بذلك محكمة العدل الدولية أو اكتفت بالدوران حول الحِمى دون أن تقتحمه، رغم أن الأطراف المشاركة في ذلك عديدة سواء داخل إسرائيل أو خارجها، ويكاد يوجد شبه إجماع حول وصفه بمختلف الأوصاف الشريرة.ملف إدانة إسرائيل وحكومتها الحالية أصبح جاهزا ومكتملا، سواء من الجانب القانوني أو الإنساني، لتوجيه تهمة الإبادة الجماعية، وأن هذه الحكومة البشعة تتجه الآن لاستكمال جريمتها نحو الهجوم على رفع بحجة القضاء على المقاومة، في حين أن الهدف الاستراتيجي الأهم بالنسبة لها هو تهجير العدد الأكبر من الفلسطينيين، وإعادة احتلال غزة وتسليمها إلى المستوطنين آخر ما صدر في هذا الشأن إقدام صحيفة "لابريس" الكندية على نشر رسم كاريكاتوري يصوّر نتنياهو في شكل "مصاص دماء"، ورغم اضطرار الصحيفة إلى التراجع وتقديم اعتذار بعد الاحتجاج الإسرائيلي إلا أن الصحف العالمية خصصت له بعض افتتاحياتها للهجوم عليه بقوة.

يكفي في هذا السياق الإشارة إلى الصحفي والكاتب الأمريكي توماس فريدمان؛ الذي اعتبر في حوار له مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو "سيُدرج في التاريخ باعتباره أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي وليس فقط في التاريخ الإسرائيلي".

وهذا يعود لعناده وانفراده بالرأي وثقته في نفسه نظرا لنفسيته الخبيثة، وأن هناك جبهة واسعة عالمية ضده وضد سياسته بمن ذلك عدد من كبار الساسة اليهود في أمريكا؛ من بينهم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي المؤيد بحماس لإسرائيل، والذي يعتبر "أكبر مسؤول أمريكي يهودي منتخب"، حيث تجرأ في خطابه الأخير واتهم نتنياهو بكونه "عقبة أمام السلام"، وهو ما أثار غضب حكومة في تل أبيب.

بناء على ما سبق يمكن القول إن ملف إدانة إسرائيل وحكومتها الحالية أصبح جاهزا ومكتملا، سواء من الجانب القانوني أو الإنساني، لتوجيه تهمة الإبادة الجماعية، وأن هذه الحكومة البشعة تتجه الآن لاستكمال جريمتها نحو الهجوم على رفع بحجة القضاء على المقاومة، في حين أن الهدف الاستراتيجي الأهم بالنسبة لها هو تهجير العدد الأكبر من الفلسطينيين، وإعادة احتلال غزة وتسليمها إلى المستوطنين.. فهل هناك أكثر بشاعة من هؤلاء

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو الإسرائيلي الإبادة الجماعية العدل الدولية غزة إسرائيل غزة نتنياهو الإبادة الجماعية العدل الدولية مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة فی هذا

إقرأ أيضاً:

ترامب لن يزور إسرائيل.. هل انقلب على نتنياهو بالكامل؟

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط في مستهلّ جولة إقليمية تبدأ من المملكة العربية السعودية، وتشمل لاحقًا كلًا من الإمارات العربية المتحدة وقطر.

وتُرافق هذه الزيارة تعهدات استثمارية ضخمة من دول الخليج الثلاث في مجالات تمتد من الذكاء الاصطناعي إلى الطاقة والتعدين والصناعات الثقيلة وغيرها.

في خلفية هذه الزيارة، تُثار تساؤلات حول تقاطع المصالح السياسية والاقتصادية الشخصية، لا سيما وأن منظمة ترامب تملك وتدير مشاريع عقارية وتجارية في الدول الثلاث التي تشملها الزيارة. وهو ما يعيد إلى الواجهة الجدل المستمر بشأن حدود الفصل بين الوظيفة العامة والمصالح الخاصة في إدارة ترامب.

ومع ذلك، تغيب دولة واحدة بشكل لافت عن جدول الجولة الإقليمية، رغم أنها تُعدّ "الصديقة الوفية" للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهي إسرائيل، التي تنفّذ منذ 19 شهرًا إبادة جماعية في قطاع غزة، بدعم هائل من الأموال والأسلحة الأميركية. وقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين وفقًا للأرقام الرسمية نحو 53 ألفًا، ولا يزال الرقم في تصاعد.

ورغم أن الإبادة الجماعية بدأت في عهد سلفه، الرئيس جو بايدن، فإن ترامب لم يتردد في تبني هذا القتل الجماعي أيضًا، إذ أعلن بعد فترة وجيزة من عودته إلى الحكم أنه "سيرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة" في غزة.

إعلان

ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل تستغرق وقتًا أطول مما يرغبه الرئيس الأميركي، لا سيما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا مؤخرًا إلى تصعيد الهجوم على القطاع الذي بات مدمّرًا إلى حدّ كبير.

المشكلة، بالطبع، ليست أن ترامب يكترث لما إذا كان الأطفال والبالغون الفلسطينيون يُقتلون جوعًا وقصفًا، بينما تستغرق إسرائيل وقتها في "إنهاء المهمة"، بل إن الإبادة الجماعية الجارية تُعيق ببساطة رؤيته لما يسميه "ريفيرا الشرق الأوسط"، والتي يُفترض أن تنبع من أنقاض غزة، وهو مشروع أوضح ملامحه بقوله: "الولايات المتحدة ستتولى أمر قطاع غزة، وسنقوم بعمل رائع هناك. سنملكه".

وبينما قد يكون للحرب منافع تجارية – اسألوا فقط قطاع صناعة الأسلحة – يبدو أن الإفراط في الحرب قد يُعدّ استثمارًا غير مجدٍ في نهاية المطاف، على الأقل من منظور ترامب العقاري.

وفي الفترة التي سبقت جولة ترامب في الشرق الأوسط، تزايدت التقارير عن توترات بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي – وليس فقط فيما يتعلق بغزة. فقد ذكرت شبكة "NBC News" يوم الأحد أن نتنياهو "فوجئ بشدة – واغتاظ – الأسبوع الماضي من إعلان ترامب أن الولايات المتحدة أوقفت حملتها العسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن".

وما يُزعج نتنياهو على ما يبدو بدرجة أكبر هو رفض ترامب تأييد ضربات عسكرية ضد إيران.

أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة، حسب التقارير، تخلّت عن مطلب تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل كشرط لدعم واشنطن برنامج المملكة النووي المدني.

فما الذي تعنيه إذًا العلاقة المتوترة بين ترامب ونتنياهو لما يسمى بـ"العلاقة الخاصة" والمقدسة بين الولايات المتحدة وإسرائيل؟

وفقًا لمقال نشره موقع "واينت نيوز" الإسرائيلي: "رغم التوترات، يصرّ المسؤولون الإسرائيليون على أن التنسيق من وراء الكواليس مع إدارة ترامب لا يزال وثيقًا، دون وجود أي خلاف سياسي فعلي".

إعلان

ويطمئن التقرير القرّاء بأن السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، "نفى الشائعات التي تفيد بأن ترامب قد يعلن دعمًا لدولة فلسطينية خلال زيارته إلى الدول الخليجية الثلاث".
وطبعًا، من غير الواضح تمامًا ما نوع "الدولة الفلسطينية" التي يمكن أن يروّج لها شخص يقترح امتلاك الولايات المتحدة قطاع غزة وطرد السكان الفلسطينيين الأصليين منه.

ورغم تهميش إسرائيل في هذه الجولة، فإن ذلك لا يعني أنها لن تواصل لعب دور أساسي في السلوك العدائي الأميركي بشكل عام.
ففي الشهر الماضي فقط، استضاف مسؤولون جمهوريون وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير – صاحب المقولة الشهيرة: "لا يوجد سبب لإدخال غرام واحد من الطعام أو المساعدات إلى غزة" – في منتجع مارالاغو الخاص بترامب في فلوريدا.
وبعد عشاء أقيم على شرفه، تفاخر بن غفير بأن الجمهوريين "أعربوا عن دعمهم لموقفي الواضح جدًا حول كيفية التصرف في غزة، وأنه يجب قصف مستودعات الطعام والمساعدات".

وعليه، وبينما تنشغل العناوين الإعلامية بالصفقات الكبرى والاستحقاقات الدبلوماسية، يمكن القول إن إدارة ترامب لا تزال تواصل تعاملها مع التطورات الميدانية في غزة من منظور يخدم أولوياتها الإستراتيجية، حتى وإن بدا ذلك تغاضيًا عن الانتهاكات الإسرائيلية الواضحة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: نتنياهو يصر على المضي في المقترح الذي طرحه ويتكوف بشأن غزة قبل شهرين ونصف
  • مغردون يرحبون بصواريخ الحوثي التي ضربت إسرائيل
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • ترامب لن يزور إسرائيل.. هل انقلب على نتنياهو بالكامل؟
  • ترامب: السعودية ستطبع مع إسرائيل في الوقت الذي تراه مناسبا
  • نجا من هجوم سابق.. من الصحفي حسن إصليح الذي اغتالته إسرائيل بغزة؟
  • لوبوان: إسرائيل عالقة في فخّ غزة الذي نصبه يحيى السنوار
  • آخر تقرير.. ما الذي تخشاه إسرائيل في سوريا؟
  • "أفضل بدرجة واحدة" عن الطريقة التي تعامل بها مع زيلينسكي في البيت الأبيض.. هكذا يعامل ترامب نتنياهو
  • رويترز عن نتنياهو: إسرائيل غير ملتزمة بأي وقف إطلاق نار مع "حماس"