قصة لحن جنائزي أهداه بيتهوفن لنابليون بونابرت قبل وفاته بـ17 عاما.. تفاصيل مدهشة
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
يصادف اليوم ذكرى وفاة لودفيج فان بيتهوفن، عندما اندلعت ثورة فرنسا في عام 1789، كان لودفيغ فان بيتهوفن، الملحن الألماني الشهير، عمره 19 عامًا. تأثر بيتهوفن، مثل الكثير من الأوروبيين في ذلك الوقت، بقيم الثورة الفرنسية التي دعت إلى الحرية والمساواة وانتشرت في أنحاء أوروبا.
كان بيتهوفن يعيش في نفس الفترة التي عاش فيها الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، الذي كان أكبر سنًا بعام و4 أشهر.
في عام 1792، انتقل بيتهوفن إلى فيينا، عاصمة النمسا، لتعلم المزيد عن الموسيقى من الملحن النمساوي الشهير جوزيف هايدن. خلال تلك الفترة، سمع بيتهوفن لأول مرة عن الجنرال بونابرت، الذي حقق شهرة كبيرة في أوروبا بفضل انتصاراته العسكرية في إيطاليا وحملته العسكرية في مصر عام 1798. وبعد انقلاب 18 برومير في عام 1799، أصبح بونابرت قنصلاً أول. وبعد هذه الأحداث، أصبح بونابرت بطلاً في نظر الكثيرين الذين كانوا ممتنين له لإنهاء فترة الإعدامات والاضطرابات خلال فترة الثورة. كان بعض الناس، بما في ذلك بيتهوفن، يعتقدون أن بونابرت سينشر القيم الحقيقية للثورة، حيث كان يُنظَر إليه كشخصية وطنية دافعت بقوة عن حدود فرنسا في السنوات السابقة.
أثناء فترة إعجابه بقيم الثورة الفرنسية وشخصية بونابرت، حاول بيتهوفن التقرب منه من خلال تقديم هدية موسيقية. في عام 1802، بدأ الملحن الألماني في تأليف ما أصبح يُعرف فيما بعد بالسيمفونية الثالثة، والتي تتألف من أربع حركات، بما في ذلك حركة موكب جنائزي.
غضب واستياءفي عام 1804، تغيرت آراء لودفيغ فان بيتهوفن تجاه نابليون بونابرت. بعدما أعلن بونابرت نفسه إمبراطورًا لفرنسا، شعر بيتهوفن بخيبة أمل كبيرة وغضب وشطب اسم بونابرت من السيمفونية التي كان يعمل عليها. أطلق على السيمفونية اسم "البطولية" (Eroica) وكتب أنها تكريمًا لرجل عظيم دون الاشارة إلى بونابرت بشكل صريح.
قرر بيتهوفن فيما بعد أن يهدي السيمفونية للأمير النمساوي جوزيف فرانتس ماكسيميليان لوبكوفيتز (Joseph Franz von Lobkowitz) بدلاً من بونابرت. وعندما نصب بونابرت نفسه إمبراطورًا، أعرب بيتهوفن عن استيائه قائلاً: "أصبح اليوم إنسانًا عاديًا وفقد خلوده... سيركل خلف طموحاته وسيضع حقوق الإنسان تحت قدميه وسيسعى لتحقيق طموحاته الشخصية وسيفخر بتفوقه على البشر الآخرين وسيصبح طاغية."
في السنوات التالية، تواصل بيتهوفن تبني مشاعر الاستياء تجاه الفرنسيين وبونابرت. وأعرب عن حزنه الشديد عندما سمع صوت مدافع الفرنسيين خلال اقترابهم من فيينا في عام 1809. وعندما تعرضت قوات بونابرت للهزيمة، استعاد بيتهوفن حيويته وكتب المزيد من القطع الموسيقية، بما في ذلك أعمالاً موسيقية قدمها لدوق ويلنغتون الذي هزم الفرنسيين في معركة واترلو. كما عزف في مؤتمر فيينا الذي تم فيه مناقشة مستقبل أوروبا بعد بونابرت.
في عام 1815، تم نفي بونابرت إلى جزيرة سانت هيلينا في المحيط الأطلسي، حيث توفي في 5 مايو 1821 عن عمر يناهز 51 عامًا. وعن وفاة بونابرت، قال بيتهوفن: "لحّنت منذ 17 عامًا الموسيقى الملائمة لهذا الحدث المأساوي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بيتهوفن الثورة الفرنسية نابليون بونابرت نابليون سيمفونية فی ذلک فی عام
إقرأ أيضاً:
خلال ثلاثين عاما… إلى أين وصل مستوى الفقر بالأردن؟
صراحة نيوز- أظهر تقرير دولي حديث انخفاض معدلات الفقر في الأردن بنسبة 4.7 % خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
وبحسب تقرير “الفقر في العالم من منظور أوسع” الصادر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بلغ معدل الفقر المسجل في الأردن نهاية العام الماضي ما نسبته 21.4 % منخفضا عن معدلاته المسجلة في عام 1995 والتي كانت حينها تبلغ حوالي 26.1 %.
وبين تقرير أن معدل الفقر المسجل العام الماضي في الأردن أقل من متوسط معدل الفقر في دول المنطقة العربية البالغ 34 %.
وكشف التقرير أن تصنيف الفقر في الأردن يقع في المستوى الثالث وهو الفقر المتوسط الذي يعد أقل حدة من أول مستويين، الفقر المعوز والمدقع.
وشهد الأردن تحسنا في العدالة الاقتصادية خلال الثلاثة عقود الماضية إذ انخفض المعامل الجيني من 39.1 في عام 1995 إلى 34.1 العام الماضي ويعكس انخفاض التفاوت في الفقر والدخل.
ويذكر أن المعامل الجيني هو مقياس إحصائي يستخدم لقياس عدم المساواة في الدخل أو الثروة أو الاستهلاك بين مجموعة من السكان.
ووفقا للتقرير جاء الأردن في قائمة أقل 100 دولة فقرا في العالم إذ حل في المرتبة 77 كما حل في قائمة الدول العربية العشر الأقل فقرا إذ جاء في المرتبة التاسعة بينها ( قطر، الإمارات، الكويت، البحرين، عمان، السعودية، العراق، تونس، الجزائر، الأردن، موريتانيا).
ويأتي نشر هذا التقرير لأول مرة في ضوء تقييم اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، التقدم المحرز لدى دول العالم في تحقيق الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة والمتمثل بالقضاء على الفقر، في ظل اقتراب نهاية خطة التنمية المستدامة العالمية في عام 2030، والتي كان قد انطلق العمل بها عام 2015 من قبل دولة الأمم المتحدة.
التقييم العالمي للفقر وسبل مواجهته
وبالانتقال إلى حالة الفقر عالميا، أشار التقرير إلى انه ما يزال 1 من كل 4 من سكان العالم أي حوالي 2.2 مليار نسمة يعيشون في فقر.
وبلغ الفقر بما يقرب 300 مليون شخص من الفقر حد العوز ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والدول العربية.
ولفت التقرير إلى أن الفقر العالمي بات يتخذ أشكالا جديدة، فقد انخفض انتشار الفقر المدقع إلى النصف منذ عام 1995، لكن، ومع تزايد انتشار المستويات المتوسطة للفقر وللتعرض لخطر الفقر، ما يزال نصف سكان العالم إما فقراء وإماء مهددين بالفقر.
وأوضح التقرير أن معدلات الفقر تتراوح بين أقل من 2 % في البلدان المرتفعة الدخل في أوروبا والمنطقة العربية وبين أكثر من 70 % في أقل البلدان نموا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والمنطقة العربية.
وأكدت الإسكوا أن النمو الاقتصادي عامل أساسي للحد من الفقر، لا سيما في البلدان المنخفضة الدخل.
وبين التقرير أنه على الرغم من أن جهود الحد من عدم المساواة في الدخل ساهمت في التخفيف من حدة الفقر، فهي لا تغني عن الدور الرئيسي الذي يؤديه النمو القوي في دخل الأسر المعيشية.
ولذلك، يتعين على البلدان المنخفضة الدخل وضع إستراتيجيات تركز على النمو، وعلى البلدان مرتفعة الدخل إيلاء أهمية أكبر لسياسات إعادة توزيع الثروة.
واستبعدت الإسكوا تحقيق بلدان العالم هدف خفض معدلات الفقر إلى النصف ما كانت عليه في عام 2015 بحلول عام 2030، مبينة أن نسبة سكان البلدان التي حققت التقدم المنشودة في هذا الصدد لا تزيد على 37 %.
واعتبرت الإسكوا أن البلدان التي لديها أنظمة قوية للصحة والتعليم والحوكمة في وضع أفضل للحد من الفقر.
ودعا التقرير إلى ضرورة معالجة الفقر من ناحية مقياس الدخل وكذلك من ناحية مقياس تعدد الأبعاد. ولا بد أيضا من تحديد مستويات واضحة للتأكد من تكامل السياسات العامة وفعاليتها وتغطيتها لمتطلبات السياقات الخاصة بمختلف البلدان.
وأوصى التقرير الأمم المتحدة بأهمية قيادة عملية اعتماد مقاييس أوسع للفقر، وأن ترتكز في ذلك إلى مسح عالمي متعدد الأغراض للفقر، بهدف التمكن من رصد منهجي ومتسق للفقر في مختلف السياقات المحلية ومن وضع سياسات ناجعة لاستهداف الفقر. وأخيرا، يرى التقرير أن الحد من الفقر يتطلب إصلاحات محلية جريئة وتضامنا عالميا متجددا من أجل حشد الموارد اللازمة لإحراز تقدم حقيقي، لا سيما في أشد البلدان فقرا.
الغد