أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي عبر تطبيق "تليجرام" مسئوليته عن الهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية قرب موسكو.
وذكر التنظيم في رسالة نشرها على تطبيق تليجرام أن مقاتليه "هاجموا تجمعا كبيرا في ضواحي العاصمة الروسية موسكو".
وأضاف البيان أن المقاتلين "انسحبوا بسلام إلى قواعدهم". 
وأدى الحادث، الذي شهد إطلاق نار داخل حفل موسيقي في قاعة مدينة كروكوس بالقرب من موسكو يوم الجمعة، إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وعقب إطلاق النار، اشتعلت النيران في المبنى نتيجة إلقاء المهاجمين قنبلة يدوية، إيذانا بعودة ظهور تنظيم داعش، وتحديدا فرع "داعش خراسان". 
وعلى الرغم من إعلان تنظيم داعش-خراسان مسئوليته عن الهجوم الإرهابي في موسكو والتحذيرات السابقة من الولايات المتحدة بشأن خطط الجماعة في أوائل مارس، إلا أن روسيا تصر على توجيه أصابع الاتهام إلى أوكرانيا، التي تخوض معها حرباً منذ أكثر من عامين. وأعلن بوتين في كلمة متلفزة، إلقاء القبض على ١١ شخصا، بينهم أربعة مسلحين، مضيفا "لقد حاولوا الاختباء والتوجه نحو أوكرانيا، حيث، بحسب البيانات الأولية، كان هناك طريق معد لهم على الجانب الأوكراني للعبور". حدود الدولة".
ظهرت ولاية داعش خراسان في شرق أفغانستان في أواخر عام ٢٠١٤ واتسمت بوحشيتها الشديدة. واسم خراسان مشتق من مصطلح قديم لمنطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان. انخفض عدد الأعضاء في هذه المجموعة، وهي واحدة من أنشط الفروع الإقليمية لتنظيم داعش، منذ أن وصلت إلى ذروتها في عام ٢٠١٨ تقريبًا.

وقد ألحقت كل من طالبان والقوات الأمريكية خسائر كبيرة بالتنظيم. ذكرت الولايات المتحدة أن قدرتها على زيادة الأنشطة الاستخباراتية ضد الجماعات المتطرفة في أفغانستان، مثل تنظيم داعش في خراسان، قد انخفضت منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد في عام ٢٠٢١. 
واعترضت الولايات المتحدة اتصالات تؤكد تنفيذ الجماعة لتفجيرين في إيران، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من ١٠٠ شخص. وفي سبتمبر ٢٠٢٢، أعلنت الجماعة مسئوليتها عن تفجير انتحاري أدى إلى مقتل عدة أشخاص في السفارة الروسية في كابول. وكان التنظيم مسئولاً أيضًا عن هجوم على مطار كابول الدولي في عام ٢٠٢١، والذي أسفر عن مقتل ١٣ جنديًا أمريكيًا وعشرات المدنيين خلال عملية الإخلاء الفوضوية الأمريكية من أفغانستان.
وفي يونيو ٢٠٢٢، عينت قيادة داعش شهاب المهاجر، المعروف أيضًا باسم سناء الله غفاري، زعيمًا لتنظيم داعش خراسان، المصنف كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل الولايات المتحدة. 
ووصف بيان لتنظيم الدولة الإسلامية الزعيم بأنه "قائد عسكري ذو خبرة" وأحد "أسود المدن" في تنظيم الدولة الإسلامية في كابول، ومتورط في حرب العصابات والتخطيط لهجمات انتحارية معقدة.
و"المهاجر" من مواليد أفغانستان عام ١٩٩٤، ويتولى مسئولية الموافقة على عمليات التنظيم في أنحاء أفغانستان وتوفير التمويل اللازم. وتشير التقارير إلى أن شهاب المهاجر مواطن عراقي يستخدم الاسم المستعار سناء الله الصادق.

عندما تأسس داعش في أفغانستان، كان حافظ سعيد خان زعيماً له، وكان الملا عبد الرؤوف، عضو طالبان السابق، نائباً له. وفي عام ٢٠١٥، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية أسفرت عن مقتل الملا عبد الرؤوف، كما قُتل حافظ سعيد خان في عام ٢٠١٦. وفي عام ٢٠٢٠، تم تعيين "المهاجر" زعيماً لتنظيم داعش وقائداً لعملياته في محافظة خراسان، ليصبح القائد الأعلى لتنظيم داعش. العقل المدبر والشخصية الرئيسية للمنظمة. وبحسب المعلومات فإن شهاب المهاجر كان قائداً سابقاً في شبكة حقاني وعضوا في تنظيم القاعدة قبل أن ينشق عنها ليصبح زعيم تنظيم داعش المعارض بشدة لطالبان في خراسان. وفي أعقاب هجوم مطار كابول في عام ٢٠٢١، الذي دبره المهاجر، أعلنت طالبان أنها ستتخذ جميع الإجراءات الممكنة للقبض عليه.

في ٨ فبراير ٢٠٢٢، أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة تصل إلى ١٠ ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد هوية أو مكان زعيم داعش في أفغانستان، سناء الله غفاري، أو معلومات تؤدي إلى اعتقال المسئولين عن هجوم أغسطس ٢٠٢١ في أفغانستان. مطار كابول.
ورغم أن الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش- خراسان في روسيا يمثل تصعيدًا كبيرًا، إلا أن الخبراء قالوا إن التنظيم عارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السنوات الأخيرة.

وأشار الخبراء إلى أن تنظيم داعش خراسان ركز اهتمامه على روسيا خلال العامين الماضيين، وكثيرا ما انتقد بوتين في دعايته.

وأضافوا أن تنظيم داعش- خراسان "يرى أن روسيا متواطئة في الأنشطة التي تضطهد المسلمين باستمرار"، وأن التنظيم يضم أيضًا بين أعضائه عددًا من المسلحين من آسيا الوسطى الذين لديهم مظالمهم ضد موسكو.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: داعش موسكو الولایات المتحدة فی أفغانستان داعش خراسان لتنظیم داعش تنظیم داعش فی عام

إقرأ أيضاً:

السفير الروسي في مصر: الغرب يستخدم أوكرانيا لضرب روسيا و”المنطقة العازلة” تحمي أمننا القومي

السفير جيورجي بوريسينكو:

 القيادة الأوكرانية الحالية غير شرعية المنطقة العازلة تحمي الأمن القومي الروسي هدف الغرب استمرار الحرب، وهدف روسيا السلام كنا نأمل أن تكون أوكرانيا دولة جارة مسالمة لا نؤيد فكرة وقف إطلاق النار المؤقت الرئيس بوتين لا يُعير اهتمامًا لتصريحات ترامب الانتخابية الغرب يستخدم أوكرانيا كمنصة لضرب روسيا نعترف باستقلال أوكرانيا منذ عام 1991 وقف الدعم العسكري لأوكرانيا يوقف الحرب نُقدّر دور الرئيس ترامب لحل الأزمة في أوكرانيا الاقتصاد الروسي يتطور بشكل أسرع مما كان عليه قبل العقوبات  الأوروبيين يعانون من العقوبات أكثر من روسيا واشنطن تريد الحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة 

 

حوار/ محمد أبو سبحة
 القاهرة (زمان التركية)ــ يرى السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو أن دعم الغرب لأوكرانيا بالسلاح أجج الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات وأن سعي أوكرانيا منذ القدم للاقتراب من الناتو تسبب في وقوع الأزمة الحالية، معتبرًا في حوار مطول مع  جريدة (زمان التركية) أن العقوبات الاقتصادية الغربية، انعكست سلبًا على أوروبا أكثر من روسيا التي طورت اقتصادها، ودافع  عن مخطط إقامة “المنطقة العازلة” على حدود أوكرانيا، من أجل “حماية الأمن القومي الروسي”، ووصف القيادة الأوكرانية الحالية بأنها “غير شرعية”.

 كيف تنظرون إلى تطور الدور الأمريكي في الأزمة الروسية الأوكرانية بعد فوز ترامب؟ وهل تعهد ترامب يحاول فرض موقفه؟

نحن نُقدّر الرئيس دونالد ترامب وإدارته على الجهود التي يبذلونها لحل هذه الأزمة والتغلب على النزاع في أوكرانيا. إنهم يحاولون منع المزيد من تدمير البنى التحتية وسفك الدماء، ونحن نُدرك في الوقت ذاته أهمية ضمان أمننا القومي، ولهذا السبب لدينا مطالب محددة لضمان هذا الأمن.

نحن لا نؤمن بفكرة وقف إطلاق النار المؤقت لبضعة أسابيع كما تطرح بعض الدول الغربية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية. الأمر لا يتعلق بمجرد هدنة قصيرة، بل نحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار بشروط واضحة ومضمونة. ما نراه حاليًا هو أن الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تزود أوكرانيا بالمعدات العسكرية، مثل صواريخ “تاوروس” الألمانية ومكونات أخرى أمريكية الصنع.

السبيل الحقيقي الوحيد لإنهاء هذا الصراع، سواء بالنسبة للولايات المتحدة أو باقي الدول الغربية، هو التوقف عن دعم القوات الأوكرانية. إذا توقفت الدول الغربية عن تزويد أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية والمعدات العسكرية، فإن الحرب ستنتهي خلال بضعة أشهر. فالحرب الأوكرانية تعتمد بشكل شبه كامل على الدعم الغربي، في حين أن روسيا تقاتل باستخدام أسلحتها الخاصة، دون أن تطلب دعماً من أحد.

الأوكرانيون يعتمدون بالكامل على الدعم العسكري واللوجستي من الغرب، وإن توقف هذا الدعم، فإن الحرب ستتوقف. لكن الحقيقة هي أن الغرب لا يريد انتهاء هذه الحرب، بل يريدون استمرارها واستنزاف روسيا، كما حاولوا في الماضي.

ما نراه اليوم ليس جديدًا، إنه يشبه ما حدث في القرن التاسع عشر، عندما غزا نابليون روسيا، ولم تكن جيوشه فرنسية فقط، بل ضمت جنودًا من دول أوروبية عديدة. ثم في القرن العشرين، قامت دول مثل فنلندا، وإسبانيا، ودول أوروبية أخرى، بالانضمام إلى هتلر في حربه ضد روسيا.

اليوم، تحاول أوروبا مجددًا الانتقام من روسيا على هزائمها السابقة، ويبدو أن هناك محاولة ثالثة لإلحاق الهزيمة بنا. شخصيات مثل بوريس جونسون، ومسؤولين فرنسيين وألمان، أعلنوا صراحة أن هدفهم هو “إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة”، وهذا هو هدفهم المعلن.

لهذا السبب، نحن نصر على ضرورة ضمان أمننا القومي. نعم، نرى أن الإدارة الأمريكية الحالية تحاول الآن البحث عن طرق لفرض وقف إطلاق النار، لكن وقف إطلاق النار لا يكفي. ما نحتاجه هو سلام دائم ومستقر، ويجب أن يكون هذا السلام مشروطًا بعدة أمور، من بينها: وقف كامل لإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، وعدم وجود أي تدريبات أو عمليات عسكرية مشتركة على الأراضي الأوكرانية، بجانب انسحاب القوات الأوكرانية من جميع الأراضي الروسية، لأن بعض المناطق التي يدور فيها القتال الآن هي جزء من الأراضي الروسية وقد تم ضمها رسميًا. نحن نبحث عن سلام حقيقي، وليس هدنة مؤقتة تخدم الغرب لإعادة تسليح أوكرانيا.

ما تعليقكم على على قول الرئيس ترامب إن الرئيس الروسي “يلعب بالنار” ولا يريد السلام؟

الرئيس بوتين لا يُعير اهتمامًا لتصريحات الرئيس الأمريكي، فمن مسؤولية الإدارة الأمريكية أن تفسر وتوضح مقاصد كلمات رئيسها. أستطيع أن أتفهم أن مثل هذه التصريحات قد تكون لها دوافع داخلية تتعلق بالسياسة الأمريكية المحلية، خاصةً في ظل الأجواء الانتخابية.

ولكن، كما قلت سابقًا، من الضروري معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، والتي تبدأ من توسع حلف الناتو المستمر شرقًا. حتى بعض المسؤولين الأمريكيين اعترفوا مؤخرًا بأنهم يدركون موقف روسيا، وأن هذا النزاع ما هو إلا حرب بالوكالة يشنّها الناتو ضد روسيا.

الناتو يستخدم أوكرانيا، ويستخدم الأوكرانيين أنفسهم، كأداة لمهاجمة روسيا. للأسف، الغرب لا يهتم بمصير الشعب الأوكراني. هم على استعداد للتضحية بكل الأوكرانيين في سبيل إضعاف روسيا. وعندما يُستنزف الشعب الأوكراني تمامًا، سيبدأون باستخدام دول أخرى مثل بولندا لتنفيذ نفس الدور.

الهدف الغربي واضح: إضعاف روسيا. لأن روسيا دولة كبيرة وقوية، وتشكل عائقًا أمام الهيمنة الغربية العالمية. لذلك، يحاولون بشتى الطرق إضعافها — تمامًا كما فعلوا في القرن التاسع عشر مع نابليون، وفي القرن العشرين مع هتلر، والآن يحاولون مجددًا.

ونحن نقدّر رغبة الرئيس ترامب في وقف هذه السياسات العدوانية، ونُثمّن موقفه في السعي إلى التهدئة. بالطبع لدينا مصالح قومية، وهذه المصالح قد تتوافق مع مصالح الأمريكيين في حال وجود نية صادقة للسلام. نحن بلد ذو سيادة، ولا نعطي أهمية لما يُقال عنا في الإعلام أو في الأروقة السياسية الغربية، وأولويتنا الأولى هي ضمان أمن روسيا القومي، وهذه هي القاعدة التي نبني عليها كل مواقفنا.

 كيف استطاعت روسيا الصمود أمام العقوبات الغربية واسعة النطاق؟ 

فرضت العديد من الدول الغربية  -مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان ودول أخرى من المعسكر الغربي- عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا. نعم، هذه العقوبات سبّبت بعض الأضرار في البداية، وواجهنا تحديات اقتصادية، لكن على المدى الطويل، استطاع الاقتصاد الروسي أن يتعافى ويتطور بشكل أسرع مما كان عليه قبل العقوبات.

بعد انسحاب العديد من الشركات الغربية من السوق الروسية، سارعت الشركات المحلية الروسية لملء هذا الفراغ، وبدأنا في تطوير تقنياتنا الخاصة، والاعتماد على مصادر بديلة من دول أخرى في آسيا، إفريقيا، وأمريكا اللاتينية. في الواقع، العقوبات الغربية لم تعزل روسيا، بل عزلت الغرب نفسه عن روسيا.

إذا نظرت إلى خريطة العالم، سترى أن الجزء الوحيد الذي لا يريد التعاون مع روسيا هو أوروبا الغربية، بينما بقية دول العالم تتعاون معنا بشكل طبيعي. ومن المفارقات أن الأوروبيين الذين فرضوا هذه العقوبات هم أنفسهم يعانون منها الآن أكثر منّا.

على سبيل المثال، ألمانيا كانت تشتري الغاز الروسي عبر الأنابيب بأسعار معقولة، لكنها الآن مضطرة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بأسعار تزيد عن الضعف. وهذا الأمر رفع تكلفة الإنتاج على الشركات الألمانية، وأضعف قدرتها التنافسية أمام نظيراتها الأمريكية. حتى المواطن العادي في أوروبا أصبح يدفع أكثر للحصول على الكهرباء والتدفئة.

النتيجة؟ شركات كبرى مثل “فولكس فاجن” أصبحت تجد صعوبة في مواصلة الإنتاج داخل ألمانيا بسبب ارتفاع التكاليف. أما الولايات المتحدة فقد ربحت مرتين: مرة ببيع الطاقة لأوروبا بأسعار مرتفعة، ومرة أخرى بإضعاف الاقتصاد الأوروبي لصالح الاقتصاد الأمريكي.

حتى بعض الصناعيين والمزارعين الروس يعارضون رفع العقوبات، لأنهم استفادوا من غياب المنافسة الغربية. السوق الروسية الآن مليئة بالمنتجات المحلية، والعديد منها يتم تصديره إلى الخارج. لذلك هم لا يرغبون بعودة الشركات الغربية، ولا برفع العقوبات.

 

إعلان الرئيس بوتين إنشاء “منطقة عازلة” على الحدود مع أوكرانيا، ألا يشكل عقبة أمام جهود السلام؟

الهدف من إنشاء المنطقة العازلة ليس تعطيل عملية السلام، بل حماية الأمن القومي الروسي. وكما ذكرتُ سابقًا، هناك قذائف تطلق من الأراضي الأوكرانية نحو الأراضي الروسية، إضافة إلى محاولات تسلل من قبل مجموعات تخريبية تستهدف منشآت داخل روسيا. لذلك، نرى أنه من الضروري إنشاء منطقة عازلة تبعد القوات الأوكرانية والأسلحة الغربية عن حدودنا.

هذه المنطقة ستكون بمثابة حزام أمني لمنع تسلل العناصر العدائية ووقف تدفق الأسلحة والمعدات الغربية التي تصل إلى أوكرانيا، والتي تُستخدم لاحقًا في الهجوم على أراضينا. نحن لا نرفض فكرة السلام، لكن لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي ومستقر دون وجود مسافة آمنة تفصل بين القوات المعادية وحدود روسيا السيادية.

وإذا تم تحقيق الشروط الأمنية، يمكننا مناقشة تفاصيل شكل هذه المنطقة العازلة، حجمها، وآليات مراقبتها لاحقًا. لكن في الوضع الراهن، إنشاء هذه المنطقة هو شرط مسبق لا يمكن التنازل عنه إذا كنا نتحدث عن سلام دائم وشامل.

 

ما تعليقكم على تصريح السفير الأوكراني في مصر بأن بلاده لن تقدم أي تنازلات إلا إذا قدمت روسيا تنازلات مماثلة؟

كما ذكرتُ سابقًا، فإن الأولوية القصوى بالنسبة لروسيا هي ضمان أمنها القومي، وكذلك الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها. مناطق مثل دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، وزابوروجيا أصبحت الآن جزءًا من الأراضي الروسية، ولا يمكن التفاوض بشأنها. لذلك فإن على القوات الأوكرانية الانسحاب الكامل من هذه المناطق.

علاوة على ذلك، ونظرًا للتهديدات المستمرة من الجانب الأوكراني، نرى أن هناك حاجة حتمية لإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي الأوكرانية، تفصل بين الحدود الروسية ومواقع الانتشار العسكري الأوكراني. هذه المنطقة العازلة ضرورية لحماية أراضينا ومنع تسلل المجموعات التخريبية أو إطلاق القذائف باتجاه الأراضي الروسية.

روسيا مستعدة لوقف القتال، لكن بشروط واضحة تشمل: نزع سلاح أوكرانيا، إنهاء النزعة القومية المتطرفة، وانسحاب كامل للقوات الأوكرانية من الأراضي الروسية.

أما من الناحية السياسية، فنحن نواجه مشكلة تتعلق بشرعية القيادة الأوكرانية الحالية. فترة رئاسة فلوديمير زيلينسكي قد انتهت في عام 2024، ووفقًا للقانون الأوكراني، لم يتم تمديدها عبر انتخابات شرعية. وبالتالي، يعتبر الرئيس زيلينسكي الآن شخصية فاقدة للشرعية القانونية، ولا يمكن التعامل معه بصفته رئيسًا رسميًا.

البرلمان الأوكراني، المعروف بـ”المجلس الأعلى”، ما يزال يُعتبر مؤسسة شرعية، ولكن الرئيس نفسه بات بمثابة شخص عادي أو “رئيس فعلي لجماعة حاكمة” وليست له صفة قانونية لتوقيع معاهدات أو اتفاقيات دولية.

وهنا يكمن التحدي: من سيوقع الاتفاق مع روسيا إذا كانت القيادة الأوكرانية الحالية غير شرعية؟ هذا الوضع يجعل من الصعب التوصل إلى أي تسوية سياسية دائمة ما لم يُحل موضوع الشرعية أولًا.

   بعد المناورات العسكرية المشتركة بين روسيا ومصر في شرق المتوسط، هل أبدت القاهرة اهتمامًا بالحصول على منظومات تسليح روسية متطورة؟

إن مصر وروسيا، التي كانت تُعرف سابقًا بالاتحاد السوفييتي، تفخران بعلاقاتهما التاريخية. ويوجد متحف في قلعة صلاح الدين بالقاهرة يعرض أسلحة سوفييتية وروسية استُخدمت في حرب أكتوبر، من بينها الجسور العائمة والدبابات وغيرها من المعدات. وأشهر صورة من حرب أكتوبر هي لجندي مصري على الضفة الشرقية لقناة السويس، يرفع بندقية كلاشنيكوف – وهي أشهر سلاح روسي – فوق رأسه تعبيرًا عن النصر.

أصدقاؤنا المصريون يعرفون الأسلحة الروسية جيدًا، ولديهم معرفة ممتازة بالضباط العسكريين الروس. وخلال تلك الحرب، وُجد ما يصل إلى 30 ألف جندي سوفييتي على الأراضي المصرية، قاتلوا إلى جانب الجنود المصريين ضد إسرائيل. كما كان هناك مستشارون عسكريون سوفييت في صفوف الجيش المصري، وساهموا في تحقيق النصر.

واليوم، لا يزال هناك تعاون مكثف بيننا في المجالين العسكري والفني العسكري. ونحن فخورون بأن القوات المسلحة المصرية تستخدم الآن معدات روسية حديثة ومتطورة.

وكما تعلمون، فإن الولايات المتحدة لا تبيع بعض الأسلحة لمصر لأنها تريد الحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة. لكن مصر دائمًا ما تملك بدائل، ويمكنها شراء أسلحة متقدمة من دول أخرى، ومنها روسيا. كما أننا نجري تدريبات عسكرية مشتركة، حيث تتدرب قوات المظلات والدفاع الجوي معًا، وبالتالي فإن عناصرنا العسكرية يعرفون بعضهم جيدًا، ويفهمون بعضهم جيدًا. وهذا يمثل أساسًا قويًا للتعاون بيننا.

Tags: أوكرانيا وروسياأوكرانيا ومصرالحرب الروسية الأوكرانيةالدعم العسكري لأوكرانيا يالسفير الأوكراني في مصرالسفير جيورجي بوريسينكوالمنطقة العازلةتفوق إسرائيل العسكريجيورجي بوريسينكوحدود أوكرانياسفير روسيا في مصرشروط روسيا للسلام مع أوكرانياشروط روسيا لوقف الحرب

مقالات مشابهة

  • كأس العالم للأندية.. الوداد ينهي أزمة تأشيرة عمر السومة إلى الولايات المتحدة
  • روسيا تسيطر على بلدتين بشمال شرق أوكرانيا وتكثف ضرباتها على كييف
  • روسيا تعلن السيطرة على بلدتين شرقي أوكرانيا وإسقاط 236 مسيرة
  • روسيا: العالم "على شفا كارثة" بسبب إسرائيل
  • الصين ودول آسيا الوسطى تتعهدان بدعم التعددية
  • ندوة في إب إحياءً لذكرى العالم الرباني بدر الدين الحوثي
  • روسيا تعيد 1245 جثة إلى أوكرانيا وتكمل عملية أرجاع 6057 جثة
  • السفير الروسي في مصر: الغرب يستخدم أوكرانيا لضرب روسيا و”المنطقة العازلة” تحمي أمننا القومي
  • شي جينبينغ في كازاخستان لحضور قمة الصين ودول آسيا الوسطى
  • جماهير الوداد تشد الرحال إلى الولايات المتحدة لحضور مونديال الأندية