رأي اليوم:
2025-05-20@12:31:54 GMT

روح الثورة.. والانقلاب في دولة النيجر

تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT

روح الثورة.. والانقلاب في دولة النيجر

 

د. محمد الطيب قويدري تشهد أفريقيا أحداثا تشد انتباه العالم، لعل أحدثها انقلاب النيجر الذي ليس حصوله بالصدفة العابرة، وإن كانت عواقبه ستتضح لاحقا، لأن الملاحظ الذي يعتمد على المواقف الرسمية للدول الكبرى، ودول الجوار المؤثرة لن يتأتى له في الوقت الراهن سوى صياغة استنتاجات قد يضطر إلى مراجعتها في ضوء ما ستؤول إليه الامور ان حدثت تدخلات عسكرية اجنبية خصوصا تدخل قوات فرنسية تبدو مرفوضة شعبيا ورسميا في أفريقيا مثلما ينطبق على مثيلا تها من دول الغرب.

موقف الشعب في النيجر يتضح من خلال الخروج إلى الشارع الذي سرعان ما اتجهت بوصلته كما يتوقع في مثل هذه الحالات إلى مناهضة الغرب وسياساته التقليدية القائمة على النهب والهيمنة على شؤون الدول غير الغربية سواء أكانت هذه الدول قوية وكبيرة ام كانت صغيرة وضعيفة. والحديث في الغرب عن الديمقراطية وحتى عن الإرهاب لم يعد كما كان في الماضي شعارا سياسيا لا يرد، فقد جرت تعرية التبريرات والذرائع التي طالما استعملت في استراتيجيات الهيمنة الأحادية القطب بعد نهاية الحرب الباردة. الجزائر رفضت وترفض التدخل العسكري الاجنبي استنادا الى مبادئها السياسية اولا، واستنادا إلى النتائج والانعكاسات الكارثية لتطبيق سياسات الغرب وحروبه في القارة كما حدث في ليبيا، وكما يوشك أن يحدث في السودان، لكن الغرب اليوم يطور استراتيجيات مختلفة لنشر الفوضى والاضطراب من خلال تدخل الاموال غير المشروعة التي مولت الإرهاب في السابق، وهي الآن إحدى الوسائل المفضلة لتغذية الصراعات وعدم الاستقرار داخل الدول بطرائق و بحجج جديدة من شأنها أن توظف كي تعيد صياغة معادلات قديمة. لقد هبت رياح شرقية على افريقيا، قبل وأثناء الحرب في أوكرانيا التي يتضح يوما بعد يوم أن أحد أهدافها واولوياتها هو ردع القوى الكبرى غير الاستعمارية، والقوى الصاعدة عن الاستمرار في تبني نهج الثورة السلمية الهادئة على القواعد القديمة للعلاقات الدولية، التي فرضها الغرب على الجميع، خارج إطار الأمم المتحدة ومجلس أمنها. لكننا لا ينبغي أن نهمل الحسابات الحساسة بين مكونات الغرب الانجلوساكسونية من جهة، وبين الاتحاد الأوروبي الذي كانت قد بدت عليه بوادر نزوع نحو الاستقلال والوحدة. بعد استقلا دول أفريقية كثيرة، تأجل مشروع التحرر الاقتصادي بسبب القصور الذاتي لبلدان القارة، وعدم قدرة القوى الناشئة فيها على قطر بقية الاقتصادات المحلية في القارة، ولكن الصين اضطلعت بدور رائد وبالغ الأهمية في مساعدة بلدان القارة على تغيير الذهنية السياسية السكونية التي سادت لعقود، وهكذا بدا فجر جديد يطل بإشعاعه على نواح عديدة في القارة البكر التي مازال في انتظارها الكثير لعمله من أجل أن يكون لها صوت في حركة بناء الثروة، وحل المشكلات خطيرة المستجدة على حياة الكوكب بأسره لا القارة الفقيرة/ الغنية وحدها.  ان تضامن البلدان الإفريقية فيما بينها سياسيا ليس كافيا اليوم ولكنه سبيل ملائم للبحث عن حلول اقتصادية ضرورية للتنمية  والتطوير في الأفق المتوسط والبعيد، وستبقى مشاريع البنية التحتية العالية الكلفة، لتنشيط التبدلات وتحسين التدفقات البينية بين دول القارة وبينها وبين بقية العالم، رهانا ملائما كما قد شرعت فيه الجزائر مع بعض أصدقائها وجيرانها، ومنهم النيجر ومالي وموريتانيا. فهل سيتوقف الغرب عن عاداته السيئة في عرقلة كل مجهود للتعاون والتنسيق بين الأفارقة؟ تبدو الحكومات والقوى الفاعلة في بلدان أفريقيا اليوم حريصة على تخطي العوائق المعارضة لتنشيط عملية إحياء تاريخية واسعة داخل القارة، في ظل بصيص الاستقلال الذي ابدته بعض دولها بمعونة الصين وروسيا احيانا، وبجهود من قوى محلية واعية بأهمية التواجد ضمن معادلات التغيير التي يمكن أن تمخض عنها أوضاع العالم اليوم، كما هو شان  الجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا وغيرها، لأن من المهم الحيلولة دون مفاعيل محاولات اجهاضها التي لا تتوقف وأن فشل بعضها. وما الدور الصهيوني في القارة سوى واحد من مظاهر هذه الاستماتة في رفض ثورة الشعوب من قبل القوى الرجعية التي تخدم عودة الروح الاستعمارية من جديد. كاتب جزائري

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

نائب رئيس الاتحاد الأفريقي للشطرنج: مصر تتزعم القارة في اللعبة

أشادت السنغالية ناديجدا ماروكشينا، نائب رئيس الاتحاد الأفريقي للشطرنج، بالتنظيم الجيد للبطولة الأفريقية للشطرنج للرجال والسيدات المقامة في القاهرة حتى يوم الثلاثاء المقبل بمشاركة 17 دولة.

تابعت أن مصر تتزعم القارة الأفريقية في لعبة الشطرنج حيث تحتل المركز الأول بين دول القارة نظرا لوجود أساتذة مصريين في اللعبة، كما تضم عددا كبيرا من الممارسيين للعبة حتى تحولت إلى رياضة شعبية يقبل عليها الجميع من مختلف الأعمار مما جعل القاهرة تتعزم القارة السمراء في اللعبة.

أضافت نائب رئيس الاتحاد الأفريقي للشطرنج، أنه يتم العمل من جانب الاتحاد القاري للعبة على جذب أكبر عدد ممكن من اللاعبين في رياضة الشطرنج من خلال توسيع قاعدة المشاركة عبر تدريب أكبر عدد من المتدربين لتدريب الكثير من اللاعبين.

كشفت السنغالية ناديجدا ماروكشينا، نائب رئيس الاتحاد الأفريقي للشطرنج، أنه يتم العمل على زيادة إقامة البطولات للشطرنج حول العالم بهدف جذب انتباه المسئولين في اللجنة الأولمبية الدولية للبدء في أولى الخطوات الصحيحة لضم اللعبة حتى يتم اعتمادها ضمن الألعاب الأولمبية في أقرب فرصة ممكن وسوف يتم ذلك بالتنسيق المباشر مع الاتحاد الدولي للشطرنج.

ملامح صفقة القرن المنتظرة بين الزمالك وبيراميدز الزمالك ينتظم بمعسكر مغلق استعدادًا لمباريات الدوري والكأس

يشارك في منافسات البطولة الأفريقية للشطرنج للرجال والسيدات 17 دولة والمؤهلة لكأس العالم للشطرنج كل من الجزائر، المغرب، تونس، السودان، ليبيا، كوت ديفوار، الكاميرون، كينيا، مدغشقر، موريشيوس، جنوب إفريقيا، السنغال، الصومال، أوغندا، زامبيا، زيمبابوي بجانب مصر الدولة المستضيفة للحدث.

تستكمل باقي المنافسات اليوم وغدا الاثنين بداية من الساعة الساعة الخامسة مساءا حتى الحادية عشر مساءا على أن يكون حفل الختام يوم الثلاثاء المقبل الساعة السادسة مساء.

وتشارك مصر في منافسات البطولة الأفريقية بقائمة تضم 10 لاعبين بواقع 5 لاعبين و5 لاعبات وهم باسم أمين، أحمد عدلي، أدهم فوزي، ديڤيد جورج، حامد وفا، شروق وفا، شاهندة وفا، جوي روماني، جنى محمد زكي، ديمة علاء، بجانب مشاركة نحو 25 لاعب مصري في المنافسات للمنافسة على الألقاب الفردية.

مقالات مشابهة

  • هكذا تفاعل الفلسطينيون مع بيان الغرب ضد إسرائيل
  • انطلاق أعمال اليوم الثاني من «اصنع في الإمارات» 2025
  • انطلاق أعمال اليوم الثاني من اصنع في الإمارات 2025
  • اليوم العالمي للنحل..أعظم الملقحات التي تطعم العالم
  • الجزائر تشيد بجنيف بالمبادئ التي تضمنتها معاهدة الوقاية من الجوائح
  • تراجع سعر الذهب في الجزائر اليوم الإثنين 19 مايو 2025
  • نائب رئيس الاتحاد الأفريقي للشطرنج: مصر تتزعم القارة في اللعبة
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • عقدة أوكرانيا.. لماذا فشل الغرب في هزيمة روسيا حتى الآن؟
  • هكذا تواجه روسيا الغرب المنقسم