الأسبوع:
2025-06-17@19:18:15 GMT

كل أسبوع.. ثقافة الشذوذ والتلاعب بالألفاظ

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

كل أسبوع.. ثقافة الشذوذ والتلاعب بالألفاظ

منذ قديم الأزل أدرك الإنسان أنه لا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الناس، لأن الله تعالى فطره على العيش في جماعة، قال تعالى: "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"، لذا يقول الإمام المفسر الفخر الرازي: "اعلم أن الإنسان خلق مدنيا بالطبع".

وقد وضع الإسلام جملة من القيم المجتمعية التى تحفظ كيان المجتمع وتقوى أركانه، وتحفظ تماسكه وترابطه، وترسيخ هذه القيم فى المجتمعات دليل رقيها وتحضرها، وإن محاولات فرض ثقافة الشذوذ على العالم الإسلامى بدعوى قبول الآخر، وكفالة الحقوق والحريات هو من قبيل التلاعب بالألفاظ، والتحرر من الدين القويم والفطرة السوية التى فطر الله الناس عليها، والقيم الإنسانية السليمة، والعودة إلى عهود التسلط الفكرى فى أزمنة الاستعمار وفرض الوصاية على الشعوب والأمم.

هذا ما يراه أزهرنا الشريف ويعبر عنه بكل وضوح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، مشددا على ضرورة احترام ثقافات الدول والمجتمعات، وأهمية تمسك المجتمعات الإسلامية والعربية بهويتها، وقيمها، وتعاليم دينها الحنيف.

فليس كل ما تراه الكيانات المنحرفة عن ركب الفطرة والقيم الإنسانية قيمة من القيم، هو كذلك فى واقع الأمر، فقد ترى هذه الكيانات بعض السلوكيات حسنا وهو فى ميزان الأديان، والقيم الشرقية الحضارية، فى منتهى السوء والقبح والفحش.

وعلى شبابنا فى الدول الإسلامية أن يعلموا أن الأديان والرسالات الإلهية تشكل حائط صد لوقايتهم من هذه الأوبئة التى تهب عليهم بين الحين والحين ممن لا يقيمون أى وزن لهدى السماء، ودعوات المرسلين والأنبياء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.

ويشد مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية على أيدى الآباء والأمهات، والقائمين على المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية والتعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النشء بما يعزز قيمهم الدينية والمجتمعية القويمة والراقية، ويحصنهم من الوقوع فى براثن الهجمات الشرسة ضد الدين وضد الفطرة الإنسانية السليمة.

ويقدم الأزهر الشريف لأولياء الأمور بعض النصائح والمقترحات التى تساعدهم على حماية أولادهم من خطر فاحشة الشذوذ المنكرة، تتمثل فى: متابعة أنشطة الأولاد الواقعية والإلكترونية، بغرض تحصينهم من رسائل ترويج وتقبل ودعم الشذوذ الجنسى مدفوعة الأجر فى المحتويات والأنشطة الآتية: "الألعاب الإلكترونية - تطبيقات الهواتف والأجهزة الذكية - الأفلام الكرتونية - المسلسلات والأفلام السينمائية - المواد الرائجة على مواقع التواصل الاجتماعى - الكتب والروايات - فعاليات دورات الألعاب الرياضية - إعلانات وملصقات البضائع والمنتجات"، وغيرها.

ثم بعد ذلك توضيح موقف الأديان والفضائل الرافض للشذوذ الجنسي، ونشر وعى صحيح يتصدى للدعاية الموجهة لهم عبر المنافذ والوسائل السابقة، وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة، والأنشطة الرياضية المختلفة، وتنمية مهارات الأبناء، وتوظيفها فيما ينفعهم، وينفع مجتمعهم، والاستفادة من إبداعاتهم، وتقديم القدوة الصالحة لهم. ومساعدتهم على اختيار الرفقة الصالحة، ومتابعتهم فى الدراسة من خلال التواصل المستمر مع معلميهم، والتشجيع الدائم للشباب على ما يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء، ومنحهم مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة.

ولا يفوت مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن ينبه إلى خطر المحتويات الإباحية، ودورها فى نشر الشذوذ الجنسي، وتفشى الرذائل والظواهر المجتمعية المشينة والمرفوضة، التى يحتاج علاجها إلى أوقات طويلة، ونية صادقة، وجهود مضنية ومتكاتفة.

وأخيرا ينبه المركز إلى أن مواجهةَ هذه السلوكيات التي أجمعت الأديان والشرائع على تحريمها، وتجريم ارتكابها، وحظر موادها الإعلامية والترويجية، كل ذلك من أوجب الواجبات الشرعية على المسؤولين وعلى الآباء والأمهات، ورجال التعليم والإعلام، لتحصين المجتمع والشباب من الوقوع في هذا المنزلق المدمر.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الشريف الألعاب الإلكترونية

إقرأ أيضاً:

عضو الأزهر للفتوى: الشريعة ربطت العبادات بالمواقيت لهذا السبب

قالت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الشريعة الإسلامية أولَت الوقت اهتمامًا بالغًا لأنه يُمثل حياة الإنسان نفسها، مؤكدة أن كل لحظة تمر من الزمن هي جزء من عمر الإنسان لا يعود.

وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد: "الوقت هو مدة عمر الإنسان في هذه الحياة، وعشان كده الشريعة اهتمت بيه واعتبرته من القضايا الكبرى اللي لازم الإنسان يلتفت ليها ويستثمرها بشكل صحيح".

عضو الأزهر العالمي للفتوى: ربنا أقسم بأجزاء من الزمان في القرآن 

وأشارت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى إلى أن القرآن الكريم ذاته أبرز هذه القيمة، موضحة: "ربنا سبحانه وتعالى أقسم بأجزاء من الزمان في القرآن، زي (والفجر)، (والعصر)، (والليل إذا يغشى)، وده معناه إن الوقت له مكانة عظيمة، لأن الله لا يُقسم إلا بما له قيمة عظيمة".

كما استدلت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى بربط العبادات الأساسية في الإسلام بالوقت، قائلة: "الفرائض الإسلامية كلها مرتبطة بالمواقيت، فالصلاة مفروضة في أوقات محددة، ماينفعش أقدمها أو أأخرها من غير عذر، والصيام له وقت معين في السنة وهو شهر رمضان، والزكاة مرتبطة بحولان الحول، والحج له وقت محدد لا يصح إلا فيه".

وأكد عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى على أن هذا التنظيم الزمني في العبادات هدفه تعليم المسلم قيمة الوقت والانضباط فيه، مضيفة: "ربنا سبحانه وتعالى عايز يعلّمنا من خلال الفرائض دي إن حياتنا لازم تكون منظمة، وإننا نستغل وقتنا في المفيد والنافع، لأن ده مش بس جزء من النجاح الدنيوي، لكن كمان طريق لنيل رضا الله في الآخرة".

طباعة شارك عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الأزهر الشريعة الشريعة الإسلامية الدكتورة إيمان أبو قورة الأزهر العالمي للفتوى

مقالات مشابهة

  • حكم رفع الصوت بالقراءة للنساء في الصلاة.. الأزهر للفتوى يوضح
  • لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. الأزهر يجيب
  • كيف تعرف علامات قبول فريضة الحج؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • مرصد الأزهر يُحذر من انهيار القيم ويطرح رؤية تربوية شاملة للإصلاح المجتمعي
  • الأزهر للفتوى: كثرة الابتلاءات تزيد المؤمن قربا من الله
  • حذّر من انهيار القيم.. مرصد الأزهر يطرح رؤية تشاملة للإصلاح المجتمعي
  • عضو الأزهر للفتوى: المرأة مثابة على أداء وظائفها حين تستعين بالله
  • عضو الأزهر للفتوى: الشريعة ربطت العبادات بالمواقيت لهذا السبب
  • كيف تثاب المرأة في كل لحظة من يومها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب
  • 10 نصائح للطلاب تساعدهم على تحصيل العلم واستثمار الوقت .. تعرّف عليها