سودانايل:
2025-08-01@08:05:45 GMT

السودان الجديد و التخلق من داخل الخنادق

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن إشكالية النخبة السودانية ذات التفاعل مع المسرح السياسية، أنها تقدم العاطفة على حقائق الواقع، و تحاول البحث عن مبررات لفعل مستقبلي قبل الشروع فيه، لأنها على قناعة أن خبراتها و قدراتها الذاتية لا تساعدها على مواجهة التحديات بالصورة المطلوبة، أن الأزمة السياسية بعد ثورة ديسمبر كانت حالة فريدة في تاريخ السودان، أن تعجز القيادات السياسية على إدارة الإزمة السياسية التي تواجهها، و تخضع خضوعا كاملا للنفوذ الخارجي لكي يدير لها الأزمة من وراء ستار.

. و بدلا أن تواجه عقدتها لكي ترفع الحرج عن نفسها، لكنها تحاول أن تبحث لها عن شماعات لكي تعلق عليها فشلها في إعتقاد أنها لا تريد أن ينكشف ضعف قدراتها..
أن حالة الفشل وسط النخب كانت تزداد كل يوم نتيجة لطول فترات النظم الشمولية، التي خلفت قيادات منهوكة القوى و متواضعة فكريا، الأمر الذي لا يؤهلها أن تقدم مشاريع سياسية تفرضها على الساحة السياسية لكي تتحاور فيها مع القوى الأخرى، كل كان يحاول أن يفرض شروطا على الآخرين دون أن يكون له أداة ضغط عليهم. هذا الضعف المتواصل أكده الدكتور منصور خالد في كتابه "النخبة و إدمان الفشل" عندما يكتب ( تعود الأزمة النخبوية – في جوانبها الفكرية – إلي تصدع الذات، الذي يقود، بطبعه، إلي الفجوة بين الفكر و الممارسة؛ بين ما يقول المرء و ما يفعل، بين التصالح مع الواقع السلبي في المجتمع و الإدانة اللفظية لهذا الواقع) الآن تجد الوسائط الاجتماعية التي أصبحت حلبة صراع إعلامي مليئة بالمطاردة التي تحمل معلومات مزيفة، باعتبارها معلومات تستند على الرغبات المؤسسة على الذات، و ليست بهدف حل المشكل وفقا لمعطيات الواقع، و هناك الذين يعتقدون أن الحل لا يمكن أن يكون إلا على يد النفوذ الخارجي، و أصبح الداخل و الدعوة إليه توقع صاحبها في اتهام بأنه مساندا للكيزان و الفلول، أن النخبة إذا لم تستطيع أن تخرج من حالة الوهم و الإدعاء السالب الذي يهدف لتضخيم الذات دون أي مقومات موضوعية لا تستطيع أن تسهم في الحل..
أن وقف الحرب و حل المشكلة السياسية السودانية لن يتم خارج السودان، و لن تكون أمريكا و توابعها من دول الجوار و الدول العربية هي التي سوف تحل المشكلة، و هي السبب الأساسي الذي قاد للحرب، أن الحل يجب أن يكون داخل السودان، و وسط الشعب السوداني، و الذين لا يرغبون مواجهة الشعب هؤلاء لا اعتقد سوف يكون لهم حظا في تقديم شيئا مفيدا للحل. و قبل الحل؛ كل قوى سياسية يجب أن تراجع أفكارها، و تعيد بناء مرجعيتها الفكرية، لكي تستطيع أن تتعايش مع أفكار الأخر.. أن التجارب التاريخية منذ المهدي أكدت أن أي قوى لوحدها لا تستطيع أن تفرض قناعاتها و شروط العمل السياسي على الأخرين.. في الحل لا يتم البحث عن معلمين للتلقين، بل البحث عن منابر تجمع الكل للحوار المفتوح و الوصول لتوافق وطني، الذي يوافق سوف يشارك، و من يرفض عليه أن يعتزل العمل السياسي.
هناك أيضا الذين يعتقدون أن وقف الحرب بهدف الرجوع للثورة مرة أخرى، هل هؤلاء يعتقدون أن الحرب أقل شأنا من الثورة، هؤلاء ماذا يريدون أن يهدموا بالثورة الذي لم تهدمه الحرب، الحرب لم تهدم فقط المؤسسات و المشاريع و كل المكونات المادية، بل هدمت حتى القيم الربانية و القيم الروحية، و الأخلاق و الاعراف و التقاليد، و استخدمت كل أدوات التنكيل و القتل ، و النهب و السرقة و الاغتصابات و التهجير و الإبادة الجماعية، أن الذين ينادون بإعادة الثورة بعد الحرب هؤلاء يعلمون أنهم عاجزون في التعامل مع الواقع الجديدة و إفرازاته، و أن مرجعياتهم الفكرية عاجزة ان تقدم رؤى لواقع كانت بعيدة عنه عندما بدأ يتشكل في مواجهة المؤامرة على البلاد.. أن الحل يجب أن يكون في السودان من خلال الحوار الوطني الجامع، و التوافق و التناغم الكامل بين القوى المدنية و العسكرية، بهدف حفظ أمن البلاد و تأمينها من آهل الأجندة الخارجية و العملاء في الداخل و الخارج.. و هذه الأشياء لا تتم بوجود الميليشيا أو التسوية معها و خدامها، لابد من هزيمتها و عدم رجوعها مرة أخرى إلي الساحتين العسكرية و السياسية. هزيمة الميليشيا تعني معرفة الحقيقة عن الحرب و من كان وراءها و الداعمين لها و الذين تعاونوا مع الميليشيا في الداخل و تقديمهم للمحاكمة أمام القضاء..
أن وقف الحرب ليس تعني وقف لأصوات المدافع و البنادق و الطيران، أنما تعني بداية لتخلق سودان جديد فرضته حالة التلاحم بين المستنفرين و المقاومة الشعبية و بين طلائع الجيش و القوى النظام الأخرى، الذين جمعتهم الخنادق و تقديم الأروح و مزيج الدم السائل من الجميع، صورة جديدة تخلقت مع مأساة السودان و التأمر عليه بهدف تقسيمه و نهب ثرواته.. أن الذي غاب عن هذه الملامح الوطنية غير جدير أن يفرض على آهل السودان شروطا، أو خيارات لا رجاء منها.. نسأل الله حسن البصيرة..

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: تستطیع أن أن یکون

إقرأ أيضاً:

دولة فلسطين مفتاح الشرق الأوسط الجديد

ربما كان بنيامين نتنياهو رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي قد أصاب الحقيقة حين قال إن الشرق الأوسط سيتغير، بعد الفصل الأخير من حربها المتواصلة منذ ثلاثة عقود من العمل السياسي الدؤوب على دولة فلسطين، من أجل قطع الطريق على قيام هذه الدولة الناقصة في الشرق الأوسط، لكن بالطبع، ليس بالضرورة أن يكون الشرق الأوسط، الذي لن يكون بعد هذه الحرب، كما كان قبلها، كما يريد ويحلم، الرجل الذي لا يمكن وصفه إلا بكونه مجرم الحرب الذي لم يخرج من هذه الحرب إلا وهو مدان من قبل القضاء الدولي بهذه الصفة.  

وفي استعراض سريع لمسلسل الأحداث في الشرق الأوسط، خاصة تلك المتعلقة بمحور الإقليم، أي ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، منذ انتهاء الحرب الباردة، يمكن البدء بالإشارة إلى أهم حدثين وقعا في تلك اللحظة التاريخية، وهما الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في أواخر العام 1987، والحرب الثلاثينية الدولية - الأميركية على العراق.

وفي حقيقة الأمر كان الحدثان متعارضين في وجهتيهما، ففي الوقت الذي سعت فيه إسرائيل إلى الزج بالشرق الأوسط في الجيب الأميركي، على طريقة شرق أوروبا، بدءا من العراق، كانت الانتفاضة فعلاً اعتراضياً عما بدأ يدور في خلد الإسرائيليين من أحلام السيطرة الإقليمية، التي تبدأ بضم الأرض الفلسطينية، ولا تنتهي بالوصول إلى الفرات والخليج العربي.

ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أن العقل الاستراتيجي الأميركي قد توقف طويلاً، حول خياراته ما بعد الحرب الباردة، وكان منها بالطبع فتح المجتمعات العربية، لتنظيفها مما يعيق الهيمنة الأميركية - الإسرائيلية على الشرق الأوسط برمته، لكن كانت هناك محاذير أخرت الخطوة، وإزاء ما اتهمت به إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الأب، الذي قاد الحرب الثلاثينية على العراق العام 1990، من الكيل بمكيالين، أجبرت تلك الإدارة سلف نتنياهو اليميني المتطرف إسحق شامير وكان رئيس حكومة إسرائيل على الذهاب لمدريد، بحثاً عن حل سياسي لملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو مفتاح تغيير صورة الشرق الأوسط، بهذه الوجهة أو تلك.

لكن كان للانتفاضة أيضاً فعلها التاريخي، فقد دفعت إلى تغيير داخلي إسرائيلي، لم يحدث مثيل له من بعد، وكان ذلك حين فاز اليسار ممثلاً بحزبي العمل وميريتس، بعد أن حازا على 56 مقعداً بالكنيست (44+12) مترافقاً بشبكة أمان عربية مكونة من خمسة نواب كنيست، أي بمجموع 61، من أصل 120 وهي الأغلبية البسيطة التي ذهب بها شمعون بيريس وإسحق رابين إلى توقيع اتفاق أوسلو، الذي وضع الحجر الأساس لحل الدولتين، والذي أطار صواب اليمين الإسرائيلي لدرجة أن يحرض على رابين وكان هو الكاريزما التي حملت أوسلو على الجانب الإسرائيلي، فيقتله رجل يميني متطرف، ومن ثم يفتح الباب أمام نتنياهو للوصول إلى موقع رئيس الحكومة.

والغريب أن نتنياهو وكان شاباً في ذلك الوقت، ترشح عن اليمين، في ظل التوقع بفوز اليسار، بمرشحه شمعون بيريس الذي بكّر موعد الانتخابات لاستثمار التعاطف الشعبي مع اليسار بعد مقتل رابين، لكن المفاجأة كانت فوز اليمين، وبزعامة نتنياهو وليس شارون، والأهم أنه فاز كرئيس حكومة منتخب مباشرة من الناخبين، وليس من الكنيست.

أي بصلاحيات رئيس منتخب كما لو كان في ظل نظام انتخابي رئاسي، وليس كرئيس حكومة تختاره الأغلبية البرلمانية في ظل نظام إسرائيل البرلماني، أي بصلاحيات أعلى، وكانت إسرائيل قد اختارت ذلك النظام بعد سنوات من تحكم أحزاب صغيرة في الحكومات التي تشكلت خلال ثمانينيات القرن الماضي، حين كان العمل والليكود متساويين في القوة الانتخابية، واضطرا في ظل تلك الحالة إلى أن يقدما التنازلات الحكومية للأحزاب الصغيرة خاصة حكومات الليكود، أو أن يشكلا معاً حكومات وحدة وطنية كانت تسمى حكومات الرأسين، حين تقاسم كل من إسحق شامير وشمعون بيريس منصب رئيس الحكومة، لنصف مدة الكنسيت وهي أربع سنوات.

يمكن القول، إن برنامج اليمين الإسرائيلي المستمد من تعاليم زئيف جابوتنسكي، عراب الليكود والأب الروحي لنتنياهو صاحب نظرية الجدار الحديدي، التي تعني إجبار العرب والشرق الأوسط على قبول دولة إسرائيل بالقوة العسكرية وليس بالتفاوض، بدأ بقطع الطريق على أوسلو، ورغم أن نتنياهو بعد أن أجبر على متابعة أوسلو عبر اتفاق الخليل، خسر مقعد رئيس الوزراء العام 1999 بعد ثلاث سنوات في المنصب، إلا أنه عاد بعد ذلك بعشر سنوات، أمضى نصفها معتزلاً السياسة ونصفها الآخر في ظل قيادة أرئيل شارون لليمين وللحكومة، ثم عاد ليقود إسرائيل منذ العام 2009 حتى الآن تقريباً، باستثناء بضع سنوات مقتطعة، لم تحرف المسار السياسي الذي رسمه وقاده لإقامة إسرائيل الثانية أو إسرائيل الكبرى، متجاوزاً حدود التقسيم، بل حدود العام 1967، حيث يعترف كل العالم بأن الأرض التي احتلتها إسرائيل في ذلك العام أراض محتلة، لا يحق لإسرائيل ضمها، بما في ذلك الأرض الفلسطينية ومنها القدس الشرقية.

انسداد الأفق أمام مواصلة السير على طريق أوسلو، ساعد نتنياهو، حتى وهو خارج موقع قيادة الدولة على متابعة تنفيذ برنامجه لاحقاً، فرغم أن اليسار عاد للحكم العام 1999، إلا أنه عاد بقيادة إيهود باراك، اليساري الصقري بالخلفية الأمنية والذي اعتبر خليفة رابين في حزب العمل، ولم تكن عودة اليسار بقيادة باراك عودة لمسار أوسلو، فسرعان ما اصطدم باراك بعرفات في كامب ديفيد حين حاول الإسرائيلي الذهاب مباشرة للحل النهائي دون القدس، وكانت الانتفاضة الثانية، فجاء شارون، في ظل مواجهة مسلحة عطلت تماماً مسار الحل السياسي.

هكذا ولأسباب عديدة تكرّس اليمين في المجتمع الإسرائيلي، ولم يعد اليسار منافساً لليمين على الحكم، وتربع نتنياهو على عرش إسرائيل، فسارع لإغلاق مسار المفاوضات، بعد سنوات من المماطلة والتعطيل، وذلك العام 2014، رغم محاولة باراك أوباما حينها التوصل لاتفاق نهائي، ولا بد من الإشارة إلى أنه في الوقت الذي عاد فيه اليمين ليحكم إسرائيل العام 2001، ظهرت حماس كقوة حاسمة في الساحة الفلسطينية، إلى أن تشجعت مع إصرار أميركي - إسرائيلي على إجراء انتخابات العام 2006، للمشاركة فيها والفوز بها، ومن ثم فضلت التفرد بحكم غزة، وفصلها عن ولاية السلطة الفلسطينية، بما توافق مع برنامج نتنياهو بالتحديد لطي صفحة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ولسنا هنا مضطرين لاستعراض وقائع سنوات الانقسام منذ العام 2007 حتى الآن، لنؤكد أن نتنياهو كان يفضل حماس في غزة، والسلطة في الضفة لتكريس الانقسام، ولعل آخر تلك الدلائل هو إصراره على عدم تسلم السلطة الفلسطينية الحكم في غزة، بعد الحرب، ولأنّ لكل شيء ردَّ فعلٍ مساوياً له في المقدار ومعاكساً له في الاتجاه كما تقول نظرية آينشتاين النسبية، فإن حرب الإبادة التي أطلقها نتنياهو مستغلاً طوفان الأقصى، ومحاولاً عبرها النجاح في ضم كل أرض فلسطين التاريخية، أي كل غزة وكل الضفة، وإضافة أراضٍ لبنانية وسورية، أردنية وربما مصرية وحتى عراقية ومن ثم تغيير الشرق الأوسط ليصبح مرتكزاً على محور دولة إسرائيل الكبرى، العظمى إقليميا، وقد شجعه النجاح التكتيكي بمواصلة الحرب مدة عامين.

كذلك الإنجازات العسكرية على جبهات حزب الله وسورية وحتى إيران، ومن ثم عودة ترامب للبيت الأبيض، على الاعتقاد بأنه صار قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفه الذي عاش حياته من أجله، هذه الحرب فتحت الباب واسعاً لتغيير الشرق الأوسط.

أما ما قلب ظهر المجن على مجرم الحرب، فكان سببه فشله في تحرير الرهائن، وفي سحق المقاومة الفلسطينية، ومواصلته حرب الإبادة بكل أركانها، وصولاً إلى حرب التجويع، ما قلب العالم بأسره، رأساً على عقب، فكان إعلان نيويورك الذي يفتح الطريق لدورة تاريخية للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل، باعتراف دولي بدولة فلسطين، بما في ذلك اعتراف الدول الأوروبية التي رعت تاريخياً قيام دولة إسرائيل بحدودها ما قبل 67، في المقدمة فرنسا وبريطانيا، والحديث عن فرنسا وبريطانيا ليس حديثاً عن دول هامشية، فهما دولتان عظميان، كعضوين في مجلس الأمن وفي مجموعة السبع الكبار.

وإذا ما ترافق ذلك مع التنسيق مع السعودية وفي ظل انتفاضة دولية ضد جريمة الحرب الإسرائيلية، فلا بد من القول إن الشرق الأوسط حقاً يتغير وذلك بقيام دولة فلسطين الذي بات أمراً مرجحاً، وكل ذلك يعني أن الضحايا التي سقطت في غزة، وتدمير كل مقومات الحياة فيها، لم يكن بلا ثمن، وحيث إن الثمن كان باهظاً، فإن النتيجة هي درة تاج الشرق الأوسط الجديد، الذي لن يكون كذلك، إلا بعد أن يزول الظلم التاريخي الذي وقع على فلسطين وشعبها.

الأيام الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • دولة فلسطين مفتاح الشرق الأوسط الجديد
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الرباعية الدولية .. صراع المصالح يبدد فرص الحل..!
  • حماس وفصائل أخرى: الطريق إلى الحل يبدأ بوقف الحرب
  • أمين حسن عمر يكشف مشروع “سايكس بيكو” الجديد في السودان
  • ناد إنجليزي يقدم لجماهيره تجربة مشاهدة المباريات بالواقع الافتراضي
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • "حماس" تحذر من خطورة الوضع الذي يعانيه الأسرى داخل سجون الاحتلال
  • الرفض الاقليمي والدولي لإعلان جنرالات الحرب
  • حتى لا نخدع أنفسنا.. أصبحنا حكومتين وثلاثة دول!!
  • حوار بلا تنازلات نووية.. كوريا الشمالية تذكر ترامب بـ«الواقع الجديد»