تنشيط سياحة المؤتمرات
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
فايزة سويلم الكلبانية
نُلاحظ اليوم انتعاشًا وحراكًا ملموسًا ضمن "سياحة المؤتمرات"، في العديد من الدول حول العالم وعلى مستوى عالٍ من التحضيرات والظهور الإعلامي في التسويق والترويج، ولا شك أنَّ سلطنة عُمان تُعد وجهة جاذبة لسياحة المؤتمرات التي باتت صناعة لها مقومات خاصة لضمان نجاحها، وتتميز عُمان بموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب، وهو ما يجعلها مكانًا مثاليًا لاستضافة المؤتمرات الإقليمية والدولية.
وتتوافر في بلادنا الحبيبة بنية أساسية حديثة، ومرافق متطورة، مثل مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، الذي يُعد من أبرز المرافق المخصصة لهذا النوع من السياحة في المنطقة، كما نشهد باستمرار تأسيس العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة في نشاط تنظيم المؤتمرات والمعارض، وقد تكون توجهات لكثير من الشباب ممن يمتلكون خبرات إعلامية ويتميزون في مجال العلاقات العامة في هذا الجانب.
اليوم.. عُمان تُوفر تجربة ثقافية غنية وطبيعة خلابة، مما يجعلها وجهة جذابة للمشاركين في المؤتمرات الذين قد يرغبون في استكشاف البلاد بعد الفعاليات. علاوة على ذلك، تتمتع السلطنة باستقرار سياسي وأمني مما يُعزز من ثقة المنظمين والمشاركين.
من هنا نأمل من جهات الاختصاص إطلاق المزيد من الحوافز والدعم لنمو هذا القطاع من خلال تقديم التسهيلات للزوار والسياح، وتنظيم فعاليات دولية ومحلية تهدف إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة لسياحة المؤتمرات.
وإحياء سياحة المؤتمرات في سلطنة عُمان، يتطلب اتباع عدة استراتيجيات تتضمن تحسين البنية الأساسية من خلال تطوير مراكز مؤتمرات متطورة ومُجهَّزة بتكنولوجيا حديثة، وزيادة سعة الإقامة الفندقية بجوار مراكز المؤتمرات، بذل المزيد من الجهود في التسويق الدولي والعمل على تعزيز جهود التسويق الدولية لتسليط الضوء على سلطنة عُمان كمركز رئيسي لسياحة المؤتمرات. ويمكن الاستفادة من المعارض الدولية، والتعاون مع شركات السياحة العالمية، وتوفير حوافز للشركات والمؤسسات لاستضافة مؤتمراتها في سلطنة عُمان، مثل التخفيضات الضريبية، أو الشراكات الاستراتيجية المتبادلة، والتركيز على جذب المهتمين بالفعاليات العالمية، إلى جانب العمل على تنويع الأنشطة وربط المؤتمرات ببرامج سياحية وترفيهية محلية، مثل زيارة المواقع الثقافية والطبيعية لتعزيز جاذبية الوجهة، وهذا ما يحدث اليوم في موسم خريف ظفار ومن السهل تكرار التجارب على بقية محافظات السلطنة.
كما إن هناك دورًا كبيرًا لربط هذه السياحة بالقطاعات الأكاديمية والتربوية والتعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية وإقامة شراكات مع المؤسسات الأكاديمية لتنظيم مؤتمرات علمية وبحثية يمكن أن تجذب مشاركين من أنحاء العالم.
ومن بين الأفكار المطروحة: التواصل مع المنظمات العالمية، والانخراط مع المنظمات العالمية التي تنظم مؤتمرات دولية لضمان إدراج سلطنة عُمان كوجهة محتملة مثل الصين واليابان وألمانيا وغيرها.
إنَّ الترويج للثقافة العُمانية يعد في حد ذاته عنصر جذب من خلال استغلال الموروث الثقافي العُماني، من خلال تنظيم فعاليات ثقافية وتراثية على هامش المؤتمرات، ونحن على ثقة بأنَّ عُمان قادرة على دمج هذه المقومات من خلال التنظيم المدروس للمؤتمرات والتنوع بين الدول المُستضَافة بحيث نستهدف كل دولة حسب ما تشتهر به من نشاط ورواج عالمي، على أن يشهد كل شهر من شهور السنة معرضًا دوليًا متخصصًا في قطاع بعينه، بهدف تحقيق أعلى عائد إيجابي ممكن.
إن الأمل يحدونا في أن تتحول عُمان لوجهة إقليمية وعالمية جاذبة لسياحة المؤتمرات، والاستفادة من المقومات المتنوعة، والإسهام في توفير فرص عمل للشباب، وتوظيف الطاقات الشبابية لإحداث نقلة نوعية في هذا القطاع الواعد.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«دبي للثقافة» تختتم مؤتمر المدرسة الصيفية العالمية
دبي (وام)
أخبار ذات صلةاختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي فعاليات «مؤتمر المدرسة الصيفية العالمية - برنامج دبي نود»، التابع لمعهد العمارة المتقدمة في كتالونيا، والذي أُقيم بالتزامن مع مدن عالمية عدة ضمن مبادرة صيفية دولية تهدف إلى تعزيز التفكير الإبداعي، وتطوير المهارات المستقبلية.
استضاف الحدث متحف الشندغة بدعم من منصة «سكة» في تجربة جمعت نخبة من المبدعين والمتخصصين وطلبة الجامعات من مختلف أنحاء العالم، تحت عنوان «التكنولوجيا العصبية والتصميم المكاني».
وناقش المشاركون خلال البرنامج العلاقة المستقبلية بين الإنسان والآلة، من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلوم الأعصاب والفنون الإعلامية.
وتضمن البرنامج - الذي امتد على مدار أسبوعين - بصفته مختبراً معرفياً تفاعلياً، ورش عمل متخصصة في مجالات واجهات الدماغ الحاسوبية، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والواقع المعزز والافتراضي.
وأتيحت للمشاركين فرصة تطوير نماذج أولية لمساحات ذكية تتفاعل مع المستخدمين في الزمن الحقيقي.
واختتم الحدث بجلسة عرض حية للمشاريع النهائية، عكست التفاعل الخلاق بين التكنولوجيا والتصميم الإنساني، وأبرزت قدرة المشاركين على تحويل التكنولوجيا إلى أدوات للتعبير الفني والإبداعي.
وأكدت خلود خوري، مدير إدارة المشاريع والفعاليات في دبي للثقافة، أن استضافة دبي لهذا البرنامج العالمي تعكس مكانتها مركزاً دولياً للابتكار، مشيرة إلى أن العقول القادرة على توظيف التكنولوجيا بذكاء هي التي تصنع المستقبل.
ولفتت إلى أن الحدث ينسجم مع استراتيجية قطاع التصميم 2033، ويجسد رؤية الهيئة في تمكين المواهب وتحفيزهم على الإسهام في رسم ملامح الغد.