عربي21:
2025-10-16@02:01:35 GMT

سؤال اليوم التالي في العالم العربي

تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT

ترسم الدول والمجتمعات الخطوط العريضة لسنواتها القادمة وفق تقديرات سياسية واقتصادية واجتماعية على شكل خطط خمسية وعشرية ومضاعفاتها من الأرقام، لكن الغريب أن يقوم بذلك المحتل كما تفعل إسرائيل التي تطرح سؤال اليوم التالي في غزة. والأغرب أن يصير هذا التخطيط هو حديث العالم العربي الذي لا تعرف كثير من الدول العربية فيه ما هي خطط اليوم التالي فيها أصلا.

وهو سؤال لم يجد فرصته في الطرح وتقديم الحلول والبدائل على صعيد أكثر من بلد عربي، وهو أولى بالالتفات إليه على صعيد الدول العربية أكثر من طرحه على أهل غزة الذي ينزفون تحت وطأة حصار غاشم لا يرحم؛ لأن سؤال اليوم التالي في غزة لا محل له من الإعراب فلسطينيا سوى وفقا لقواعد اللغة الإسرائيلية الفاسدة، وإجابته تنطوي على خيارات صراعية وعدائية أكثر منها حلول تهم أهل غزة ورفعا لمعاناتهم.

على عكس ما هو متوقع، تبدو سيناريوهات اليوم التالي في غزة محصورة في عدة خيارات شبه معروفة، أما سؤال اليوم التالي في دول مثل تونس والأردن ولبنان مثلا فهو مفتوح على احتمالات عديدة، يمكن فتح القوس ووضع عدد لا نهائي من الاحتمالات، ومع ذلك لا يحظى سؤال اليوم التالي بالأهمية ذاتها الذي يحظى بها في سياق العدوان الإسرائيلي الحالي على عكس ما هو متوقع، تبدو سيناريوهات اليوم التالي في غزة محصورة في عدة خيارات شبه معروفة، أما سؤال اليوم التالي في دول مثل تونس والأردن ولبنان مثلا فهو مفتوح على احتمالات عديدة، يمكن فتح القوس ووضع عدد لا نهائي من الاحتمالات، ومع ذلك لا يحظى سؤال اليوم التالي بالأهمية ذاتها الذي يحظى بها في سياق العدوان الإسرائيلي الحالي على غزةعلى غزة مع كل الاعتبار لسياق شلال الدم الهادر والمعاناة الهائلة لإخوتنا في فلسطين. ولكن سؤال اليوم التالي لم يطرحه الفلسطينيون، ولكن من يطرحه هو الاحتلال، والأجدر به أن يوجه للسياق العربي المحيط وليس إلى غزة.

فإذا بدأنا من المغرب العربي، نجد أن الساحة التونسية تراوح مكانها في ظل انتخابات رئاسية مشوبة بمعارك قانونية وقضائية وإقصاء لمرشحين، زاد من حدتها مظاهرات عارمة تزداد اشتعالا وقت كتابة هذا المقال. اليوم التالي في تونس البلد الذي أشعل شرارة الثورات العربية؛ مفتوح على احتمالات عديدة، فخلال أكثر من عشر سنوات، فشلت معادلة توافق الإسلاميين والعلمانيين وفشل مشروع الرئيس الفرد الأوحد. وتمضي البلاد قدما في واقع اقتصادي مأزوم وواقع إقليمي مشتعل ومتوتر، وقد أصاب كل القوى الفاعلة فيه الإنهاك الشديد، والثابت الوحيد هو علامات الاستفهام حول ملامح اليوم التالي اقتصاديا وسياسيا.

أما الأردن فقد استفاق على زلزال الفوز التاريخي للإسلامين في الانتخابات البرلمانية غير المتكرر منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهو ما طرح أسئلة شائكة حول طبيعة مشاركة الإسلاميين في الحكومة القادمة مع الحرب العربية الضروس عليهم التي لم تهدأ منذ 2013، ودور ذلك في المخاطر التي تحيق بالأردن على وقع العدوان على غزة والعربدة الإسرائيلية التي بلغت أوجها وتخطت كل الحدود. سؤال اليوم التالي هو سؤال عربي مشروع، وربما مطلوب في ظل ظروف صعبة تمر بها أكثر من دولة عربية يستحق الالتفات إليها أكثر من مجاراة الخطط الإسرائيلية تجاه غزةوسؤال اليوم التالي في الأردن ليس سؤالا محليا فقط، بل هو سؤال إقليمي وفلسطيني وعربي وإسلامي، فأي خطوة في هذا البلد المتاخم لفلسطين المحتلة في ظل الأوضاع الراهنة سيكون لها ما بعده.

وفي لبنان يبدو سؤال اليوم التالي أكثر غموضا وربما رعبا، فالبلد الذي لم ينخرط رسميا في حرب مع إسرائيل يعيش أجواء توتر مشوبة بالحذر وترقب لاندلاع حرب بين الفينة والأخرى، ناهيك عن القصف الذي يطال قرى الجنوب بشكل مستمر. لبنان المثقل أصلا بمشاكل اقتصادية كبيرة كان ينظر لسؤال اليوم التالي اقتصاديا بعين الشك والريبة، والآن تضاعف القلق والتوتر أمنيا وعسكريا على وقع طبول الحرب.

إن سؤال اليوم التالي هو سؤال عربي مشروع، وربما مطلوب في ظل ظروف صعبة تمر بها أكثر من دولة عربية يستحق الالتفات إليها أكثر من مجاراة الخطط الإسرائيلية تجاه غزة.

x.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليوم التالي غزة التخطيط العالم العربي غزة العالم العربي المستقبل تخطيط اليوم التالي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة صحافة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیوم التالی فی غزة أکثر من هو سؤال

إقرأ أيضاً:

مجلس كنائس مصر يهنئ العالم باتفاق السلام الذي ينهى الحرب في غزة

قدم مجلس كنائس مصر التهنئة لكل دول العالم بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي التوصل إلى اتفاق السلام الذي ينهى الحرب في غزة، إيذانا ببدء صفحة جديدة في مسيرة السلام العالمي.


وذكر بيان صادر اليوم عن مجلس كنائس مصر، أنه بروح من الفرح والشكر لله، يتابع مجلس كنائس مصر ما شهده العالم اليوم من حدث تاريخي على أرض السلام، شرم الشيخ، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة، إيذانًا ببدء صفحة جديدة في مسيرة السلام العالمي.


وأضاف، أن الكنائس المصرية، وهي تبارك هذا الحدث الإنساني العظيم، تؤكد أن دورها الروحي لا ينفصل عن رسالتها الإنسانية، وأنها تتابع دائمًا قضايا العالم بالصلاة والرجاء والعمل من أجل الإنسان أيًا كان موقعه أو انتماؤه، لأن سلام العالم هو من صميم الإيمان، وثمار المحبة التي دعا إليها السيد المسيح .


وثمن مجلس كنائس مصر بكل التقدير الدور العظيم للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل من أرض مصر منبرًا للسلام ومنارة للأمل، مؤكداً أن القيادة المصرية ما زالت تحمل رسالتها النبيلة من أجل إنهاء الصراعات، وإعادة البناء، وبث روح الرجاء في نفوس الشعوب المنهكة من الحروب.


وتابع إن الكنائس المصرية، تجدد التزامها بالصلاة المستمرة من أجل سلام العالم ووقف الحروب وإحلال العدالة والرحمة، حتى تبنى الأوطان لا على أنقاض النزاعات، بل على أسس الأخوة والكرامة الإنسانية.


وتدعو الكنائس المصرية جميع المؤمنين في مصر والعالم إلى أن يشاركوا في هذه الرسالة، بالصلاة والعمل، كي تبقى أرض الكنانة كما كانت عبر التاريخ أرض السلام، وبوابة الرجاء لكل الشعوب.

طباعة شارك مجلس كنائس مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي اتفاق السلام اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة مسيرة السلام العالمي

مقالات مشابهة

  • تقرير أممي: اليمن ضمن أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم
  • 5 تحديات تواجه إسرائيل في اليوم التالي لاتفاق غزة
  • إعلام إسرائيلي: اليوم التالي سيشهد حملة للغزيين يكتبون فيها أنهم كانوا في محرقة
  • بحبح: حماس سيكون لها دور في “اليوم التالي” وترامب لا يعارض حل الدولتين
  • ما هو “سكري النوع الخامس” الذي يصيب 25 مليون شخص حول العالم؟
  • منتخب الرأس الأخضر.. البلد الصغير الذي حقق حلم الصعود للمونديال
  • وزير الصناعة: مهلة 6 أشهر للمشروعات الصناعية التي أنجزت أكثر من 50% من الإنشاءات
  • حفل Anyma في الأهرامات يحظى بحشد جماهيري كبير.. أرض الخلود
  • مجلس كنائس مصر يهنئ العالم باتفاق السلام الذي ينهى الحرب في غزة
  • نص اتفاق غزة الذي وقع عليه ترامب وقادة العالم في شرم الشيخ