الأنبا بولا يترأس القداس الإلهي بكنيسة سيدة مصر بكندا ويلتقي شمامسة الكنيسة
تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT
ترأس، نيافة الأنبا بولا شفيق، مطران إيبارشية الإسماعيلية ومدن القناة وتوابعها للأقباط الكاثوليك، والزائر الرسولي على كندا وأمريكا، صلاة القداس الإلهي، بكنيسة السيدة العذراء سيدة مصر، بمونتريال، بكندا.
جاء ذلك بمشاركة القمص أغابيوس باخوم، راعي الكنيسة، حيث ألقى صاحب النيافة عظة الذبيحة الإلهية بعنوان "العتاب الشيطاني".
تضمن القداس الإلهي أيضًا احتفال الزائر الرسولي بتخرج دفعة جديدة من الشباب الخدام، عقب بعد دورة تكوينية، استمرت لمدة سنتين، حيث قام نيافته بتقديم شهادات التقدير لكل واحد منهم، رفقة صليب مُصغر لصليب قداسة البابا فرنسيس، مقلدًا إياهم بوشاح أبيض، رمزًا للعهد بين الكنيسة، والخدام، مشجعًا إياهم على استمرار تسليم ونقل الإيمان من جيل إلى جيل.
وفي الختام، بارك الأب المطران أبناء الكنيسة، مشيرًا بوجه خاص إلى مجهود مؤسسى هذه الكنيسة من قدامى المصريين، الذين نزحوا إلى كندا منذ أكثر من أربعين أو خمسين عامًا، وكيف أن ما يحدث الآن هو أكبر هدية، وتقدير لصبرهم وصمودهم في طريق الإيمان.
وعقب القداس الإلهي، التقى نيافة المطران مجموعة من شمامسة الرعية، بحضور القمص أغابيوس باخوم، حيث أثنى الأنبا بولا على مجهودهم، خلال القداسات الإلهية، ممتنًا لهم، لاحتفاظهم بتقليد الطقس القبطي.
ومن جانبهم، قام الشمامسة في الاجتماع بالتناقش مع صاحب النيافة حول الصعوبات التي تقابلهم ومن أهمها: قلة مَقدرة الجيل الناشئ على قراءة اللغة العربية، رغم تَحدُث أكثريتهم بها، الأمر الذي يتطلب منهم، ويضطرون معه لكتابة الألحان بالحروف اللاتينية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكنيسة الكاثوليكية الانبا بولا شفيق
إقرأ أيضاً:
اليمن صوت الإيمان والنصرة في زمن الصمت والخذلان
في زمن يعلو فيه صوت القهر على أنين المظلومين، ويهيمن فيه صمت الأنظمة على صرخات الجياع المحاصرين من نساء وأطفال غزّة المستضعفين، خرج اليمن بصوته الصداح، وقبضته المرفوعة، وهاماته الشامخة، شعبًا وقيادة، ليؤكد أن الأمة لم تمت، وأن القلوب الحيه ما زالت تنبض بالإيمان والغيرة والكرامة.
لم يكن الحشد المليوني في ميادين المحافظات وميدان السبعين مجرد جموع خرجت لترفع شعارات عابرة، بل كان تجسيدًا حيًا لعقيدة راسخة تؤمن بأن فلسطين ليست قضية حدودٍ ووطنٍ مسلوب فحسب، بل هي اختبار للإيمان والوفاء والوعي. إن خروج الشعب اليمني لم يكن مقتصرًا على هذا اليوم فقط، فهو خروج يتكرّر كلّ يوم جمعة منذ بداية العدوان “الإسرائيلي” على غزّة، تأكيدًا على الثبات والوفاء، غير أن هذا اليوم كان الأوسع والأكثر حشدًا وزخمًا، استجابة لدعوة القائد الذي حمل هم الأمة في صدره وأكد على أهمية هذا الخروج العظيم، لتكون جموع اليمنيين رسالة حية إلى غزّة المحاصرة: لستم وحدكم.
من وسط هذا الزمان الذي ساد فيه الخذلان وعم فيه النكوص، حسب تعبير الرئيس المشاط، في تحيته للجماهير اليمنية اليوم، وقف الشعب اليمني يقول كلمته: إن دماء أطفال غزّة ليست أرقامًا في نشرات الأخبار، وإن دموع الأمهات الثكالى ليست مادة للفرجة، بل هي أمانة في أعناق الأحرار وأبطال الميادين. وفي ميادين اليمن، تردّدت الهتافات تهزّ القلوب: “الجهاد الجهاد.. حيّ حيّ على الجهاد”، “مع غزّة يمن الأنصار.. بجهوزية واستنفار”.
ما فعله اليمن لم يكن شجبًا إنشائيًّا ولا تأييدًا رمزيًّا بل كان تأكيدًا عمليًّا على استعداد واستنفار وتفويض كامل للقيادة في اتّخاذ ما يلزم من خطواتٍ تصعيدية. هكذا يتحول الغضب الشعبي من مشاعر إلى مواقف، ومن مواقف إلى أفعال، ومن فعل إلى عنوان يتجاوز حدود اليمن ليبلغ أسماع من اعتادوا الصمت في قصورهم.
هنا يتجلى الفارق الجوهري بين من يحجبون المعابر ويغلقون الأبواب في وجه المجاهدين، وبين شعبٍ لا يطلب سوى أن يفتح له الطريق ليشد الرحال إلى الجبهات، مستجيبًا لأمر الله، ونصرة للحق، ووفاء لدماء الشهداء.
إن هذا الحشد المليوني بقدر ما كان رسالة للعدو الصهيوني، فقد كان أيضًا صفعة أخلاقية للأنظمة المتخاذلة، واستنهاضًا للضمائر في الأمة التي طوقها الخوف وكبلها الخنوع. فقد برهن اليمنيون أن الشعوب حين تصحو لا تحتاج إذنًا من أحد، وأن الإرادة الشعبية أقوى من كلّ سياج وحدود.
أما حين يهتف الشعب: “فوضناك يا قائدنا”، فإنه يختصر المسافة بين القيادة والقاعدة، ويقول بلسانٍ واحد: نحن معكم في السراء والضراء، في الحصار وفي الجهاد، في القهر وفي الانتصار.
إن الموقف اليمني يخرج القضية الفلسطينية من مربع الشعارات، لتصبح التزامًا ايمانيًّا وعقدًا أخلاقيًّا مع الله والتاريخ. ومن ميدان السبعين إلى غزّة، تمتد خيوط الوعي والصبر والمواجهة، لتقول للعالم إن الدم لا يُقهر إن حمله الأحرار في عروقهم، وإن الحصار لا يقتل الروح إن حملتها قلوب مفعمة بالعقيدة والثقة بوعد الله.
سيبقى اليمن شاهدًا على أن الأمة لم تمت، وسيبقى اليمني البسيط، الذي يدفع من قوت يومه ليمنح ما يستطيع لأجل فلسطين، عنوانًا صادقًا للأمة حين تتجلى في اصدق صورها، أمة الجهاد، أمة العزة، أمة الكرامة.