موقع 24:
2025-10-16@01:14:29 GMT

لماذا نخشى البحث الجاري عن «اليوم التالي»؟

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

لماذا نخشى البحث الجاري عن «اليوم التالي»؟

يلفت الانتباه مبالغة الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الأوساط الإسرائيلية في محاولة حرف الجدل الدائر حول جرائم الاحتلال في غزة إلى النقاش فيما يسمونه ترتيبات اليوم التالي، وذلك كمن يسعى لبيع جلد الدب قبل صيده.

ويهدف تركيز النقاش على اليوم التالي بدل اليوم الحالي بشكل عام إلى محاولة جني ثمار العدوان الإسرائيلي العسكري سياسياً، ذلك أن هذا النقاش مبني على فرضية نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها من الحرب التي أعلنتها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وحاجتها إلى ترتيبات سياسية تضمن المحافظة على تلك المكتسبات العسكرية المفترضة والمأمولة.


أما الهدف المحدد فهو مساعدة إسرائيل في الخروج من الوحل الذي ستجد نفسَها فيه اليوم التالي، إن كان لجهة الاستنزاف العسكري المتوقع استمراره، أو المسؤولية المدنية والإدارية والأخلاقية التي ستكلفها غالياً.
مأزق إسرائيل يتمثل في أن تحقيق أهدافها المعلنة من حربها يتطلب نوعاً من إعادة احتلال قطاع غزة بشكل مستمر، الأمر الذي تحاول إسرائيل تجنبه لنفس الأسباب التي دعتها للانسحاب منه قبل ما يقرب من عشرين عاماً، ولذلك فإن إسرائيل تجد نفسها بحاجة إلى من يساعدها ويتشارك معها في الحفاظ على الإنجازات التي تفترض أنها سوف تحققها في هذه الحرب، من خلال نوع الترتيبات السياسية والأمنية والإدارية في مرحلة ما بعد إنهاء هذه المواجهة.
وفي هذا الصدد فإن خلاف نتانياهو مع الولايات المتحدة حول اليوم التالي ليس جوهرياً بل إنه شكلي، فهو من ناحية يصر على استمرار النشاط العسكري الإسرائيلي في القطاع بعد انتهاء الحرب، ولا يمانع في وجود جهة (عربية أو فلسطينية، على ألا تكون السلطة) تقبلها إسرائيل، تقوم بإدارة القطاع مدنياً وخدماتياً، ولا شك أنه يستلهم ذلك من نموذج التقسيم الوظيفي الذي فرضته إسرائيل في الضفة الغربية، حيث تحتفظ لنفسها بالمسؤولية الأمنية، وتترك للسلطة الفلسطينية عبء المسؤوليات المدنية والإدارية.
وهذا لا يختلف أبداً عن الموقف الأمريكي الذي يبحث عن جهة (يفضل أن تكون السلطة الفلسطينية) تقوم بإدارة شؤون القطاع بعد الحرب، ولن يكون لديها اعتراض إذا استمرت إسرائيل في دورها الأمني هناك.
إن الامتناع عن المشاركة في نقاش اليوم التالي أو لعب دور فيه من قبل الفلسطينيين والعرب من شأنه أن يضع إسرائيل والولايات المتحدة أمام أحد خيارين كلاهما مر، الأول أن تدفع إسرائيل ثمن مغامرتها غير المحسوبة من خلال استمرار التورط في احتلال قطاع غزة وتحمل مسؤوليات ذلك العسكرية والإدارية والأخلاقية والقانونية، والخيار الثاني أن تنسحب من غزة من جانب واحد ودون أي ترتيبات مشتركة حول اليوم التالي، على اعتبار أن ذلك شأن فلسطيني داخلي يجري بحثة وترتيبه فلسطينياً وعربياً بعد الانسحاب الإسرائيلي وعلى ضوئه.
سبب آخر لضرورة عدم انجرار الفلسطينيين والعرب في نقاش اليوم التالي مع الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، هو أن هذا النقاش سيكون مدعاة لمزيد من الفرقة والخلاف الفلسطيني الداخلي دون جدوى، علاوة على أنه يكلف من يشارك به احترام الرأي العام الفلسطيني والعربي الذي يرى في مثل هذا النقاش نوعاً من الطعن من الخلف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل الیوم التالی إسرائیل فی

إقرأ أيضاً:

مجلس كنائس مصر يهنئ العالم باتفاق السلام الذي ينهى الحرب في غزة

قدم مجلس كنائس مصر التهنئة لكل دول العالم بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي التوصل إلى اتفاق السلام الذي ينهى الحرب في غزة، إيذانا ببدء صفحة جديدة في مسيرة السلام العالمي.


وذكر بيان صادر اليوم عن مجلس كنائس مصر، أنه بروح من الفرح والشكر لله، يتابع مجلس كنائس مصر ما شهده العالم اليوم من حدث تاريخي على أرض السلام، شرم الشيخ، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي التوصل إلى اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة، إيذانًا ببدء صفحة جديدة في مسيرة السلام العالمي.


وأضاف، أن الكنائس المصرية، وهي تبارك هذا الحدث الإنساني العظيم، تؤكد أن دورها الروحي لا ينفصل عن رسالتها الإنسانية، وأنها تتابع دائمًا قضايا العالم بالصلاة والرجاء والعمل من أجل الإنسان أيًا كان موقعه أو انتماؤه، لأن سلام العالم هو من صميم الإيمان، وثمار المحبة التي دعا إليها السيد المسيح .


وثمن مجلس كنائس مصر بكل التقدير الدور العظيم للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل من أرض مصر منبرًا للسلام ومنارة للأمل، مؤكداً أن القيادة المصرية ما زالت تحمل رسالتها النبيلة من أجل إنهاء الصراعات، وإعادة البناء، وبث روح الرجاء في نفوس الشعوب المنهكة من الحروب.


وتابع إن الكنائس المصرية، تجدد التزامها بالصلاة المستمرة من أجل سلام العالم ووقف الحروب وإحلال العدالة والرحمة، حتى تبنى الأوطان لا على أنقاض النزاعات، بل على أسس الأخوة والكرامة الإنسانية.


وتدعو الكنائس المصرية جميع المؤمنين في مصر والعالم إلى أن يشاركوا في هذه الرسالة، بالصلاة والعمل، كي تبقى أرض الكنانة كما كانت عبر التاريخ أرض السلام، وبوابة الرجاء لكل الشعوب.

طباعة شارك مجلس كنائس مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي اتفاق السلام اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة مسيرة السلام العالمي

مقالات مشابهة

  • 5 تحديات تواجه إسرائيل في اليوم التالي لاتفاق غزة
  • الأونروا: لم يطرأ أي تغيير على موقف إسرائيل الذي يستمر في فرض قيود صارمة تعرقل عملنا بغزة
  • إعلام إسرائيلي: اليوم التالي سيشهد حملة للغزيين يكتبون فيها أنهم كانوا في محرقة
  • بحبح: حماس سيكون لها دور في “اليوم التالي” وترامب لا يعارض حل الدولتين
  • ما البند السري الذي فعّلته إسرائيل في خطتها لاتفاق غزة؟
  • لماذا تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم؟
  • لماذا تصر إسرائيل على تدمير أنفاق حماس؟
  • مجلس كنائس مصر يهنئ العالم باتفاق السلام الذي ينهى الحرب في غزة
  • وقف إطلاق النار في غزة.. لماذا جاء الاتفاق متأخرًا؟
  • صالح الجعفراوي صوت غزة الذي صمت برصاص الغدر