موقع 24:
2025-05-23@20:22:40 GMT

لماذا نخشى البحث الجاري عن «اليوم التالي»؟

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

لماذا نخشى البحث الجاري عن «اليوم التالي»؟

يلفت الانتباه مبالغة الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الأوساط الإسرائيلية في محاولة حرف الجدل الدائر حول جرائم الاحتلال في غزة إلى النقاش فيما يسمونه ترتيبات اليوم التالي، وذلك كمن يسعى لبيع جلد الدب قبل صيده.

ويهدف تركيز النقاش على اليوم التالي بدل اليوم الحالي بشكل عام إلى محاولة جني ثمار العدوان الإسرائيلي العسكري سياسياً، ذلك أن هذا النقاش مبني على فرضية نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها من الحرب التي أعلنتها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وحاجتها إلى ترتيبات سياسية تضمن المحافظة على تلك المكتسبات العسكرية المفترضة والمأمولة.


أما الهدف المحدد فهو مساعدة إسرائيل في الخروج من الوحل الذي ستجد نفسَها فيه اليوم التالي، إن كان لجهة الاستنزاف العسكري المتوقع استمراره، أو المسؤولية المدنية والإدارية والأخلاقية التي ستكلفها غالياً.
مأزق إسرائيل يتمثل في أن تحقيق أهدافها المعلنة من حربها يتطلب نوعاً من إعادة احتلال قطاع غزة بشكل مستمر، الأمر الذي تحاول إسرائيل تجنبه لنفس الأسباب التي دعتها للانسحاب منه قبل ما يقرب من عشرين عاماً، ولذلك فإن إسرائيل تجد نفسها بحاجة إلى من يساعدها ويتشارك معها في الحفاظ على الإنجازات التي تفترض أنها سوف تحققها في هذه الحرب، من خلال نوع الترتيبات السياسية والأمنية والإدارية في مرحلة ما بعد إنهاء هذه المواجهة.
وفي هذا الصدد فإن خلاف نتانياهو مع الولايات المتحدة حول اليوم التالي ليس جوهرياً بل إنه شكلي، فهو من ناحية يصر على استمرار النشاط العسكري الإسرائيلي في القطاع بعد انتهاء الحرب، ولا يمانع في وجود جهة (عربية أو فلسطينية، على ألا تكون السلطة) تقبلها إسرائيل، تقوم بإدارة القطاع مدنياً وخدماتياً، ولا شك أنه يستلهم ذلك من نموذج التقسيم الوظيفي الذي فرضته إسرائيل في الضفة الغربية، حيث تحتفظ لنفسها بالمسؤولية الأمنية، وتترك للسلطة الفلسطينية عبء المسؤوليات المدنية والإدارية.
وهذا لا يختلف أبداً عن الموقف الأمريكي الذي يبحث عن جهة (يفضل أن تكون السلطة الفلسطينية) تقوم بإدارة شؤون القطاع بعد الحرب، ولن يكون لديها اعتراض إذا استمرت إسرائيل في دورها الأمني هناك.
إن الامتناع عن المشاركة في نقاش اليوم التالي أو لعب دور فيه من قبل الفلسطينيين والعرب من شأنه أن يضع إسرائيل والولايات المتحدة أمام أحد خيارين كلاهما مر، الأول أن تدفع إسرائيل ثمن مغامرتها غير المحسوبة من خلال استمرار التورط في احتلال قطاع غزة وتحمل مسؤوليات ذلك العسكرية والإدارية والأخلاقية والقانونية، والخيار الثاني أن تنسحب من غزة من جانب واحد ودون أي ترتيبات مشتركة حول اليوم التالي، على اعتبار أن ذلك شأن فلسطيني داخلي يجري بحثة وترتيبه فلسطينياً وعربياً بعد الانسحاب الإسرائيلي وعلى ضوئه.
سبب آخر لضرورة عدم انجرار الفلسطينيين والعرب في نقاش اليوم التالي مع الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، هو أن هذا النقاش سيكون مدعاة لمزيد من الفرقة والخلاف الفلسطيني الداخلي دون جدوى، علاوة على أنه يكلف من يشارك به احترام الرأي العام الفلسطيني والعربي الذي يرى في مثل هذا النقاش نوعاً من الطعن من الخلف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل الیوم التالی إسرائیل فی

إقرأ أيضاً:

إندبندنت: لماذا تأخرت حكومة ستارمر باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل؟

قال المحرر السياسي لصحيفة "إندبندنت" ديفيد مادوكس إن حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لم تتخذ إجراءات حازمة مباشرة ضد إسرائيل بسبب ما سماه "شعورها بالخزي" من فترة زعامة جيريمي كوربين لحزب العمال، والتي شهدت اتهامات واسعة بمعاداة السامية وتوترا كبيرا مع الجالية اليهودية في بريطانيا.

وأضاف أن تلك المرحلة جعلت قيادة الحزب الحالية حريصة على تأكيد دعمها لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، على الرغم من تصاعد الضغوط من نواب داخل حزب العمال ومن قطاعات واسعة من الرأي العام البريطاني.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث فرنسي: التنديد بالإخوان المسلمين في البلاد هدفه إشاعة الذعرlist 2 of 2فورين بوليسي: سمعة الجنرالات الباكستانيين تحسنت بشكل ملحوظend of list

ولفت مادوكس إلى أن هذا الحذر السياسي أدى إلى تباطؤ الحكومة في اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه ما وصفه المجتمع الدولي بأنه أزمة إنسانية متفاقمة في غزة.

ويرى الكاتب أن "خطورة وفظاعة" الوضع الذي يواجهه الشعب الفلسطيني في غزة الآن تشكلان نقطة تحول حيث تتفوق الكارثة المحدقة على "عار الماضي السياسي".

وأوضح أن التردد لم يعد ممكننا في ظل الكارثة الإنسانية في غزة، وهو ما دفع الحكومة أخيرا إلى اتخاذ بعض الإجراءات الرمزية مع إسرائيل، رغم أن "العقوبات" لا تزال بعيدة عن المطالبات المتكررة بتجميد جميع مبيعات السلاح وفرض عقوبات شاملة على الحكومة الإسرائيلية.

إعلان العقوبات البريطانية

وذكرت مراسلة صحيفة "إندبندنت" أثينا ستافرو في تقرير منفصل العقوبات الجديدة التي أعلنها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الثلاثاء، والتي تضمنت وقف مفاوضات التجارة مع إسرائيل، وفرض عقوبات على 3 أفراد و4 جهات مرتبطة بالحركة الاستيطانية.

ووصف لامي تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها "غير متناسبة أبدا" و"عقيمة" وينقصها بعد إستراتيجي يبررها، وندد بـ"الحصار الوحشي" الذي استمر 11 أسبوعا وتجدُّد العمليات العسكرية في قطاع غزة، حسب التقرير.

وشملت قائمة العقوبات قيودا مالية وحظر سفر ضد شخصيات بارزة منها دانييلا فايس، التي وُصفت بأنها "قيادية متطرفة بارزة في الاستيطان"، بالإضافة إلى منظمتين اتُهمتا بالتحريض على العنف ضد الفلسطينيين، وفق التقرير.

وأشار التقرير إلى أن بريطانيا سبق أن علقت نحو 30 ترخيصا من أصل 350 لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2024، ولم  تقدم "معدات فتاكة أو عسكرية" للجيش الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ولفت إلى أن التعليق لم يشمل أجزاء الطائرات المقاتلة، وهو ما دفع منظمات حقوقية إلى رفع دعوى أمام المحكمة العليا تطعن في قانونية استمرار تصدير هذه الأجزاء.

مقالات مشابهة

  • الحرب فرضت نفسها علي الواقع السوداني وكما ترون فقد تحولت البلاد الي حطام !!.. ما الذي قادنا الي هذا الوضع الكارثي ؟! الجهل هو السبب !!..
  • الدبلوماسي العاري.. من هو المبعوث الأممي توم فليتشر الذي يقف في وجه إسرائيل؟
  • الوقت ينفد.. الاحتلال بين مطرقة غزة وسندان اليوم التالي.. تقييم إسرائيلي
  • إندبندنت: لماذا تأخرت حكومة ستارمر باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل؟
  • ???? مجرم الحرب الجبان الرعديد الذي ادمن العريد “قجة”
  • لماذا يتعمد عثمان ميرغني التضليل؟
  • لماذا الصمت العربي في حين تغيرت مواقف الغرب تجاه إسرائيل؟
  • لماذا تخشى إسرائيل أطفال غزة؟.. قراءة من صفحات التاريخ
  • الشيطان يكمن في التفاصيل.. لماذا توجس الأوكرانيون بعد اتصال ترامب ببوتين؟
  • لماذا قادة السودان باستمرار يفتقرون إلى الرؤية؟