بوابة الوفد:
2025-06-23@23:27:07 GMT

مواجهة استفزازات نتنياهو ضرورة للسلام العالمي

تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT

لا يتعجب المرء من السياسات المستفزة لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة المتطرفة فى تل أبيب، والمتصاعدة لجر منطقة الشرق الأوسط كلها إلى صراع إقليمى طويل الأمد.

لا يتعجب المتابع للحرب الوحشية الإسرائيلية من ذلك السلوك، لأن الجميع يدرك أن مثل هذا الصراع المستدعى هو طوق النجاة لحكومة نتنياهو، وهو السبيل الأمثل لنجاته من المحاكمة بتهم الفساد.

ولا شك أن السلام والوصول إلى حالة الاستقرار يدفع التيارات المتصارعة داخل إسرائيل إلى تنحية رئيس الحكومة اليمينية الدموية، لذا لا تمر ساعات قليلة على تداول أى أنباء بشأن قرب التوصل لتسوية للحرب، حتى تفتح إسرائيل جبهات صراع جديدة باستفزازات مزعجة تغتال فيها قيادة سياسية ما، أو تقصف مواقع مدنية، أو تمارس عملا تخريبيا.

لا يشعر أى متابع للصراع العربى الإسرائيلى باندهاش من مثل هذه الاستفزازات، ولا يستغرب تمادى البطش الوحشي، لكنه بلا شك يستغرب من ردود الأفعال الدولية التى تبدو عاجزة تماما عن وقف أى اعتداءات على السلام أو ممارسات عاصفة بأمن البشر هنا أو هناك.

فالمفترض أن العالم الأوروبى بمبادئه وقيمه المعلنة يكرر فى خطابه العام انحيازه الدائم للسلام وسعيه الحثيث لترسيخ الاستقرار والهدوء فى مختلف بقاع الأرض، انطلاقا من الحرص المعلن على حياة البشر وأمنهم واستقرارهم. لكن شتان بين الخطاب المطروح، وبين الواقع الفعلى غير المكترث بالممارسات الدموية التى يمارسها النظام الصهيوني، والتى لا تخلف سوى الخراب.

ولا شك أن الاقتصاديات الأوروبية تأثرت بشكل كبير بالحرب الروسية الأوكرانية التى اندلعت فى 2022، وشهدت حركة التجارة الدولية تباطؤا كبيرا، كما شهدت الاستثمارات العالمية انكماشا واضحا، وهو ما انعكس بصورة لافتة على فرص العمل المتاحة، وقطاع التوظيف.

من هُنا، فإن هذه الاقتصاديات تهتم بصورة عملية باستتباب الأمن والاستقرار خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، لأن مصالحها المباشرة ترتبط بتوقف الحرب، وليس بتوسيع نطاقها.

ولذا، فإننا نشهد بين الحين والحين حالات غضب عارمة داخل مجتمعات أوروبا تجاه بعض سياسات حكوماتها، إذ تراها تلتزم الصمت إزاء تصعيد الصراع من جانب إسرائيل، وهكذا رأينا على مدى شهور طويلة انتفاضات طلابية قوية معبرة عن توجهات شباب بات يرفض سياسات الصمت أمام الجرائم الإسرائيلية ويرى فيها تهديدا لمصالحه المستقبلية.

وفى تصوري، فإننا فى مصر والعالم العربى نمتلك رصيدا قويا من الدبلوماسية الدولية، والامكانات الفكرية، والعلاقات المتينة بالمؤسسات الكبرى التى تُمكنا من مجابهة استفزازات حكومة نتيناهو بقوة وفاعلية فى مختلف الساحات الدولية، رفضا لأى سياسات تمس حالة الاستقرار فى المنطقة. وهذا يُحتم علينا ممارسة دور واضح لدعوة المجتمع الدولى للتدخل لوقف الحرب وكبح جماح الصراع كى لا يتطور ويتسع.

لقد أثبتت التجارب العملية أن أى صراع حاد يندلع فى الشرق الأوسط يؤدى إلى هجرات كثيفة، ولجوء واسع النطاق ناحية الشمال، وهو ما يمثل عنصر قلق لدى المجتمعات الغربية التى تسعى للحفاظ على سماتها الديموغرافية.

إننا ندرك أن قواعد اللعبة السياسية فى الشرق الأوسط تتبدل كل يوم، لكن ما يبقى واضحا ومؤثرا هو التقييم الحقيقى للمصالح الاقتصادية، وهو ما يُحتم علينا خوض حرب دبلوماسية قوية تجاه سياسات الاستفزاز الصهيوني، والوقوف بقوة ضد جرجرة أطرافا جديدة فى المنطقة لصراعات يخسر فيها الجميع، ما عدا النظام الصهيونى القابع على رأس السلطة الإسرائيلية.

وتبقى مصر دوما راية السلام الخفاقة التى يلتف حولها الجميع سعيا للاستقرار، وطلبا للسلام والأمان وتنمية الإنسان تنمية مستدامة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نتنياهو ضرورة للسلام العالمي السياسات منطقة الشرق الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

تصاعد توترات الشرق الأوسط يثير قلق المستثمرين مع تقييم لأسوأ السيناريوهات المحتملة

يفكر المستثمرون في مجموعةً من السيناريوهات المُختلفة للأسواق حال عمقت الولايات المتحدة تدخلها في الصراع الدائر في الشرق الأوسط، مع احتمال حدوث تداعيات سلبية في حال ارتفعت أسعار الطاقة بصورة حادة.

وذكرت شبكة "ياهو فاينانس" الأمريكية الاقتصادية -في تقرير أذيع اليوم السبت- أن المستثمرين ركّزوا على تطورات الوضع بين إسرائيل وإيران، اللتين تبادلتا الهجمات الصاروخية، ويراقبون بصورة وثيقة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستُقرر الانضمام إلى إسرائيل في حملة القصف الجوي التي تشنها من عدمه.

وقد تُؤدي السيناريوهات المُحتملة إلى ارتفاع التضخم، ما يُضعف ثقة المستهلك ويُقلل من احتمالية خفض معدلات الفائدة على المدى القريب، كما أنه من المحتمل أن يُؤدي ذلك إلى موجة بيع أولية في الأسهم، واحتمال اللجوء إلى الدولار كملاذ آمن.

ووضع محللون في شركة "أكسفورد إيكونوميكس" الاستشارية الاقتصادية ثلاثة سيناريوهات، تتراوح بين تهدئة الصراع، وتوقف الإنتاج الإيراني من النفط بالكامل، وإغلاق مضيق هرمز، ولكل منها تأثيرات متزايدة على أسعار النفط العالمية، وفقًا لما ذكرته الشركة في مذكرة.

وأشارت الشركة إلى أنه في أسوأ السيناريوهات، سترتفع أسعار النفط العالمية إلى نحو 130 دولارًا للبرميل، ما سيدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى قرابة 6% بنهاية هذا العام.

كما أوضحت الشبكة أنه على الرغم من أن صدمة الأسعار تُضعف حتمًا إنفاق المستهلكين بسبب تضرر الدخل الحقيقي، إلا أن حجم ارتفاع التضخم والمخاوف بشأن احتمال حدوث آثار تضخمية ثانية من المحتمل أن يُفسدا أي فرصة لخفض معدلات الفائدة في الولايات المتحدة خلال العام الجاري.

وفيما يتعلق بالنفط، فإن التأثير الأكبر على الأسواق من التصعيد في الصراع محصورًا في ذلك القطاع، حيث قفزت الأسعار بفعل المخاوف من أن النزاع بين إيران وإسرائيل قد يعطل الإمدادات، كما أن فئات الأصول الأخرى مثل السندات، وخصوصًا الأسهم، قد تتأثر لاحقًا إذا ارتفعت أسعار النفط.

كما أوضح محللو بنك "سيتي جروب" في مذكرة أن الأسواق تجاهلت التوترات الجيوسياسية في الغالب، لكن سيطرأ عليها التغييرات عندما يتعلق الأمر بأسعار النفط، معربين عن وجهة نظرهم أن العامل الأساسي للأسهم في المرحلة المقبلة سيكون مرتبطًا بأسعار الطاقة.

ومن أرض الواقع، فإن الأسهم الأمريكية صمدت حتى الآن في وجه تصاعد التوترات في الشرق الأوسط دون أي مؤشرات على الذعر، ومع ذلك، قال مستثمرون إن أي تدخل أمريكي مباشر في الصراع قد يُثير قلق الأسواق.

وقد تشهد الأسواق المالية موجة بيع مبدئية إذا ما شنّ الجيش الأمريكي هجومًا على إيران، مع تحذيرات من الاقتصاديين بأن ارتفاعًا حادًا في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني أساسًا من ضغوط بسبب تعريفات ترامب الجمركية.

وبالنسبة للدولار، قد يكون لتصعيد الصراع آثار متباينة على الدولار الأمريكي، الذي انخفض العام الحالي وسط مخاوف من تراجع الاستثنائية الأميركية.

وفي حال تدخل الولايات المتحدة مباشرة في الحرب بين إيران وإسرائيل، فقد يستفيد الدولار مبدئيًا من توجه المستثمرين نحوه كملاذ آمن، وفقا للمحللين.

اقرأ أيضاً«محلل سياسي»: الإخوان قبلوا تهجير الفلسطينيين وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد

الكرملين: التوتر في الشرق الأوسط يشكل خطرًا على العالم أجمع

︎وزير الخارجية يستعرض مع رئيس الوزراء الصربي موقف مصر من تطورات الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • صافرات الإنذار تدوي في 3 دول عربية خلال الرد الإيراني على أمريكا
  • بوتين: الصراع في الشرق الأوسط يصل لنقطة خطيرة للغاية
  • رأي.. إردام أوزان يكتب: الشرق الأوسط في عصر الصراع المفتوح.. من سيرسم الخطوط؟
  • الأمم المتحدة تحذر من إمكانية اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط
  • نتنياهو: نعمل على تغيير وجه الشرق الأوسط
  • الدولية للطاقة الذرية: الشرق الأوسط بحاجة ماسة للسلام
  • نتنياهو بعد الضربة الأميركية لإيران: لحظة فارقة قد تغيّر مستقبل الشرق الأوسط .. فيديو
  • تصاعد توترات الشرق الأوسط يثير قلق المستثمرين مع تقييم لأسوأ السيناريوهات المحتملة
  • عطاف: القوانين الدولية غيّبت.. لم يعد لمنطق القوة أي قيود أو حدود!
  • تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يرفع أسعار النفط ويقلق المستثمرين اقتصاديا