غزة ولبنان.. هروب متكرر وشح في الأساسيات يفاقم معاناة النازحين
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
مع استمرار الحرب في قطاع غزة، وتواصل التصعيد جنوبي لبنان، يعاني النازحون المدنيون في القطاع الفلسطيني و"بلاد الأرز" أوضاعا إنسانية صعبة، وفقا لمنظمات إغاثية وإنسانية.
وبسبب عدم كفاية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، ووصولها إلى أقل مستوياتها منذ أشهر، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين، على ضرورة أن تضمن الأطراف التوصيل الآمن للإغاثة للمحتاجين إليها بالمستوى المطلوب.
وحسب بيان نشرته الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، قال منسق الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، مهند هاد، إن السلطات الإسرائيلية تعمل بصورة متزايدة منذ بداية الشهر الجاري، على "حرمان شمالي غزة وقطع سُبل وصوله إلى الإمدادات الأساسية".
وكانت الولايات المتحدة قد حدد لإسرائيل فرصة 30 يوماً لمعالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة، وفقا لما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الثلاثاء.
وأضاف ميلر في إفادة صحفية أن الولايات المتحدة مهتمة بـ"رؤية حصول تغيير على الحياة اليومية للفلسطينيين من خلال هذه الرسالة" التي بعثتها لإسرائيل.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طالبت إسرائيل بضرورة تعزيز المساعدات الإنسانية التى تسمح بها إلى غزة فى غضون 30 يوما، و"إلا قد تخاطر بفقدان القدرة على الحصول على تمويل الأسلحة الأميركية".
من جانبه، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي في وقت سابق عن مسؤولين إسرائيليين، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن، خلال مكالمة هاتفية، بأنه "لا يتم تنفيذ خطة اقترحها جنرالات سابقون لفرض حصار على شمالي غزة".
وأوضح المسؤولون أن غالانت أخبر أوستن خلال مكالمتهما، الأحد، أن إسرائيل "لا تنفذ خطة الجنرالات، ولا تفرض حصارًا على شمالي غزة".
وأشاروا إلى أن غالانت كرر هذه الرسالة في مكالمة مع السفير الأميركي لدى إسرائيل، جاك لو، الإثنين.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر إسرائيلية في وقت سابق، أن كبار مسؤولي الجيش يدرسون خطة لتحويل شمالي قطاع غزة إلى منطقة عسكرية، وإخلاء 200 ألف فلسطيني من سكان الشمال إلى جنوبي القطاع، لإبقاء المنطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة.
وتتضمن الخطوة الأولى من الخطة، دعوة السكان المدنيين للإخلاء نحو جنوب وادي غزة، الذي أصبح خطا فاصلا في غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع المحاصر، في أكتوبر الماضي.
وبموجب الخطوة، سيعتبر من سيبقى من السكان "مقاتلا"، مما يعني أن اللوائح العسكرية ستسمح للقوات بقتلهم، وسيُحرمون من الطعام والماء والدواء والوقود، وفقا لنسخة من الخطة قدمها لوكالة أسوشيتد برس معدها الرئيسي، الجنرال ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، جيورا إيلاند.
وتقترح الخطة أن تواصل إسرائيل السيطرة على الشمال لفترة غير محددة، في محاولة لإنشاء إدارة جديدة بدون حماس، مقسّمة قطاع غزة إلى قسمين.
من جانبها، أشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إلى أنه بينما يبقى من غير الواضح ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد تبنى هذه الخطة جزئيا أو كليا، فيما تشير الأدلة الظرفية لما يجري إلى أنها على الأقل "تؤثر بقوة" على التكتيكات المستخدمة ضد السكان.
واكتفت وحدة المتحدثين التابعة للجيش الإسرائيلي بالقول لموقع "الحرة": "لن نتطرق إلى الخطط العملياتية، جيش الدفاع الإسرائيلي يتصرف وفقا لقرارات المستوى السياسي".
وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة، في مقابلة مع قناة "الحرة"، أنه بعد مرور أكثر من عام على الحرب، تزداد الأوضاع صعوبة في شمال القطاع، وتحديدًا في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.
وأشار إلى أن هناك "حصارًا إسرائيليًا مطبقًا على منطقة جباليا، وحدوث إجلاء وتهجير قسري للسكان باتجاه جنوبي القطاع".
وشدد الأكاديمي الفلسطيني على أن الأوضاع باتت في غاية الخطورة، مردفًا: "نتحدث عن انتشار عشرات الجثث في شوارع مخيم جباليا، مع عدم توفر المساعدات الإنسانية والغذائية والمعدات الطبية والأدوية الضرورية للتعامل مع الإصابات وعلاج الجرحى".
واعتبر أن "عمليات الإجلاء القسري تتنافى مع القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة. لذلك، صدرت مؤخرًا مناشدات من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبعض مسؤولي الإدارة الأميركية، بضرورة السماح بدخول المساعدات وعدم تهجير السكان من مناطقهم ومنازلهم".
وأكد أبو سعدة أن اعتزام إسرائيل السماح لثلاثين شاحنة محملة بالمساعدات الإغاثية إلى المناطق المحاصرة في شمال القطاع "أمر غير كافٍ، لأنها لن تستجيب لحاجة مئات آلاف السكان هناك الذين يعانون من نقص كبير في تلك المواد".
أوضاع صعبة في "بلاد الأرز"وفي لبنان، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن إسرائيل التي بدأت توغلها في جنوب لبنان قبل أسبوعين، أصدرت أوامر إخلاء عسكرية تؤثر على أكثر من 25 بالمئة من اللبنانيين.
وذكرت مديرة مكتب الشرق الأوسط في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ريما جاموس إمسيس، للصحفيين في جنيف، إن "أكثر من 25 في المائة (من لبنان) يخضع لأمر إخلاء عسكري إسرائيلي مباشر".
وأضافت: "يستجيب الناس لهذه الدعوات للإخلاء وهم يفرون بلا شيء تقريبًا".
وقالت إن 80 في المائة من الملاجئ التي فتحتها الحكومة اللبنانية - معظمها في المدارس - ممتلئة الآن.
من جهة أخرى، قال برنامج الأغذية العالمي ومنظمة "يونيسف"، إن هناك حاجة إلى استجابة إنسانية عاجلة وسط تصاعد النزاع في لبنان.
وفي حديثه إلى "الحرة"، أوضح الأمين العام للهئية العليا للإغاثة، محمد خير، أن "أوامر الإخلاء الإسرائيلية تؤثر بشكل كبير على الأوضاع الإنسانية والمعيشية الصعبة في البلاد، إضافة إلى تأثيرها على الأوضاع الاقتصادية، لكن الدولة اللبنانية تبذل جهودًا كبيرة بالتعاون مع المنظمات الإغاثية للتخفيف عن النازحين".
وأشار إلى أن الحكومة "ستسعى إلى إقامة تجمعات سكنية في الأراضي الشاسعة التابعة للدولة"، معربًا عن أمله في أن تنجح تلك الجهود في أقرب وقت حتى لا يبقى أي نازح دون مأوى، على حد قوله.
وأكد خير أن صدور أوامر الإخلاء بشكل متكرر يؤثر على الاستجابة الفورية لمساعدة النازحين، مضيفًا: "لكن المساعدات العربية والأجنبية تساهم في التخفيف من الأعباء" الناجمة عن موجات النزوح المتكررة.
وناشد خير "الجاليات اللبنانية في دول الاغتراب لمساعدة أخوتهم في الوطن" واصفا إياهم "بالثروة البترولية" للبلاد، كما أشاد بالمساعدات القادمة من بعض دول الخليج.
وحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، فإن الجيش الإسرائيلي يؤكد أنه يحاول تجنب إيذاء المدنيين وأن معركته مع حزب الله.
وقال مسؤول استخباراتي إسرائيلي للصحيفة، إن حزب الله "يستخدم المناطق الريفية والحضرية"، مضيفا:"نريد أن يتمتع الجيش الإسرائيلي بأكبر قدر ممكن من الحرية العملياتية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قطاع غزة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
قائد اليونيفيل يؤكد انتهاك “إسرائيل” وقف النار في لبنان بشكل صارخ
الثورة نت/ ..
أكد قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، الجنرال ديوداتو أباغنارا، أن الهجمات التي تشنها “إسرائيل” على لبنان تشكل “انتهاكا دائما وفاضحا” لقرار مجلس الأمن 1701، وأن الهجمات الجوية اليومية تمثل خرقا ثابتا للاتفاق.
وقال أباغنارا في مقابلة مع “القناة 12” العبرية، إن “الهجمات الجوية اليومية التي تشنها “إسرائيل” في الساحة اللبنانية تمثل خرقا ثابتا لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين “تل أبيب” وحزب الله تحت مظلة القرار 1701″، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول.
وفي 11 أغسطس 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي دعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية، بعد حرب استمرت 33 يوما آنذاك بين حزب الله وجيش العدو الإسرائيلي.
وانتقد أباغنارا تمركز مواقع عسكرية “إسرائيلية” ثابتة بمحاذاة الخط الأزرق (الحدودي المحدد لخطوط انسحاب “إسرائيل” من لبنان عام 2000)، معتبراً ذلك “انتهاكا دائما وفاضحا” لقرار الأمم المتحدة.
وأكد أن قوات الأمم المتحدة ملزمة “بتوثيق هذه الانتهاكات ورفع التقارير بشأنها”، محذرا من أن الوضع في جنوب لبنان “هش للغاية” وأن أي “خطأ صغير يمكن أن يقود إلى تصعيد كبير”.
وكان يُفترص أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار عدوانا شنته “إسرائيل” على لبنان في أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف شهيد وما يزيد على 17 ألف جريح.
ومنذ سريان الاتفاق ارتكب العدو الإسرائيلي آلاف الخروقات ما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات اللبنانيين، إلى جانب دمار مادي.
ولا يزال العدو الإسرائيلي يتحدى الاتفاق بمواصلة احتلاله 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطر عليها في العدوان الأخير على لبنان، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى يحتلها منذ عقود.
وفي تفصيله عن مهام قواته، أفاد أباغنارا بأنها مسؤولة عن مراقبة كل خرق على طول الخط الأزرق، وفي منطقة العمليات جنوب لبنان، إضافة إلى دعم الجيش اللبناني في فرض سيطرته على كامل المنطقة.
وقال: “مهمتنا خلق أفضل الظروف للاستقرار وتجنّب أي تصعيد، من خلال الرقابة والتبليغ ودعم القوات المسلحة اللبنانية”.