الحوثيون يستقدمون تعزيزات ويستحدثون أنفاقاً عسكرية.. هل تستعد الحديدة لمعركة مصيرية؟
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
تشهد محافظة الحديدة ومناطق الساحل الغربي توترا متصاعدا، حيث كثفت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران من استعداداتها العسكرية، وسط استنفار غير مسبوق وتخندق واسع النطاق.
ففي هجوم عنيف شنته المليشيا يوم الخميس الماضي على منطقة الحيمة بمديرية التحيتا، سقطت طفلة ضحية لهذا العدوان، وأصيب عدد من المدنيين، ما يشير إلى عزم المليشيا تأجيج صراع جديد يهدد حياة المدنيين ويعمّق معاناتهم.
وفي تصعيد ميداني متزامن، شنت المليشيا هجمات مكثفة على مواقع القوات الحكومية والقوات المشتركة في جبهات البرح والكدحة بمحافظة تعز، مما أثار استنكار المجتمع المحلي وعزز الشكوك حول نوايا الحوثيين في توسيع رقعة النزاع في الحديدة تحت شعار "الدفاع عن غزة".
ويرى احد المراقبين في تصريح لوكالة خبر، أن تصريحات زعيم المليشيا، الارهابي عبدالملك الحوثي، بشأن الاستعداد لمواجهة ما أسماه "التصعيد الأمريكي" تلمّح إلى تحضير حوثي لمعركة جديدة في الساحل الغربي، مستغلة بذلك مشاعر الشعب اليمني الدينية واحتياجاتهم الاقتصادية في ظل تدهور أوضاعهم المعيشية.
وخلال الأسبوعين الماضيين، قامت المليشيا بسحب المئات من العناصر من نقاط تفتيشها في صنعاء وإب وذمار، ودفعت بهم لتعزيز جبهاتها في الحديدة، مستخدمةً تكتيك المسيرات الراجلة في خطوة تعكس تحضيرها المكثف.
وعلى وقع هذه التحركات، أصدرت قيادة الحوثي أمراً للتجار بسرعة إخلاء حاوياتهم من ميناء الحديدة، متوعدة المخالفين بإجراءات وعقوبات قاسية.
في حين تقول مصادر خاصة، أن هذه التوجيهات تأتي وسط مؤشرات بتحويل الميناء إلى غرفة عمليات عسكرية للحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب الله اللبناني.
ولم تتوقف المليشيا عند هذا الحد، إذ عمدت إلى تهجير مئات الأسر من منطقة منظر بمديرية الحوك - الحديدة، ضمن تحركاتها بتحويل المنطقة إلى مخابئ وتحصينات عسكرية.
هذا التكتيك يأتي بالتوازي مع نقلها لمعدات عسكرية ثقيلة، بينها مدرعات ومجنزرات، إلى مواقع متقدمة على جبهات الساحل الغربي، استعداداً لهجوم موسّع على ما يبدو.
ومن ضمن استعداداتها العسكرية، عملت على حفر أنفاق وخنادق جديدة في أنحاء متفرقة من الحديدة، حتى انها أصبحت مسارات سرية تساعد عناصرها في التنقل بسرية وإخفاء الأسلحة الثقيلة والصواريخ.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن الحوثيين استحدثوا أنفاقاً ممتدة عبر خطوط التماس في جبهات حيس والخوخة وجبل راس، وهو ما يُعَدّ انتهاكاً متصاعداً للهدنة الأممية تحت أنظار المبعوثين الأممي والأمريكي لليمن، وبعثة "أونمها" الذين يكتفون كالعادة بالمشاهدة والصمت.
وبحسب التقارير، تم رصد حفر أنفاق مائية من داخل المدينة وصولاً إلى السواحل، ما يسمح للمليشيا بنقل المعدات العسكرية والقوارب الصغيرة بشكل غير مرئي.
وتزامن ذلك مع مناورة عسكرية وصفتها المليشيا بأنها "شكلية"، استخدمت فيها الكثبان الرملية الممتدة من شمال قرية منظر حتى مطار الحديدة فيما سموه محاكاة احباط هجوم من الجهة الجنوبية لمدينة الحديدة ومدينة الصالح في شمال شرق المدينة.
كما استخدم الحوثي طوربيدات بحرية، أعلن عنها الحرس الإيراني في عام 2022م واستخدم مركبات تحمل شعارات الأمم المتحدة لمحاكاة عمليات الإنزال البحري، مما أثار موجة انتقادات واسعة حول استخدامهم لرموز الأمم المتحدة في تجاربهم العسكرية.
تسعى مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، إلى استخدام الأنفاق بشكل استراتيجي ضمن خططها لمباغتة القوات المشتركة، مستفيدةً من أنفاقها للالتفاف والتسلل في محاولات متكررة للسيطرة على مناطق استراتيجية على الساحل الغربي.
وفي السياق ذاته، دفعت المليشيا بعربات عسكرية وناقلات جند، حاملةً معها تعزيزات بشرية كبيرة إلى جبهات الحديدة، لتزيد بذلك من سخونة المشهد وتؤكد نيتها في التصعيد العسكري، في ظل حالة سخط مجتمعي واسع تجاه هذا التحرك، واكتفت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بالدفاع والتصدي للهجمات الحوثية الإيرانية منذ سنوات.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الساحل الغربی
إقرأ أيضاً:
والي شمال دارفور يفند شائعات المليشيا حول محاولة اغتياله
فند والي ولاية شمال دارفور المكلف، الحافظ بخيت محمد، بشدة صحة الشائعات التي ترددت في وسائط التواصل الاجتماعي حول تعرضه لمحاولة اغتيال أثناء خروجه من مدينة الفاشر.وأكد أن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة، وإنما هي محاولة من مليشيا آسرة دقلو الإرهابية للتضليل وتغطية فشلها في إسقاط الفاشر.وقال بخيت في تصريحات صحافية ، إن المليشيا لجأت إلى الإعلام المضلل بعد فشلها في الدخول إلى الفاشر بقوة السلاح، فضلاً عن استخدامها سلاح التجويع من خلال حصارها المضروب عليها ومنع وصول المساعدات الإنسانية والسلع الغذائية.وقلل بخيت من تأثير تلك الشائعات على مواطني مدينة الفاشر المتواجدين والذين ظلوا يراقبون الأوضاع عن كثب. وأعتبر الشائعات دعاية رخيصة تستهدف من خلالها تجنيد الشباب.وسخر بخيت من الرسائل التي وجهها الدكتور الهادي إدريس، الذراع السياسي للمليشيا، لمواطني المدينة للخروج إلى منطقة “كورما” التابعة لريفي الفاشر، باعتبارها تقع تحت سيطرتهم.وانتقد الهادي إدريس الذي أقر بأن منطقة كورما غير آمنة، في حين أشار إلى وجود قوات بمنطقة “قرني” تقوم بتأمين وصول المواطنين إلى المنطقة.وأضاف بخيت أن مصير الشباب السبعين الذين اقتادتهم المليشيا من منطقة “قرني” غربي مدينة الفاشر ما زال مجهولاً، معرباً عن استغرابه من حديث الهادي إدريس.ودعا المواطنين إلى عدم الالتفات إلى الشائعات المغرضة من بعض السياسيين أعوان المليشيا. وأكد أن مدينة الفاشر صامدة وستظل كذلك بإذن الله رغم الحرب الدائرة.وبشر المواطنين بفك حصار الفاشر في وقت قريب، قائلاً “نبشر المواطنين بسماع أخبار سارة خلال اليومين القادمين”، وأضاف أن كل المؤشرات على الأرض تشير إلى ذلك.وكشف بخيت عن ترتيبات تقوم بها الحكومة الاتحادية من أجل فك حصار الفاشر.واقر بخيت بأن مدينة الفاشر قد شهدت الفترة الماضية نزوح عدد من المواطنين بسبب الظروف المعيشية.وطمأن المواطنين بان مدينة الفاشر آمنة ومستقرة ،وبها اعداد مقدرة من المواطنين ، كما أنها تشهد انفراجاً خاصة بعد دخول فصل الخريف .واشار إلى ظهور الحبوب الغذائية بسوق الفاشر هذه الأيام مقارنة بالفترة الماضية، رغم ارتفاع أسعارها. ولفت إلى أن المواطنين بالمدينة قد قاموا بزراعة المساحات الموجودة الكبيرة ومنازلهم للاستفادة من المنتوجات الزراعية.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب