حكيم زياش ونداء القلب دائما: من اختيار المغرب إلى أنين فلسطين
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
لطالما وُضعت مواقف اللاعبين العرب في أوروبا تحت المجهر لا سيما حين يتعلق الأمر بقضايا الأمة الرئيسية وأولها طبعا قضية فلسطين. ورغم أن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر كشف الوجه الحقيقي للبعض وأماط اللثام عن معدنهم الأصلي، حيث فشلوا في الاختبار وانهارت أمام محبيهم تلك الصورة الخيالية عنهم، إلا أن قربنا من شخصيات أخرى يمكن أخذ تصورات خاطئة عنها بالاعتماد على الشكل والمظهر الخارجي فقط.
ولعل المثال الأهم يتجلى في النجم المغربي حكيم زياش الذي رفع السقف لدرجة غير مسبوقة حين هاجم الكيان الصهيوني بشكل واضح وصريح، وبعيدا عن الكلام المعلب الذي تعودنا مطالعته بين الفينة والأخرى من الأسماء العربية المشهورة المصرة على الإمساك بالعصا من المنتصف؛ كي لا تتضرر مصالحها الشخصية وأيضا كي لا تخسر جمهورها العريض الذي فرض القطيعة مع لغة الخشب بعد أن ضاق ذرعا بالمجازر التي تُرتكب نهارا جهارا في حق أشقائه بفلسطين.
المثال الأهم يتجلى في النجم المغربي حكيم زياش الذي رفع السقف لدرجة غير مسبوقة حين هاجم الكيان الصهيوني بشكل واضح وصريح، وبعيدا عن الكلام المعلب الذي تعودنا مطالعته بين الفينة والأخرى من الأسماء العربية المشهورة المصرة على الإمساك بالعصا من المنتصف
قبل أن نتعمق في مواقف حكيم زياش لا بد أن ننصف شهامة اللاعب الهولندي من أصول مغربية أنور الغازي وما تكبده من ظلم وإجحاف من لدن فريقه السابق "ماينز" الألماني، والذي نجح في كسب الرهان معه قضائيا وتبرع بكل التعويضات التي حصل عليها للأطفال في غزة الصامدة الأبية، دون إغفال الهجوم اللاذع الذي تعرض له المغربي نصير مزراوي حين كان لاعبا في بايرن ميونيخ قبل أن يغادر هذا الصيف نحو العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد؛ ولنصير أمام مواقف مميزة تجاه القضية الفلسطينية منذ أن كان لاعبا يافعا في أياكس الهولندي المعروف بصلته الوطيدة مع الكيان الغاصب، ولطالما عاينّا العلم الإسرائيلي بين المدرجات سواء في مباريات الدوري المحلي أو مشاركاته الأوروبية؛ دون إغفال الحقائق التاريخية التي تصب في هذا الاتجاه على غرار أنه قبل الحرب العالمية الثانية كان يعيش أكثر من 80 ألف يهودي في أمستردام والأغلبية تشجع أياكس، بالإضافة إلى أنه ولغاية سنة 1990 ظل هذا الفريق يستقبل مبارياته على أرضية ملعب "ديمير" الموجود في شرق المدينة التي تعتبر المعقل الرئيسي لليهود، هناك وترأس "أياكس" العديد من منهم بل وحمل قميصه كذلك لاعبون يهود كثر.
أيضا لا يمكن تجاهل مواقف التونسي عيسى العيدوني حين كان لاعبا في فريق يونيون برلين والثلاثي العربي في إنترخت فرانكفورت؛ المصري عمر مرموش والجزائري فارس شعيبي والتونسي الياس السخيري، هناك نموذج آخر مُغيب في اللاعب العربي ويتعلق الأمر بالتونسي الأصل أنيس بن حتيرة الذي تعرض لمضايقات واتهامات بمجرد تبرعه لأهالي غزة بالمياه ومشاريع تحليتها لتنقلب حياته رأسا على عقب منذ تلك اللحظة؛ بالإضافة إلى مواقف الجزائري يوسف عطال حين كان في نيس الفرنسي ووصلت حد إيداعه السجن ومحاكمته.
كل هذه الأسماء وغيرها كُتبت بمداد الفخر ووقفت بجانب أشقائها دون اكتراث للعواقب، لا سيما أنها تلعب في ظل دول تتباهى بدعم ورعاية الكيان الغاصب، لكن وبالموازاة مع ما سبق ذكره يصنف موقف زياش في خانة مختلفة وجديرة بالتوقف عندها مليا، حيث أنه وفي لحظة شعور بالعجز والغضب لم يستثن أحدا من المسؤولية ووضع حكومة بلده أيضا في موقف المساءلة، كما كل من يقف متفرجا في هذا العالم وهو يشاهد الفظاعات ترتكب دون حسيب ولا رقيب.
خطوة لاعب غلطة سراي تنطوي على شجاعة قل نظيرها وتعكس الحس الإنساني العالي لهذا اللاعب الذي يتهمه الكثيرون بالغرور؛ وكل المقربين منه يدحضون هذه التهمة مرددين نفس الإجابة تقريبا بأن الحكم على المظهر الخارجي ظالم والجوهر هو الفيصل فكافكم إجحافا.
ما لا يعرفه الكثيرون أن حكيم عاش طفولة معقدة للغاية بعد فقدان والده في سن مبكرة وكان على وشك الانحراف لولا شخصية مغربية معروفة بهولندا واسمها "عزيز ذو الفقار"؛ أصرت على أن الفتى موهوب ومسكون بحب الساحرة المستديرة وأنه جدير بالرعاية والاهتمام وسيكون له شأن كبير في المستقبل، ليكسب الرهان وتصبح اليسرى الساحرة لزياش حديث بلاد الطواحين وتصل المغرب أيضا، ويتهافت البلدان على كسب ود الجوهرة الصاعدة التي أنصتت لصوت القلب واختارت أُسود الأطلس رغم كل مغريات الهولنديين؛ حكيم زياش الذي يسمي الأشياء بمسمياتها ويضع النقاط على الحروف، ولا يجيد التمثيل واختيار الكلمات المنمقة وهذا ما يضعه دائما فوهة براكين الإعلام المحلي والعالمي.
من هذا المنطلق أنصت لصوت القلب مجددا وصدح بأعلى صوت غير مكترث بالباقي بأن فلسطين بحاجة إلى كل أحرار العالم بجانبها؛ وهذا ما أجج غضب البعض ضده لتبدأ سلسلة من الحملات الممنهجة ضده، في ظل تعالي الأصوات "الجديدة" التي تحمل شعار "الصهاينة العرب" للنيل منه عبر اختلاق الأكاذيب؛ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر انتشار شائعة تخلي ناديه التركي عنه وحذف اسمه من لوائح كل المسابقات سواء الدوري التركي واليوربا ليغ، مع العلم أنه كان يعاني فقط من إصابة منعته من المشاركة، وأيضا خبر حذفه لكل صوره بقميص المنتخب المغربي من حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الشائعات المتلاحقة حوله؛ وهنا نتساءل: من يستهدف حكيم زياش ويصر على الإساءة له والنيل منه؟
ختاما، لا بد من التذكير وتوجيه النصيحة لعشاق الشائعات والحملات بأن نجم تشيلسي السابق لا يجيد ولا يتحدث اللغة العربية من الأساس..
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات أوروبا فلسطين فلسطين أوروبا كرة القدم الرياضة مدونات مدونات مدونات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تفاعلي مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکیم زیاش
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب الأساس الأكثر مصداقية وقابلية لحل نزاع الصحراء (بيان)
اعتبرت المملكة المتحدة « مقترح الحكم الذاتي، المقدم (من قبل المغرب) في 2007، بمثابة الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية من أجل تسوية دائمة للنزاع » الإقليمي حول الصحراء المغربية، معلنة أنها « ستواصل العمل على الصعيد الثنائي، لاسيما في المجال الاقتصادي، وكذلك على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفقا لهذا الموقف، من أجل دعم تسوية النزاع ».
تم التعبير عن هذا الموقف في بيان مشترك وقعه، اليوم الأحد بالرباط، وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية، ديفيد لامي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على خلفية ترأسهما الجلسة الخامسة للحوار الاستراتيجي.
وجاء في البيان المشترك أن « المملكة المتحدة تتابع عن كثب الزخم الإيجابي الحالي تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ». وأضاف أن لندن « تدرك أهمية قضية الصحراء » بالنسبة للمغرب، مبرزا أن تسوية هذا النزاع الإقليمي « من شأنها أن توطد استقرار شمال إفريقيا وتعزز الدينامية الثنائية والاندماج الإقليمي ».
كما أكدت المملكة المتحدة، في البيان المشترك الموقع اليوم بمقر وزارة الشؤون الخارجية، أن « الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات قد تنظر في دعم مشاريع في الصحراء »، خاصة في إطار « التزام الهيئة بتعبئة 5 مليارات جنيه إسترليني لدعم مشاريع اقتصادية جديدة في جميع أنحاء البلاد ».
وسجل البيان أن « المملكة المتحدة تعتبر المغرب بمثابة بوابة رئيسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لإفريقيا وتجدد التأكيد على التزامها بتعميق تعاونها مع المغرب باعتباره شريكا للنمو في شتى أرجاء القارة ».
وعلاوة على ذلك، شدد البيان، الذي وقعه الوزيران المغربي والبريطاني، على أن « كلا البلدين يدعمان ويعتبران الدور المحوري للعملية التي تقودها الأمم المتحدة أمرا حيويا »، وجددا التأكيد على « دعمهما الكامل للجهود المبذولة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، السيد ستافان دي ميستورا ». وبشكل خاص، تصرح المملكة المتحدة بأنها « مستعدة وراغبة وعازمة على تقديم دعمها الفعال وانخراطها للمبعوث الشخصي وللأطراف ».
وفي الختام، سجل البيان المشترك أنه « باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تتقاسم المملكة المتحدة وجهة نظر المغرب بشأن الحاجة الملحة لإيجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده، بما يخدم مصلحة الأطراف »، مضيفا أنه « آن الأوان لإيجاد حل والمضي قدما في هذا الملف، بما من شأنه تعزيز الاستقرار في شمال إفريقيا وإعادة إطلاق الدينامية الثنائية والاندماج الإقليمي ».
ويعزز هذا الموقف الجديد للمملكة المتحدة، العضو الدائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الدينامية الدولية المتنامية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ويؤكد مصداقية هذه المبادرة والتوافق الذي تحظى به بهدف التوصل إلى حل نهائي للنزاع الإقليمي حول مغربية الصحراء.