لبنان ٢٤:
2025-05-10@12:07:36 GMT

مستقبل النازحين: القضيّة الغائبة عن مفاوضات الهدنة

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

كل الأوراق المتداولة حول احتمالات وقف النار تحصر نقاشاتها في الأمور العسكرية والتفاصيل الميدانية، وما بعد وقف النار أو وقف الأعمال العدائية. ورغم أن موجة التفاؤل مبالغ فيها بقرب التوصل الى أيٍّ من هذه المسوّدات، وسط مؤشرات إسرائيلية مقلقة حول مواعيد تحتسب بالأشهر لوقف النار، يبقى أن هناك يوماً تالياً لا يتعلق فقط بالساحة العسكرية، وإنما بقضية محورية تتعلق بوضع النازحين في اليوم التالي للهدنة.



وكتبت هيام قصيفي في" الاخبار": عام 2006، لم يكن لبنان يرزح تحت أزمة اقتصادية وانهيار مالي، ورغم الاختلافات السياسية الداخلية، بقيت المؤسسات الرسمية عاملة، ولو بالحدّ الأدنى المقبول بعد مرحلة القصف العشوائي والتدمير الذي لحق بالبنى التحتية، على ضخّ الحياة مجدداً في الحياة اليومية. كما عملت قطر والسعودية وإيران على المساعدة في إعادة الإعمار وفي ترميم وبناء ما تضرّر وتهدّم ووضع البنى التحتية على السكة مجدداً. وفي العام نفسه، احتمل لبنان اعتصامات وسط بيروت في تشرين الاول لنحو عامين، وكل ما أحاط بأزمة المحكمة الدولية. موجة النزوح عام 2024 تأتي فيما لبنان منهار مالياً، ومؤسساته وصناديقه المالية التي كانت تعنى عادة بمشكلات التهجير الداخلي لدى كل الفئات مفلسة كما العائلات نفسها. ولم تظهر أيّ دولة الاستعداد للمساعدة المالية، ويضاف الى كل ذلك الانهيار التام في معظم المؤسسات الصحية والاجتماعيىة والبيئية، عدا عن تبعات النزوح السوري الذي تفاقم في السنتين الأخيرتين. ويضاف الى كل ذلك الخلاف السياسي العميق حول الحرب وتبعاتها.

حتى الآن، يتم التعامل مع التهدئة على أنها عسكرية محض. لكن ما إن تحصل الهدنة، حتى تعود الى السطح وبقوة الخلافات السياسية، لأنّ أيّ هدنة لن تكون مقرونة بوضع خطة إنقاذية، وستعود حكماً النقاشات والمحاصصات في كل ما يطرح من حلول سواء في ملف الرئاسة أو الحكومة، وستنكشف تباعاً مشكلات النزوح الداخلي مع كل ما سيخلفه ذلك على العائلات النازحة التي من غير الممكن أن تعود الى قراها وبلداتها في وقت قريب، في ظل التدمير الممنهج واقتراب الشتاء وانتشار الأوبئة في ظلّ ترهّل القطاع الصحي والاجتماعي، وشحّ المساعدات الخارجية واحتمال ارتباطها بمشاريع أخرى مزمنة.
حتى الآن، لا يزال الوضع مضبوطاً الى اليوم الذي يمكن أن تعلن فيه الهدنة أو وقف النار. آنذاك سيستفيق اللبنانيون على وقائع ميدانية وعلى غياب تام لمعالجات داخلية اعتاد اللبنانيون أن يقاربوها في محطات ساخنة مماثلة، من دون أن نتغاضى كذلك عن فكرة أن الحرب قد تطول، ومعها ستتضاعف كمية المشكلات المتأتّية عن النزوح، يضاف إليها تفاعل الخلاف الداخلي، في ظلّ غياب تامّ للسلطة بمعناها الفعلي، كما لأيّ مشروع حل دولي – إقليمي شامل، يعيد لبنان الى سكة الحل بما يتخطّى وقفاً ظرفياً للنار.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف النار

إقرأ أيضاً:

هل ستعود الخرطوم “المدينة المستهلكة الأولى” كما كانت، أم استفاد سكانها من تجربة النزوح

أسئلة في التخطيط لما بعد الحرب
▪️هل ستعود الخرطوم “المدينة المستهلكة الأولى” كما كانت، أم استفاد سكانها من تجربة النزوح وأصبحوا منتجين وستتحول إلى “الخرطوم المنتجة”؟

▪️هل ستتوقف هجرة الريف إلى المدن، أم تولدت فرص عمل جديدة وأصبح توطين الريف واقعًا جديدًا، لتكون الخرطوم مدينة لسكن الموظفين والعمال؟

▪️هل استفاد رجال الأعمال من تجربة النزوح ويفكرون في نقل المصانع إلى مناطق الانتاج أم سيمضون فيما قبل الحرب ويفتتحون مصانع في العاصمة؟

▪️خير ما فعلت الانقاذ في افتتاح جامعات ولائية ولكن كان التركيز في جامعات العاصمة من حيث جودة البيئة التعليمية فهل سيظل الحال كما هو أم ستتغير نظرة التعليم خاصة بعد تجريب (التعليم عن بُعد)

ونجاحه في فترة الحرب، فلماذا لا تخرج وزارة التعليم العالي في البحث عن طُرُق جديدة في نقل التعليم بذات الكيفية مع #ربط_مشروع_التعليم_عن_بُعد بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتقوية شبكة الانترنت بربط الرقم الجامعي للطالب بتقليل قيمة الاشتراك.

جنداوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ميرتس يتوقع "مفاوضات جادة" حول أوكرانيا بعد عطلة نهاية الأسبوع
  • الهدنة اللبنانية... لئلّا تصيبها اللعنة!
  • موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بانتهاك الهدنة
  • هل ستعود الخرطوم “المدينة المستهلكة الأولى” كما كانت، أم استفاد سكانها من تجربة النزوح
  • اتهامات روسية أوكرانية متبادلة بانتهاك الهدنة
  • رغم الهدنة.. كييف تتهم روسيا بشن هجمات على طول خط الجبهة
  • جابر: إسرائيل تواصل خرق الهدنة وتهدد الاستقرار في لبنان
  • سريان الهدنة الروسية وكييف تتهم موسكو بخرقها
  • لماذا ترفض أوكرانيا الهدنة الروسية قصيرة الأمد؟
  • خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار يؤثر سلبا على مستقبل القطاع الخاص في لبنان