لبنان ٢٤:
2025-12-04@02:35:24 GMT

مستقبل النازحين: القضيّة الغائبة عن مفاوضات الهدنة

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

كل الأوراق المتداولة حول احتمالات وقف النار تحصر نقاشاتها في الأمور العسكرية والتفاصيل الميدانية، وما بعد وقف النار أو وقف الأعمال العدائية. ورغم أن موجة التفاؤل مبالغ فيها بقرب التوصل الى أيٍّ من هذه المسوّدات، وسط مؤشرات إسرائيلية مقلقة حول مواعيد تحتسب بالأشهر لوقف النار، يبقى أن هناك يوماً تالياً لا يتعلق فقط بالساحة العسكرية، وإنما بقضية محورية تتعلق بوضع النازحين في اليوم التالي للهدنة.



وكتبت هيام قصيفي في" الاخبار": عام 2006، لم يكن لبنان يرزح تحت أزمة اقتصادية وانهيار مالي، ورغم الاختلافات السياسية الداخلية، بقيت المؤسسات الرسمية عاملة، ولو بالحدّ الأدنى المقبول بعد مرحلة القصف العشوائي والتدمير الذي لحق بالبنى التحتية، على ضخّ الحياة مجدداً في الحياة اليومية. كما عملت قطر والسعودية وإيران على المساعدة في إعادة الإعمار وفي ترميم وبناء ما تضرّر وتهدّم ووضع البنى التحتية على السكة مجدداً. وفي العام نفسه، احتمل لبنان اعتصامات وسط بيروت في تشرين الاول لنحو عامين، وكل ما أحاط بأزمة المحكمة الدولية. موجة النزوح عام 2024 تأتي فيما لبنان منهار مالياً، ومؤسساته وصناديقه المالية التي كانت تعنى عادة بمشكلات التهجير الداخلي لدى كل الفئات مفلسة كما العائلات نفسها. ولم تظهر أيّ دولة الاستعداد للمساعدة المالية، ويضاف الى كل ذلك الانهيار التام في معظم المؤسسات الصحية والاجتماعيىة والبيئية، عدا عن تبعات النزوح السوري الذي تفاقم في السنتين الأخيرتين. ويضاف الى كل ذلك الخلاف السياسي العميق حول الحرب وتبعاتها.

حتى الآن، يتم التعامل مع التهدئة على أنها عسكرية محض. لكن ما إن تحصل الهدنة، حتى تعود الى السطح وبقوة الخلافات السياسية، لأنّ أيّ هدنة لن تكون مقرونة بوضع خطة إنقاذية، وستعود حكماً النقاشات والمحاصصات في كل ما يطرح من حلول سواء في ملف الرئاسة أو الحكومة، وستنكشف تباعاً مشكلات النزوح الداخلي مع كل ما سيخلفه ذلك على العائلات النازحة التي من غير الممكن أن تعود الى قراها وبلداتها في وقت قريب، في ظل التدمير الممنهج واقتراب الشتاء وانتشار الأوبئة في ظلّ ترهّل القطاع الصحي والاجتماعي، وشحّ المساعدات الخارجية واحتمال ارتباطها بمشاريع أخرى مزمنة.
حتى الآن، لا يزال الوضع مضبوطاً الى اليوم الذي يمكن أن تعلن فيه الهدنة أو وقف النار. آنذاك سيستفيق اللبنانيون على وقائع ميدانية وعلى غياب تام لمعالجات داخلية اعتاد اللبنانيون أن يقاربوها في محطات ساخنة مماثلة، من دون أن نتغاضى كذلك عن فكرة أن الحرب قد تطول، ومعها ستتضاعف كمية المشكلات المتأتّية عن النزوح، يضاف إليها تفاعل الخلاف الداخلي، في ظلّ غياب تامّ للسلطة بمعناها الفعلي، كما لأيّ مشروع حل دولي – إقليمي شامل، يعيد لبنان الى سكة الحل بما يتخطّى وقفاً ظرفياً للنار.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف النار

إقرأ أيضاً:

نواف سلام للجزيرة: مستعدون لمفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل

قال رئيس الحكومة اللبنانية للجزيرة نواف سلام في مقابلة مع قناة الجزيرة إن لبنان مستعد لما سماها مفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل، مشيرا إلى أن بيروت تلقت رسائل من إسرائيل تتعلق بتصعيد محتمل، لكنه غير مرتبط بمهلة زمنية محددة.

كما أكد أن "لبنان ليس بصدد مفاوضات سلام مع إسرائيل، وأن التطبيع مرتبط بعملية السلام".

وقرر الرئيس اللبناني جوزيف عون اليوم تعيين مدني هو السفير السابق المحامي سيمون كرم رئيسا لوفده في اللجنة الخماسية المكلفة بمراقبة تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل.

وحسب مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم الذي أجرى اللقاء مع سلام، فإن رئيس الحكومة اعتبر أن هذه الخطوة تعكس جدية لبنان في الشروع بمسار تفاوضي، لكنه قال " إننا إزاء مفاوضات فوق عسكرية"، أي أنها لا ترقى إلى مستوى مفاوضات سلام.

كما اعتبر سلام أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذهب بعيدا في توصيف خطوة ضم دبلوماسي لبناني إلى لجنة وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل.

وأعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو أمر بإرسال وفد إسرائيلي للقاء مسؤولين حكوميين لبنانيين.

وأكد الديوان في منشور عبر منصة إكس أن نتنياهو كلف القائم بأعمال مدير مجلس الأمن القومي بإرسال مبعوث نيابة عنه، وأوضح أن اللقاء بمسؤولين لبنانيين سيكون "محاولة أولى لترسيخ أسس العلاقات الاقتصادية بين الطرفين".

لكن رئيس الحكومة اللبنانية نفى في المقابلة التي تبث لاحقا على قناة الجزيرة أن يكون هناك أي لقاء بين وفد إسرائيلي ومسؤولين حكوميين لبنانيين، وقال إنه لا مجال لطرح موضوع العلاقات الاقتصادية، مؤكدا أن "لبنان ليس بوارد إجراء مفاوضات سلام والتطبيع مع إسرائيل".

وأضاف سلام أن خطوة ضم دبلوماسي لبناني سابق لجنة وقف الأعمال العدائية إنما تعكس رغبة لبنان في التوصل إلى نتائج تتعلق بموضوع الحدود والمناطق المحتلة والأسرى وبقية الملفات.

إعلان

كما أشار إلى أن هذه الخطوة جرى التشاور بشأنها مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، مشددا على أن اختيار الدبلوماسي السابق جاء في إطار وطني جامع.

يذكر أن لبنان وإسرائيل أبرما اتفاقا لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لكن إسرائيل خرقت الاتفاق مرارا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.

سلاح حزب الله

وبخصوص سلاح حزب الله، قال سلام إن "على حزب الله تسليم سلاحه، وهذا من أهم عناوين مشاركته في مشروع بناء الدولة"، معتبرا أن هذا السلاح لم يردع إسرائيل ولم يحم لبنان، وأن الدولة استعادت قرار الحرب والسلم.

وحذر سلام من أن "الدولة لن تسمح بمغامرات تقود إلى حرب جديدة"، داعيا إلى استخلاص العبر من تجربة نصرة قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • سجال لبناني إسرائيلي عقب اجتماع نادر لمتابعة الهدنة
  • حماس: قصف خيام النازحين في خان يونس "جريمة حرب"
  • إصابة 4 جنود من جيش الاحتلال باشتباك في رفح.. ونتنياهو يتهم حماس بانتهاك الهدنة
  • "حماس": استهداف خيام النازحين بخانيونس جريمة حرب واستهتار باتفاق وقف النار
  • نواف سلام للجزيرة: مستعدون لمفاوضات فوق عسكرية مع إسرائيل
  • إسرائيل ولبنان يستعدان لتوسيع نطاق محادثات الهدنة
  • حماس: العدو الاسرائيلي يواصل خرق اتفاق وقف النار في غزة ويستهدف النازحين خارج الخط الأصفر
  • حماس: الاحتلال يواصل خروقاته لاتفاق وقف النار واستهداف النازحين خارج الخط الأصفر
  • غداً.. الأمن العام يعلن تنظيم المرحلة الـ 12من عودة النازحين السوريين
  • انتهاكات الاحتلال في غزة تهدد المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة