أحمد شعبان (واشنطن، القاهرة)
تستعد الولايات المتحدة الأميركية لانطلاق أهم وربما أصعب انتخابات رئاسية في تاريخها، لكن تتجه أصابع الاتهام إلى وسائل التواصل الاجتماعي بالتدخل لتغيير اتجاه البوصلة، والتأثير على نتائج الانتخابات لصالح أي من المرشحين الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس.
ورغم وصف السباق الرئاسي في عام 2016 بـ«انتخابات فيسبوك»، إذ استخدمت الحملات والناخبون المنصة بكثافة آنذاك، باتت منصة «تيك توك» هي المفضلة في المعركة الدائرة بين هاريس وترامب لجذب الناخبين الأصغر سناً عبر «الإنترنت».


وأوضحت الخبيرة في الشؤون الأميركية، وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، الدكتورة نهى أبو بكر، أهمية تأثير منصات التواصل الاجتماعي على توجيه الرأي العام في الانتخابات الرئاسية، حيث إن الشعب الأميركي يستخدم هذه الوسائط بشكل مكثف، للتعبير عن آرائه والتأثير على الآخرين.
وقالت أبوبكر لـ«الاتحاد» إن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً أكثر أهمية في انتخابات العام الجاري مقارنة بالانتخابات الأميركية الماضية، مشيرةً إلى حرص كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على الاستعانة بصنّاع محتوى أو مؤثرين للترويج لحملاتهم الانتخابية.
وأشارت إلى أن الحملات الانتخابية، التي تستفيد من هذه الوسائط، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على توجهات الناخبين وخاصة بين الشباب، لأن التحولات الثقافية والاجتماعية لديهم غالباً ما تجعلهم يقودون هذه التحولات، ولذلك يمكن أن تُستخدم وجهات نظرهم كمؤشر على الاتجاهات المستقبلية في الرأي العام.
ورصد موقع «فوكس نيوز» 169 مليون شخص من المتابعين لترامب على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، منهم 91.9 مليون على منصة «إكس»، كما يمتلك 35 مليون متابع على «فيسبوك»، فيما يتابعه 26.8 مليون شخص على «إنستقرام»، و12.5 مليون متابع على «تيك توك»، ونحو 3.54 مليون شخص على «يوتيوب».
ويتابع هاريس 52.38 مليون شخص منهم 21.2 مليون على «إكس»، و5.5 مليون على «فيسبوك»، و18.7 مليون على «إنستقرام»، و6.3 مليون على «تيك توك»، و684 ألف شخص على «يوتيوب».
من جهتها، شددت أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، الدكتورة نورهان الشيخ، على أن وسائل التواصل الاجتماعي مؤثرة بشكل كبير على الانتخابات الأميركية، ولكن ليست بالقوة التي كانت تميزها من قبل في الانتخابات السابقة، حيث فقدت بعضاً من جاذبيتها وخاصة «فيسبوك».
 ولفتت أستاذ العلاقات الدولية، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى وجود وسائط أخرى شهدت إقبالاً كبيراً من الناخبين، مثل «تيك توك»، وهي وسيلة مؤثرة جداً، مشيرة إلى أن أكثر من 150 مليون أميركي يستخدمونه، وأن الكونغرس أقر مشروع قانون في أبريل الماضي يقضي بحظر التطبيق في الولايات المتحدة.
وأشارت إلى تدخل وسائل التواصل في الحراك والعمليات السياسة بشكل كبير في أميركا، مشيرة إلى ما حدث مع دونالد ترامب عندما كان رئيساً للولايات المتحدة، حيث أوقفت منصة تويتر (إكس حالياً) حسابه الرسمي بسبب التحريض على العنف، مما جعله يستحدث منصة «تروث سوشيال».
وشددت نورهان الشيخ على وجود مجموعة عوامل أفقدت منصات التواصل الزخم الذي كانت تتمتع به وخاصة نشر الأخبار المضللة، مشيرة إلى الاتهامات التي وجهها ترامب لشركة «ميتا» ورئيسها مارك زوكربيرغ بأنه قاد ضده حملة على «فيسبوك» في انتخابات 2020، وبالتالي تراجع دور وسائل التواصل سياسياً ونجحت اجتماعياً، لافتة إلى أن تطبيق «إنستقرام» أصبح له تأثير أكبر من «فيسبوك» و«إكس».
ووفقاً لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، فإن حملتي هاريس وترامب استغلتا منصة «تيك توك» لنشر الصور الساخرة واللغة الدارجة، في الوقت الذي عمدت فيه شركة «ميتا» إلى تحويل خوارزميتها بعيداً عن تقديم المحتوى السياسي على «فيسبوك»، فيما ساهم إيلون ماسك لتأييد ترامب في تنفير بعض مستخدمي منصة «إكس» المملوكة له.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه رغم أن حساب هاريس لديه 6 ملايين متابع فقط، مقارنةً بـ12 مليوناً لدى ترامب، فإن حساب المرشحة الديمقراطية حصل على 1.5 مليار مشاهدة، مقارنةً بمليار مشاهدة لمنافسها الجمهوري أثناء المناظرة بينهما.
واندلعت مواجهة على مواقع التواصل الاجتماعي، فور انتهاء المناظرة بين ترامب وهاريس، استخدم أطرافها مقاطع مصورة أصلية وأخرى محررة تتناول لحظات بارزة في المناظرة.

أخبار ذات صلة ترامب وهاريس يطاردان أصحاب «الصوت اللاتيني» قبيل يوم الاقتراع لماذا يراهن ترامب على بنسلفانيا وجورجيا للعودة إلى البيت الأبيض؟

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعي الانتخابات الرئاسية الأميركية وسائل التواصل الاجتماعی ملیون على ملیون شخص تیک توک

إقرأ أيضاً:

الوحدة الخفية.. كيف أصبح الشباب وحيدين رغم آلاف المتابعين؟

كشفت دراسة حديثة أن أكثر من ثلث الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا يعانون من مشاعر وحدة مرتفعة، رغم تفاعلهم اليومي مع وسائل التواصل الاجتماعي، ما يسلّط الضوء على التناقض بين الاتصال الرقمي والشعور بالعزلة.

الدراسة التي أعدّتها جامعة “سوينبورن” الأسترالية بالتعاون مع مؤسسة “فيك هيلث”، أوضحت أن الاعتماد على المنصات الرقمية لا ينجح في تعويض العلاقات الإنسانية الحقيقية، بل قد يؤدي إلى تعميق الشعور بالوحدة والانفصال الاجتماعي.

وأشارت الأخصائية النفسية السريرية، الدكتورة سيمران أغروال، إلى أن السبب يعود جزئيًا إلى ما وصفته بـ”الدوبامين الرقمي”، حيث تحفّز الهواتف الذكية نظام المكافأة في الدماغ عبر الإشعارات والإعجابات، ما يدفع المستخدمين إلى إدمان التفاعل السريع والسطحي، على حساب العلاقات التي تتطلب حضورًا وعمقًا عاطفيًا.

وحذّرت أغروال من أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل يسهم في تراجع القدرة على بناء الثقة والتواصل الحقيقي، ويؤدي إلى تجنب لحظات الصمت أو الحيرة، وهي عناصر ضرورية في تطور الروابط العاطفية.

كما نبهت إلى أن ثقافة المقارنة على وسائل التواصل، حيث يعرض المستخدمون نسخًا مثالية من حياتهم، تضر بتقدير الذات وتزيد من القلق والانعزال.

وأكدت أغروال أن الكثيرين “متصلون دائمًا، لكنهم لا يجدون من يصغي إليهم بصدق”، داعية إلى إعادة التوازن بين الحياة الرقمية والعلاقات الواقعية، والتواصل بعيدًا عن الشاشات، لصالح روابط أكثر صدقًا وعمقًا.

مقالات مشابهة

  • الوحدة الخفية.. كيف أصبح الشباب وحيدين رغم آلاف المتابعين؟
  • وسائلُ التواصل الاجتماعي وتأثيرُ إدمانها على الصحة النفسيّة وسُلوك الأفراد
  • تامر حسني يشعل مواقع التواصل الاجتماعي بـ فيديو طريفًا لطلب يد فتاة
  • هاريس تنتقد تعامل ترامب مع المتظاهرين في لوس أنجلس
  • كامالا هاريس تهاجم ترامب: نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس تصعيد خطير
  • كامالا هاريس تنتقد تعامل ترامب مع المتظاهرين في لوس أنجلوس
  • ميكانيكي طائرات يلجأ لمنصات التواصل الاجتماعي لجعل الطيران والحزن أقل رعبًا
  • شاهد بالصور.. زواج الفنانة إيلاف عبد العزيز بالقاهرة يتصدر “الترند” على مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان
  • ظهور الشيف منال العالم بدون حجاب يثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي
  • حكم تصوير الأضحية عند نحرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي