د.مصطفي ثابت يكتب.. مهرجان الفيوم السينمائي: انطلاقة ثقافية وتسويقية فريدة
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
تشهد محافظة الفيوم حدثًا استثنائيًا لأول مرة في تاريخها، حيث أُقيم مهرجان الفيوم السينمائي، الذي يمثل نقلة نوعية ستترك أثرًا كبيرًا على المستويين التسويقي والثقافي للمحافظة. هذا المهرجان ليس فقط مناسبة فنية، بل هو منصة تبرز الهوية الثقافية للفيوم، وتعيد تعريفها كمركز جذب سياحي وفني على مستوى مصر والمنطقة.
تحية واجبة إلى محافظ الفيوم ونائبه وكل الأجهزة التنفيذية التي شاركت في تنظيم هذا الحدث البارز، حيث أظهروا تنسيقًا رائعًا وروحًا جماعية أثمرت نجاحًا يليق باسم المحافظة.
اللافت في هذا المهرجان هو الشراكة المثمرة بين محافظة الفيوم وجامعة الفيوم من خلال قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وهو ما يعكس عمق التعاون بين الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية في المحافظة. هذه الشراكة تمثل نموذجًا يحتذى به، حيث تجسدت في دعم وتنظيم فعاليات المهرجان، ما يبرز قيمة العمل المشترك في تحقيق نجاحات كبيرة.
كما أُثني على مشاركة فلسطين، البلد الشقيق، في فعاليات المهرجان، مما أضفى بعدًا قوميًّا وإنسانيًّا على الحدث، وذكرنا بأهمية الفن كوسيلة للتعبير عن القضايا العادلة ومد جسور التواصل بين الشعوب.
نأمل أن تكون هذه النسخة الأولى خطوة أولى نحو تطوير الفكرة واستمراريتها، مع توسيع دائرة المشاركين وتنوع الفعاليات، ليصبح مهرجان الفيوم السينمائي تقليدًا سنويًّا يحتفي بالإبداع والفن، ويعزز مكانة الفيوم كوجهة ثقافية وسياحية رائدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهوية الثقافية العمل المشترك الجهات الحكومية المؤسسات الاكاديمية جسور التواصل بين الشعوب د مصطفى ثابت خدمة المجتمع وتنمية البيئة مهرجان الفيوم السينمائى مهرجان الفيوم محافظة الفيوم مصطفى ثابت
إقرأ أيضاً:
أمريكا هي دولة عدوان ثابت ومستمر على السودان
الخارجية الأمريكية اجمعت مع الإمارات ومصر والسعودية بشأن الحرب في السودان وأصدرت بيانا أعادت فيه التأكيد على أن لا حل عسكري للصراع. أمريكا اعتبرت أن الصراع في السودان يهدد المصالح المشتركة لدول المنطقة ويقوض الاستقرار.
البيان تكلم عن ما أسماه الدور المحوري ل “الدول ذات التأثير المباشر على مسار الأزمة” في الدفع باتجاه التفاوض. والمقصود بهذه الدول الإمارات، السعودية ومصر.
باختصار، أمريكا تكرر دعوتها القديمة للتفاوض، وأن لا حل عسكري للحرب، وتساوي بين الأطراف الدولة والمليشيا، وأيضا تساوي بين الدول التي أسمتها “الدول ذات التأثير على الأزمة” فهي تضع الإمارات ومصر والسعودية على قدم المساواة؛ في حين أن الإمارات هي دولة متورطة بدعم مليشيا إجرامية تحارب الدولة والشعب.
أمريكا تنظر إلى الحرب في السودان كصراع، وتنظر إلى الدور الإماراتي في هذا الصراع بحيادية وواقعية: الإمارات طرف لديه مصلحة في دعم أحد أطراف النزاع لأسباب مفهومة بالنسبة لأمريكا، وعليه، فإن الحل هو في تسوية تحقق مصالح كل الأطراف.
لا توجد أحكام معيارية هنا. سيادة السودان كدولة لا محل لها من الإعراب؛ التدخل لدعم طرف متمرد على الدولة وضرب الاستقرار في السودان وتهديد كيان الدولة وكل الدمار والخراب الذي حل بالسودان، كل ذلك لا ينتظر إليه أمريكا من نفس المنظور الذي تنظر به الدولة السودانية؛ لا مكان للدولة السودانية هنا؛ لا توجد دولة، توجد أطراف نزاع وقوى لديها مصالح في هذا النزاع والجميع يجب أن يجلسوا من أجل التوصل إلى تسوية.
في الواقع، إذا كانت الإمارات هي دولة عدوان طارئ على السودان فإن أمريكا هي دولة عدوان ثابت ومستمر على السودان. هذه هي القاعدة الأولى في التعامل مع أمريكا.
وصحيح نحن لا نستطيع أن نحارب أو نعادي أمريكا، ولا مصلحة لنا في ذلك بحكم فارق القوة، ولكن يجب على الأقل أن نعرف عدونا لكي نعرف كيف نتعامل معه. كقاعدة، أمريكا هي دولة عدو وهي ضدنا وضد مصالحنا.
ومع ذلك، فنحن الآن في وضع أفضل بكثير من أيام منبر جدة ومنبر جنيف. إنتصرنا على العدوان. وإذا كان الكلام عن وقف الحرب فنحن في وضع يمكننا من فرض شروطنا في أي حوار.
الإمارات تحاول باستمرار الهروب من دور المعتدي إلى دور الوسيط. هذه نقطة في صالحنا. وهذه أول ركيزة في أي حوار أو تفاوض.
(1) الإمارات دولة عدوان وهي طرف في الحرب وليست وسيطا
البيان أمريكي أشار إلى “الدول ذات التأثير في مسار الحرب” كنوع من التلطيف للدور الإماراتي في دعم المليشيا الإجرامية، وهي تريد أن تقول هناك أطراف داعمة للجيش مثل مصر والإمارات داعمة للطرف الآخر. وهذا تغبيش يجب أن يرفضه السودان.
الأمر الثاني،
(2) توجد الآن حكومة مدنية في السودان. من يريد أن يتعامل مع السودان يجب عليه أن يتعامل مع هذه الحكومة.
الأمر الثالث والأهم هو
(3) أن تطرح الحكومة رؤيتها لإنهاء الحرب. من لا يريد إنهاء الحرب؟ ولكن كيف، هذا هو السؤال. نحن اللآن في وضع يمكننا من طرح رؤيتنا لإنهاء الحرب من موقف قوة أخلاقية وسياسية وعسكرية. قدمنا الآلاف من الشهداء والجرحى ودُمرت مدننا وعانى الشعب السوداني من الموت والدمار والتشرد؛ دفع السودان ثمنا غاليا ولكنه انتصر، ويجب أن تعكس رؤيته للحل كل ذلك. لا يمكن أن نحارب ونضحي ونخسر ثم ننتصر ثم في النهاية نعود لنفس نقطة ما قبل الحرب: الجلوس إلى التفاوض وعودة المليشيا المتمردة وحلفاءها ومعهم النفوذ الإماراتي في السودان وبشكل مقنن هذه المرة.
رؤيتنا لوقف الحرب يجب أن تكون رؤية المنتصر، وعلى المليشيا أن ترضخ لرؤية المنتصر، ومع ذلك فهذه الرؤية يجب أن تقدم الحل لمصلحة الشعب السوداني لا لمصلحة فئة معينة هي الفئة المنتصرة في الحرب. المنتصر هو السودان ويجب أن تكون رؤيتنا لإنهاء الحرب بهذا الاتساع، وهو لا يعني بأي حال من الأحول مجاملة الخونة أو التهاون مع المعتدين.
(4) بالنسبة للإمارات دولة العدوان، ما بنخلي حقنا.
حليم عباس