خلال مشاركته في مؤتمر موارد الغد في لندن .. نائب وزير الصناعة: المملكة تدرك أهمية استكشاف وإدارة الموارد المعدنية
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
البلاد ــ الرياض
أكّد معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد بن صالح المديفر، أن قطاع التعدين في العالم يحتاج إلى استثمارات ضخمة تصل إلى 6 تريليونات دولار بحلول عام 2035؛ لتلبية الطلب المتزايد على المعادن، وهو ما يعادل أربعة أضعاف القيمة السوقية لأكبر 20 شركة تعدين في العالم.
وشدد معاليه على أهمية التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة لزيادة الاستثمار في قطاع التعدين، وتحقيق استدامة القطاع، وتلبية احتياجات تحول الطاقة والصناعات التقنية الحديثة على مستوى العالم.
جاء ذلك أثناء إلقاء كلمة عن قطاع التعدين في المملكة في افتتاح مؤتمر “موارد الغد: تسريع انتقال الطاقة”، الذي انعقد في العاصمة البريطانية لندن،مشيرًا إلى أن تحقيق مستهدفات تحول الطاقة في العالم يتطلب إمدادات مستدامة من المعادن الإستراتيجية، مثل النحاس والليثيوم، وغيرها من المعادن اللازمة لتصنيع تقنيات الطاقة المتجددة.
وأوضح في هذا الصدد، إلى أنه بالإضافة إلى نقص الاستثمارات الكبيرة المطلوبة؛ يواجه قطاعالكا التعدين تحديات أخرى تتمثل في قلة الاستكشافات الجديدة، ووجود فجوة كبير في استقطاب القدرات البشرية المؤهلة، بالإضافة إلى اضطرابات السوق المتوالية التي أدّت إلى عدم الوضوح في حجم الطلب على المعادن.
وتطرّق معاليه في كلمته، إلى الفرص المستقبلية التي توفرها الابتكارات التكنولوجية، مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، حيث من المتوقع أن تُحدث هذه الابتكارات، ثورة في عمليات الاستكشاف والإنتاج، الأمر الذي سوف يسهم في تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف.
واعتبر معالي المهندس خالد المديفر أن تركيز الدول الصناعية الكبرى على قطاع المعادن يمثل فرصة كبيرة لنمو القطاع، حيث أطلقت 14 دولة من دول مجموعة العشرين إستراتيجيات للمعادن الحرجة لتأمين احتياجاتها المستقبلة ودعم أهدافها الصناعية.
وفيما يتعلق بقطاع التعدين في المملكة قال معاليه: “إن تاريخ المملكة المعروف والممتد لتوفير إمدادات الطاقة للعالم، يجعلها تدرك على مستوى القيادة وفي ظل رؤية 2030؛ أهمية استكشاف وإدارة الموارد المعدنية، ودعم سلاسل توريدها لضمان استدامتها.”
وأكّد أن الطلب المحلي على المعادن في المملكة في تزايد مضطرد نتيجة عدة عوامل؛ من أبرزها مشاريع الرؤية العملاقة، وما تم إقراره في الإستراتيجية الوطنية للصناعة، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة تسهم في تأمين سلاسل الإمداد الصناعية العالمية. وتناول على صعيد الطلب المحلي على المعادن، أهمية البرنامج الوطني للمعادن، وتأسيس شركة منارة المعادن، ودور كلٍ من البرنامج والشركة في تأمين سلاسل إمداد المعادن المحلية.
وأوضح معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، أن الوزارة من خلال إستراتيجيتها ركزت على توفير المعادن الضرورية اللازمة للتحول الصناعي في المملكة، وذلك من خلال تعزيز قطاع التعدين المحلي الذي شهد في السنوات الأخيرة عددًا من المبادرات والمنجزات التنظيمية والتشريعية، مثل إطلاق الإستراتيجية الشاملة للتعدين والصناعات المعدنية، وإصدار نظام الاستثمار التعديني، وإطلاق البرنامج العام للمسح الجيولوجي، الذي يغطي مساحة تصل إلى 600,000 كيلومتر مربع تم تغطية 62% منها حتى الآن، بينما تم رفع نتائج المسح وإتاحتها عبر قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: قطاع التعدین على المعادن فی المملکة
إقرأ أيضاً:
نؤكد ونكرر: مستقبل عُمان في معادنها
د. أحمد بن علي العمري
هذا المقال الثالث لي في ذات التوجه والهدف، وعسى أن يجد هذه المرة الآذان الصاغية، وكما يقولون "الثالثة ثابتة"!
سلطنة عُمان بلد غني النفس منذ الأزل، ولقد وهبها ربنا سبحانه وتعالى الصحاري والجبال والهضاب والادوية والسهول والسواحل؛ مما جعل من هذا التنوع في التضاريس كنزًا دفينًا وخزائن مكنونة، فقد وهبها الله ثروة كبيرة من النحاس والكروم والذهب والفضة والجبس والحجر الجيري والمنغنيز والجابرو.
وحتى الجرجارة وهي وفيرة ويمكن تصديرها إلى كل الدول المجاورة بكمية تجارية كبيرة وربحية، لكننا كما العادة لا نفصح عما عندنا، وهذا طَبع العُمانيين حتى لا يُقال إنهم يتباهون، وللتأكيد على هذا ان الجبس كانت عُمان تحتل المركز السابع فيه، ولكن عندما فُرِض على الجمهورية الإسلامية الإيرانية حظرًا دوليًا، اتجه المستثمرون إلى سلطنة عُمان، وقالوا لماذا لا تستغلون الجبس الموجود لديكم بكميات كبيرة، وبدأ المستثمرون يتجهون إلى عُمان في هذا المجال؛ مما رفع عُمان إلى المركز الأول في إنتاج الجبس عالميًا.
هذه الحقائق يعلمها القائمون على هذا القطاع، فهل سنبقى دائمًا في انتظار الغير ليشير إلى خيراتنا ومكتسبات أرضنا؟!
المعادن تؤدي دورًا حيويًا ومهمًا في اقتصاد سلطنة عُمان؛ حيث تساهم في التنويع الاقتصادي بعيدًا عن الاعتماد الكلي المعتاد على النفط والغاز؛ إذ تتمتع عُمان بثروة معدنية متنوعة مما يجعل قطاع التعدين إحدى الركائز الأساسية لرؤية "عُمان 2040" التي تهدف في المقام الأول إلى تعزيز القطاعات غير النفطية؛ حيث تسهم الثروة المعدنية في الناتج المحلي الإجمالي.
ولذا يتوجب على الحكومة ومتخذي القرار أن يُشجِّعوا الاستثمار في قطاع التعدين، وذلك عبر منح التراخيص وتسهيل الإجراءات لجذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية.
ونظرًا لأن عُمان تعتمد تقليديًا على النفط والغاز، لذا فإنه من الأجدى تطوير قطاع التعدين كخطوة إستراتيجية لخلق مصادر دخل جديدة. وكبوادر خير وتباشير فقد تم اكتشاف مناجم ذهب وكروم تستخرج بكميات تجارية مثل منجم الظاهرة للذهب ومناجم الكروم في صحراء عُمان.
إن قطاع التعدين حتمًا سوف يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للعُمانيين في التنقيب والاستخراج والتنقيب وحتى النقل، كما إن المعادن تستخدم في صناعات محلية مثل الإسمنت والأسمدة ومواد البناء والصناعات التحويلية، وكذلك فان تصدير المعادن مثل الكروميت والنحاس والجبس إلى دول آسيوية وأوروبية يساهم في زيادة العائدات.
إننا نعلم أنه تم إنشاء منطقة التعدين في الدقم ضمن المنطقة الاقتصادية الخاصة؛ مما يعزز التصنيع المعدني والتجارة وان كنا نتمنى رفع العديد من القيود عنها ودعمها بتسهيل الإجراءات، كما إن مشاريع مثل مصنع الألومنيوم في صحار التي تعتمد حاليًا على الخامات المستوردة يجب ان تحول توجهها إلى مواد الخام المحلية وهي متوفرة ومخزونة تحت الأرض.
وإن كانت هناك بعض التحديات مثل نقص في البنية الأساسية في بعض المناطق التعدينية النائية وكذلك الحاجة إلى استخدام تكنولوجيا متطورة لاستخراج المعادن بشكل اقتصادي أكثر وربح أكبر وكذلك ضرورة تعزيز التعاون مع القطاع الخاص لزيادة الاستثمار، فلربما الدولة تقوم بذلك او حتى على المستثمر مقابل بعض التسهيلات اللوجستية.
إن المعادن في عُمان ثروة واعدة ومبشرة بالخير لدعم التنوع الاقتصادي وهي توفر فرصًا للاستثمار والتوظيف مع ضرورة التطوير المستمر للبنية الأساسية وايضًا التشريعات وتبسيط الإجراءات، فإن تم ذلك سوف يكون قطاع التعدين ركيزة أساسية في اقتصاد عُمان خلال السنوات القليلة القادمة بإذن رب العالمين.
إنني على يقين تام- ويؤكّد ذلك المختصون والعارفون بقطاع التعدين في السلطنة- أن عُمان لو استغلت الثروة المعدنية الاستغلال الأمثل، سيقلل ذلك اعتمادنا على النفط والغاز بدرجة كبيرة.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.
رابط مختصر