خبير أمن إقليمي: تحركات هيئة تحرير الشام ليست عشوائية.. ومستقبل سوريا مختلف بعد رحيل الأسد (حوار)
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
قال الدكتور أحمد الشحات، خبير شؤون الأمن الإقليمي والدولي، إن الأوضاع السورية حاليا تشهد تغيرات عدة على المستوى الداخلي في ظل تزايد حدة الصراع، ومن المتوقع أن تشهد الساحة السورية اتجاها نحو الانتخابات كمحاولة للسيطرة على الأوضاع.
وأوضح «الشحات» في حوار لـ«الوطن»، أن الموقف المصري تجاه الأزمة السورية وغيرها هو الحفاظ على الدولة الوطنية وحماية سيادة الدول ودعم استقرار مؤسساتها.
التحركات التي قادتها هيئة تحرير الشام ليست عشوائية، بل هي تحركات ممنهجة تم الإعداد لها على مدى أشهر طويلة تجاوزت ستة أشهر، والهيئة استغلت الظروف الزمنية المناسبة، مستفيدة من انشغال إيران بدعم النظام السوري وتركيزها على جبهة حزب الله، في الوقت نفسه، وقد شهد حزب الله تراجعًا كبيرًا في قدراته العسكرية وأولوياته الميدانية، نتيجة الضغوط الإسرائيلية التي قطعت كافة الروابط بين سوريا ولبنان باتجاه حزب الله.
- بما تفسر تصاعد وتيرة الأحداث في سوريا في هذا التوقيت؟هناك رغبة من القوى الكبرى والإقليمية في رسم معالم مرحلة ما بعد بشار الأسد، وأحد العوامل الأساسية التي ساهمت في تصاعد وتيرة هذه التحركات هو انسحاب الجيش السوري من مواقع استراتيجية بطريقة عشوائية وغير منظمة، وهو قرار استراتيجي خاطئ على المستوى العسكري، في المقابل، استغلت العناصر المهاجمة هذه السيولة والانسحابات لتوسيع نفوذها على الأرض جغرافيًا وديموغرافيًا، وخلال الأسبوع الماضي، شهدنا تحركًا سريعًا أشبه بانتشار النار في الهشيم، حيث امتدت السيطرة من منطقة جغرافية إلى أخرى وصولًا إلى الهدف الأساسي، وعناصر الهيئة استغلت الفراغ الأمني في الجنوب، حيث سيطرت على مناطق مثل السويداء ودرعا، وفي الشرق حيث انسحب الجيش السوري وتركز الوجود العسكري لقوات سوريا الديمقراطية، وفي الغرب تم التخلي عن مواقع عسكرية بكامل تجهيزاتها من تسليح وعتاد ودبابات، ما أسهم في تعقيد الوضع.
من الواضح أن القوى الإقليمية والدولية المتداخلة في الملف السوري لديها رغبة واضحة في صياغة مستقبل جديد لسوريا بعد بشار الأسد، وموقف الدولة المصرية داعم لأي سلطة تعبر عن إرادة الشعب السوري بطوائفه كافة، بما يضمن تحقيق توافق وطني يجمع شمل السوريين ويمهد الطريق لسوريا جديدة.
- ما تحليلك للأوضاع الداخلية في سوريا؟المرحلة المقبلة تنطوي على مجموعة من التحديات الكبيرة التي يجب التعامل معها بحذر ودقة، حيث ستكون هناك محاولات حثيثة لمنع حدوث أي انفلات أمني، خاصة مع فتح السجون، وقد يؤدي ذلك إلى إطلاق سراح عناصر يمكن أن تسبب ارتباكًا كبيرًا في المشهد الأمني، وهذه الحالة تتطلب تدخلاً سريعًا ومنظمًا من القوى المسؤولة لضبط الأوضاع ومنع تفاقم الفوضى.
والسيطرة على مفاصل الدولة السورية مثل التلفزيون الرسمي، القصر الرئاسي، والمطار، تحمل رمزية عسكرية وسياسية واضحة، وفقًا للمعايير العسكرية، فإن السيطرة على هذه المواقع تعد دليلاً على فرض النفوذ الكامل وإحكام القبضة على الدولة، وهو ما يعكس تحولاً حاسمًا في مسار السلطة داخل سوريا.
الأوضاع في سوريا في مرحلة ما بعد بشار الأسد متغيرة، ومن المتوقع أن يتم إجراء انتخابات قريبة تعيد تشكيل النظام السياسي في سوريا، ما يدفع البلاد نحو مسار تنموي جديد يتسم بالاستقرار ويجمع كل المكونات الوطنية، وسيكون من المهم دمج قوات سوريا الديمقراطية في المشهد الجديد، سواء سياسيًا أو عسكريًا ما سيتيح خلق بيئة مناسبة لعودة اللاجئين إلى ديارهم وتحركهم ضمن إطار وطني جامع.
على المستوى العربي سيبرز دور الجامعة العربية كعامل محوري في رسم ملامح المرحلة المقبلة لسوريا، والسؤال المطروح هنا هو ما إذا كان التدخل العربي سيحظى بالقبول، وهل سيكون فعالًا في توجيه سوريا نحو مستقبل مستقر لا يهدد أمن المنطقة، والمرحلة المقبلة في سوريا تبدو مليئة بالتحديات، ولكنها تحمل في طياتها فرصة لإعادة بناء الدولة على أسس جديدة، تحقق الاستقرار والتنمية، وتعيد اللحمة الوطنية للسوريين في ظل توافق سياسي جامع.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوريا جامعة الدول أحمد الشحات الوضع في سوريا مصر الدولة المصرية بعد بشار الأسد فی سوریا
إقرأ أيضاً:
تعزيزًا لدور المرأة في الاستحقاقات المقبلة.. مفوضية الانتخابات تبحث مع هيئة أممية سبل التعاون
رئيس مفوضية الانتخابات يبحث مع ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة سبل دعم مشاركة الليبيات في الاستحقاقات الانتخابية
ليبيا – استقبل رئيس مجلس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، الأربعاء، فلورانس باستي، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدى ليبيا، والوفد المرافق لها، وذلك بمقر ديوان المفوضية في طرابلس، بحضور عضو مجلس المفوضية رباب حلب.
لقاء لتعزيز مشاركة المرأة في الانتخابات
اللقاء، وفقًا للمكتب الإعلامي للمفوضية، جاء في إطار دعم الجهود الرامية إلى تعزيز مشاركة المرأة الليبية في العملية الانتخابية، لاسيما في انتخابات المجالس البلدية (المجموعة الثانية) لعام 2025، والتي شهدت حضورًا متزايدًا للمرأة سواء كمرشحة أو كناخبة، في انعكاس واضح لنتائج برامج التمكين والتوعية التي تقودها المفوضية بالشراكة مع المنظمات الدولية، وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
بحث خطط التعاون واستعراض التجارب السابقة
وجرى خلال الاجتماع بحث آليات التعاون بين المفوضية والهيئة، والتنسيق لدعم المبادرات الهادفة إلى إزالة العقبات التي تحد من انخراط المرأة في الاستحقاقات الانتخابية، بالإضافة إلى استعراض التجارب السابقة والتخطيط للخطوات المقبلة، بما يستهدف توسيع قاعدة المشاركة السياسية للمرأة الليبية على المستويين المحلي والوطني.
التزام أممي بمواصلة الدعم
من جهتها، أعربت باستي عن تقديرها لجهود المفوضية في تعزيز الشفافية والمشاركة الشاملة، مؤكدة التزام هيئة الأمم المتحدة للمرأة بمواصلة الدعم الفني والاستشاري للمفوضية في برامجها المتعلقة بالمرأة.