يواصل قادة جيوش دول إيكواس اجتماعهم في غانا لوضع خطة نهائية للتدخل العسكري المحتمل في النيجر، في حين صرح مسؤول رفيع بالمجموعة بأن أغلب الدول الأعضاء مستعدة للمشاركة في قوة الاحتياط التي قد تنتشر هناك.

وقال مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عبد الفتاح موسى إن جميع الدول الأعضاء ما عدا الخاضعة لحكم عسكري وكذلك دولة الرأس الأخضر، مستعدة للمشاركة في تلك القوة العسكرية التي قد تنتشر في النيجر.

وأكد موسى خلال اجتماع رؤساء الأركان -الذي بدأ اليوم في العاصمة الغانية أكرا ويختتم غدا الجمعة- أنه "لا ينبغي لأحد أن يشك في أنه في حالة فشل كل الحلول، فإن القوات الباسلة في غرب أفريقيا مستعدة للاستجابة لنداء الواجب".

وأضاف أنه "بكل الوسائل المتاحة ستتم استعادة النظام الدستوري في البلاد".

تدخلات سابقة

وأشار مفوض إيكواس إلى عمليات انتشار سابقة للمجموعة في غامبيا وليبيريا وغيرهما خلال طرحه أمثلة على التدخل العسكري.

ورفض موسى مقولة أن فرنسا أو غيرها من القوى الخارجية تتلاعب بدول إيكواس.

واتهم المسؤول الأفريقي المجلس العسكري في النيجر بممارسة "لعبة القط والفأر" مع المجموعة من خلال رفض لقاء مبعوثيها.


من جهته، قال الجنرال كريستوفر غوابن موسى رئيس الأركان في نيجيريا -التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة إيكواس- إن "الديمقراطية هي ما ندافع عنه ونشجعه".

وأضاف خلال الاجتماع أن إيكواس لا تركز على القيام برد فعل على الأحداث فحسب، بل تهدف إلى "رسم مسار بشكل استباقي يؤدي إلى السلام ويدعم الاستقرار".

وتطالب إيكواس قادة انقلاب النيجر بإطلاق سراح الرئيس محمد بازوم الذي أطاحوا به في 26 يوليو/تموز الماضي، وتحذر بأنها قد ترسل قوات للتدخل باعتباره الحل الأخير إذا فشلت المفاوضات.

وتضم إيكواس 15 دولة من بينها 3 دول لن تشارك في قوة الاحتياط وهي مالي وبوركينا فاسو وغينيا وجميعها واقعة تحت الحكم العسكري.

وتدخلت قوات إيكواس في حالات طارئة منذ عام 1990 بما في ذلك حروب في ليبيريا وسيراليون. ويتوقع بأن تساهم ساحل العاج ونيجيريا وبنين بالقوات هذه المرة، لكن لم ترد تفاصيل كثيرة بشأن العملية المحتملة في النيجر.

تأييد أميركي

وفي تلك الأثناء، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تدعم جهود إيكواس لاستعادة النظام الدستوري في النيجر، بما في ذلك التدخل العسكري كخيار أخير.

وأضافت الوزارة أن الولايات المتحدة ما زالت تتمسك برغبتها في التوصل إلى حل دبلوماسي للوضع في النيجر.

وكانت واشنطن أعلنت الأربعاء إرسال سفيرتها إلى نيامي من دون تقديم أوراق اعتمادها للسلطات العسكرية.

وشدد الخارجية الأميركية على أن هذه الخطوة لا تعني تغيرا في الموقف الأميركي مما يحدث في البلاد.

نيامي تراقب

في المقابل، قال رئيس الوزراء المعين من قبل المجلس العسكري في النيجر علي الأمين الزين إن بلاده ستتمكن من التغلب على التحديات وتستعيد علاقتها التي وصفها بالمميزة مع نيجيريا.

وأكد زين أن على منظمة إيكواس إعطاء أولوية للجانب الاقتصادي وليس الجانب السياسي والعسكري.

وقد برّر الجنرالات الذين اعتقلوا بازوم انقلابهم بتدهور الوضع الأمني في البلاد، وهددوا بتوجيه اتهامات له بالخيانة، إلا أنهم أعربوا في الوقت ذاته عن انفتاحهم للتفاوض.


وحضّت كل من روسيا والولايات المتحدة على حل الأزمة دبلوماسيا.

وفرضت إيكواس عقوبات تجارية ومالية على النيجر بينما علقت فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة برامج مساعداتها لهذا البلد.

وأكدت الخارجية الألمانية اليوم الخميس أنها تدعو الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على قادة الانقلاب، مضيفة عبر منصات التواصل الاجتماعي أن وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك عقدت محادثات مع نظيريها الأميركي والفرنسية.

وأكدت الوزارة أن "ألمانيا تدعم الجهود الإقليمية الرامية لحل الأزمة في النيجر. هدفنا إعادة النظام الدستوري".

وتعد النيجر من أفقر دول العالم وتأتي دائما في مرتبة متأخرة في مؤشر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة.

وحذرت الأمم المتحدة الأربعاء من الأزمة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الدولة الفقيرة، داعية إلى إدخال استثناءات إنسانية على العقوبات وقرارات إغلاق الحدود منعا لوقوع كارثة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی النیجر

إقرأ أيضاً:

محللون: احتلال غزة لن يكون سهلا وواشنطن محبطة وتريد وقف الحرب

فشلت إسرائيل في اعتقال أحد قادة المقاومة الفلسطينية عبر عملية خاصة نفذتها في جنوب غزة، وهو ما اعتبره خبراء دليلا على العقبات التي ستواجهها إذا حاولت استعادة الأسرى أو احتلال القطاع بشكل دائم.

وحاولت قوة إسرائيلية خاصة اعتقال أحمد سرحان، وهو قيادي في ألوية صلاح الدين -الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية- والذي استشهد خلال اشتباكات مع هذه القوة وسط مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

في الوقت نفسه، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو مساء الاثنين مشاورات أمنية بالتزامن مع بدء المرحلة الثالثة من عملية "عربات غدعون"، وتوسيع العملية البرية.

وقبل الاجتماع، قال نتنياهو إن إسرائيل ستسيطر على قطاع غزة كله، في إطار سعيها للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إن الجيش بدأ يدمر ما تبقى من القطاع.

ووصف سموتريتش ما يجري حاليا بـ"تغيير مسار التاريخ"، مشيرا إلى أن الجيش "لن يبقي حجرا على حجر في غزة، وسيدفع السكان إلى جنوب القطاع، ثم إلى دول ثالثة، وهذا هو هدفنا".

واقع ميداني صعب

لكن هذه الأهداف الإسرائيلية المعلنة في احتلال القطاع وتهجير سكانه تصطدم بواقع ميداني قد لا يساعدها على تغيير مسار التاريخ بالطريقة التي تريد، لأن الأمر لن يخلو من ثمن، كما يقول محللون.

إعلان

وقد انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، هذه الخطوة بقوله إن دفع الجيش للغوص في وحل غزة لـ15 عاما قادمة يعتبر "خطأ إستراتيجيا وكارثة اقتصادية وسياسية".

وتمثل محاولة اعتقال سرحان جزءا من عملية "عربات غدعون"، برأي الخبير العسكري العميد إلياس حنا، لأنه كان سيمثل كنزا معلوماتيا في حال تم القبض عليه حيا.

وخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، قال حنا إن إسرائيل ربما حاولت من خلال اعتقال هذا الرجل الحصول على معلومات عن أماكن الأسرى أو الأنفاق أو قادة المقاومة، مشيرا إلى أنها "كانت تعيش عمى استخباريا في غزة قبل الحرب بسبب السيطرة الأمنية لحماس".

ويعتقد الخبير العسكري أن فشل الجيش في اعتقال سرحان يعكس احتمالية فشله في استعادة الأسرى، وهو ما حدث في عمليات سابقة عندما قُتل أسرى في الشجاعية شمالا وخان يونس جنوبا.

كما أن أسر أو مقتل جندي إسرائيلي واحد خلال أي محاولة لاستعادة أسرى بالقوة يعني فشل العملية كلها، فضلا عن احتمالية مقتل الأسرى أنفسهم خلال محاولات تخليصهم، مما يعني أن الثمن قد يكون باهظا جدا، برأي حنا.

وحتى خطة نتنياهو التي تستهدف احتلال القطاع وتهجير سكانه وليس استعادة الأسرى، لن يسهل تنفيذها لأنها تتطلب وقتا، وستواجه واقعا ميدانيا صعبا، كما يقول الخبير العسكري.

بنيامين نتنياهو (يمين) وبتسلئيل سموتريتش تحدثا علنا عن نية احتلال غزة وتهجير سكانه (رويترز) رفض واسع داخل إسرائيل

واتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى مع حديث حنا، بقوله إن أي محاولة إسرائيلية لاستعادة الأسرى بالقوة ستنتهي بنفس النتيجة لأن المقاومة ستقاتل حتى آخر نفس لمنع إسرائيل من تحقيق هدا الهدف.

ووفقا لمصطفى، فقد حذر عسكريون سابقون كبار في إسرائيل من مغبة المضي قدما في هذه الطريق التي فشلت في الكثير من المرات خلال الحرب ولم يتم الإعلان عنها.

إعلان

أما قرار السيطرة على غزة، فقد أصبح قرارا حكوميا رسميا بعد موافقة المجلس الأمني المصغر (الكابينت) عليه، وحديث نتنياهو وسموتريتش علنا عنه، كما يقول مصطفى، مشيرا إلى أن هذه التصريحات "يمكن اعتبارها دليلا أمام المحاكم الدولية على وجود نية لتطهير غزة عرقيا".

وفي حين يرفض اليمين الإسرائيلي إيقاف خطة احتلال القطاع وتفريغه من سكانه لأي سبب، فإن عسكريين وسياسيين يرفضون هذه الخطة لدرجة أن بعضهم تحدث عن أنها توريط لإسرائيل في ارتكاب جرائم حرب لا يمكن إنكارها.

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي إن هذه العملية تفتقر للشرعية بشكل لم يحدث مع أي عملية أخرى في تاريخ إسرائيل، مضيفا أن ذوي الأسرى يعتبرونها إنهاء لملف استعادة أبنائهم من القطاع.

واشنطن محبطة

وحتى الولايات المتحدة التي لا تريد فرض حل بعينه رغم ما تملكه من نفوذ، تبدي رفضا لتوسيع الحرب في غزة وتدفع باتجاه التهدئة ووقف الحرب، كما يقول كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز.

ويرى روبنز أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لن تصل إلى الفراق الإستراتيجي، لكنه قال إن على إسرائيل فهم ما تريده واشنطن في الوقت الراهن، وهو عدم توسيع العمليات والتوصل لهدنة.

واعتبر المتحدث أن حديث ويتكوف عن إطلاق سراح نصف الأسرى مقابل هدنة شهرين مثل ضغطا على إسرائيل وحماس، وقال إن الولايات المتحدة "تحاول وقف الحرب على ما يبدو، وتدين نوعا ما توسيع العملية".

ومع ذلك، يعتقد روبنز أن ما ستفعله واشنطن لمنع توسيع العملية ليس معروفا حتى الآن، لكنه يعتقد أن إدارة ترامب محبطة من سلوك إسرائيل، خصوصا مع وجود حديث عن وقف الدعم العسكري، فضلا عن تهديدات من بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ خطوات ضد إسرائيل.

وقال المتحدث إن الخلاف الرئيسي حاليا هو نفسه الذي أدى لانهيار المفاوضات نهاية العام الماضي، حيث تتمسك إسرائيل بنزع سلاح حماس وتتمسك الأخيرة بإنهاء الحرب.

إعلان

وخلص إلى أن مقترح ويتكوف الحالي الذي ينص على استعادة نصف الأسرى مقابل هدنة مدتها شهرين، هو أفضل ما يمكن الوصول إليه لأن الحصول على ضمانات طويلة الأمد يتطلب وقتا أطول من أجل التوصل لاتفاق.

مقالات مشابهة

  • محللون: احتلال غزة لن يكون سهلا وواشنطن محبطة وتريد وقف الحرب
  • أحمد موسى: موقف ماكرون من القضية الفلسطينية تغير بعد زيارته لمصر.. فيديو
  • وزارة الخارجية: المملكة تُدين تصعيد الاحتلال الإسرائيلي العسكري في شمال وجنوب قطاع غزة
  • بعد تطبيع دمشق وواشنطن.. قسد بين فقدان الذريعة واقتناص الفرصة
  • بوتين: النتيجة التي تنشدها روسيا من العملية العسكرية الخاصة هي القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة
  • مصر تحترم نفسها| عمرو موسى: توتر العلاقة بين القاهرة وواشنطن أمر طبيعى
  • عمرو موسى: مندهش من غياب بعض قادة الدول عن القمة العربية بالعراق
  • وزارة الداخلية: انتهاء العملية الأمنية التي استهدفت خليةً لداعش بتحييد ثلاثة منهم وإلقاء القبض على أربعة
  • صحيفة عبرية تكشف تفاصيل مراحل العملية العسكرية الإسرائيلية الجديدة في غزة
  • قادة أوربيون في بيان مشترك: لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية التي تحدث أمام أعيننا في غزة