النزاهة: السجن سبع سنوات لمديرة الحسابات في ديوان محافظة نينوى سابقاً
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
أعلنت هيئة النزاهة الاتحاديَّة صدور قرار حكمٍ غيابيٍّ بالسجن لمُدَّة سبع سنواتٍ بحقِّ مديرة الحسابات في ديوان محافظة نينوى سابقاً؛ لإحداثها الضرر العمدي بأموال الجهة التي تعمل فيها.
دائرة التحقيقات في الهيئة، وفي معرض حديثها عن تفاصيل القضيَّة التي حققت فيها الهيئة وأحالتها إلى القضاء، أفادت بأنَّ محكمة جنايات نينوى – الهيئة الأولى أصدرت قرار حكمٍ غيابياً يقضي بالسجن لمُدَّة سبع سنواتٍ بحقِّ مديرة قسم الحسابات في ديوان محافظة نينوى سابقاً؛ على خلفيَّة الإضرار العمديّ بالمال العامِّ.
وأردفت الدائرة مُبيّنةً أنَّ تفاصيل القضيَّة تشير إلى اقتراف مُخالفاتٍ من قبل ديوان محافظة نينوى تمثَّلت حسب تقريري التدقيق الخارجيّ في الهيئة بمخالفة تعليمات تنفيذ الموزانة للعام ٢٠١٧، بصرف مبالغ كبيرةٍ على التنظيفات في قضاء الحمدانيَّة وناحية القيارة، لافتةً إلى أنَّ أغلب العقود تتضمَّن إمَّا أخطاءً قانونيَّةً أو تلكؤاً أو عدم مطابقة مواصفات، فضلاً عن ممارسة ضغطٍ كبيرٍ على المهندسين لا سيما بدائرة المشاريع بديوان المحافظة.
وأضافت إنَّ المحكمة، وبعد اطلاعها على الأدلة والإثباتات المُتحصَّلة في القضيَّة وتقريري التدقيق الخارجيّ في الهيئة، وصلت إلى القناعة التامَّة بمقصريَّة المُتَّهمة، فقرَّرت إدانتها والحكم عليها بالسجن لمُدَّة (٧)سنوات؛ استناداً لمقتضيات المادَّة (٣٤٠) من قانون العقوبات وبدلالة مواد الاشتراك (٤٧، و ٤٨، و ٤٩)منه،كما شمل الحكم تأييد الحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة للمدانة، وإعطاء الحقّ للجهة المُتضرّرة (محافظة نينوى ومُديريَّة البلديَّات فيها) بالمطالبة بالتعويض أمام المحاكم المدنيَّة بعد اكتساب القرار الدرجة القطعيَّة.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
إقرأ أيضاً:
"نُطف الحرية".. رسالة تتجاوز جدران السجون الإسرائيلية
في قلب واقع تحكمه القيود الأمنية والسجون المعزولة، تبرز قصص فلسطينية تُعيد تعريف معنى الأبوة والإرادة، و من داخل السجون الإسرائيلية، خرجت نُطف تحمل الأمل، وهزمت العزل، لترسم ملامح حياة جديدة خلف خطوط الأسلاك. اعلان
رغم سنوات الأسر الطويلة وغياب الحرية، لم تُطفئ السجون الإسرائيلية حلم الأبوة في قلوب الكثير من الأسرى الفلسطينيين، ففي ظل واقع تحكمه القيود الأمنية والسجون المعزولة، لجأ عدد من الأسرى إلى وسيلة غير تقليدية لتمديد نسلهم، بتهريب نُطفهم إلى خارج المعتقلات، ما أدى إلى ولادة عشرات الأطفال الذين لم يروا آباءهم إلا بعد سنوات — أو لم يروهم قط.
من بين هذه القصص، قصة الأسير المحرر حسام العطار، الذي اعتُقل عام 2009 وهو لا يزال حديث الزواج، بتهمة "مساعدة العناصر المسلحة"، وحُكم عليه بالسجن 18 عامًا. السلطات الإسرائيلية لم تسمح بحصول أي لقاء مباشر بين حسام وزوجته، لكنه لجأ إلى وسيلة غير تقليدية.. تهريب نطفة عبر قنوات سرية لتخصيب زوجته داخل غزة، بعد مرور عشر سنوات، التقى حسام ابنته جنات للمرة الأولى بعد إطلاق سراحه في فبراير 2025 ضمن صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
تقول جنات العطار، وهي تمسك بيد والدها لأول مرة: "كنت أتصور أنه رجل مسنّ، مثل جدّي. الحمد لله، كان شابًا وجميلًا."
يستعيد حسام العطار تفاصيل قراره بتهريب النطفة قائلًا:"هرّبت النطفة بمساعدة أحد الزائرين. كانت الفكرة أن نُهرّبها مع طفل صغير."
Relatedأسرى فلسطينيون محررون من السجون الإسرائيلية يروون أهوالها.. وأحدهم لم يتمكن بسبب ألمهاحتفالات في رام الله بعد إالإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية في إطار اتفاق التبادلسيف درويش.. أصغر أسير محرر من السجون الإسرائيلية يخشى اعتقاله مجدداتسعة أشهر بعد التهريب، أبصرت جنات النور، لكنها لم تعرف وجه والدها إلا بعد إطلاق سراحه، لأنها لم تكن مسجّلة، ولم يكن معترَفاً بها رسمياً، تصف طفلة العشر سنوات، مشاعرها خلال مرحلة الطفولة، حين كانت جدران السجن تفصلها عن والدها: "في المدرسة، كان هناك آباء يأتون لاصطحاب بناتهم إلى البيت. كنت أحزن وأبكي، لأن والدي كان في السجن. كل الأطفال كان لديهم آباء، أما أنا فلم أكن أعرف حتى شكله."
في مستشفى الحلّو الدولي بمدينةغزة، يقول الطبيب المختص في أمراض النساء والتوليد، د. محمد الحلّو، عن الظاهرة التي باتت تعرف بـ"نُطف الحرية": "لدينا العديد من قصص النجاح.. وصلت إلينا عينات من السجون ومن مخيمات اللاجئين، هذه الممارسة تعزز صمودنا هنا في فلسطين، وتمكننا من مواصلة الحياة وتوريث الأجيال رغم الظروف."
ويتابع الطبيب الشاب: "هناك مئات الحالات التي تم فيها إرسال العينات من داخل السجون، لهذا نطالب بتحسين الظروف، ونأمل بتدخل دولي لتسهيل هذه العمليات الإنسانية."
قصة جنات ليس الوحيدة في غزة، فهناك العشرات من القصص المتشابهة، وإن كانت تختلف في تفاصيلها إلا أنها تحمل نفس الرسالة والهدف وتُجسّد المعاناة والأمل.
فمن أطراف مدينة غزة المدمرة، تظهر قصة الأسير المحرر أحمد السكني، الذي قضى 22 عامًا في السجون بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في عملية ضد الجيش الإسرائيلي، خلال فترة أسره، فقد ابنه الوحيد في حادث سير، فقرّر تهريب نطفته رغم الصعوبات النفسية والعملية.
يقول السكني: "فعلت هذا من أجل عائلتي ومن أجلي، لنخرج من الحالة التي كنا فيها بعد فقدان ابننا. كان قرارًا صعبًا، لكننا تمكّنا من تنفيذه بمساعدة الله، ورغم تحقّق حلمه في إنجاب طفلين، فإن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة أجبرت عائلته على مغادرة القطاع إلى مصر، ما جعل لقاءه بأطفاله مرهونًا بمكالمات الفيديو، التي يتحدث فيها أحمد مع أطفاله بمرارة الاشتياق وآمل اللقاء القريب
ورغم الحرب، والشتات، والألم، يستمر هؤلاء الآباء في التشبث بحلمهم الأبوي، متحدّين السجن والغياب والإجراءات الإسرائيلية. أطفالهم وُلدوا من "نُطف مهرّبة"، لكنهم يشكلون اليوم دليلاً حيًّا على أن الحياة لا تُقيَّد، وأن الأمل لا يُسجن.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة