أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن دبي صنعت نموذجاً ملهماً هو اليوم محط أنظار العالم، حيث لم يكن هذا النموذج وليد اليوم بل هو نتاج تفاعل مجتمعي ضخم على مدار عقود، وكان لكل فرد من أفراد المجتمع دور في ملحمة تقدُّم ونماء تطورت فصولها في ظل ثقافة وعادات وتقاليد ترسخت على يد الأجداد مروراً بالأبناء، لتمنح هذه الملحمة دبي تفردها ولتتشكل قصة نجاحها التي شارك المجتمع في صنع ملامحها، ليكون لدى كل من أفراده رواية تضيء جانباً من جوانب تلك القصة، ما يستوجب جمعها وحفظها للأجيال المقبلة كجزء مهم من تاريخ دبي.


جاء ذلك، بمناسبة إعلان سموه إطلاق مبادرة “إرث دبي” الهادفة لإحياء ذاكرة دبي التاريخية من خلال رصد وجمع وحفظ القصص والتجارب الحياتية التي تجسّد ملامح تطور دبي وحياة أهلها عبر الأجيال.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إن دبي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، أصبحت نموذجاً استثنائياً تُلهم العالم بقصتها، وتصنع المستقبل مستندة إلى إبداع أبنائها وإرث آبائها وأجدادها، مشيراً سموه إلى أن مبادرة “إرث دبي” تترجم توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالعمل على إحياء ذاكرة دبي التاريخية، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التراث عنصرا أساسيا في الهوية الوطنية، بما يضمن استمرارية هذا الإرث الثقافي في إلهام الأجيال القادمة، وتأتي في إطار رؤية شاملة للحفاظ على الهوية الثقافية التي شكلت أساس نهضة الإمارة.
وأضاف سموه: “هدفنا إشراك أهل دبي في توثيق إرثها عبر قصص تشكل جزءاً من تاريخ الإمارة أبطالها أفراد المجتمع… إرث دبي” مبادرة تحفظ أمانة الأجداد للأبناء، وتنقلها إلى الأحفاد، لتواصل قصة دبي تطورها، مستندة إلى إرث غني وذاكرة جمعية ومنظومة قيم وعادات وتقاليد سامية، حولتها خلال عقود إلى نموذج عالمي بهوية متميزة تنهل من تاريخ مشرق صنع حاضرها ويسهم في صناعة مستقبلها”.
وقال سموه :”إن دبي الحديثة قصة ملهمة لمجتمع طموح نسجها الأجداد وتطوروا معها، وحمل رايتها الآباء فحولوا دبي إلى مدينة يتطلع إليها العالم بكل تقدير واحترام، وواصل الأبناء تطويرها وتنميتها ورسم مسارات مستقبلها التي سيقودها الأحفاد إلى آفاق جديدة، متمسكين بموروث غني وهوية وطنية متميزة”.
وأضاف سموه: “كل حكاية تُسجل، وكل قصة تُروى، كنز وطني يحمل في طياته القيم التي تُميز مجتمعنا، ويعبر عن الدور المحوري لكل فرد في تشكيل تاريخ دبي، لذلك نريد توثيق ذاكرة دبي، لنحفظ هذا الإرث ليبقى مصدر فخر والهام للأجيال”.
ودعا سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أبناء إمارة دبي من مسؤولين وشخصيات ورجال أعمال وأفراد من مختلف الفئات العمرية، إلى المشاركة الفاعلة في جمع وتوثيق التاريخ المجتمعي للإمارة، ليكون عنصر إلهام للأجيال القادمة، وحافزاً لهم لمواصلة رحلة ازدهار دبي وتطورها وتحويلها إلى مركز جذب حضاري عالمي.
ووجّه سموه بتعزيز التكامل بين الجهات الحكومية والمجتمع في إنجاح المبادرة، ودعا سموه مجتمع دبي إلى المشاركة الفاعلة بتوثيق رواياتهم وقصصهم، لضمان جمع أكبر قدر من القصص المجتمعية التي تعكس تاريخ الإمارة وهويتها.
وتستهدف المبادرة في مراحلها الأولى سكان دبي من مختلف الفئات العمرية، بهدف جمع أكبر قدر ممكن من الروايات والقصص المرتبطة بتاريخ الإمارة، وسيتم من خلالها العمل على إنشاء منصة تفاعلية لاستقبال المشاركات، من الأفراد أو العائلات التي تمتلك روايات تاريخية وثقافية متميزة.
وسيتم تنفيذ مبادرة “إرث دبي” على مراحل على مدار العام الحالي، تبدأ بجمع المشاركات من أفراد المجتمع والتي تتضمن القصص والروايات المرتبطة بتاريخ الإمارة، على أن تخضع المشاركات لاحقاً للتدقيق والتقييم من منظور تاريخي واجتماعي وثقافي لفهم أبعادها.
وفي إطار جهود إشراك جميع فئات المجتمع في توثيق تاريخ الإمارة، سيتم دعوة الطلاب في المدارس الحكومية والخاصة، وموظفي حكومة دبي، للمساهمة في جمع وتوثيق القصص والتجارب الحياتية التي تعكس تطور دبي وحياة أهلها عبر الأجيال.
وستقدم المبادرة أسئلة شاملة حول تاريخ دبي، وإسهامات الأفراد في تطور المدينة، وحياة دبي القديمة، وكيفية تطور الحياة من الماضي الى الحاضر، ما يسهم في بناء سجل تاريخي جامع يعكس الروح الحقيقية للإمارة.
كما ستغطي الأسئلة جميع المراحل الحياتية، بدءاً من الطفولة، مروراً بفترة الشباب، وصولاً إلى الشيخوخة، لتوثيق التجارب والذكريات التي تُبرز الترابط بين الأجيال.
وستتناول الأسئلة تفاصيل الحياة اليومية، والإنجازات الفردية، والذكريات العائلية التي شكّلت ملامح نسيج دبي الثقافي والاجتماعي، ما يُضفي على الأرشيف طابعاً شخصياً يعكس عمق التراث وروح المجتمع.
وبالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية ستشهد دبي إطلاق حملة مدرسية تركز على تشجيع الطلاب على كتابة وتوثيق قصص آبائهم وأجدادهم بهدف ربط الجيل الجديد بجذورهم التاريخية، وتشجيعهم على استكشاف التجارب الإنسانية التي شكلت ملامح دبي، ما يسهم في بناء وعي أعمق بأهمية الإرث الثقافي.
يذكر أن إطلاق مبادرة “إرث دبي”، يأتي ضمن سلسلة مبادرات ومشاريع متواصلة يقودها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، كان أبرزها مشروع إنشاء الأرشيف الوطني لإمارة دبي، بإشراف مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“نشمي”.. وثائقي الأمير الحسين يُلهب مشاعر الأردنيين ويشعل الحماس الرياضي

صراحة نيوز ـ لم يسبق أن شهد الشارع الأردني، وخاصة الرياضي، تفاعلاً بهذا الزخم الكبير كما حصل بعد عرض الوثائقي “نشمي” الذي ظهر فيه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، بكلمات صادقة لامست قلوب الأردنيين، وتركت أثراً بالغاً لدى المتابعين.

البرنامج الذي بثه التلفزيون الأردني وجميع المحطات المحلية مساء الأربعاء، كشف عن جوانب إنسانية ورياضية في حياة سمو ولي العهد، الذي تحدّث بعفوية وصدق عن شغفه الكبير بالرياضة، واهتمامه الشخصي بكرة القدم، إضافة إلى ممارسته المتواصلة لأنواع متعددة من الرياضات، رغم مسؤولياته الجسيمة.

كلمات سموه لم تكن مجرد حديث عابر، بل رسائل محورية، جاءت في توقيت مفصلي، وحملت في طياتها مضامين تحفيزية للرياضيين والجماهير والإدارات الرياضية، وسط إشادة جماهيرية كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت مقاطع من الوثائقي على نطاق واسع، ترافقها تعليقات تفيض فخراً ومحبة بالأمير الشاب الذي يعيش همومهم ويشاطرهم تطلعاتهم.

حديث القلب للقلب

قال سمو ولي العهد في الوثائقي:
“أمامنا مباريات مهمة والنشامى قدها”،
“اقتربنا سابقاً من التأهل لكأس العالم، واليوم فرصتنا أكبر”،
“الرياضة وسيلة لتوحيد الشعوب وتقدمها وإيصال صوتها”،
“على كل نادٍ تطوير استثماراته وعدم الاعتماد فقط على التبرعات”.

تلك العبارات، وغيرها، جاءت بنبرة صادقة ومباشرة، جسّدت وعياً دقيقاً بواقع الرياضة المحلية، وأشعلت الأمل بمستقبل أكثر إشراقاً، لا سيما أن سموه أشار إلى اطلاعه على تفاصيل قضايا الأندية والمنتخبات، ودعمه المتواصل للقطاع الرياضي، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من التنمية الوطنية.

تفاعل واسع وفخر وطني

شهد الوسط الرياضي تفاعلاً لافتاً مع الوثائقي، حيث عبّر العديد من المسؤولين والرياضيين عن فخرهم وامتنانهم لما ورد فيه.
الدكتور إياد الملاح، عميد شؤون الطلبة في جامعة البترا وعضو اتحاد الكراتيه، قال إن كلمات سموه تعكس إدراكاً عميقاً لدور الرياضة في المجتمع، وتحمل رسائل مهمة يجب التقاطها من قبل جميع القائمين على القطاع الرياضي.

من جهته، أكد رئيس نادي السلط خالد عربيات، أن الوثائقي أعاد الروح والأمل للأندية والرياضيين، وشكل دفعة معنوية قوية لمواصلة العمل وتحقيق الإنجازات.

أما نجم المنتخب الوطني السابق بدران الشقران، فأكد أن سموه تحدث بلغة قريبة من الشارع الرياضي، مشدداً على أن حديثه عن مشاكل الأندية والمنتخبات يعبّر عن دعم حقيقي من أمير يقف إلى جانب الرياضيين بكل صدق ومحبة.

رسالة للمستقبل الرياضي

الوثائقي لم يكن مجرد سرد شخصي، بل شكل خارطة طريق لتطوير الرياضة الأردنية، ودعوة للجهات المختصة لتفعيل الاستثمار الرياضي، وتعزيز الشراكات، والنهوض بالبنية التحتية، وتحفيز المواهب.

وقد أكّد سموه أن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل أداة للتنمية الاقتصادية والسياحية، ومصدر إلهام للشباب، وهو ما يتطلب عملاً مؤسسياً ممنهجاً لتحقيق تطلعات الأردنيين.

إنتاج محلي بمضامين وطنية

يُذكر أن برنامج “نشمي” من إعداد وإنتاج القناة الرياضية في التلفزيون الأردني، وتقديم الدكتور ليث مبيضين، وقد حظي بإشادة واسعة من مختلف شرائح المجتمع لما قدّمه من صورة ناصعة عن أمير محب لشعبه، قريب من شبابه، وواعٍ لأهمية الرياضة في بناء الإنسان والمجتمع.

وبين فخر الجمهور، وتأثر الرياضيين، وأمل المستقبل، يبقى “نشمي” أكثر من وثائقي، بل نقطة تحول تعكس نهجاً هاشمياً في دعم الرياضة، وتحفيز الأجيال.

مقالات مشابهة

  • إسماعيل كمال: أسوان بلا إدمان مبادرة مجتمعية للقضاء على تجار المخدرات
  • بمشاركة ناشطين أوروبيين.. “أسطول الحرية” يبحر الأحد لكسر الحصار عن غزة
  • المعهد القومي للأورام يطلق رسالة أمل بمشاركة مجتمعية واسعة
  • ورشة حول جائزة حمدان EFQM التعليمية العالمية
  • “بشر الوالي بعودة مدينة الفولة” .. عضو السيادي الفريق أول كباشي يؤكد حرص الحكومة على تذليل التحديات التي تواجه غرب كردفان
  • مكتوم بن محمد: برؤية محمد بن راشد.. دبي أرست منظومة قضائية متقدمة
  • زعيم اليمين التركي يطلق تصريحات نارية بذكرى فتح إسطنبول: “الحصار الخبيث سينكسر”
  • “نشمي”.. وثائقي الأمير الحسين يُلهب مشاعر الأردنيين ويشعل الحماس الرياضي
  • مكتوم بن محمد يترأّس اجتماع المجلس القضائي بدبي ويعتمد تعيين مفتشين قضائيين
  • مكتوم بن محمد: في دبي العدالة ليست شعاراً بل التزام وأسلوب حياة