"فايننشال تايمز": هل يستطيع أحد أن يوقف إيلون ماسك؟
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
قبل أن يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر الماضي، بدا أن خطة أكبر داعم مالي له، إيلون ماسك، لتقليص تريليونات الدولارات من الإنفاق الحكومي الأمريكي لا تتعدى مجرد شعارات وسلسلة من المنشورات الاستفزازية على وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن خلف الكواليس، كان أغنى رجل في العالم يجند بهدوء مديرين تنفيذيين في مجال التكنولوجيا وعدداً كبيراً من المبرمجين الشباب، الذين سرعان ما قدموا صدمة لأحد أكبر الأجهزة البيروقراطية في العالم، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز".قام مبعوثون من ما يسمى بـ"وزارة كفاءة الحكومة" التابعة لماسك باختراق وكالات حكومية رئيسية، وأقالوا أو أوقفوا عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين، وحصلوا على كميات هائلة من البيانات الحساسة في مجالات الأمن والصحة والمالية. هجوم صادم
وعلى الرغم من أن هذه الوزارة تعتبر فرعاً مُعاد تشكيله من البيت الأبيض، إلا أن مسؤوليها نصبوا أنفسهم داخل الحكومة الفيدرالية، في وزارة الخزانة الأمريكية، ووزارتي الخارجية والصحة، وإدارة الطيران الفيدرالية، والعديد من الهيئات الأخرى الأصغر – لدرجة أن بعضهم بات ينام في المباني الفيدرالية.
وقد تم إغلاق وكالة المعونة الأمريكية (USAID) البالغة ميزانيتها 40 مليار دولار فعلياً، حيث تم إلغاء عقودها، وتقليص عدد موظفيها من 10,000 إلى حوالي 600 فقط.
وفي هجوم صادم للمشرعين البارزين، بدأ موظفو "دوج" في مراجعة تريليونات الدولارات من التحويلات المالية، وحصلوا على أرقام الضمان الاجتماعي، وتفاصيل الحسابات المصرفية، وحتى السجلات الصحية للمواطنين الأمريكيين.
وقالت مجموعة من ثمانية أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزب الديمقراطي في رسالة احتجاج إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع: "لم يتم تقديم أي معلومات إلى الكونغرس أو الجمهور حول من تم تعيينه رسمياً في 'دوج'، أو بموجب أي سلطة أو لوائح تعمل هذه الوزارة".
Can anyone stop Elon Musk’s hostile takeover of the US government? https://t.co/2CGu6TjJFX
— Financial Times (@FT) February 7, 2025 انقلاب؟ وفي واشنطن العاصمة، انضم أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس إلى الاحتجاجات ضد ماسك أمام وزارة الخزانة، حاملين لافتات كُتب عليها "أوقفوا الانقلاب" و"لم ينتخب أحد ماسك".حتى داعمو "دوج" الأوائل اندهشوا من سرعة تنفيذها للقرارات. يقول جيمس فيشباك، المستثمر الذي قدم المشورة للوزارة عند تشكيلها في نوفمبر (تشرين الثاني): "ما تفعله دوج فاق كل توقعاتنا... إنهم يتحركون بسرعة وبإلحاح".
لكن العواقب الوخيمة لهذا الهجوم على الوكالات الحكومية بدأت تتجلى بسرعة، حيث لم تُسلّم أدوية علاج فيروس نقص المناعة البشرية في جنوب إفريقيا وأماكن أخرى، وتم تعليق تجارب سريرية لإنقاذ الحياة، وتوقفت بعض المواقع الإلكترونية الحكومية عن العمل بشكل متكرر.
يقول النائب الديمقراطي جيمي راسكين: "ليس لدينا فرع رابع للحكومة يُدعى إيلون ماسك. الهجمات على الخدمة المدنية – من مراقبي الحركة الجوية إلى مفتشي الأغذية والأدوية – تهدف إلى تقويض سلطة الكونغرس، وهي سلطة الشعب".
ماسك ضد البيروقراطية
تحوّل ماسك إلى أبرز الشخصيات التكنولوجية الليبرالية في وادي السيليكون، الذين يرون أن اللوائح الحكومية تعرقل الابتكار والأرباح.
وعلى الرغم من أن شركاته تستفيد من عقود حكومية تزيد عن 20 مليار دولار، إلا أنه طالما اشتكى من العقبات التنظيمية التي تعيق عمل "تسلا" و"سبيس إكس" وغيرهما.
وبعد أن بدأ ماسك في التبرع بـ 250 مليون دولار لحملة إعادة انتخاب ترامب، سعى للحصول على دور في تقليص حجم الدولة، محدداً هدفاً مستحيلاً بتوفير 2 تريليون دولار، أي ما يقرب من ثلث ميزانية الحكومة السنوية البالغة 6.8 تريليون دولار.
حتى بعض قادة الجمهوريين، الذين لطالما كانوا يؤيدون تقليص الحكومة، شككوا في طموحات ماسك. وعندما سئل السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل في ديسمبر (كانون الأول) عما إذا كانت "دوج" ستنجح، أجاب: "من يعلم؟".
TIME's new cover: Inside Elon Musk's war on Washington https://t.co/95Qictx4zP pic.twitter.com/QZ73CZqtnM
— TIME (@TIME) February 7, 2025وفي يناير (كانون الثاني)، خفض ماسك التوقعات، مشيراً إلى أن "دوج" قد تتمكن فقط من تحديد تخفيضات بقيمة تريليون دولار. ولم يمضِ وقت طويل حتى غادر فيفيك راماسوامي، الشريك في قيادة الوزارة، ومعه المستشار القانوني الرئيسي لها.
لكن أي شكوك حول مدى فاعلية "دوج" تبددت بعد الخطوات الأولى لحملة خفض التكاليف، حيث أصبح فريق ماسك بمثابة إدارة الموارد البشرية للحكومة، وعرض تعويضات مالية مقابل الاستقالة لملايين الموظفين، وألغى برامج التنوع والمساعدات والتنمية.
قوبل هذا الهجوم على الخدمة المدنية بسخط من النقابات العمالية ومنظمات الحقوق المدنية، لكنه لقي ترحيباً من أصدقاء ماسك في وادي السيليكون. يقول كيث رابوا، المستثمر التكنولوجي والداعم لترامب، والذي يعرف ماسك منذ أكثر من عقدين: "الحكومة الأمريكية أصبحت قوة مدمرة في المجتمع الأمريكي".
يبدو أن "دوج" استلهمت أساليبها من قطاع الشركات الناشئة، حيث تعكس تحركاتها عن كثب تلك التي نفذها ماسك عندما استحوذ على "تويتر" عام 2022، عندما سرّح 80% من الموظفين وخفض التكاليف بشكل حاد.
حتى الرسائل الإلكترونية التي أُرسلت لموظفي الحكومة الفيدرالية لحثهم على قبول عروض الاستقالة تضمنت عبارات مماثلة لما استخدمه ماسك عند إعادة هيكلة "تويتر".
كما استعان ماسك بفريقه الداخلي الذي ساعده في السيطرة على "تويتر"، بالإضافة إلى مجموعة من المهندسين الشباب، الذين لبّوا نداءه لـ"ثوريين صغار في الحكومة ذوي معدل ذكاء مرتفع للغاية"، على استعداد للعمل لأكثر من 80 ساعة في الأسبوع.
على الرغم من التحركات السريعة لـ"دوج"، إلا أن خططها واجهت بعض العوائق. ففي الأسبوع الماضي، منع قاضٍ فيدرالي تسليم بيانات وزارة الخزانة إلى ماسك، كما تم تمديد الموعد النهائي لقبول تعويضات الاستقالة لبعض الموظفين بقرار من محكمة في ماساتشوستس.
A federal judge has barred the US Treasury from handing data from its payments system to outsiders, in an early legal blow to Elon Musk’s crusade to slash government spending. https://t.co/PLRx83VDtC pic.twitter.com/07JJ6LJ9MV
— Financial Times (@FT) February 6, 2025كما أن المقاومة السياسية بدأت تظهر، حيث أشار ترامب نفسه إلى أن هناك حدوداً لسلطة ماسك، قائلاً: "لا يمكن لإيلون أن يفعل شيئاً دون موافقتنا"، لكنه في نفس الوقت أثنى على جهوده، قائلاً إنه "يكتشف فساداً وإهداراً هائلاً".
وفي حين أن وزارة العدل في إدارة ترامب من غير المرجح أن تتخذ إجراءات ضد "دوج"، فإن الكونغرس قد يكون العقبة الأهم أمام توسعها، خاصة إذا قررت استهداف برامج الضمان الاجتماعي أو ميزانية البنتاغون، التي يحظى تمويلها بدعم واسع في الحزب الجمهوري
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيلون ماسك الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الحكومة تبحث تحديات قرار السعودية بشأن الحافلات الأردنية لموسم الحج
صراحة نيوز- ترأس وزير النقل نضال القطامين، الثلاثاء، اجتماعا في مقر الوزارة لبحث أهم التحديات التي تواجه قطاع النقل السياحي وشركات النقل الدولي.
وحضر اللقاء وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة، ورئيس لجنة النقل والخدمات النيابية النائب أيمن البدادوة وأمين عام الوزارة فارس أبو دية ومدير هيئة تنظيم النقل البري رياض الخرابشة، وأمين عام وزارة السياحة والآثار يزن الخضيري وممثل وزارة الخارجية يوسف الكلوب بالإضافة إلى ممثلين لقطاع النقل السياحي وتأجير الحافلات.
واستمع القطامين الى مطالب شركات النقل السياحي المتعلقة بقرار وقف دخول الحافلات الأردنية إلى الأراضي السعودية خلال موسم الحج، وما يترتب عليه من آثار على قطاع النقل السياحي والحجاج الأردنيين والقادمين من فلسطين وحجاج عرب 48 الذين يعتمدون على الأردن في رحلتهم إلى الديار المقدسة.
وأكد القطامين أن الحكومة، بتوجيه من رئيس الوزراء جعفر حسان، تتابع هذا الملف بشكل حثيث عبر وزارات النقل والأوقاف والسياحة والخارجية، لافتا إلى استمرار التواصل مع الجانب السعودي لبحث سبل العدول عن القرار، مراعاة لظروف الحجاج من كبار السن ودعما لشركات النقل المتضررة أصلا من تبعات الأزمات الإقليمية.
وأوضح وزير الأوقاف أن الحكومة تبذل جهودا مكثفة لإقناع الأشقاء في السعودية بإعادة النظر بالقرار لما يسببه من مشقة للحجاج وارتفاع في كلفة التنقل، مؤكدًا متابعة وزارة الخارجية للملف مع الجهات السعودية المعنية.
وأشار النائب البدادوة إلى أن القرار يشكل تحديا كبيرا لقطاع النقل السياحي الذي يعيل آلاف الأسر، مؤكدا تنسيق الجهود بين الحكومة ومجلس النواب لمعالجة القضية عبر القنوات الرسمية والدبلوماسية.
وأشار ممثلو القطاع إلى أن القرار يهدد استثمارات النقل السياحي والدولي ويؤثر على العاملين في هذا القطاع، داعين إلى تكثيف الجهود لضمان استمرار دخول الحافلات الأردنية إلى الأراضي السعودية خلال موسم الحج حفاظا على مصالح القطاع وراحة الحجاج.