عربي21:
2025-06-01@05:38:20 GMT

العرب يملكون إفشال مخطط ترامب إن أرادوا!

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

ربما لم يحظ أمر في الآونة الأخيرة بقدر واسع من الضجة السياسية والإعلامية غير المسبوقة على مستوى الشرق الأوسط والعالم، قدر ما حظي به إعلان ترامب عن مقترح يقضي باستيلاء الولايات المتحدة على غزة وإدارتها على المدى الطويل، والذي أعتقد أنه كان مقصودا ليس لذاته ولكن ربما لأغراض أخرى يتشابك فيها الداخل الأمريكي مع الخارج.

وقد أطلق ترامب إعلانه في حالة انتشاء ونرجسية غير مسبوقة، باستعراض سينمائي، على طريقة "الكاوبوي" الأمريكي، وصُدم به العالم خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

مخطط ترامب استدعى سؤلا وهو: هل يملك العرب إفشاله؟ الحقيقة هي، إن العرب يملكون إفشال أي مخطط إن أرادوا.

حفاوة إسرائيلية غير مسبوقة بوعد ترامب

مثّل إعلان ترامب بخصوص غزة خطوة تُعد الأكثر إثارة للجدل بعد أيام قليلة من ولايته الثانية، تكشف بجلاء عن المخططات الأمريكية الإسرائيلية الصهيونية، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يستوجب استنفارا عربيا لبحث مواجهة المخططات العدة للمنطقة.

بعد إعلان وعد ترامب بخصوص غزة، من الأهمية بمكان أن تدرك الدول العربية والإسلامية أن الصهيونية الدينية تكشر عن أنيابها لتنهش في جسد المنطقة، وهو ما يعني أن واجب الوقت هو كسر هذه الأنياب وتحطيمها
وعلى جانب آخر، يمكن القول إن "وعد ترامب الخيالي" بخصوص تفريغ غزة من الفلسطينيين قد حظي بقدر غير مسبوق من الاهتمام والترحيب داخل إسرائيل، حيث استقبلت معظم الأحزاب الإسرائيلية "وعد ترامب" بارتياح كبير وسرور، واهتمام غير مسبوق.

"هناك الكثير من الإثارة والدعم والحماس، وهناك من يقول إن هذا الأمر كأنه جلسة لحزب الصهيونية الدينية"، هذا ما أجابت به "ليئور كينان" مراسلة شؤون الكنيست الإسرائيلي في القناة 13 العبرية، عندما سألها المذيع عما سيؤدي إليه إعلان ترامب بخصوص غزة للائتلاف الحكومي والمستوى الحزبي في إسرائيل، خاصة أن هناك الكثير من الإثارة والحماس في اليمين!

ربما يلخص المتطرف الصهيوني ذو الأصول المغربية "أرييه مخلوف درعي"، رئيس حزب "شاس"، حجم الحفاوة بوعد ترامب -المثير للجدل بخصوص غزة- داخل المجتمع السياسي الإسرائيلي، لا سيما اليمين المتطرف، حيث وصف درعي ترامب بأنه "رسول الله للشعب اليهودي"، على حد تعبيره!

الصهيونية الدينية تنهش في جسد المنطقة

وبعد إعلان وعد ترامب بخصوص غزة، من الأهمية بمكان أن تدرك الدول العربية والإسلامية أن الصهيونية الدينية تكشر عن أنيابها لتنهش في جسد المنطقة، وهو ما يعني أن واجب الوقت هو كسر هذه الأنياب وتحطيمها.

ويمكن القول، إن تولي ترامب الرئاسة للمرة الثانية في الوقت الذي تتولى حكومة يمينية شديدة التطرف في إسرائيل، يمثل التقاء تاريخيا على هدف واحد بين النخب الفاشية المسيحية الإنجيلية الأمريكية وغلاة الصهاينة اليهود. ويُعد مخطط ترامب بخصوص غزة تجسيدا لهدف جيوسياسي على أرض الواقع، التقت عليه الصهيونية المسيحية والصهيونية الدينية اليهودية، في طريق تحقيق نبوءة "أرض الميعاد" المزعومة.

مواجهة مشروع ترامب وإفشال المخطط

منذ عام 1948، وعلى مدار تاريخ القضية الفلسطينية، لم تتوقف المحاولات المتكررة لتهجير الفلسطينيين، ولكن جميع هذه المحاولات كان مصيرها الفشل، بفضل الرفض الحاسم من قبل الفلسطينيين، إضافة إلى رفض الدول العربية تصفية القضية الفلسطينية.

وبعد إعلان ترامب عن مخطط إخلاء غزة انطلقت العديد من التكهنات حول جدية خطة ترامب الغريبة، وما إذا كانت مناورة سياسية أم استراتيجية جديدة، وما إذا كانت هذه الخطة للتغطية على مخطط آخر أكثر شرا. وبحسب تقرير "سي إن إن"، فإن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أبدوا قدرا هائلا من التشكك تجاه مخطط ترامب، كما قال السيناتور الديمقراطي كريس كونز: "إنه عاجز عن الكلام، وقال إن هذا جنون"!

على المستوى الإقليمي، فإن موقف الدول العربية والإسلامية كان بالغ الوضوح في معارضة فكرة تهجير سكان غزة؛ مما يجعلها مجرد خيال لن يجد طريقا نحو التطبيق.

وحسنا فعلت دول المجموعة السداسية العربية، عندما أعلنت خلال 48 ساعة من إعلان ترامب رفضها التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين وتقسيم القطاع، خلال الاجتماع الوزاري الذي انعقد بالقاهرة، وضم وزراء خارجية مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقد جاء البيان الختامي للسداسية العربية متضمنا مجموعة من المواقف المحددة، حملت قيمة سياسية هامة، وعكست تفاعلا عربيا إيجابيا في مواجهة تهديدات ترامب.

ورغم ما عكسه بيان السداسية العربية من وضوح الموقف العربي بالرفض التام لخطة ترامب إلا أن الأمر يحتاج حراكا أوسع وأكثر فاعلية على الأرض، وذلك في إطار ما تملكه الدول العربية من أوراق يمكن أن تغير كثيرا، وتقف في وجه هذا الانحراف الأمريكي، المتجاوز لكافة القواعد والأعراف الدولية، والذي يمثل تهديدا وجوديا ليس للفلسطينيين فحسب ولكن لدول الجوار، وعلى الأخص مصر والأردن المعنيان بإعلان ترامب الغريب والخيالي، والذي ينطلق من فهم سطحي لطبيعة الصراع بين العرب وإسرائيل.

ماذا يمكن أن يفعل العرب لوقف تهجير الفلسطينيين؟

أعتقد أن الدول العربية لا بد أن تدرك يقينا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تكون وسيطا موثوقا به، ولكنها شريك كامل للاحتلال الإسرائيلي.

كما يجب أن يدرك العرب أن المشروع الصهيوني ما كان له أن يحيا ويستمر لولا ما يوفره له الدعم الأمريكي، ومن ثم فإنه لا تجدي أية مناشدات أخلاقية للولايات المتحدة، التي أطاحت نخبتها بكافة أحكام القانون الدولي والإنساني، وتؤسس إدارتها في ظل المبادئ الترامبية لعالم جديد وعنيف.

ما تريده الولايات المتحدة وإسرائيل ليس قدرا مقدورا، ولكن يسهل مواجهته حال توفرت الإرادة، فمشكلة الأمة العربية في إرادتها وليس في قوة أعدائها، فهناك أوراق قوة لدى العرب تمكنهم من وقف ما يخطط له ترامب أو غيره، ولكنها لا تحتاج سوى الإرادة لتفعليها والتلويح بها.

خاتمة

إن دول العالم العربي من مصلحتها جميع قول "لا" واضحة صريحة،والوقوف في وجه مخططات ترامب الصهيونية، وخيار الفشل في المواجهة لا بد ألا يكون مطروحا بحال من الأحوال.

لا بد من استثمار الرفض المعلن من قبل المجتمع الدولي لخطة ترامب في غزة، وذلك عبر تفعيل خطوات عملية تمنع تمرير مثل هذه الخطة
إن واجب الوقت يتطلب من العواصم العربية الاصطفاف والتوحد ونبذ الاختلافات، ولذلك تبدو الحاجة لعقد قمة طارئة على وجه السرعة تعلن أن غزة وإعمارها شأن عربي خالص، وتوجه إنذارا واضحا للاحتلال الإسرائيلي وخاصة من الدول التي طبّعت مع دولة الاحتلال. ولا بد من بناء تحالف إقليمي يجمع الدول المتضررة من السياسات الأمريكية والإسرائيلية.

كما يجب على الأطراف الفلسطينية تحقيق توافق داخلي يضمن تمثيلا سياسيا لكافة الفلسطينيين، ويبقى الحل الأمثل مصالحة فلسطينية شاملة تقطع الطريق على أي تدخلات خارجية.

يُعد الموقف المصري والأردني حجر ارتكاز في إسقاط أي مشروع للتهجير، ومن ثم يجب دعمهما عربيا وإسلاميا، كما يتعين دعم الفلسطينيين داخل القطاع عبر التعاون مع المنظمات الدولية، وحشد موقف عربي موحد يعزز عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.

ومن ناحية أخرى لا بد من استثمار الرفض المعلن من قبل المجتمع الدولي لخطة ترامب في غزة، وذلك عبر تفعيل خطوات عملية تمنع تمرير مثل هذه الخطة.

ستفشل خطة ترامب بخصوص غزة حتما لا محالة، كما فشلت مثيلاتها من قبل؛ لأنها ستصطدم بصخرة كؤود لا تلين وهي صمود الشعب الفلسطيني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب غزة الفلسطينية تهجير فلسطين غزة تهجير ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصهیونیة الدینیة ترامب بخصوص غزة الدول العربیة إعلان ترامب مخطط ترامب وعد ترامب من قبل

إقرأ أيضاً:

ترتيب صادم للدول العربية في سرعة الإنترنت 2025.. بأي مركز حلت اليمن؟

صورة تعبيرية (مواقع)

في عصر تُقاس فيه قوة الدول بتقدمها الرقمي، كشف تقرير حديث صادر عن منصة Speedtest Global Index التابعة لشركة Ookla، عن تصنيف صادم لأداء الدول العربية في سرعة الإنترنت الثابت لعام 2025. الفجوة الرقمية تتسع، والتباين صارخ بين من يركب قطار المستقبل ومن لا يزال عالقًا في الخلف!

من الأبطأ إلى الأسرع.. إليك ترتيب الدول العربية حسب متوسط سرعة التحميل (أبريل 2025):

اقرأ أيضاً كارثة صامتة: ماذا يحدث لهاتفك حين تتركه يشحن طوال الليل؟ 31 مايو، 2025 نزيفك قد لا يكون بواسير فقط.. تحذير طبي من أعراض خطيرة تتشابه مع السرطان 31 مايو، 2025

 

الجزائر – 11.2 ميغابت/ث

رغم محاولات التحديث، ما زالت الشبكة تعاني من بطء شديد.

 

سوريا – 13.5 ميغابت/ث

سنوات الحرب أثّرت بشدة على البنية التحتية.

 

اليمن – 15.3 ميغابت/ث

تحسن طفيف مع إدخال الجيل الرابع في بعض المناطق.

 

السودان – 17.6 ميغابت/ث

الإنترنت المحمول ساعد في تحسين الترتيب رغم التحديات البنيوية.

 

مصر – 26.4 ميغابت/ث

مشاريع الألياف الضوئية بدأت تؤتي ثمارها.

 

العراق – 35.1 ميغابت/ث

قفزة ملحوظة بفضل دخول مزودين جدد وتوسعة التغطية.

 

المغرب – 41.8 ميغابت/ث

واحدة من الدول العربية الرائدة في الإنترنت عالي السرعة.

 

السعودية – 78.9 ميغابت/ث

الجيل الخامس والألياف الضوئية ضمن رؤية 2030 تحقق نتائج قوية.

 

الإمارات – 123.6 ميغابت/ث

سرعة مذهلة بفضل بنية تحتية رقمية متكاملة.

 

قطر – 143.4 ميغابت/ث

تاج السرعة العربية بفضل الاستثمار الضخم في التكنولوجيا والألياف الضوئية.

 

الفجوة الرقمية تتسع:

يُظهر هذا التصنيف أن بعض الدول العربية تتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل، بينما لا تزال أخرى غارقة في بطء قاتل يُعيق التعليم، الاقتصاد، وحتى التواصل.

 

لماذا هذا التصنيف مهم؟:

لأنه يعكس مدى جاهزية الدول للتحول الرقمي، وتأثير الإنترنت على جودة الحياة، التعليم، والأعمال. فالدول التي ما زالت تعاني من الإنترنت البطيء، مهددة بالتأخر في سباق الابتكار والاقتصاد الرقمي.

مقالات مشابهة

  • محللان سياسيان: العرب يملكون أدوات الضغط وهم أولى من الأوروبيين بالدفاع عن غزة
  • تجسيد "روح باندونغ" في العلاقات الصينية العربية
  • عاجل.. قرار من وزراء الخارجية العرب حول تأجيل زيارتهم إلى الضفة
  • ترتيب صادم للدول العربية في سرعة الإنترنت 2025.. بأي مركز حلت اليمن؟
  • بنك الشمول للتمويل الأصغر الإسلامي يكرم أبطال العرب الفائزين في البطولة العربية للروبوت_ تونس 2025
  • المملكة ترأس اجتماع الفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني
  • تعرف على متوسط الرواتب في الدول العربية للعام 2025 (إنفوغراف)
  • رويترز: ترامب لم يحسم أمره بعد بخصوص فرض عقوبات على موسكو
  • أمين جامعة الدول العربية: قطع العلاقات مع إسرائيل ليست سياسة حكيمة
  • برئاسة مصر.. منظمة الثمانى النامية للتعاون الاقتصادي تبحث تنفيذ إعلان القاهرة