عربي21:
2025-10-15@20:52:04 GMT

العرب يملكون إفشال مخطط ترامب إن أرادوا!

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

ربما لم يحظ أمر في الآونة الأخيرة بقدر واسع من الضجة السياسية والإعلامية غير المسبوقة على مستوى الشرق الأوسط والعالم، قدر ما حظي به إعلان ترامب عن مقترح يقضي باستيلاء الولايات المتحدة على غزة وإدارتها على المدى الطويل، والذي أعتقد أنه كان مقصودا ليس لذاته ولكن ربما لأغراض أخرى يتشابك فيها الداخل الأمريكي مع الخارج.

وقد أطلق ترامب إعلانه في حالة انتشاء ونرجسية غير مسبوقة، باستعراض سينمائي، على طريقة "الكاوبوي" الأمريكي، وصُدم به العالم خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

مخطط ترامب استدعى سؤلا وهو: هل يملك العرب إفشاله؟ الحقيقة هي، إن العرب يملكون إفشال أي مخطط إن أرادوا.

حفاوة إسرائيلية غير مسبوقة بوعد ترامب

مثّل إعلان ترامب بخصوص غزة خطوة تُعد الأكثر إثارة للجدل بعد أيام قليلة من ولايته الثانية، تكشف بجلاء عن المخططات الأمريكية الإسرائيلية الصهيونية، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يستوجب استنفارا عربيا لبحث مواجهة المخططات العدة للمنطقة.

بعد إعلان وعد ترامب بخصوص غزة، من الأهمية بمكان أن تدرك الدول العربية والإسلامية أن الصهيونية الدينية تكشر عن أنيابها لتنهش في جسد المنطقة، وهو ما يعني أن واجب الوقت هو كسر هذه الأنياب وتحطيمها
وعلى جانب آخر، يمكن القول إن "وعد ترامب الخيالي" بخصوص تفريغ غزة من الفلسطينيين قد حظي بقدر غير مسبوق من الاهتمام والترحيب داخل إسرائيل، حيث استقبلت معظم الأحزاب الإسرائيلية "وعد ترامب" بارتياح كبير وسرور، واهتمام غير مسبوق.

"هناك الكثير من الإثارة والدعم والحماس، وهناك من يقول إن هذا الأمر كأنه جلسة لحزب الصهيونية الدينية"، هذا ما أجابت به "ليئور كينان" مراسلة شؤون الكنيست الإسرائيلي في القناة 13 العبرية، عندما سألها المذيع عما سيؤدي إليه إعلان ترامب بخصوص غزة للائتلاف الحكومي والمستوى الحزبي في إسرائيل، خاصة أن هناك الكثير من الإثارة والحماس في اليمين!

ربما يلخص المتطرف الصهيوني ذو الأصول المغربية "أرييه مخلوف درعي"، رئيس حزب "شاس"، حجم الحفاوة بوعد ترامب -المثير للجدل بخصوص غزة- داخل المجتمع السياسي الإسرائيلي، لا سيما اليمين المتطرف، حيث وصف درعي ترامب بأنه "رسول الله للشعب اليهودي"، على حد تعبيره!

الصهيونية الدينية تنهش في جسد المنطقة

وبعد إعلان وعد ترامب بخصوص غزة، من الأهمية بمكان أن تدرك الدول العربية والإسلامية أن الصهيونية الدينية تكشر عن أنيابها لتنهش في جسد المنطقة، وهو ما يعني أن واجب الوقت هو كسر هذه الأنياب وتحطيمها.

ويمكن القول، إن تولي ترامب الرئاسة للمرة الثانية في الوقت الذي تتولى حكومة يمينية شديدة التطرف في إسرائيل، يمثل التقاء تاريخيا على هدف واحد بين النخب الفاشية المسيحية الإنجيلية الأمريكية وغلاة الصهاينة اليهود. ويُعد مخطط ترامب بخصوص غزة تجسيدا لهدف جيوسياسي على أرض الواقع، التقت عليه الصهيونية المسيحية والصهيونية الدينية اليهودية، في طريق تحقيق نبوءة "أرض الميعاد" المزعومة.

مواجهة مشروع ترامب وإفشال المخطط

منذ عام 1948، وعلى مدار تاريخ القضية الفلسطينية، لم تتوقف المحاولات المتكررة لتهجير الفلسطينيين، ولكن جميع هذه المحاولات كان مصيرها الفشل، بفضل الرفض الحاسم من قبل الفلسطينيين، إضافة إلى رفض الدول العربية تصفية القضية الفلسطينية.

وبعد إعلان ترامب عن مخطط إخلاء غزة انطلقت العديد من التكهنات حول جدية خطة ترامب الغريبة، وما إذا كانت مناورة سياسية أم استراتيجية جديدة، وما إذا كانت هذه الخطة للتغطية على مخطط آخر أكثر شرا. وبحسب تقرير "سي إن إن"، فإن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أبدوا قدرا هائلا من التشكك تجاه مخطط ترامب، كما قال السيناتور الديمقراطي كريس كونز: "إنه عاجز عن الكلام، وقال إن هذا جنون"!

على المستوى الإقليمي، فإن موقف الدول العربية والإسلامية كان بالغ الوضوح في معارضة فكرة تهجير سكان غزة؛ مما يجعلها مجرد خيال لن يجد طريقا نحو التطبيق.

وحسنا فعلت دول المجموعة السداسية العربية، عندما أعلنت خلال 48 ساعة من إعلان ترامب رفضها التام لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين وتقسيم القطاع، خلال الاجتماع الوزاري الذي انعقد بالقاهرة، وضم وزراء خارجية مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقد جاء البيان الختامي للسداسية العربية متضمنا مجموعة من المواقف المحددة، حملت قيمة سياسية هامة، وعكست تفاعلا عربيا إيجابيا في مواجهة تهديدات ترامب.

ورغم ما عكسه بيان السداسية العربية من وضوح الموقف العربي بالرفض التام لخطة ترامب إلا أن الأمر يحتاج حراكا أوسع وأكثر فاعلية على الأرض، وذلك في إطار ما تملكه الدول العربية من أوراق يمكن أن تغير كثيرا، وتقف في وجه هذا الانحراف الأمريكي، المتجاوز لكافة القواعد والأعراف الدولية، والذي يمثل تهديدا وجوديا ليس للفلسطينيين فحسب ولكن لدول الجوار، وعلى الأخص مصر والأردن المعنيان بإعلان ترامب الغريب والخيالي، والذي ينطلق من فهم سطحي لطبيعة الصراع بين العرب وإسرائيل.

ماذا يمكن أن يفعل العرب لوقف تهجير الفلسطينيين؟

أعتقد أن الدول العربية لا بد أن تدرك يقينا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تكون وسيطا موثوقا به، ولكنها شريك كامل للاحتلال الإسرائيلي.

كما يجب أن يدرك العرب أن المشروع الصهيوني ما كان له أن يحيا ويستمر لولا ما يوفره له الدعم الأمريكي، ومن ثم فإنه لا تجدي أية مناشدات أخلاقية للولايات المتحدة، التي أطاحت نخبتها بكافة أحكام القانون الدولي والإنساني، وتؤسس إدارتها في ظل المبادئ الترامبية لعالم جديد وعنيف.

ما تريده الولايات المتحدة وإسرائيل ليس قدرا مقدورا، ولكن يسهل مواجهته حال توفرت الإرادة، فمشكلة الأمة العربية في إرادتها وليس في قوة أعدائها، فهناك أوراق قوة لدى العرب تمكنهم من وقف ما يخطط له ترامب أو غيره، ولكنها لا تحتاج سوى الإرادة لتفعليها والتلويح بها.

خاتمة

إن دول العالم العربي من مصلحتها جميع قول "لا" واضحة صريحة،والوقوف في وجه مخططات ترامب الصهيونية، وخيار الفشل في المواجهة لا بد ألا يكون مطروحا بحال من الأحوال.

لا بد من استثمار الرفض المعلن من قبل المجتمع الدولي لخطة ترامب في غزة، وذلك عبر تفعيل خطوات عملية تمنع تمرير مثل هذه الخطة
إن واجب الوقت يتطلب من العواصم العربية الاصطفاف والتوحد ونبذ الاختلافات، ولذلك تبدو الحاجة لعقد قمة طارئة على وجه السرعة تعلن أن غزة وإعمارها شأن عربي خالص، وتوجه إنذارا واضحا للاحتلال الإسرائيلي وخاصة من الدول التي طبّعت مع دولة الاحتلال. ولا بد من بناء تحالف إقليمي يجمع الدول المتضررة من السياسات الأمريكية والإسرائيلية.

كما يجب على الأطراف الفلسطينية تحقيق توافق داخلي يضمن تمثيلا سياسيا لكافة الفلسطينيين، ويبقى الحل الأمثل مصالحة فلسطينية شاملة تقطع الطريق على أي تدخلات خارجية.

يُعد الموقف المصري والأردني حجر ارتكاز في إسقاط أي مشروع للتهجير، ومن ثم يجب دعمهما عربيا وإسلاميا، كما يتعين دعم الفلسطينيين داخل القطاع عبر التعاون مع المنظمات الدولية، وحشد موقف عربي موحد يعزز عزلة إسرائيل على الساحة الدولية.

ومن ناحية أخرى لا بد من استثمار الرفض المعلن من قبل المجتمع الدولي لخطة ترامب في غزة، وذلك عبر تفعيل خطوات عملية تمنع تمرير مثل هذه الخطة.

ستفشل خطة ترامب بخصوص غزة حتما لا محالة، كما فشلت مثيلاتها من قبل؛ لأنها ستصطدم بصخرة كؤود لا تلين وهي صمود الشعب الفلسطيني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب غزة الفلسطينية تهجير فلسطين غزة تهجير ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصهیونیة الدینیة ترامب بخصوص غزة الدول العربیة إعلان ترامب مخطط ترامب وعد ترامب من قبل

إقرأ أيضاً:

صدور كتاب "العرب في دائرة الخطر" للمفكر محمد الرميحي

 

"العرب في دائرة الخطر" كتاب جديد للمفكر الكبير الدكتور محمد الرميحي صدر عن دار أقلام عربية بالقاهرة. يرصد الكتاب خريطة التهديدات التي تحيط بالوطن العربي من كل جانب، من بعد أحداث (الربيع العربي). ويوضح المؤلف أنه إذا كنا نعيش في دائرة الخطر، إلا أن الأمل ما زال موجودا في الخروج من هذه الدائرة، بالبحث عن مواطن القوة في هذا العالم المتلاطم الأمواج، والذي تتسارع فيه الأحداث بصورة غير مسبوقة، وهو ما يجعل صانع القرار في الدول العربية الناجحة، في حالة يقظة دائمة؛ للخروج من الأزمات بأقل خسائر ممكنة، بل وتحقيق المكاسب إن أمكن ذلك.


الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات التي كتبها المؤلف خلال السنوات الماضية، ونشر معظمها في مجلة (آراء حول الخليج)، وإن كانت بعض الأحداث التي وردت فيها قد انتهت، إلا أنها تمثل ذاكرة لما حدث، وتعبر عن رؤية الكاتب الذي كانت عينه على المستقبل، وكأنه ينظر بعيني (زرقاء اليمامة)، أملا في مستقبل أفضل لوطنه العربي الذي يستحق الكثير، ليكون في المكانة اللائقة به.
يتألف الكتاب من مقدمة و22 فصلا، تتضمن موضوعات مختلفة تعرض للمخاطر التي يتعرض لها الوطن العربي وعلاقتها بالأحداث العالمية، وكيفية الخروج من هذه المآزق والانطلاق إلى المستقبل، وتتنوع هذه الفصول التي جاءت عناوينها على النحو التالي: القُدُوم من ظلمة الاختلاف!، المخاطر العالمية، تأثير متغيرات السياسة الخارجية الأمريكية، التطرف الأوروبي والعلاقات الدولية، موقف القانون الدولي من إسرائيل، هل يوجد أساس للتقارب السعودي - الإسرائيلي ضد إيران؟، النووي الإيراني.. الطريق إلى استحكام الأزمة!، عدم اليقين السياسي في إيران!، لماذا تعطل الحوار العربي التركي؟، مخاطر الدور الإيراني- التركي ، الجماعات الإرهابية وتحديات المنطقة العربية، تحديات الأمن في البحر الأحمر، الحوثي.. أزمة الفكر وفشل بناء الدولة، تداعيات سيطرة طالبان، صعوبات الانتقال إلى الدولة في سوريا، تأثير الفوضى الأمنية في سوريا، تداعيات الحرب الأوكرانية – الروسية، الحرب الأوكرانية الروسية .. فرص التسوية ومآلات الاستقطاب، إعادة زيارة للقضية الفلسطينية!، العالم يحكمه من يقرأ!، تفعيل العمل العربي المشترك.
ويوضح المؤلف أن الوطن العربي يعيش فترة عصيبة شديدة الوطأة على شعوب هذه المنطقة وحكامها معا. اشتدت أزمات العرب بعد ما يسمى بـ (الربيع العربي)، وهو ما كان يظنه البعض إنقاذا من تردي الأوضاع في بعض الدول، ولكن الأمل تحول إلى كابوس ما زال جاثما على جسد هذه الأمة التي يحيط بها المتربصون من كل جانب، وتتأثر بالأحداث والحروب التي تقع في مناطق أخرى، مما يجعلها تدفع فاتورة ثقيلة ليس لها ذنب فيها، لِيَصْدُق القول أن المنطقة تقع في (دائرة الخطر) التي تأمل أن تخرج منها؛ لكي تتفرغ للتنمية وتحقيق الرفاه لشعوبها، بدلا من تجرع كؤوس الأخبار المفزعة كل يوم.

الرميحي: العرب خسروا كثيرا بوقوع أحداث (الربيع العربي) 


ويقول الدكتور الرميحي: لقد خسر العرب كثيرا بوقوع أحداث (الربيع العربي) التي جَرَّت الأزمات على الدول أصيبت بها، فبدلا من أن تنهض وتتحقق آمال شعوبها، دخلت في منحدر صعب، وعانت من مشكلات اقتصادية صعبة، إضافة إلى فقدان نعمة (السِّلْم الاجتماعي)، إذ برزت العديد من الطوائف والجماعات التي كانت تعمل تحت السطح، وكشرت عن أنيابها ولم تجد غضاضة في إظهار مطامعها في الحُكم والسيطرة على البلاد، وكانت على رأس هذه الفئات جماعات (الإسلام السياسي) التي قدمت نموذجا مخالفا للإسلام الذي يدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة.
ويضيف: وجدت هذه الجماعات الساحة فارغة ومهيأة للانقضاض، فلم تتأخر في اقتناص الفرصة، وانخدعت الشعوب العربية بالوجه الناعم لرموز هذه الجماعات، لكن عندما أتيح (التمكين) لبعضها، استيقظ المواطن العربي على كارثة لم تخطر على باله، وهي أن هذه الجماعات لا تختلف كثيرا عن التنظيمات الإرهابية والمتشددة، وكأن النموذج الأفغاني على يد (طالبان) يكاد يتم نقله إلى الوطن العربي. لقد تكالبت هذه الجماعات على السلطة، ومن أبرزها ما حدث من جماعة الإخوان المسلمين في كل من مصر وتونس، لتكون النتيجة هي الفشل؛ لأن هذه الجماعة لم تنتبه إلى أن الشعوب العربية تؤمن بالإسلام الوسطي الفِطري الذي لا يقبل الغُلُو والتشدد، وتعشق ممارسة شعائر دينها دون وصاية من أحد يظن أنه يملك صكوكا باسم (الإله)، كما فعلت الكنيسة في أوروبا، فدفعت الناس هناك إلى الابتعاد عنها ورفض امتلاكها السلطة.
ويشير المؤلف إلى أن بعض الشعوب في الدول العربية التي تعرضت لنكبة (الربيع العربي)، استطاعت أن تقاوم محاولة اختطاف بلدانها لصالح تيار (الإسلام السياسي)، وما زالت تمارس (المُقاومة) لإزالة الآثار الناتجة عن تلك الفترة المظلمة، فالبناء من جديد أكثر صعوبة من الهدم، ولذلك فإن طريق التنمية سيحتاج إلى بعض الوقت لتحقيق آمال الشعوب في الوصول إلى وضع اقتصادي جيد.
وينبه "الرميحي" إلى أنه إذا كانت هناك بعض الدول العربية قد استطاعت النجاة من مخلب (الإسلام السياسي)، فإن البعض الآخر قد وقع في هذا المخلب، وما زال يعاني، مثل اليمن، الذي يئن شعبه تحت ضغط جماعة (الحوثي) الساعية إلى السلطة والهيمنة على البلاد، بدعم من إيران. ومن جانب آخر، فإن بعض الشعوب العربية ما زالت تعاني مرارة الانقسام بين التيارات الساعية إلى السلطة على حساب الوطن وإنقاذه، كما يحدث في ليبيا التي لم تصل إلى التوافق حتى الآن. وكذلك السودان التي حدث فيها الانقسام بين فصيلين، يرى كل منهما أنه الأحق بحكم البلاد، وذلك على حساب الشعب الذي تشردت كثير من أسره في البلاد المجاورة. وهناك شعوب أخرى عانت من الحكم السلطوي، كما حدث في سوريا، حيث ظل بشار الأسد متمسكا بحكم البلاد، دون اعتبار لدماء شعبه التي تُراق، أو مئات الآلاف الذين لم يشعروا بالأمن فاضطروا إلى الهجرة. ولم يجد النظام غضاضة في الزج بالكثير من معارضيه في السجون وإذاقتهم أشد أنواع العذاب، حتى خرج من البلاد هاربا بعد أن حاصرته المعارضة، ليشعر الشعب السوري بأنه يتنفس الحرية، بعد سنوات طوال من القمع والإذلال. 
ويكشف المؤلف عن مسألة مهمة هي أن ما حدث في الدول التي ابتلي معظمها بمحنة (الربيع العربي)، دفع بعض الدول غير العربية إلى النظر إلى الوطن العربي باعتباره لقمة سائغة، تسابقت لالتهامها، ومنها دول مجاورة، سعت إلى إحياء مجدها القديم، فإيران تحلم بإعادة الإمبراطورية الفارسية العظمى، ولذلك وضعت أذرعا لها في بعض الدول مثل لبنان وسوريا واليمن بهدف التدخل في شئون هذه البلاد وإزعاج الدول الأخرى المجاورة لها، وذلك تحت شعار براق هو الدفاع عن (القضية الفلسطينية). وهناك دولة أخرى، هي تركيا التي سعت إلى  استعادة الخلافة العثمانية، وذلك عن طريق دعم جماعة (الإخوان المسلمين)، مما أدى إلى توتر العلاقة بينها وبين الدول العربية. ويصب كل ما سبق في مصلحة (إسرائيل) التي تحاول الهيمنة على المنطقة كلها وابتلاعها، بدعم من الحليف التقليدي؛ الولايات المتحدة الأمريكية.
ويضيف "الرميحي":  ولم تقف الأمور في الوطن العربي عند القلاقل التي وقعت داخل بعض دول المنطقة، والتهديدات التي يتعرض لها هذا الوطن من بعض الدول المجاورة، وإنما امتدت ليتأثر بالحروب التي تحدث في بعض الدول البعيدة إلى حد ما، مثلما حدث في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فقد مثلت هذه الحرب ضغطا اقتصاديا على العالم العربي الذي يعتمد على استيراد بعض المنتجات من هاتين الدولتين، إضافة إلى الطلب المتزايد من النفط العربي لسد حاجة الدول الأوروبية، لتعويض النقص في الإمدادات من الدولتين.

مقالات مشابهة

  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية: اتفاق شرم الشيخ أنهى مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
  • صدور كتاب "العرب في دائرة الخطر" للمفكر محمد الرميحي
  • من قلب الكنيست .. «ترامب» يشكر الدول العربية ويعلن عصر تاريخى للشرق الأوسط
  • الخارجية تُبارك تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الصهيونية
  • ترامب: إيران لو امتلكت السلاح النووي لما شعرت الدول العربية بالارتياح
  • ترامب: "أشكر الدول العربية والإسلامية على دعمهم لإعادة بناء غزة بشكل آمن"
  • ترامب: سنفعل شيئًا لا يُصدق.. وأشيد بالدول العربية التي تعهدت بإعادة إعمار غزة
  • ترامب في الكنيست: الدول العربية والإسلامية شركاء في السلام
  • ترامب: الدول العربية والإسلامية شركاء في السلام بالشرق الاوسط
  • مجلس الشؤون الاجتماعية العرب يعقد دورته الـ82 وسط تحديات غير مسبوقة بالجامعة العربية