شوقي علام: التراث ليس مجرد ماضٍ جامد وعلينا استثماره بدلا من إهماله
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن التراث ليس مجرد ماضٍ جامد، بل هو إرث حي يجب التعامل معه بوعي وحكمة، موضحا أن التراث يشمل كل ما تركه لنا السابقون، تمامًا كما يورث الأب لأبنائه أرضًا أو بيتًا، فيكون على الورثة مسؤولية استثماره وتطويره بما يخدم مصالحهم، دون إهماله أو التخلي عنه.
وأوضح مفتي الديار المصرية السابق، خلال تصريحات تليفزيونية اليوم السبت أن هناك اتجاهين متناقضين في التعامل مع التراث؛ الأول يرفضه بالكامل ويرى فيه عائقًا أمام التقدم، مستندًا إلى تجارب بعض الأمم التي رأت في تراثها الديني حجر عثرة في مسيرتها، أما الاتجاه الثاني، فهو اتجاه جامد يقدس كل ما ورد عن السابقين دون اعتبار لاختلاف السياقات والواقع المعاصر، مما يعيق التطور والاجتهاد.
وشدد الدكتور شوقي علام على أن الحل لا يكمن في رفض التراث أو الجمود عليه، بل في إيجاد رؤية وسطية تعتمد على الاستفادة منه وتطويره وفق احتياجات العصر، مع الحفاظ على ثوابته التي تشكل هوية الأمة.
وأكد أن الإسلام يحث على إعمال العقل والاستفادة من التجارب السابقة، مشيرًا إلى قوله تعالى: "فاعتبروا يا أولي الأبصار"، وهو دعوة للتأمل والتطوير، لا للجمود أو الهدم.
وشدد على ضرورة بناء خطاب فكري متزن، يتعامل مع التراث بعقلانية، فيحافظ على قيمه، ويستثمره لصالح نهضة الأمة، دون أن يتحول إلى قيد يكبل تقدمها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية مفتي الديار المزيد
إقرأ أيضاً:
اسماعيل الشيخ يكتب: صناعة المحتوى في زمن الفقاعة
في زمن صاخب بالصوت والضوء واللاشيء باتت التريندات سيدة المشهد تقود المزاج العام وتفرض ما يجب أن نراه ونناقشه ونضحك عليه وربما نغضب منه أيضًا ولو ليوم واحد فقط.
صار من المعتاد أن نستيقظ كل يوم على قصة جديدة لا نعرف هل هي حقيقية أم مختلقة هل تعكس أزمة مجتمع أم مجرد عرض جانبي لزيف الشهرة أسماء تتكرر وسيناريوهات تتشابه والنتيجة واحدة تصدر من لا يستحق وتجاهل من يستحق
أم فلانة التي تبكي على لا شيء والرحالة التي تتنقل من شاشة لأخرى والسيدة المثيرة للجدل التي تهدد وتتوعد وتدعي ما لا يصدق كلهم صاروا أبطال المشهد في وقت يعاني فيه المحتوى الهادف من العزلة ويكافح فيه المبدع الحقيقي ليصل إلى جمهور شتته الضجيج
ما يحدث ليس مجرد هزار على السوشيال بل تحول ثقافي خطير نحن أمام جيل يتشكل وعيه على يد شخصيات غير مؤهلة ترسم له ملامح الشهرة وتقدم له النجاح في قوالب من التفاهة والاستفزاز حتى أصبحت السخافة مسارًا وظيفيًا والجدل المصطنع وسيلة لاقتناص الإعلانات والعقود والظهور الإعلامي
وللأسف لا تلام المنصات وحدها نحن كجمهور نشارك في إعادة تدوير هذه الفقاعات نمنحها مشاهدات ونتبادلها في الجروبات ونحولها إلى مادة يومية للنقاش في حين أن المحتوى الحقيقي لا يجد موطئ قدم إلا بشق الأنفس
السؤال الحقيقي ليس من المسؤول بل إلى متى إلى متى سنسمح للتريند أن يتحول إلى سلطة فوق المعنى وإلى متى سنظل نكافئ الضجيج على حساب القيمة
ربما آن الأوان لأن نستعيد المعنى وسط هذا الركام أن نمنح صوتًا لمن يصنع شيئًا حقيقيًا ولو بصمت فالتريند لا يعبر عنا بل يشكلنا من حيث لا ندري