سودانايل:
2025-08-14@02:29:08 GMT

جوهر المشكلة – الحركة الإسلامية

تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT

لكل أزمة سبب رئيس هو المرتكز الأساس لحدوثها، الحرب في السودان غطّت سماءها سحب الكذب والتضليل، وأضحى السؤال عمّن أطلق رصاصتها الأولى مثل جدل الدجاجة والبيضة، وكادت أن تضيع ملامح بدايات الحرب، وكيف شاهد وسمع الناس أصوات الرصاص بالمدينة الرياضية وطيبة، وبذات الذاكرة السمكية تبخرت من قبل ذكرى خطيئة انقلاب يونيو 1989، وما تبع الانقلاب من تخلق لنظام حكم الحركة الإسلامية، ونسي الناس أن حرب اليوم لم تـندلع فجأة، وتغافلوا عن إرهاصاتها وعلاماتها التي بدأت مع الانقلاب، الذي قاده العميد الركن عمر حسن كادر الحركة بالجيش، وأصاب الكثيرين الزهايمر فأخذوا ينسبون كل الجرائم والموبقات، التي أتى بها نظام حكم الحركة الإسلامية إلى قوات الدعم السريع حديثة التأسيس، ولم يقدم فقهاء دولة (القرآن) شرحاً للناس عن إمارات ساعة انفجار الحرب، البادئة منذ حروب الجنوب وجبال النوبة وجبل مرة، أن تلك المحطات علامات مرور على الصراط الطويل الموصل لقيامة اليوم، فكل مبتدأ له منتهى، ومنتهى الحرب يكون بإنهاء أثر المتسبب الأول، والبادئ الأظلم، فقد اغتصبت الجماعة الباغية السلطة وتمتعت بها، وأساءت استخدامها، وأشعلت نيران الحروب بآلياتها – أجهزتها الأمنية والعسكرية، فلا يوجد حزب ولا جماعة أخرى بالسودان مسؤولة بصورة مباشرة عن هذه النهايات المأساوية غير الحركة الإسلامية.


إنّ جوهر المشكلة هو هذا التنظيم الأخطبوط والسرطان المتجذر في جسد الدولة والمجتمع، وليس شماعة التمرد المزعوم ولا الاستهداف الخارجي والعملاء (قحت، تقدم، صمود، قمم)، أو الغزو الأجنبي (عرب الشتات)، كما يدّعي اعلام التنظيم المضلل ومعاونوه، إنّ آفة البلاد تكمن في الأذى الجسيم والجرم المتسلسل الذي الحقه التنظيم بسكان السودان، التنظيم الحركي الإسلامي الذي يغالب سكرة الموت، في حربه غير محسوبة العواقب التي أقدم عليها، يقاوم خروج الروح بالصعقات الكهربائية الإقليمية ليفيق من السكرة، التي أصابته جراء التفكيك الأمني والعسكري الذي ألحقته به الضربات القاسية من قوات الدعم السريع، فنشط عبر علاقاته الممتدة مع التنظيم العالمي للنهوض مجدداً بسبب ما تعرض له من هزّة، فهو لا يدين لحلفائه في الداخل بفضل، حتى الذين تصالحوا معه من منطلقات جهوية من بعض الشيوعيين والبعثيين والأنصار والاتحاديين والمتمردين السابقين، لن ينالوا ما يصبون إليه من مطامح سياسية، لأن أولويات الحركة الإسلامية تنظيمية إقليمية وعالمية، وضريبتها المستحقة الدفع تجاه الممولين العالميين باهظة، وعندما يحين موعد سداد الفاتورة لن يجد داعموها من أحزاب وحركات الداخل ما يسدون به الرمق، وبناءً على التسريبات فإنّها باعت معادن الأرض مقدماً، ورهنت موانئ البلاد للسادة أصحاب المصلحة – الممولين العالميين، ولا عزاء للمغفلين النافعين.
إنّ جميع المليشيات الجهوية وحركات دارفور المسلحة، المقاتلة في صفوف الحركة الإسلامية في نسختها الأخيرة التي يقودها علي كرتي، لن يكون لها علو كعب بين مليشيات التنظيم العقائدية – البراء وغيرها، وقد بدأ التذمر يطفو للسطح بين قائد مليشيا قبيلة الشكرية العميل المزدوج، وكتائب التنظيم المالكة للسلاح الحديث، فمعلوم أن تنظيم الحركة الإسلامية منذ يومه الأول بعد اغتصابه للسلطة، استمرأ صناعة المليشيات، والتي من بعد نفاذ الغرض المصنوعة من أجله يقوم بحرقها وكنسها، في ازدراء وتحقير واستعلاء وغرور، دون حسبان لركن ركين من أركان مقاصد الشريعة الإسلامية - الحفاظ على النفس، فجوهر المشكلة يكمن في وجود هذا التنظيم الذي تلاعب بأرواح المواطنين، وتندر وتهكم على موتهم تحت ركام قصف طيرانه الأجير، بإطلاق وصف "المشاوي" و"الكباب" على جثامين الشهداء الفقراء من المسلمين السودانيين، فهذه الحركة الإسلامية ومنذ سطوتها على السلطة ظلت تعمل على شراء السلاح بموارد السودانيين، لتسفك دمهم بنفس السلاح، فلم يجد المواطنون منها خيراً، وقد أدت كل الأدوار القذرة التي أنكرتها فيما بعد وألصقتها بالآخرين – التآمر (مع إيران وتركيا ومصر ضد السودان)، والارتزاق، والزج بالمليشيات الأجنبية وإشعال الحروب، فجوهر مشكلة السودان يكمن في الحركة الإسلامية – النسخة الأخيرة.

إسماعيل عبد الله
[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تبحث تهجير الفلسطينيين إلى جنوب السودان | تفاصيل

تجري إسرائيل مناقشات مع جنوب السودان حول إمكانية إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا التي مزقتها الحرب، كجزء من جهد أوسع نطاقًا تبذله إسرائيل لتسهيل الهجرة الجماعية من الأراضي التي خلفتها حربها التي استمرت 22 شهرًا ضد حماس.

وأكد ستة أشخاص مطلعون على الأمر لوكالة أسوشيتد برس إجراء المحادثات ومن غير الواضح إلى أي مدى تقدمت المحادثات، ولكن إذا تم تنفيذها، فإن الخطط ستؤدي إلى نقل الأشخاص من أرض مزقتها الحرب ومعرضة لخطر المجاعة إلى أخرى، وتثير مخاوف بشأن حقوق الإنسان.

وطرحت إسرائيل مقترحات مماثلة لإعادة التوطين مع دول أفريقية أخرى.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء في مقابلة مع قناة i24 التلفزيونية الإسرائيلية: “أعتقد أن الشيء الصحيح الذي يجب فعله، حتى وفقًا لقوانين الحرب كما أعرفها، هو السماح للسكان بالمغادرة، ثم الدخول بكل قوتك ضد العدو الذي يبقى هناك”، ولم يشر إلى جنوب السودان.

رفض الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان ومعظم المجتمع الدولي المقترحات باعتبارها مخططًا للطرد القسري في انتهاك للقانون الدولي.

بالنسبة لجنوب السودان، يمكن أن تساعد هذه الصفقة في بناء علاقات أوثق مع إسرائيل كما أنها تمثل فرصة محتملة لترامب، الذي طرح فكرة إعادة توطين سكان غزة في فبراير، لكن يبدو أنه تراجع في الأشهر الأخيرة.

رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق ولم يرد وزير خارجية جنوب السودان على أسئلة حول المحادثات. 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنها لا تعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة.

طباعة شارك تهجير الفلسطينيين إلى جنوب السودان تهجير الفلسطينيين إسرائيل شرق إفريقيا حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو

مقالات مشابهة

  • لمن يريد ان يحتمي بالجيش ليعود الى السلطة في السودان
  • هذه هي الدولة التي تريد إسرائيل توطين الفلسطينيين من قطاع غزة فيها
  • إسرائيل تبحث تهجير الفلسطينيين إلى جنوب السودان | تفاصيل
  • الدقير يتحدث عن السلام في السودان.. ماذا قال؟
  • السودان الذي يسكننا… وما يخسره العالم إن غاب
  • قتل الشاهد.. الجريمة التي تُضاعف جريمة الحرب
  • القوة الشرائية في أسواقنا.. المشكلة والحل (1- 3)
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم “حماس” بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • الحاج أبو محمد… بائع الأمل الذي تحدى الحرب بابتسامة
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟