فضيحة أمنية تهز واشنطن .. تسريب خطط عسكرية عبر تطبيق مراسلة بالخطأ
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
أثار تقرير نشرته مجلة The Atlantic صدمة واسعة، وكشف عن قيام كبار أعضاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمشاركة خطط عمليات عسكرية حساسة، يُحتمل أن تكون مصنفة "سرية للغاية"، عبر تطبيق مراسلة مشفر، وذلك عن طريق الخطأ.
وفقًا للتقرير، قام مستشار الأمن القومي مايك والتز بإجراء محادثة جماعية عبر تطبيق Signal ضمت نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، لمناقشة تنفيذ ضربات عسكرية ضد ميليشيات الحوثي في اليمن، التي كانت تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ترامب يرشح سوزان موناريز لمنصب مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية
ترامب: توصلنا إلى اتفاق مع أوكرانيا بشأن المعادن النادرة
ورغم تنفيذ الضربات كما كان مخططًا لها، إلا أن جولدبيرغ بقي في المجموعة حتى انتهى النقاش، وخرج بنفسه من المحادثة، بعد أن شهد كبار المسؤولين يهنئون بعضهم على نجاح العملية.
ردود فعل غاضبة وصادمة
أثار الكشف عن هذه المحادثات ردود فعل غاضبة بين المسؤولين الأمريكيين، سواء داخل إدارة ترامب أو بين مسؤولي الأمن القومي السابقين. وأعرب العديد من المسؤولين الذين تحدثوا لشبكة CNN عن صدمتهم مما حدث، حيث قال أحد كبار مسؤولي الاستخبارات السابقين:
"لقد انتهكوا جميع القواعد والإجراءات المعروفة لحماية المعلومات العسكرية قبل تنفيذ الضربة. هذا انهيار كامل لأمن العمليات العسكرية."
فيما اكتفى مسؤول آخر بالرد قائلًا:
"لا، لا يوجد أي سابقة لمثل هذا الاستخدام لتطبيق مراسلة في الإدارة الأمريكية."
مخاوف أمنية وتحقيقات داخلية
أكدت إدارة ترامب صحة الرسائل المسرّبة، لكنها لم تقدم أي تفسير عن سبب مناقشة معلومات دفاعية حساسة خارج الأنظمة الحكومية المصنفة. وعلى الفور، سارع كبار المسؤولين إلى مراجعة استخدام Signal وسط مخاوف من الاعتماد المفرط عليه في الأعمال الحكومية الحساسة، مما يشكل تهديدًا محتملاً للأمن القومي الأمريكي.
يُعرف تطبيق Signal بتشفيره القوي، وهو شائع الاستخدام بين الصحفيين والمسؤولين الحكوميين حول العالم. ولكن في ظل هذه الحادثة، تصاعدت المخاوف بشأن احتمالية تعرضه للاختراق من قبل جهات خارجية، خصوصًا مع ورود تقارير تفيد بأن قراصنة روس مرتبطين بالحكومة حاولوا في السابق اختراق حسابات عسكريين أوكرانيين على التطبيق عبر التنكر كمصادر موثوقة.
رد فعل إدارة ترامب
رغم تداعيات التسريب، لم يعطِ الرئيس دونالد ترامب أي إشارات على نيته إقالة أحد المسؤولين المتورطين. وعند سؤاله عن الأمر، بدا غير مكترث، قائلاً:
"لا أعرف شيئًا عن هذا الموضوع. أنا لست من محبي مجلة The Atlantic، فهي بالنسبة لي مجلة على وشك الإفلاس. لا أعتقد أنها مجلة ذات أهمية. لكنني لا أعرف شيئًا عن هذا التسريب."
هل يتم فرض قواعد جديدة؟
داخل البيت الأبيض ووكالات الأمن القومي، تسود حالة من الترقب حول ما إذا كانت الإدارة ستضع ضوابط جديدة بشأن استخدام التطبيقات غير الحكومية في مناقشة الأمور الحساسة. وأكد مسؤول في الإدارة أن "الجميع يستخدم Signal طوال اليوم والليل"، لكن هذا قد يتغير قريبًا بعد هذه الفضيحة الأمنية.
في ظل الغضب المتزايد، قد تضطر إدارة ترامب إلى مراجعة سياساتها الأمنية بسرعة لتجنب كارثة مماثلة في المستقبل، خاصة مع حساسية المعلومات التي تم تسريبها، والتي كان من الممكن أن تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن القومي الأمريكي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دونالد ترامب الرئيس الأمريكي سرية للغاية جي دي فانس الإدارة الأمريكية المزيد الأمن القومی إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
صحيفة بريطانية: إدارة ترامب فرقة من الهواة تدير العالم
في مقاله بصحيفة "آي بيبر" البريطانية، قدّم المحلل السياسي سايمون ماركس قراءة عميقة في التحول الجذري لأسلوب إدارة السياسة الخارجية الأميركية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مؤكدا أن واشنطن تقودها اليوم "فرقة من الهواة" قلبوا معايير الخبرة الدبلوماسية رأسا على عقب.
يركّز المقال على شخصية ستيف ويتكوف، رجل العقارات وصديق ترامب القديم، الذي تحوّل من رجل أعمال مغمور إلى مبعوث رئاسي يتصدر مشهد التفاوض في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب بريطاني: الفظائع التي سمح بها الغرب في غزة ستدق بابه قريباlist 2 of 2صحف عالمية: صعوبات جمة تعترض استئناف إدخال المساعدات لغزةend of list
فشل الدبلوماسيين التقليديين
ورغم استهانة نخب السياسة الخارجية في واشنطن به، فقد أثبت ويتكوف نجاحا غير متوقع تمثّل في إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء من غزة، ما وضع النخبة الدبلوماسية التقليدية في واشنطن أمام فشل ذريع، بحسب المقال.
وقال ماركس إن سيرة ويتكوف الذاتية لم تكن توحي بأنه يمتلك المهارات اللازمة للتعامل مع رجال "قساة" مثل الرئيس فلاديمير بوتين أو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- أو قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
سايمون ماركس: رغم استهانة نخب السياسة الخارجية في واشنطن به، فقد أثبت ويتكوف نجاحا غير متوقع تمثّل في إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء من غزة، ما وضع النخبة الدبلوماسية التقليدية في واشنطن أمام فشل ذريع صداقة ترامب وويتكوفوتطرق الكاتب إلى بداية صداقة ويتكوف مع ترامب وتعود إلى عام 1986، حين التقيا صدفة في مطعم صغير بنيويورك الساعة الثالثة صباحا.
كان كلاهما يشتري شطائر بعد يوم عمل طويل، ولم يكن ويتكوف يحمل نقودا كافية لسداد قيمة ساندويش لحم الخنزير والجبن الذي اشتراه، فدفع ترامب الحساب عنه. ولم يكن أيٌّ منهما يتخيّل أنهما سيتوسطان بعد 4 عقود في التوصل لاتفاق سلام تاريخي في الشرق الأوسط.
وطبقا للمقال، لم يكن ويتكوف مهيأً تماما للاضطلاع بالدور الذي يشغله اليوم في إدارة ترامب، لدرجة أنه اعترف بأنه تعلّم أساسيات الشؤون الخارجية من مشاهدة الوثائقيات على منصة نتفليكس للأفلام والفيديوهات، مما جعل كثيرين في واشنطن يسخرون منه.
سحر الشخصية وجاذبيتهالكن ويتكوف -الذي يصف نفسه بأنه "دبلوماس هاوٍ"- لجأ إلى ما يشبه "حكومة المطبخ" طلبا للنصح حول الشرق الأوسط، والتي ضمت الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ومستشار الأمن القومي البريطاني الحالي جوناثان باول، الذي شكره ويتكوف علنا في منشور عبر وسائل التواصل يوم الاثنين.
إعلانووصفه الرئيس الأميركي بأنه "مفاوض عظيم، لأنه شخص عظيم"، وهو ما اعتبره المحلل السياسي في مقاله استهلالا لعصر جديد من الدبلوماسية يعتمد على "سحر الشخصية وجاذبيتها" كأداة لإحداث التغيير.
وذكر ماركس أن جهود الرجل في الوساطة أثمرت بفضل العون الذي تلقاه من جاريد كوشنر صهر الرئيس وأحد "الهواة" في فريق ترامب، "الذي يفتقر هو الآخر إلى المؤهلات التقليدية التي كانت في السابق تخول المرء لشغل مناصب رفيعة في الخارجية أو مجلس الأمن القومي".
النخب السياسية في حرجوأضاف أن تلك النخب تجد نفسها اليوم -هي، ودوائر أخرى- في وضع حرج للغاية بعد نجاحه في إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء من غزة.
ويرى ماركس أن ترامب استطاع أن يُحرج المؤسسة السياسية التقليدية، محققا إنجازات بوسائل غير تقليدية، حتى وإن كانت محاطة بالفوضى والعفوية.
فالعالم -كما يقول ساخرا في اختتام مقاله- يُدار اليوم من "مستثمر عقارات يمتلك حسابا في نتفليكس"، في إشارة إلى مفارقة عصر تتراجع فيه الخبرة لصالح الجرأة والشخصية الكاريزمة.