هل يعجبك أن يقوم البعض باستخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة تجسيد وتحريك وإنطاق شخصيات محبوبة، بل مقدرة موقرة، لديك في سياق تجاري؟! حتى في سياق غير تجاري، هل يروق لك خدش تلك الصورة المحفوظة في وجدانك عن الشخصية التي توقرها وتبجلها؟! رأيت في بعض التطبيقات مقاطع مصنوعة بالذكاء الاصطناعي لشخصيات موغلة القدم في عمق التاريخ، مثل فلاسفة اليونان وملوك الرومان، تنطق وتبتسم، يكون الذكاء الاصطناعي ارتكز فقط على تمثال أو نصف تمثال لهذه الشخصية أو تلك.
بصراحة تملكتني الدهشة في البداية، لكن تفكرت في الأبعاد الذوقية وخشيت على «تجفيف» الخيال من جراء هذا التجسيد. نعم سيقال: لكن يوليوس قيصر مثلاً أو كليوباترا تم تشخيصهما مراراً في السينما والدراما والمسرح، ولم يؤثر ذلك على خصوبة الخيال التي تحاذر يا هذا.
هذا نصف صحيح، فأي تجسيد لمجرد وتقييد لمطلق، فهو على حساب الخيال... دعونا نضرب مثلاً من تاريخنا الإسلامي والعربي، ونقرأ عن شخصية كبيرة في تاريخنا، لم تمسسها يد التمثيل أو الفن عموماً، سيكون خيالي وخيالك وخيالها هو سيد المشهد، بينما لو ذكرنا مثلاً شخصية الحجاج بن يوسف، فوراً ستحضر شخصية الفنان السوري (عابد فهد) حديثاً، والفنان المصري (أنور إسماعيل) قديماً، وشخصياً بالنسبة لي فالحجاج هو الفنان المبدع أنور إسماعيل.
ثم إن المشاهد أو المتلقي يعرف ضمناً أن هذا «تمثيل» وليس مطابقة وإحياء للموتى، بينما الذكاء الاصطناعي يقول لي إن ما تراه هو الحقيقة، لو بعثت تلك الشخصية من العدم!
طافت بي هذه الخواطر بعد الضجة القانونية والأخلاقية بسبب إعلان تجاري لمحل حلويات مصري، بتنقية الذكاء الاصطناعي، تم تحريك وإنطاق نجوم من الفن المصري!
لذلك قدمت جمعية «أبناء فناني مصر للثقافة والفنون» شكوى إلى «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، تُطالب فيها بوقف إعلانات يبثّها مطعم حلوى شهير عبر منصات مواقع التواصل وبعض القنوات التلفزيونية، إذ تُستخدم فيها صور لعدد من النجوم من دون الحصول على موافقة ذويهم، مؤكدةً أنّ الشركة «استباحت تجسيد شخصيات عظماء الفنّ من دون تصريح بغرض الربح».
لاحظوا... ما زلنا في البداية مع هذه التقنية... ترى هل سيجف الخيال الإنساني لاحقاً؟! فالخيال هو الرحم الولود للإبداع، بل لكل شي... كل شي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية شات جي بي تي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي ينقذ تلسكوب جيمس ويب من الرؤية الضبابية
نجح باحثون في العاصمة الأسترالية سيدني بإصلاح تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، البالغ تكلفته 10 مليارات دولار، دون أن يغادروا الأرض، مستخدمين برنامج ذكاء اصطناعي يُدعى AMIGO لإزالة الضبابية الناتجة عن تشوهات إلكترونية دقيقة في صور التلسكوب.
وأعاد هذا الحل البرمجي قدرة التلسكوب على التقاط صور فائقة الوضوح للكواكب الخارجية والظواهر الكونية، في إنجاز يؤكد أن الشيفرة قد تنقذ ما تعجز عنه البعثات الفضائية.
← اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يكشف أسرار "شياطين الغبار" في المريخ
من الأرض إلى الفضاء
حقق طالبان في مرحلة الدكتوراه من جامعة سيدني إنجازاً غير مسبوق، إذ تمكنا من تحسين رؤية التلسكوب من الأرض دون الحاجة إلى بعثات إصلاح.
الطالبان لويس ديسدوا وماكس تشارلز طوّرا مع فريقهما حلاً برمجياً أعاد الدقة لأحد أهم أجهزة التلسكوب البصرية، وهو مقياس التداخل بقناع الفتحة (AMI)، المكوّن الأسترالي الوحيد في التلسكوب الذي طوّره البروفيسور بيتر توثيل.
ويتيح الجهاز التقاط صور شديدة الدقة للنجوم والكواكب الخارجية عبر تقنية التداخل الضوئي (Interferometry).
← الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة الخلايا السرطانية
إصلاح ذكي
عند بدء تشغيل التلسكوب، لاحظ العلماء أن أداء AMI تضرر بتشوهات إلكترونية طفيفة في الكاميرا تحت الحمراء، تسببت بضبابية مماثلة لمشكلة تلسكوب هابل الشهيرة.
لكن بدل إرسال بعثة فضائية، طوّر فريق سيدني أداة AMIGO التي تستخدم محاكاة متقدمة وشبكات عصبية لتقليد أداء التلسكوب وتصحيح التشوهات.
ومن خلال معالجة ما يُعرف بتأثير "الأكثر سطوعاً – الأكثر تضخماً" (Brighter-Fatter Effect)، أعادت الأداة دقة التلسكوب إلى مستواها الأمثل.
وقال البروفيسور توثيل: "بدلاً من إرسال رواد فضاء لتبديل قطع، أصلح الفريق كل شيء بالشيفرة فقط. إنه مثال رائع على الابتكار في خدمة علوم الفضاء".
← نظارات بالذكاء الاصطناعي تمنح ضعاف السمع قدرات خارقة
نتائج مذهلة
حققت الأداة نتائج مذهلة، إذ مكّنت "جيمس ويب" من التقاط صور أكثر حدة من أي وقت مضى لأجرام سماوية باهتة، بما في ذلك تصوير مباشر لكوكب خارجي خافت ونجم قزم بني يدور حول النجم HD 206893، الواقع على بُعد نحو 133 سنة ضوئية من الأرض.
وفي دراسة موازية قادها ماكس تشارلز، أثبتت التقنية قدرتها على التقاط صور عالية الدقة لنفثات ثقب أسود، وسطح قمر المشتري النشط "آيو"، والرياح النجمية الغبارية للنجم WR 137، ما يوسع حدود ما يمكن للتلسكوب رصده.
← أداة ذكاء اصطناعي تكشف 9 أنواع من الخرف بفحص واحد
مستقبل واعد
قال ديسدوا: "لقد منح هذا العمل تلسكوب (جيمس ويب) رؤية أكثر وضوحاً من أي وقت مضى. من المجزي جدًا أن ترى كيف يمكن لحل برمجي أن يوسّع قدرات التلسكوب العلمية، دون مغادرة المختبر حتى".
ونُشرت نتائج البحث على منصة arXiv، على أن تُنشر النسخة المُحكّمة قريباً في مجلة Publications of the Astronomical Society of Australia.
وأشار الدكتور بن بوب، الذي عرض النتائج في مؤتمر SXSW Sydney، إلى أن الفريق يسعى لتوفير الكود الجديد لعلماء "جيمس ويب" في أسرع وقت ممكن.
أمجد الأمين (أبوظبي)