لجريدة عمان:
2025-06-10@17:32:11 GMT

جدلية الصدفة والمنطق في الطب الشعبي «2»

تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT

جدلية الصدفة والمنطق في الطب الشعبي «2»

المرحلة الأولى: الفكرة المجردة في أحد المجتمعات المحلية في سلطنة عمان، تنتشر ممارسة شعبية في علاج صداع الرأس، التي تتطلب وجود توأمين ذكر أو أنثى، وبعض المجتمعات تعتبر أنثى التوأم غير جيد لأسباب وأفكار متعددة. يقوم أحد التوأمين بالتدليك أو الضغط على مكان الألم بالرأس باستخدام القدم عادة، ويشفى المريض من الصداع بعد فترة وجيزة من ذلك.

ما الذي أدى لهذه الممارسة؟ بداية كانت هذه الممارسة عبارة عن فكرة مجردة، فعند ولادة التوأمين، يتبادر إلى ذهن الأبوين أو الأفراد في تلك البيئة، مجموعة من الأفكار حول هذا الحدث. من بينها الاعتقاد بأن هذا الحدث أمر خارج عن المألوف، وهو كذلك في حالة إن كانت ولادة التوأم لأول مرة، مما يضفي على ذلك أنه شيء مُبارك، ويتم ربطها بمختلف الجوانب، كالطبيعة، ويوم محدد، ووقت محدد، أو حتى أنها مشيئة الإله، فهي إذا مباركة، وغيرها الكثير والكثير من الأفكار المختلفة باختلاف طبيعة المجتمعات آنذاك. بعدما تبادرت هذه الأفكار للناس، احتاجوا لنوع من إضفاء جانب إمبريقي عليها في أرض الواقع، أي كأنك تأتي بفرضية وتريد تجربتها. غير أن الفرق في الأولى فقط أنها ليست على أساس علمي، وإنما أقرب ما يكون للسريالية أو الميثولوجيا. وهنا ستأتي المرحلة الثانية، ألا وهي إضفاء معنى ملموس على الفكرة، بعدما كانت فكرة مجردة.

المرحلة الثانية: إضفاء المعنى الملموس للفكرة وفي هذه المرحلة، تتم محاولة تجربة الفكرة على الواقع، ولكن عادة ما يتم ربط مثل هذه الأفكار في المرحلة الأولى بالعلاج، لعدم وجود مستشفيات آنذاك، والمعرفة كانت قليلة في الطب بداية، فيلجأ الناس للتجربة، سواء كانت من خلال بعض الطقوس، والنباتات، والمياه... إلخ، وبمختلف الطرق والأساليب. لو أتينا لمثال التوأم، فعند إصابة أحد الأشخاص بالصداع، يتم ربط الأفكار المرتبطة بولادة التوأم بالعلاج، ولكن ليس بشكل يقيني، بمعنى أن لجوء المريض للتوأم في البداية، أو حثه من قبل الناس من حوله بذلك، هو فقط نتيجة انعدام السبل الأخرى للعلاج، أو حتى لتخفيف الألم، كمثل من يلجأ للكي إذا لم تُفده المستشفيات، وليست بمعرفة قدرة أحد التوأمين على تخفيف الألم بطريقة أو بأخرى. وفي أحيانٍ أخرى، تكون الصدفة هي التي تأتي قبل ربط التوأم بأي أفكار ميثولوجيه، فعلى سبيل المثال، يأمر الشخص المصاب بالصداع أحد أفراد عائلته بتدليك رأسه، غير أنه لم يشعر بأن الألم قد خفَ، فيأتي أحد التوأمين تاليا في الوقت نفسه أو حتى في وقت آخر، ويقومان بالتدليك، فهنا يبدأ المريض بالشعور بنوع من الراحة، وتدريجيا يختفي الألم. بعدها يقوم الشخص المريض بنفسه بالربط بين ولادة التوأم، ووجود قدرة غير طبيعية في العلاج على الأقل لدى كل من يُولد توأم. ولكن الصدفة هنا ليست كالصدفة في المرحلة الثالثة، فالصدفة في هذه المرحلة هي لحظة اكتشاف قدرة التوأم على العلاج، أما الصدفة في المرحلة الثالثة فهي لحظة حدوث الأثر الإيجابي من الممارسة، أيًا كانت هذه الممارسة.

المرحلة الثالثة: الصدفة هذه المرحلة تكون غالبا هي لحظة الحسم، بمعنى أنها هي التي تحدد إما استمرارية الممارسة، وإما توقفها عند المرحلة السابقة. لنأخذ مثالا آخر لإحدى الممارسات الشعبية في الطب الشعبي، المرتبطة بمتغيري العمر والجنس كلاهما، تنتشر ممارسة في المجتمع العماني متعلقة بـ «البكر» (سأستخدم المصطلح في الشرح)، وهي الابنة الكبرى. هذا المثال شبيه بمثال التوأم، لذلك لن نعيد تطبيقها على المراحل السابقة، عندما تقوم البكر بعملية التدليك، تبين أن لها مفعولا يُشعر بالراحة ويبدأ الألم بالانحسار، وهنا ستدخل الصدفة في البداية، التي ما إن نسمع بها في الحديث عن الممارسات الشعبية في الوقت الحاضر، يتبادر إلى ذهن الباحث سؤال مهم، ذكرنا أن هذه المرحلة هي التي تحدد استمرارية الممارسة أو العادة الشعبية من توقفها، إذا في حالة أن البكر قامت بالتدليك ولم تعط أية نتيجة إيجابية، فما هو السبب في استمرارية عمل شيء لا يعطي نتيجة حتى وقتنا الحاضر؟؟ أو كما يقول المثل الدارج: «كنك، أي كأنك تغبر سمة»، والسمة هي نوع من الصناعات السعفية. لا أقول بأن قدرات البكر مثلا أو التوأم في العلاج تشكل ما نسبته 90% من العلاج في طول فترة حياة الإنسان وحتى وقتنا الحالي، غير أننا نستنطق الواقع بما ينطق، فمن خلال المقابلات التي أجريتها مع بعض الأفراد الذين ما زالوا يمارسون هذه الممارسات الشعبية، التي كانت حول ما إذا كانت هناك نتيجة إيجابية لهذه الممارسات، أجاب غالبية المبحوثين بوجود فائدة، وقد كانت نسبتها متفاوتة بين المتوسطة والعالية في درجة الأثر الإيجابي، وهذا يختلف حسب طبيعة الألم وعوامل أخرى كنفسية المريض واستجابته النفسية من هذه الممارسة. للحديث بقية..

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الممارسة هذه المرحلة الصدفة فی

إقرأ أيضاً:

ودّع الألم فورًا: 3 وصفات طبيعية تقضي على حرقة المعدة بدون أدوية

صورة تعبيرية (مواقع)

حرقة المعدة ليست مجرد شعور مزعج بعد وجبة دسمة، بل قد تكون جرس إنذار لحالة صحية خطيرة إذا تكررت أو تُركت دون علاج. ومع تزايد الاعتماد على العلاجات الكيميائية، يبحث كثيرون عن طرق طبيعية وآمنة للتخفيف من هذا الشعور الحارق الذي يمتد من المعدة حتى الحلق، بسبب رجوع أحماض المعدة إلى المريء.

لكن المفاجأة أن الحل قد يكون في متناول يديك... بل وفي مطبخك.

اقرأ أيضاً والد إيلون ماسك يفجر مفاجأة حول خلاف ابنه مع ترامب.. ويتوقع من سيفوز 9 يونيو، 2025 مختص يحذر: 3 مؤشرات خطيرة تنذرك باقتراب جلطة القلب.. لا تتجاهلها 9 يونيو، 2025

كشف تقرير صحي عن 3 طرق طبيعية فعالة ومجربة للتخلص من حرقة المعدة دون أدوية، وقد أثبتت الأبحاث أنها لا تُخفف فقط الأعراض، بل تساهم في حماية جدار المعدة والمريء من التلف على المدى الطويل.

 

الماء القلوي:

ليس مجرد ماء! بل سلاح طبيعي مضاد للحموضة. تناول كوبين يوميًا من الماء القلوي (ذو درجة pH مرتفعة) يمكن أن يُقلل بشكل ملحوظ من حموضة المعدة، ويُعيد التوازن إلى الجهاز الهضمي. نتائجه ظهرت في دراسات أكّدت دوره في تخفيف ارتجاع الحمض.

 

شاي الأعشاب العلاجية:

ليست كل الأعشاب مجرد نكهات… بعضها دواء طبيعي. الزنجبيل، إكليل الجبل، والبابونج من بين الأعشاب التي تملك خصائص مضادة للالتهاب، وتُساعد على تهدئة بطانة المعدة الملتهبة. كوب دافئ من شاي الزنجبيل قد يكون كل ما تحتاجه قبل النوم.

 

عصير الصبّار (الألوفيرا):

ربما استخدمته لبشرتك، لكن دوره أكبر بكثير. عصير الصبّار يُعد درعًا مضادًا للأكسدة في المعدة، ويمنع تآكل بطانتها، ما يجعله مثاليًا لمن يعانون من حرقة المعدة المتكررة أو من بدايات قرحة المعدة.

ولأن حرقة المعدة قد تتحول إلى تلف مزمن في المريء أو مقدّمة لقرحة خطيرة، فإن تبنّي هذه الحلول الطبيعية قد يكون أكثر من مجرد راحة مؤقتة… بل وقاية على المدى البعيد.

مقالات مشابهة

  • مقتل طفل بنيران منتسب في الحشد الشعبي جنوب غربي كركوك
  • صوفان: وجود شخصيات على غرار فادي صقر ضمن هذا المسار له دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد.. نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة
  • اعتقال منتسبين في الحشد الشعبي بعد استغلالهم اسم الهيئة لـأغراض انتخابية
  • بعد أكل اللحمة .. احترس من علامات النقرس
  • ودّع الألم فورًا: 3 وصفات طبيعية تقضي على حرقة المعدة بدون أدوية
  • الغاء المباراة الودية بين منتخبي تونس وجمهورية إفريقيا الوسطى التي كانت ستلعب بالدار البيضاء
  • والدة جندي إسرائيلي قتيل : جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه
  • والدة جندي إسرائيلي قتل بكمين خان يونس: جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه
  • ما هو مستوى الدعم الشعبي لإسرائيل في دول أوروبا الغربية؟
  • جورج وأمل كلوني: كل ما قيل عن الأبوة والأمومة مع طفليهما التوأم ألكسندر وإيلا