المسلة:
2025-08-12@12:02:21 GMT

أمريكا على حافة الهاوية: نهاية إمبراطورية

تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT

أمريكا على حافة الهاوية: نهاية إمبراطورية

1 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: صفاء الحاج حميد

في إحدى القصص القديمة، نصح تاجر ثري ابنه قائلاً: “إذا فقدت كل شيء، حتى لو اضطرت للاستدانة، اشترِ بدلة فاخرة، ارتدِها، واذهب إلى السوق كما لو أنك ما زلت مليئًا بالمال. ادعُ الجميع إلى حفل فاخر، وليكن العشاء غالي الثمن. الجميع يجب أن يظن أنك ما زلت تملك كل شيء.

تفاجأ الابن وسأله: “ولكنك مفلس يا أبت، لماذا كل هذا التبذير؟” فأجابه الأب بابتسامة مكر: “السر في أن الناس سيظنون أنك لا زلت ثريًا، وهذا قد ينقذك من الإفلاس.”

وفي نفس السياق، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طبق هذه الاستراتيجية في فترة حكمه. كان يهدد العالم بأجمعه، وهو لا يدرك أن هذه التهديدات لم تكن أكثر من زئير أسد مريض. تهديده لكندا بأن تصبح الولاية 51، وتهديداته لأوروبا بتعريفات جمركية مرتفعة، وكل التصريحات التي أطلقها بشأن الصين، المكسيك، إيران، وحتى الانسحاب من اتفاقيات مناخية وصحية دولية، كانت مجرد حيلة لإخفاء واقعٍ مُر.

لكن في الواقع، أمريكا ليست كما كانت. الولايات المتحدة، رغم تهديداتها المتواصلة، تُعد الدولة الأكثر مديونية في العالم، وديونها تتزايد بمعدل لا يمكن تصوره. الدولار، الذي كان في يومٍ من الأيام رمزًا للقوة الاقتصادية العظمى، بدأ ينحدر بشكل لا يُحتمل. الطبقات الاجتماعية في أمريكا في حالة انهيار، وأعداد الفقراء والمشردين في ازدياد، بينما الطبقة الوسطى تكاد تختفي.

وأمريكا التي كانت ذات يوم تسيطر على العالم، تجد نفسها في حالة تدهور على الصعيدين السياسي والعسكري. من أفغانستان إلى العراق، ومن اليمن إلى أوكرانيا، كلها هزائم مدمرة. حتى في اليمن، كانت البحرية الأمريكية تفر من أمام الحوثيين، في أكبر إهانة للقوة العسكرية الأمريكية.

وأمام هذا الانحدار، الصعود المستمر للقوى العالمية الجديدة مثل الصين وروسيا والهند، أصبح يشكل تهديدًا أكبر. المعركة الاقتصادية بدأت تتحول من الغرب إلى الشرق، وباتت القوى الصاعدة تمثل بديلاً أقوى وأكثر استقرارًا.

ترامب، الذي يصر على تهديد العالم بأحاديثه الجوفاء، لا يدرك أن حتى حلفاءه القدامى أصبحوا يتحاشونه. فرنسا، بريطانيا، كندا، وغيرهم، بدأوا يتنصلون من الهيمنة الأمريكية التي طالما كانت سائدة.

لكن الحقيقة المؤلمة، التي يرفض أن يراها، هي أن عصر أمريكا كقوة عظمى قد انتهى.

العالم يُسجل نهاية مرحلة الإمبراطوريات، والشرق يُعيد رسم ملامح القوة. أمريكا، مهما حاولت، لن تستطيع إيقاف هذا المد.

الوقت ينفد، والخيارات ضئيلة. إما أن يواجهوا الحقيقة، ويُقروا بأنهم أصبحوا مجرد قوة عادية في عالم متعدد الأقطاب، أو أن يستمروا في لعبة التهديدات الفارغة، ليجدوا أنفسهم في النهاية في قاع الانهيار، مثل الإمبراطوريات التي سبقتهم.

فهل ستختار أمريكا الهبوط بكرامة إلى مكانتها الجديدة، أم أن التاريخ سيبتلعها في سقوط مدوٍ، لتصبح ذكرى في كتب التاريخ، كما حدث مع كل إمبراطورية تظن أنها أبدية؟.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

جنات لـ «الأسبوع»: فكرة الألبومات كانت وحشاني.. وتذوق الجمهور للموسيقى رجع تاني

أكدت المطربة جنات سعادتها بردود الأفعال التى وصلتها بعد طرح ألبومها الغنائي الجديد «ألوم على مين»، منذ أيام قليلة.

وقالت «جنات» أن فكرة طرح الألبومات كان يفتقدها سوق الموسيقى أثناء سيطرت الأغاني المنفردة خلال الفترة الأخيرة.

و أضافت خلال تصريحاتها لـ «الأسبوع»، الحمد لله عاد تذوق الجمهور للألبومات مرة أخرى خلال هذا الموسم الغنائي بصيف 2025.

وأشارت إلى الإنتعاشة الموسيقية التى يشهدها العالم الموسيقي خلال هذه المرحلة، وتفاعل الجمهور مع أغاني ألبومات نجومهم المفضلون.

وطرحت جنات ألبومها الجديد الأربعاء الماضي متضمناً 9 أغنيات هي: "أشيك واحدة"، "فات بكرة"، "مبسوطين"، "من الليلة"، "ألوم على مين"، "ماليش شبه"، "صبري طال"، "كاش كاش"، بالإضافة إلى أغنية "النص اللي يخص" التي طرحتها قبل أسبوع من إصدار الألبوم تمهيداً له.

وتعاونت جنات في هذا الألبوم مع نخبة من الشعراء والملحنين والموزعين، من بينهم: ملاك عادل، أدهم معتز، سيد حسن، مدين، إسلام رفعت، تيام، وعمرو الشاذلي، فيما تولى يوسف حسين توزيع النسبة الأكبر من الأعمال.

ودخلت قائمة تريند "يوتيوب" فى عدد من الدول العربية، بخمس أغنيات دفعة واحدة خلال أول أسبوع من طرح الألبوم.

مقالات مشابهة

  • د. شيماء الناصر تكتب: العالم على حافة الانهيار البيئي
  • أنس الشريف ورفاقه.. حكاية طاقم الجزيرة الذي قتل أمام العالم
  • رغم كونها الدولة الأكثر زيارة في العالم.. كيف نجت فرنسا من الاحتجاجات ضد السياحة التي عصفت بجيرانها؟
  • جنات لـ «الأسبوع»: فكرة الألبومات كانت وحشاني.. وتذوق الجمهور للموسيقى رجع تاني
  • نهاية العالم أم مجرد ظاهرة… حقيقة تغير لون مياه بحيرة طبريا
  • قيادي إخواني بارز: نكبة 2011 دمّرت اليمن والقيادة كانت للسفارة الأمريكية
  • الفاشر على حافة المجاعة.. تحذيرات “أممية” عاجلة
  • نهاية العالم أم مجرد ظاهرة.. حقيقة تغير لون مياه بحيرة طبريا
  • العدوان واحد.. من قنبلة هيروشيما إلى جحيم غزة.. أمريكا الفاعل والداعم
  • لحج.. ضبط رافعات مخصصة لإنزال حاويات السفن كانت في طريقها إلى الحديدة