أطفال غزة يدفعون الثمن.. قنابل أمريكية وحرب لا تنتهي لإطالة عمر نتنياهو
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مقالا، للصحفي نيكولاس كريستوف حول ما وصفه بـ"الاحتجاجات الفلسطينية الشجاعة في غزة"، قال فيه: "خلال تجوالي في إسرائيل والضفة الغربية؛ حيث يُمنع الصحفيون الأجانب عادة من دخول غزة، بدت الاحتجاجات وكأنها تُكسر الجمود".
وأضاف المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "على الرغم من الحديث عن مقترحات لوقف إطلاق النار، لا يزال الطرفان متباعدين بشكل مُستحيل حول أي اتفاق لإنهاء الحرب نهائيا، لذا أخشى أن نستعد لمزيد من القتل"، مردفا: "علنت إسرائيل، يوم الأربعاء، عن توسيع هجومها العسكري على غزة، بما في ذلك خطط للاستيلاء على مناطق واسعة".
وتابع: "يجد شعب غزة نفسه عالقا بين مطالب طرفين لا يمكن التوفيق بينهما، حماس والحكومة الإسرائيلية"، موضحا: "تشهد غزة اليوم أعلى نسبة من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم، وفقا للأمم المتحدة، ومع ذلك خرق بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار الأولي، متحديا الرأي العام بشأن القضية الوحيدة التي يبدو أن معظم الإسرائيليين والفلسطينيين يتفقون عليها: وجوب انتهاء الحرب".
واسترسل: "ما لم يحدث تقدم كبير -مثل إزاحة حماس أو نتنياهو- فقد تتوسع الحرب بدلا من ذلك"، مردفا: "قال لي رئيس الوزراء السابق، إيهود باراك: إنه يشك في أنهم سيحققون الهدف المفترض المتمثل في جعل حماس أكثر مرونة في المفاوضات؛ وحذر من أن إسرائيل قد ترتكب "خطأ تاريخيا فادحا" بإعادة احتلال غزة بشكل كبير والبقاء فيها على المدى الطويل".
ومضى بالقول: "ليس للولايات المتحدة نفوذ على حماس، لكننا نوفر القنابل التي تزن 2000 رطلا والتي يستخدمها نتنياهو لتحويل المباني والناس إلى غبار، وهذا يمنحنا نفوذا للضغط من أجل إنهاء هذه الحرب. نحن لا نستخدم هذا النفوذ".
وأضاف: "لذا، ستُنتج القنابل الأمريكية المزيد من حالات الأطفال الجريحين، دون ناجين من عائلتهم". فيما قام الجراح الأمريكي والأستاذ في كلية الطب بجامعة نورث وسترن، سام عطار، بخمس مهمات طبية إلى غزة منذ بدء الحرب.
وأوضح المقال: "أخبرني عن الأطفال الذين عالجهم: مراهق مصاب بحروق في نصف جسده توفي بسبب نفاد الدم من بنك الدم؛ وفتاة في العاشرة من عمرها دُفنت تحت الأنقاض لمدة 12 ساعة بجانب والديها المتوفيين؛ وصبي في الثالثة عشرة من عمره بوجه متفحم ظل يسأل عن والديه وأخواته المتوفين".
قال الدكتور عطار: "في كل حرب، تُكلفنا هذه الندوب النفسية الناجمة عن الخوف والغضب المزيد من الأرواح وسبل العيش لأجيال". وأضاف: "يمكننا بتر الأذرع والأرجل لإنقاذ الأرواح. كيف تُشفى روحٌ مُصابة؟ كيف تُشفى طفلةٌ دُفنت حية بجوار والديها المتوفين؟".
إلى ذلك، تابع المقال أنه منذ أسابيع، تُعيد دولة الاحتلال الإسرائيلي حصار غزة، مُفاقمة معاناة المدنيين، وربما معاناة الأسرى على حد سواء. وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر: "جميع نقاط الدخول إلى غزة مغلقة أمام البضائع منذ أوائل آذار/ مارس. على الحدود، يتعفن الطعام، وتنتهي صلاحية الأدوية، والمعدات الطبية الحيوية عالقة".
واستفسر المقال: "كيف تستجيب أمريكا لهذه المعاناة غير المبررة في غزة؟، التي وصفتها اليونيسف بأنها: أخطر مكان في العالم على الأطفال؟، شحن الرئيس ترامب 1800 قنبلة أخرى من هذا النوع، وزنها 2000 رطل، إلى إسرائيل، واقترح إخلاء غزة من سكانها فيما قد يرقى إلى مستوى التطهير العرقي".
وتابع: "كان من المفهوم أن يشعر الإسرائيليون بصدمة جرّاء يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023؛ ولكن بهذه الطريقة، فإن سكان غزة قد تحمّلوا أكثر من 2200 هجوم من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول".
"ماذا حقق كل هذا القصف؟ إسرائيل لم تحقق أيا من هدفيها الأساسيين من الحرب: استعادة جميع الأسرى وتدمير حماس. في الواقع، قدرت الولايات المتحدة أن حماس جندت عددا من المسلحين يساوي تقريبا عدد من فقدتهم" وفقا للمقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".
وتابع: "مع ذلك، فقد حققت الحرب شيئا واحدا: لقد أبقت نتنياهو في منصبه. إن استمرار الحرب يصب في مصلحته، على الرغم من أن 69 في المئة من الإسرائيليين يقولون إنهم يريدون منه إبرام صفقة لإعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب"، مردفا: "قُتل نحو 280 موظفا من الأمم المتحدة في غزة، إلى جانب أكثر من 150 صحفيا. أفادت الأمم المتحدة هذا الأسبوع أنها انتشلت جثث 15 من عمال الإنقاذ من سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء ومركبة تابعة للأمم المتحدة. قُتلوا أثناء محاولتهم مساعدة الجرحى".
وتساءل: "هل تُمثّل هذه الحرب أفضل استخدام للأسلحة الأمريكية؟" مبرزا تحذير وزير الحرب السابق، موشيه يعالون، مرارا وتكرارا من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جرائم حرب وتطهيرا عرقيا. واحتجّ المدير السابق لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، عامي أيالون، على سياسة الاحتلال الإسرائيلي تجاه غزة ووصفها بأنها: "غير أخلاقية وغير عادلة".
وأبرز المقال: "من جهتي، لا أرى حماس وإسرائيل متعادلتين أخلاقيا. لكنني أرى بالتأكيد تكافؤا أخلاقيا بين طفل إسرائيلي، وطفل فلسطيني، وطفل أمريكي. وأخشى أن يستخدم نتنياهو، بناء على حسابات سياسية، ذخائر أمريكية لحصد أرواح آلاف الأطفال الآخرين"؛ مستفسرا: "كل هذه الأرواح التي ستُزهق، وكل هؤلاء الأطفال الذين سيُصابون بالتشويه، لماذا؟".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتجاجات الفلسطينية غزة الاحتلال غزة قطاع غزة الاحتلال الاحتجاجات الفلسطينية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
رد إيراني عنيف على إسرائيل.. قصف مكثّف يستهدف تل أبيب وقواعد أمريكية
أعلن التلفزيون الإيراني اليوم السبت، مقتل اثنين من قادة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية خلال الهجوم الإسرائيلي على البلاد.
وذكر التلفزيون أن العميد غلام رضا محرابي، مسؤول شؤون الاستخبارات في هيئة الأركان، استشهد في العدوان الإسرائيلي الأخير، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم أسفر عن خسائر في صفوف القيادات العسكرية العليا.
في سياق متصل، نقلت وكالة “فارس” الإيرانية عن مصادر عسكرية مطلعة أن الحرب ستتوسع خلال الأيام القادمة لتشمل كامل الأراضي الإسرائيلية والقواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
وقال المصدر إن “الحرب التي بدأت مع اعتداءات الكيان الصهيوني ستشمل قريبًا جميع المناطق المحتلة التابعة له، إلى جانب قواعد الولايات المتحدة في المنطقة، وسيكون المعتدون هدفًا لرد إيراني حاسم وواسع النطاق”.
وأكد كبار القادة العسكريين في إيران أن المواجهة لن تقتصر على العمليات المحدودة التي وقعت ليلة الجمعة، مشيرين إلى استمرار الضربات الإيرانية التي ستتسم بالحدة والقوة، وتترك المعتدين في حالة ندم شديدة.
وكانت إيران شنت خلال الليلة الماضية وفجر السبت، ست موجات من الإطلاقات الصاروخية باتجاه إسرائيل من الشمال إلى الجنوب، ردًا على الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ يوم الجمعة 13 يونيو، واستهدف منشآت نووية وبنى تحتية عسكرية إيرانية، وأدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين والأمنيين والعلماء النوويين.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإيراني أن الهجوم الصاروخي القادم سيكون أوسع وأقوى بكثير، حيث يُتوقع إطلاق نحو ألفي صاروخ، وهو ما يزيد عشرين مرة عن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها في الهجمات السابقة.
بدورها، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، المحادثات النووية مع الولايات المتحدة بأنها أصبحت “غير ذات معنى” عقب الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق واسعة في إيران، فيما لا يزال القرار بشأن استمرار هذه المحادثات غير واضح.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، لوكالة “تسنيم”، بأن تصرف واشنطن جعل الحوار “بلا معنى”، متهماً الولايات المتحدة بالسماح لإسرائيل باستهداف الأراضي الإيرانية، وأضاف: “لا يمكنك ادعاء التفاوض وفي الوقت نفسه تقسيم العمل للسماح للنظام الصهيوني بتنفيذ هجوماته”.
وأشار بقائي إلى أن إسرائيل “نجحت في التأثير” على العملية الدبلوماسية، مؤكداً أن الهجمات الإسرائيلية ما كانت لتحدث دون موافقة أمريكية، في اتهام صريح للولايات المتحدة بالتواطؤ، وهو ما نفت واشنطن على لسان مسؤولين في مجلس الأمن الدولي، مؤكدين أن التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني “من الحكمة”.
وكان من المقرر أن تعقد الجولة السادسة من المحادثات النووية في مسقط يوم الأحد، لكن استمرارية الجولة باتت الآن في دائرة الشك، وسط تحركات دبلوماسية لمحاولة احتواء التصعيد.
بدورها، أعلنت “نجمة داوود الحمراء” الإسرائيلية مقتل اثنين وإصابة أكثر من 21 بجروح متفاوتة، بينهم ثلاثة في حالة حرجة، جراء سقوط صواريخ إيرانية على مدينة ريشون لتسيون جنوب تل أبيب، وأدى القصف إلى دمار واسع في أربعة مبانٍ سكنية، حيث لا تزال فرق الإنقاذ تحاول انتشال عالقين تحت الأنقاض وسط تحذيرات من إمكانية انهيارات إضافية.
وأظهرت صور ميدانية وأشرطة فيديو لحظة سقوط الصواريخ وسط أحياء سكنية، حيث تعرضت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، المدعومة بتقنيات متعددة الطبقات، لفشل في اعتراض الهجمات، ما تسبب بحالة من الهلع بين السكان.
كما استهدفت الضربات الصاروخية الإيرانية أيضاً مقر وزارة الحرب الإسرائيلية في منطقة كريات تل أبيب، ومبنى وزارة الأمن، مما أدى إلى أضرار مباشرة، حسب وكالة تسنيم الإيرانية، وسائل الإعلام العبرية وصفت حجم الإصابات والدمار بأنه فاق التوقعات، مع استمرار حالة الطوارئ في المستشفيات المركزية.
وفي ظل هذا التصعيد، وثق مقطع فيديو لحظة انهيار سيدة إسرائيلية بعدما دُمر منزلها الجديد بالكامل في تل أبيب جراء القصف الصاروخي، حيث قالت: “استلمت منزلي الجديد أمس، واليوم دمر بالكامل نتيجة القصف”، في تعبير مؤثر عن حجم الخسائر والصدمة التي تعيشها الأسر.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع انتشار مشاهد توثق الأضرار التي لحقت بمناطق سكنية متعددة، وسط تصاعد القصف الإيراني الذي استهدف تل أبيب وضواحيها.
ISRAELI: “I received my new house yesterday and it was destroyed today in the Iranian missile attack.” pic.twitter.com/fVjDRu2e6h
— Sulaiman Ahmed (@ShaykhSulaiman) June 13, 2025