الحوار قيمة عُمانية تعزز التعاون والتفاهم .. وركيزة للتنمية المستدامة
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
يعد الحوار وسيلة أساسية للتواصل بين الأفراد والمجتمعات، حيث يسهم في تعزيز التفاهم وبناء العلاقات الإيجابية، وفي سلطنة عُمان، يؤدي الحوار دورًا محوريًا في نجاح خطط ومشاريع المحافظات، إذ يُتيح للناس التعبير عن آرائهم ومقترحاتهم، مما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة، ومن خلال النقاشات البنّاءة، يمكن معالجة القضايا المختلفة بطريقة فعّالة، مما يؤدي إلى تطوير المشاريع وتحقيق التنمية المستدامة.
نضج فكري
يعرّف أحمد بن سعيد الشحري مساعد الرئيس بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية الحوار على أنه التخاطب والتحدث والأخذ والعطاء بين طرفين لتحقيق غاية ما وتأتي أهمية الحوار كونه وسيلة للتخاطب والنقاش والاتفاق بين طرفين للوصول الى توافق في وجهات النظر مضيفا وليكون الحوار مثمرا لابد أن يتحقق فيه عدة معايير وضوابط منها النضج الفكري لدى الطرفين والرقي في الحوار والنقاش وأن يكون كلا الطرفين على وعي بأهمية الحوار ومعرفه الهدف منه وغايته والاستماع للطرف الآخر وعلى المتحاورين ِالابتعاد عن التشنج والسلبية والشخصنة وللتغلب على الغضب في الحوار لابد من اتساع الصدر للغير والتقيد بآداب الحوار.
وأضاف الشحري بأن الحوار يتجلي فيه العمل الجماعي (التفكير والنقاش الجماعي) وهو وسيلة لكل نجاح كذلك التقيد التام بأخلاقيات الحوار يجعل المتحاورين على ثقه ببعضهم البعض أضف الى ذلك إذا كان هناك حرص من الطرفين على نجاح الحوار وأخذ ما اتفق عليه وترك نقاط الخلاف ولذلك نحن نعتني بالحوار لأنه وسيلة الى كل خير لكي نسمع من بعض ونقف في نفس المستوى من المشكلة نساند بعضنا البعض لتعم الفائدة في كل خير وندفع ما يمكن أن يكون له تأثير سلبي أو نتائج غير محمودة ونعتني بالحوار ايضا لأن الانسان لا يمكن أن يعيش وحيدا أو يواجه كل شي وحيدا سواء أكان ذلك على المستوى الشخصي أو الأسري أو المجتمعي ومن هنا تأتي أهمية التسلح بالحوار البناء وآدابه.
تبادل الأفكار
ويقول الشيخ حسن الزرافي أن الحوار هو وسيلة تواصل بين طرفين لمناقشة قضية معينة أو موضوع معين أو إشكالية معينة والهدف منه هو الوصول إلى نقطة التقاء بين الطرفين ومن فوائد الحوار هو تبادل الأفكار والآراء بين الأطراف للوصول إلى قناعات كل طرف ويكون وسيلة اتصال ناجحة إذا كان يخلو من التعصب وشخصنة المواضيع ويجب الاعتناء بالحوار لأنه وسيلة حضارية وهو متجذر في تاريخنا الإسلامي والعربي .
وسيلة حضارية
وقال الشاعر المهندس زيد بن صالح الشحي "أن الحوار هو تبادل للآراء والأفكار بين طرفين في سياق معين ونظام معين يطرح كل طرف من خلاله فكرة وقناعاته وحلوله بشكل هادئ وودي وبشكل منظم وإن اختلفت وجهات النظر وإن اختلفت الآراء مما يثري الموضوع المتحاور عليه ويفتح آفاقا جديدة و زوايا مختلفة تتضح من خلالها النقاط الجوهرية للوصول إلى صورة اوضح وقناعة اقرب للحقيقة وعلى المتحاورين التزام الحيادية دون اي تعصب ودون شخصنة وان اختلفت المواقف وأن يكون الحوار بناء على الود بين الطرفين فالحوار في أصله وسيلة حضارية غايته أن يلملم ما تبعثر من آراء وأن كانت متناقضة في فرعياتها بحيث يكون مبنيا على ثوابت مشتركة وصولا إلى غايته الحقيقية وهي الخروج بنظرة شاملة وأرضية صلبة يبنى عليها تعاونا حقيقيا وصولا إلى أهداف مشتركة وان اختلفت الأساليب ."
وسيلة لغوية
وتقول مكية بنت حسن الكمزارية مديرة مدرسة "أن الحوار وسيلة لغوية لتبادل الآراء والأفكار بين أطراف متعددة وهو نوع من التواصل اللغوي الراقي بين البشر وهو لا يهدف إلى الوصول لمنطقة اتفاق بحجم ما يهدف إلى احتواء اختلاف الآخرين كما نص على ذلك القران الكريم ويكون الحوار مثمرا اذا كانت الأطراف تحترم الأفكار وتتقبل الاختلاف" وتضيف الكمزارية "أن الحوار ليس ساحة حرب يخسر فيها طرف وينتصر آخر إنما هو وسيلة بشرية راقية لتقبل الفكر والفكر الآخر بروح عالية من الاحترام والاحتواء وتبادل الأفكار وبيان وجهات النظر."
وأشارت إلى أن مقاطعة الافكار وعدم احترام الأطراف وخروج الحديث الى التجريح والتقليل من الطرف الآخر والخروج عن هدف الحوار لتحقيق أهداف أخرى كالسخرية والاستهزاء وتصغير الآخرين وتؤكد بأننا نتحاور لنتعرف على رؤى بعضنا البعض ونتقبل اختلافاتنا وحول كيفية الوصول الى الحوار الناجح وان يكون وسيلة اتصال ناجحة قالت إذا كانت الاطراف على مستوى واحد من التميز والاحتواء والاحترام والتقبل فالحوار الوسيلة الأرقى للتواصل البشرى وبه ترتقي الأسر وبه تتعارف الأجيال .
تبادل للمعلومات
ويضيف المهندس محفوظ بن عبدالله محمد الشحي قائلا" الحوار هو أداة أو طريقة تواصل وتبادل للمعلومات والخبرات بين الأفراد او المجتمعات من أجل التغيير والرقي والتطوير والإبداع والابتكار والوصول لأهداف تتوافق مع ما يعود بالنفع على المتحاورين ومن هو مهتم بموضوع الحوار ليكون لها نتائج إيجابية يستفاد منها ويكون الحوار مثمرا اذا تجمعت فيه جملة من الشروط منها أهمية موضوع الحوار مدى المام المتحاورين بالموضوع واطلاعهم وثقافتهم وخبراتهم ومؤهلاتهم، إضافة الى موقع الحوار والزمن المناسب والأدوات المصاحبة للحوار من الأدلة والاثباتات والتطبيق الفعلي والعملي لما تم الاتفاق عليه بين أطراف الحوار وقد يكون بعض الحوارات غير مرغوبة او تغضب المتحاورين وبالأخص المتعلقة بشخص الإنسان وخصوصياته او الحوارات التي لا تعود بالنفع على المجتمع والتي قد تؤدى إلى الفرقة والخلاف او النقاشات الحادة التي تخلو من التقدير والاحترام من غير المتطلعين وغير المتخصصين في مجال الحوار ذاته."
ينمي الشخصية
وتقول أسماء بنت محمد علي الشحية موظفة بوزارة العمل عن الحوار "أن الحوار هو تبادل الأفكار والآراء بين طرفين أو أكثر بأسلوب هادئ ومبني على الاحترام بهدف الوصول إلى فهم مشترك أو حل مشكلة أو تعزيز العلاقات الاجتماعية وهو أداة أساسية للتواصل الفعّال حيث يساعد الأفراد على التعبير عن آرائهم وأفكارهم بطريقة منظمة ومفهومة وأضافت بأن الحوار هو الجسر الذي يصل بين العقول والقلوب وهو الوسيلة التي نتواصل بها لفهم بعضنا البعض إنه ليس مجرد تبادل كلمات بل هو تفاعل يحمل في طياته الاستماع والتعبير عن الأفكار باحترام وتكمن أهمية الحوار في تعزيز التفاهم وتقوية العلاقات وحل الخلافات بطريقة حضارية." وأضافت نتحاور لأننا لا نعيش بمفردنا ولأن لكل شخص وجهة نظر تستحق أن تُسمع الحوار يساعدنا في الوصول إلى حلول وسط، ويفتح لنا آفاقًا جديدة من المعرفة كما أنه وسيلة لبناء الثقة والتواصل الفعّال مع الآخرين وحول فوائد الحوار تضيف أسماء الشحية بأن الحوار الجيد يجعل الحياة أسهل فهو يساعد في حل المشكلات ويقلل من سوء الفهم ويجعل العلاقات أكثر قوة كما أنه ينمي الشخصية ويجعل الإنسان أكثر وعيًا وتقبّلًا لآراء الآخرين والأهم من ذلك أنه يعزز بيئة قائمة على الاحترام والتعاون ويكون الحوار ناجحا عند الاستماع الجيد واختيار الكلمات المناسبة واحترام الطرف الآخر عندما نتحدث بوضوح وبدون تجريح ونترك مساحة للطرف الآخر ليعبر عن رأيه يصبح الحوار أداة فعّالة للتواصل وبناء علاقات متينة وهذا يؤدي إلى نتائج إيجابية .
صيغة توافقية
ويعرف خالد بن محمد علي الشحي الحوار من وجهة نظره بأنه اجتماع شخصين أو أكثر لمناقشة موضوع شخصي أو عائلي أو مجتمعي أو اقتصادي أو أي موضوع لتقارب وجهات النظر ونقاش المقترحات من كل المجتمعين للخروج بصيغة يجتمع عليها الكل وتكون نتاج الحوار المتبادل بينهم مما ينتج عنه حل أو صيغة توافقيه يتم الاتفاق عليها ويكون الحوار مثمرا بفتح مجالات أكبر ورؤية متوسطة من المقترحات التي تنتج وهو يختلف عن الحوار بالغضب حيث يتمسك البعض برأيهم وعدم الاخذ برأي الآخرين والتقليل من النقاط والحلول المطروحة.
منصة للتعبير
وتضيف فاطمة بنت سعيد الحوسنية معلمة لغة عربية أن الحوار هو الوسيلة التي نتبادل من خلالها الأفكار والمشاعر والآراء بشكل يُبنى على الاحترام المتبادل والتفاهم العميق إنه العملية التي تجعلنا نستمع للآخرين ونتعلم من تجاربهم مما يساهم في بناء جسور الثقة والتعاون في المجتمع وتقديم منصة للتعبير عن الذات وإيجاد حلول للنزاعات والخلافات ولكي يكون الحوار مثمرًا، يجب أن يتسم بالصدق والاستماع الفعّال و تركيز كل طرف على فهم وجهة نظر الآخر دون التشويش أو الانفعال مما يساعد في تحويل النقاش إلى تبادل بناء للأفكار بدلاً من الانجرار إلى الجدل العقيم.
وأضافت الحوسنية أن في كثير من الأحيان يُثار الغضب أثناء الحوار عندما نشعر بعدم الاحترام أو عندما يساء فهمنا لكن بالإمكان تفادي ذلك عبر التحكم في العواطف والتوقف لحظة لإعادة تقييم الموقف، واختيار كلمات تُعبّر عن مشاعرنا بوضوح وأضافت نحن نتحاور لأننا بطبيعتنا بشر متعطشين للتواصل والتعلم فالحوار يُتيح لنا تبادل الخبرات واكتساب معارف جديدة وفهم الاختلافات التي تجعل من كل فرد قصة فريدة تستحق الاستماع وفي رأيي يُعتبر الحوار وسيلة اتصال ناجحة لأنه يُمكّننا من تجاوز العقبات التي قد تخلقها الاختلافات والتباينات في الآراء.
توصيل معلومة
ويقول عبدالسلام بن حسن الكمزاري موظف بوزارة البيئة" أن الحوار يكون مثمر اذا اتفق الطرفين على الرد الكافي والحوار يكون ما بين طرفين وربما أكثر وتكمن أهميته في تبادل الإجابات والآراء والأفكار أثناء المناقشة وما يغضبني في الحوار عندما تكون المداخلة خارج نطاق الحوار فيكون محور الحديث في واد والمناقشة في واد آخر كما ينبغي أن يكون هناك متسع من الوقت للنقاش في الرد دون مقاطعه، فالحوار الناجح فيه اكتساب للمعلومات وتوصيل المعلومة للمجتمع المستمع وللمحاور وبذلك يكون الحوار أكثر استفادة ونجاحه يؤدي إلى انهاء الخلاف وينبغي أن نتفهم بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية."
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تبادل الأفکار أن الحوار هو یکون الحوار وجهات النظر بین طرفین الحوار ا أن یکون
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي:مصر والجزائر تتعاونان في الأبحاث البترولية والتنمية المستدامة
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية توطيد العلاقات العربية، وتعزيز أواصر الشراكة في مجالات البحث العلمي والابتكار، موضحًا أنها جسور حقيقية لتبادل الخبرات، ودفع عجلة التنمية، ومواجهة التحديات المشتركة في مختلف القطاعات، وبالأخص قطاع الطاقة الذي يعد عصب التنمية المستدامة، مُثمنًا التركيز على ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة، وهو ما يتوافق مع إستراتيجية الوزارة لتمكين شباب الباحثين من تحويل أفكارهم إلى مشاريع تنموية ملموسة، وبناء اقتصاد معرفي قائم على البحث العلمي.
وفي هذا الإطار، وقَّع معهد بحوث البترول وجامعة قاصدي مرباح – ورقلة الجزائرية، بروتوكول تعاون مشترك؛ لتعزيز الشراكة في المجالات البحثية والعلمية المتعلقة بصناعة البترول والطاقة، وتم التوقيع بحضور الدكتور محمود رمزي القائم بأعمال مدير معهد بحوث البترول، والبروفيسور محمد الطاهر حليلات، رئيس الجامعة، ومثلت الدكتورة كلثوم مدقن الجانب الجزائري في إتمام الإجراءات.
نصت أبرز محاور الاتفاقية على تبادل الخبرات البحثية والعلمية بين الطرفين، وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة، فضلًا عن التعاون في مجال ريادة الأعمال ودعم الشركات الناشئة في القطاع البترولي، وتنفيذ المشاريع البحثية المشتركة التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وأكد الجانبان أن هذه الشراكة تأتي انطلاقًا من الرغبة في مواكبة التحديات الاقتصادية والبيئية، وتعزيز القدرات البحثية لكلا البلدين في مجال الطاقة.
كما أعرب الدكتور محمود رمزي والدكتورة كلثوم مدقن عن سعادتهما بهذا التعاون، مشيرين إلى أنه سيسهم في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات العلمية والصناعية.
وفي ختام الزيارة، تم تبادل الدروع التذكارية تكريمًا للجهود المبذولة من كلا الجانبين، بما يعكس التزامهما بتعزيز التعاون العلمي بين مصر والجزائر.