يدرك كل والد ووالدة مدى صعوبة مسؤولية تربية طفل صغير، فبين الرعاية المستمرة والتوجيه الدائم والتأديب المتوازن، قد يجد الكبار أنفسهم عرضة للانفعال الزائد، والتوتر المفرط، والشعور بالإرهاق.

لماذا قد يشعر الآباء بالتحفُّز تجاه أطفالهم؟

بشكل أساسي، تعاني الشخصية المفرطة الحساسية من سهولة الوقوع في أزمة سرعة التحفُّز تجاه الطفل.

وتُعد تلك الحساسية سمة مزاجية فطرية تؤثر على ما يصل إلى 20% من الأشخاص حول العالم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبراء يحذرون: لا تقدموا هذه المشروبات لأطفالكمlist 2 of 2دراسة: الأمهات الجدد يحتجن لساعتين من التمارين أسبوعياend of list

في هذه الحالة، يصبح الجهاز العصبي شديد الحساسية تجاه المؤثرات البيئية المحيطة، سواء كانت بصرية أو سمعية. ويحدث الإفراط في التحفُّز تجاه الطفل -نتيجة التحميل الحسي الزائد على الشخص البالغ- عندما تعمل الحواس الخمس بشكل مفرط في استقبال كل التفاصيل من مشاهد وأصوات وروائح ولمسات ومذاقات مرتبطة بدور الأبوة أو الأمومة. ومع الوقت، يتجاوز هذا التدفق الحسي قدرة الدماغ على المعالجة والتفاعل، خصوصًا لدى من يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط التشتت أو القلق المزمن.

وبحسب خبراء الصحة النفسية، فإن الآباء والأمهات الذين يمرون بهذه الحالة من فرط التحفُّز والانفعال، يصبحون أكثر عرضة للانفجار العاطفي والتصرف بعصبية تجاه أطفالهم، مهما كانت أعمارهم صغيرة. كما تشير الدراسات إلى أن هذه الفئة من الآباء معرضة بشكل أكبر للإصابة بالاحتراق النفسي.

إعلان

ومن أبرز أسباب المعاناة من التحفُّز المفرط، التعرُّض للعوامل التالية:

1- الإفراط في التلامس الجسدي

يُعد الشعور بفقدان الخصوصية الجسدية من أبرز محفزات التحفُّز الزائد، حيث تشعر الأم أحيانًا وكأنها لم تعد تملك جسدها لنفسها. ووفقًا لأخصائية الصحة النفسية رينيه جوف، فإن "الأطفال دائمًا ما يحتاجون إلى القرب الجسدي من أمهاتهم، سواء من خلال الرضاعة (الطبيعية أو الصناعية)، أو بالحضن والتدليل والهدهدة المستمرة".

2- المهام لا تنتهي أبدا

يشعر كثير من الآباء والأمهات بأنهم لا يحصلون على أي فترات راحة حقيقية، فمسؤولية رعاية الطفل مستمرة على مدار الساعة، ما يجعلهم في حالة تأهب دائم لتلبية الاحتياجات، الأمر الذي يُسبب إرهاقًا عاطفيًا وجسديا شديدا.

الجميع يحتاج إلى لحظات خاصة لاستعادة الهدوء والتوازن، لكن هذه اللحظات قد تبدو بعيدة المنال للوالدين. فحتى عندما ينام الطفل، يبقى الوالدان متأهبَين لاحتمال استيقاظه المفاجئ بسبب بكاء أو مرض، مما يجعل الراحة أمرا نادرا.

القيام بعدة مهام يشتت الانتباه ويستنزف الطاقة الحسية، مما يقلل قدرتك على التفاعل مع أطفالك (شترستوك) 3- الضوضاء المتواصلة

يمتلك العقل البشري قدرة محدودة على معالجة المعلومات الحسية، لذلك فإن التعرض المستمر للأصوات المزعجة يمكن أن يُضعف التركيز ويعيق التفكير بوضوح. تخيلي أنك تسمعين في اللحظة ذاتها صوت الغسالة، والماء يغلي على الموقد، ورنين إشعارات الهاتف، وبكاء الطفل، وأصوات اللعب أو الجدال بين الأطفال، كل هذه المؤثرات تشكل عبئا حسيا مرهقا، ويصبح من الصعب على دماغك أن يحدد بسرعة ما يجب التركيز عليه، مما يؤدي إلى شعور بالإرهاق والانزعاج.

4- الفوضى المتكررة

وجود الأطفال الصغار غالبًا ما يعني بيئة مليئة بالفوضى: ألعاب مبعثرة، ملابس غير نظيفة، فتات طعام على الأرض أو الأريكة. كل ذلك وأنتِ لا تملكين الطاقة الكافية لترتيب كل شيء. لكن مجرد رؤية هذه الفوضى قد يولّد لديك إحساسًا بالإحباط أو حتى الذنب، وكأنها تذكرة مستمرة بكل ما لم يُنجز بعد.

إعلان

هذا التراكم في التفاصيل الصغيرة يضيف عبئًا ذهنيًا إضافيًا، ويُسهم في استنزاف طاقتك النفسية والعاطفية، مما يزيد من احتمالية الشعور بالتحفُّز المفرط والتوتر.

5- الحركة الدائمة والجهد المستمر

تربية الأطفال مهمة شاقة جسديا، خاصة إذا كان الطفل يعاني من صعوبات في النوم أو يمر بتغيرات جسدية تؤثر على مستوى طاقته وانفعالاته، ما قد يترك للأب والأم خصوصا طاقة قليلة للأنشطة أو المسؤوليات الأخرى.

وقد يعاني الأبوان اللذان يعملان لساعات طويلة، أو يؤديان مهام متكررة، أو يشاركان في أنشطة شاقة، من إرهاق جسدي وألم عضلي مزمن، مما يساهم في الشعور بالإفراط في التحفيز والتحفُّز تجاه الطفل.

6- وسائل التواصل الاجتماعي

في عصرنا الحالي، هناك كم هائل من المعلومات التي نتلقاها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأجهزتك الإلكترونية مثل هاتفك، وحتى ساعتك الذكية، وسيلة للآخرين للوصول إليك باستمرار عبر الإشعارات والمكالمات والرسائل النصية. ولكن يذكرك كل رنين أو تنبيه بشيء آخر يُفترض بك فعله، أو الرد. هذا بالطبع بخلاف الصورة النمطية غير الواقعية للأمومة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قد تعرضك للضغط النفسي والذهني وتهددك بالاكتئاب والقلق المزمن.

الحياة مليئة بالانشغالات، خاصة مع وجود أطفال. لذا يُنصح بتقليل الأنشطة قدر الإمكان (شترستوك) خطوات التعامل مع التحفّز المفرط تجاه أطفالك

تقليل الالتزامات الجانبية: الحياة مليئة بالانشغالات، خاصة مع وجود أطفال. لذا يُنصح بتقليل الأنشطة قدر الإمكان. هذا قد يمنحك مساحة لإعادة شحن طاقتك، وتنظيم مشاعرك، وإراحة نظامك الحسي.

معضلة تعدد المهام: القيام بعدة مهام يشتت الانتباه ويستنزف الطاقة الحسية، مما يقلل قدرتك على التفاعل مع أطفالك. لذا، عند إنجاز أي مهمة، اتركي مساحة للمقاطعات المفاجئة لتخفيف الضغط وتقليل الإرهاق الحسي.

الوقت المستقطع: من الضروري تخصيص لحظات هادئة لنفسك، حتى لو كانت ساعة في غرفتك أو في الهواء الطلق، لإعادة شحن طاقتك.

إعلان

السماعات العازلة للضوضاء: قد يصل صوت بكاء الطفل إلى 120 ديسيبلًا (قريبة من شدة ضوضاء الطائرة عند الإقلاع)، لذا فإن استخدام سماعات تقلل الضوضاء قد يساعدك على تقليل التحفّز الحسي والإجهاد.

الرعاية الذاتية: الاهتمام بنفسك ليس رفاهية. كآباء وأمهات، قد نشعر بالذنب تقريبًا لتخصيص وقت لأنفسنا. ولكن من الأولويات الرئيسية ضمان رعايتك لنفسك لتجنب مشاعر التوتر والإرهاق والتحفّز المفرط تجاه صغارك. بعدها، ستشعر بمزيد من الانتعاش والقدرة على التحمُّل.

ضعي هاتفك جانبا: يمكن أن تكون التكنولوجيا مساعدا كبيرا للوالدين، خاصة للمساعدة في مكافحة مشاعر العزلة وتحقيق المزيد من الاتصال بالعالم الخارجي.  المشكلة هي أنها قد تكون ضارة وترتبط بالإجهاد الحسي الزائد الذي يدفعك للمعاناة من فرط التحفّز.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ز المفرط التحف ز ز تجاه

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس القيادة من عدن: الأولوية لاستعادة مؤسسات الدولة وبنائها وتخفيف معاناة المواطنين

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / سبأنت:

عاد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة المؤقتة عدن، في اعقاب مشاورات مستمرة مع الأشقاء، والاصدقاء، والشركاء الإقليميين والدوليين، بشأن مستجدات الأوضاع الوطنية والاقليمية، وسبل دعم مسار الإصلاحات الشاملة في البلاد.

وفي تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ)، جدد فخامة الرئيس التهاني والتبريكات إلى جماهير الشعب اليمني في الداخل والخارج، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، قائلا ان هذا اليوم الخالد سيظل رمزا لواحدية الارادة الوطنية، والمصير المشترك، ومصدر إلهام للأجيال في بناء دولة العدالة، والمواطنة المتساوية.

وأكد فخامته أن المعركة الوطنية هي اليوم امتداد لملحمة أكتوبر الكبرى، في مواجهة مشروع الإمامة والانقلاب، مهيبا بجميع القوى والمكونات السياسية توحيد الكلمة، وبدء مرحلة جديدة من العمل البناء، والتركيز على اولوية استعادة مؤسسات الدولة، وتخفيف معاناة المواطنين التي فاقمتها المغامرات الطائشة للمليشيات الحوثية الارهابية المدعومة من النظام الايراني.

وأشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بجهود الحكومة، والبنك المركزي في تنفيذ مصفوفة الإصلاحات الشاملة، وتحقيق مؤشرات ملموسة في الاستقرار النقدي، مؤكداً أهمية استكمال هذا المسار بروح الفريق الواحد، والتنسيق والانسجام المؤسسي، خدمة للمواطنين، وتعزيز الثقة مع مجتمع المانحين على المستويات كافة.

كما عبّر فخامة الرئيس عن عظيم الامتنان للأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، على دعمهم المستمر لمسار الإصلاحات، وتدخلاتهم الإنسانية والانمائية في مختلف المجالات، مؤكداً أن مواقفهم ستظل ركيزة أساسية في مسيرة اليمن نحو السلام والاستقرار، واعادة الاعمار، والبناء.

واشاد رئيس مجلس القيادة بالمكاسب التي تحققت خلال الفترة الماضية على صعيد تعزيز المركز القانوني للدولة في العاصمة المؤقتة عدن، بما في ذلك نقل المراكز المالية، ومقرات المنظمات الدولية، وزيادة الاعتمادات الدبلوماسية، ومضاعفة الضغوط على المليشيات الارهابية، وتجفيف مصادر تمويلها، وتسليحها.
 

مقالات مشابهة

  • يوفنتوس يخطط لاستعادة بريقه بصفقة كيسيه من الأهلي السعودي
  • كيف تحافظين على أسنان طفلك منذ ظهورها الأولى؟
  • محافظ عدن يؤكد استمرار روح ثورة 14 أكتوبر ويدعو لاستعادة الأراضي اليمنية المحتلة
  • رئيس مجلس القيادة من عدن: الأولوية لاستعادة مؤسسات الدولة وبنائها وتخفيف معاناة المواطنين
  • مركز بحوث "إعلام القاهرة" يعقد ندوة حول تعزيز الوعي الرقمي للمرأة
  • جابر في واشنطن: خطة متكاملة لاستعادة الثقة بالقطاع المصرفي
  • وكيل أفريقية النواب: شرم الشيخ منصة العالم لاستعادة الحقوق الفلسطينية
  • شاب يقاضي خطيبته السابقة لاستعادة هدايا الخطوبة بالسعودية
  • قمة شرم الشيخ | مصر ترسم ملامح سلام جديد.. وترامب أمام اختبار لاستعادة ثقة العرب
  • الطفل الثاني في العائلة.. دراسة تكشف سر المشاغب الدائم